يمكن وصف الأميركي روبرت كارو (83 عاماً) بأنه «الصحافي العجوز»، فهو أكبر صحافي أميركي غير متقاعد. وأكثر من هذا، ما يزال غزير الإنتاج. وقد اشتهر كارو بصمته، فهو لم يتحدث قط لوسائل الإعلام، عدا مرة واحدة في الشهر الماضي، عندما نشر هذا الكتاب عن حياته، وقال إنه فعل ذلك لأن زوجته ألحت عليه أن يفعل «لأني على حافة القبر، ويمكن أن أموت في أي يوم، كما قالت لي». وهو لا يزال يكتب بيده على ورق أصفر، وإذا لم يجد الأصفر، فعلى ورق أبيض، لسبب ما.
ويتكون الكتاب من 207 صفحات، وجاء بعنوان: «أعمل، أبحث، أقابل، أكتب»، ومن فصوله: «روبرت موس»، و«ليندون جونسون»، و«نابليون»، و«اقرأ»، و«اصمت»، و«راجع».
و«روبرت موس» من العمالقة الذين بنوا مدينة نيويورك في منتصف القرن الماضي، و«ليندون جونسون» كما هو معروف الرئيس الأميركي بين عامي 1963 و1968.
ولكن لماذا نابليون؟ يقول إن زوجته كانت قد اقترحت عليه ذلك. وحتى يحققا حلمها، قررا أن يسافرا إلى فرنسا، وأن يعيشا هناك حتى يكمل الكتاب.
أما القسم الثاني من هذا الكتاب الصغير، ففيه نصائح إلى زملائه الصحافيين:
نصيحة أولى: «اصمت»: لا تتكلم كثيراً في أثناء المقابلة الصحافية، ودع الشخص الذي تقابله يتكلم كثيراً.
نصيحة ثانية: «اقلب الصفحة»: ربما إذا قلبت صفحة أخرى في كتاب، أو تقرير، ستجد معلومات مهمة. لا تكن كسولاً، ولا تستعجل «لأن العمر طويل».
نصيحة ثالثة: «راجع»: احذر من القارئ؛ لن يغفر لك خطأً صغيراً «سخيفاً»، ولن يشفع لك كل الجهد الذي بذلته.
وتحدث كارو عن نفسه مرة واحدة، عندما شرح سبب إسهال الكتابة عنده، حيث قال إنه يكتب كثيراً لأنه يعيش (مع زوجته) في المكان الذي توجد فيه الوثائق التي يريدها، بدلاً من أن يقضى أسبوعاً أو أسبوعين في فندق، ويزور مكان الوثائق ثم يعود.
لهذا، باع منزله في نيويورك، واشترى منزلاً في أوستن (ولاية تكساس)، بالقرب من مكتبة الرئيس جونسون التذكارية.
وقال إنه عندما دخل المكتبة أول مرة، أصابه حقيقة «إسهال»، إذ وجد 40 ألف صندوق وثائق، فيها أكثر من 32 مليون صفحة؛ أحس بأنه سيكتب عن جونسون أكثر مما كتب عن موسيس.
وكان قد كتب 1.244 صفحة عن موسيس، بينما كتب حتى الآن 3.550 صفحة عن جونسون.
واعتذر في مقدمة كتاب موسيس، ليس عن طول الكتاب، ولكن لأن الناشر حذف ما كان سيساوي 600 صفحة إضافية (قدم إلى الناشر، بعد بحث استمر 10 سنوات، ومقابلة 522 شخصاً، مسودة كتاب من 700 ألف كلمة، وحذف منها الناشر 350 ألف كلمة).
واعتذر كارو أيضاً في مقدمة أول كتاب عن جونسون، وذلك لأن الكتاب يتكون من 960 صفحة، واضطر لأن يختصره لأن الناشر حذره من الإطالة (قدم مسودة من 1.500 صفحة).
وغطى الكتاب الأول فقط الثلاثين عاماً الأولى من عمر جونسون (حتى دخل الكونغرس في مجلس النواب). وصار واضحاً أن كارو لن يقدر على أن يغطى كل حياة جونسون في كتاب واحد، أو كتابين، أو ثلاثة كتب، أو حتى أربعة كتب.
وقال في مقدمة هذا الكتاب الأخير إن سنوات جونسون في البيت الأبيض (5 سنوات) ستحتاج إلى خمسة كتب إضافية، وإنه مصمم على أن يفعل ذلك. وسيبدأ بدور جونسون في حرب فيتنام. ولهذا، ينوي أن يسافر ليكتب من هناك. وتوقع أن يتكون الكتاب من 1.500 إلى 2.000 صفحة (إذا سمح له الناشر بذلك، وإذا لم يصبه ما يمنعه من البحث والكتابة).
وتندر تعليق في صحيفة «يو إس إيه توداي» عن كارو بأنه سيحتاج إلى عشرة كتب أخرى، يتكون كل كتاب منها من 10 آلاف صفحة.
ومنذ أن كان كارو طالباً في جامعة برينستون (دخلها في عام 1953)، اشتهر بأنه «الكاتب السيّال». وحتى في أبحاثه الجامعية، كتب أطروحة نهاية دراسته الجامعية عن «الوجودية في روايات أرنست همنغواي» من 20 ألف كلمة، فاضطرت الجامعة إلى وضع حد أقصى لأطروحات طلاب السنة النهائية.
وعندما كان صحافياً في صحيفة «نيوز داي»، في نيويورك، كتب تقريراً من 25 ألف كلمة عن فساد في بناء جسر. لا بأس، كان بطل التحقيق هو موسيس، وكان هذا بداية كتاب كارو عن موسيس (وكانت مسودة الكتاب تتكون من 700 ألف كلمة).
7:57 دقيقة
روبرت كارو: القارئ لن يغفر لكم خطأً صغيراً «سخيفاً»
https://aawsat.com/home/article/1761206/%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%B1%D8%AA-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A6-%D9%84%D9%86-%D9%8A%D8%BA%D9%81%D8%B1-%D9%84%D9%83%D9%85-%D8%AE%D8%B7%D8%A3%D9%8B-%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%C2%AB%D8%B3%D8%AE%D9%8A%D9%81%D8%A7%D9%8B%C2%BB
روبرت كارو: القارئ لن يغفر لكم خطأً صغيراً «سخيفاً»
«الصحافي العجوز» يوجه نصائحه لزملائه
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
روبرت كارو: القارئ لن يغفر لكم خطأً صغيراً «سخيفاً»
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة