النص الكامل لرسالة غوتيريش إلى مجلس الأمن حول «الحديدة» والمراقبين

الأمين العام للأمم المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة
TT

النص الكامل لرسالة غوتيريش إلى مجلس الأمن حول «الحديدة» والمراقبين

الأمين العام للأمم المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة

حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من رسالة تحتوي تلخيصاً قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن، حول تطبيق اتفاقية الحديدة.
وفيما يلي نص الرسالة التي بعث بها الأمين العام بتاريخ 10 يونيو (حزيران) 2019:
طلب مجلس الأمن، بموجب قراره رقم (2452) لعام 2019، تقديم مراجعة لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، وذلك خلال 5 شهور من تاريخ اعتماد القرار. ولقد تأسست البعثة السياسية الخاصة بما يتفق مع الفقرة الأولى من القرار نفسه، وهي موجهة لدعم تنفيذ اتفاق مدينة الحديدة وموانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، على النحو المنصوص عليه في اتفاق استوكهولم - والمعمم تحت الوسم (S-2018-1134)، لفترة زمنية مبدئية تبلغ 6 شهور كاملة اعتباراً من 16 يناير (كانون الثاني) لعام 2019.
ولقد قرر مجلس الأمن كذلك أنه لتوفير الدعم للأطراف المعنية من حيث تنفيذ التزاماتهم بما يتفق مع اتفاق الحديدة، فإنه تنبغي مباشرة التفويض على النحو التالي:
(أ)... قيادة ودعم أعمال لجنة تنسيق إعادة الانتشار، بمساعدة من الأمانة العامة وموظفي الأمم المتحدة، في الإشراف على وقف إطلاق النار على نطاق المحافظة بأكملها، وإعادة انتشار القوات، وعمليات إزالة الألغام.
(ب)... رصد امتثال الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وإعادة انتشار القوات بصورة متبادلة في مدينة الحديدة، وموانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى.
(ج)... العمل مع الأطراف المعنية بهدف ضمان الأمن في مدينة الحديدة، وموانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى من قبل قوات الأمن المحلية وبما يتفق مع القانون اليمني.
(د)... تيسير وتنسيق دعم الأمم المتحدة لمساعدة الأطراف المعنية على التنفيذ الكامل لاتفاق الحديدة.
بعد مرور 6 شهور على وساطة الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق استوكهولم بين الحكومة اليمنية والحركة الحوثية، وبعد مرور 5 شهور منذ تاريخ صدور القرار رقم 2452 لعام 2019، لا تزال الأوضاع في الحديدة محور اهتمام التطورات الجارية في اليمن.

إنشاء آلية لجنة تنسيق إعادة الانتشار
كما ورد في رسالتي المؤرخة 28 ديسمبر (كانون الأول) لعام 2018، بشأن حالة تنفيذ القرار رقم 2452 لعام 2019، تحت الوسم (S-2018-1173)، عملت الأمم المتحدة مع الأطراف المعنية بغرض إنشاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار على النحو المتوخى في القرار. وتضم هذه الآلية ممثلين مختارين، وموظفين منتسبين من كل طرف من الأطراف المعنية تحت قيادة رئيس البعثة على اعتبار دوره رئيساً للجنة المذكورة. وبناء على هذا العمل المبدئي والمنفذ بواسطة الفرق المتقدمة (1) والمكلفة من قبل مجلس الأمن الدولي، ركزت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة على بذل الجهود الكبيرة لبناء العلاقات وإرساء أسس الثقة بين الأطراف المعنية لضمان فاعلية لجنة تنسيق إعادة الانتشار باعتبارها آلية للتشاور ووقف التصعيد. وتحقيقاً لهذه الغاية، ومنذ أواخر ديسمبر (كانون الأول) لعام 2018، نجحت الأمم المتحدة في عقد 4 اجتماعات مشتركة للجنة تنسيق إعادة الانتشار بهدف مناقشة والاتفاق على أساليب مراقبة وقف إطلاق النار، وإعادة انتشار القوات بصورة متبادلة، وتشكيل قوات الأمن المحلية، في حين واصلت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة مراقبة امتثال الأطراف المعنية لاتفاق الحديدة، وتوفير الدعم السياسي، والوساطات، والدعم العملاني إلى لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وإلى رئيس اللجنة.
ثبت لدينا أن التوصل إلى اتفاق شامل بشأن كل جوانب الأنشطة ذات الصلة يشكل تحديات راهنة لا سيما في ظل تراجع الأطر الزمنية المتوخاة سلفاً بشأن اتفاق الحديدة. غير أن الأطراف اليمنية المعنية قد أقرت بأن الأطر الزمنية من الرؤى الطموحة ووافقت على مراجعتها وتنقيحها بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وأكدت الأطراف المعنية التزامها بتنفيذ اتفاق الحديدة.
منذ إنشاء بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، كان هناك اجتماعان مشتركان للجنة تنسيق إعادة الانتشار في الفترة من 3 إلى 6 فبراير (شباط) لعام 2019(2)، وفي الفترة من 16 إلى 17 فبراير لعام 2019(3)، بالإضافة إلى مشاركة ثنائية موسعة ومكثفة من قبل رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار مع الأطراف المعنية بغية الاتفاق على أساليب إعادة انتشار وتشكيل قوات الأمن المحلية المكلفة بتأمين المدينة، والموانئ الثلاثة المذكورة، وذلك بمجرد استكمال عمليات إعادة الانتشار. والنتيجة التراكمية لهذه الأنشطة، كانت أن وافقت الأطراف المعنية على إطار المرحلة الأولى من إعادة انتشار القوات من الموانئ الثلاثة المطلة على البحر الأحمر، والمرافق الإنسانية الحيوية. وشهدت هذه العملية مشاركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لمفهوم العمليات التفصيلية بالنسبة للمرحلة الأولى مع الأطراف المعنية اعتباراً من 21 مارس (آذار) لعام 2019، الذي تم الاتفاق بشأنه في خاتمة المطاف بتاريخ 14 أبريل (نيسان) لعام 2019.
وبالنظر إلى وضع الطرفين الذي يقضي بعدم وجود فجوة بين تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية، عملت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) على صياغة مقترح للمرحلة الثانية من شأنه أن يؤدي إلى نزع السلاح من مدينة الحديدة. وقد شاركت البعثة الأممية المسودة الأولى من مفهوم العمليات التفصيلي الخاص بالمرحلة الثانية مع الطرفين في 21 أبريل 2019. ولا تزال المشاورات مستمرة من أجل الانتهاء من تلك الخطة. ويعد قوام قوات الأمن المحلية للمرحلة الثانية من الأمور المهمة بالنسبة إلى تنفيذ المرحلة الثانية، نظراً لأن الوضع يتعلق بمسائل سياسية أوسع نطاقاً، يتولى مبعوثي الخاص تيسير المفاوضات بين الطرفين بغية التوصل إلى اتفاق بشأن هذا الأمر المهم، وهو الذي سيتم تنفيذه من خلال لجنة تنسيق إعادة الانتشار بدعم من البعثة المذكورة.
وفي إطار عقد اجتماعات مشتركة للجنة واجتماعات ثنائية مع الحكومة اليمنية طلب ممثلو لجنة تنسيق إعادة الانتشار من البعثة الأممية إدارة عمليات عبور معقدة على خطوط المواجهة تم تيسيرها من جانب الطرفين. وللأسف حدثت عدة وقائع في مرات مختلفة أو تم زعم حدوثها أثناء عملية العبور، وهو ما أدى في النهاية إلى وقف الحوثيين لتلك التحركات. ومع تعليق عمليات العبور، استمر رئيس اللجنة المذكورة في التواصل مع الطرفين؛ كل على حدة، وتطلب عقد اجتماعات مع ممثلي اللجنة في الحكومة اليمنية سفره إلى خارج الحديدة، وتحديداً إلى عدن أو الرياض، لكنه حرص على العودة لحضور الاجتماعات المشتركة.

عمليات نشر بعثة دعم اتفاق الحديدة ونشاطها
بعد تبني قرار مجلس الأمن رقم 2452 (2019) بدأت المنظمة العمل بدأب من أجل تأسيس بعثة دعم اتفاق الحديدة وتحقيق استدامتها. استجابة لذلك، عملت إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام عن كثب مع كل من إدارة الدعم العملياتي، وإدارة عمليات السلام، وإدارة شؤون السلامة والأمن، وإدارة الشؤون القانونية، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن. واستهدفت تلك الجهود تمكين البعثة من بناء قدراتها فيما يتعلق بتوفير الدعم، والعناصر الأمنية بطريقة آمنة سليمة في الحديدة، مع العمل على نحو تكاملي مع عناصر أخرى من الأمم المتحدة موجودة في البلاد.
رغم كل ما سبق لم تكن عملية بدء نشاط البعثة بالسهلة، فقد تسببت الطبيعة المعقدة التقشفية المتغيرة للبيئة في الحديدة في وجود تحديات تتعلق بمسائل إدارية ولوجيستية وتشغيلية وأمنية تتطلب من البعثة الحفاظ على نهج نشيط ومرن ومبتكر في كثير من الأحيان في قيامها بنشاطها.
من أجل هذه الغاية اعتمدت البعثة على دعم مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إلى جانب الشركاء الآخرين في الأمم المتحدة، بما في ذلك دعم بعثات أممية أخرى للسلام بغية الاستغلال الأمثل للمرافق، والأفراد، والأصول، لبدء تنفيذ المهام المطلوبة والحفاظ على استدامتها.
وقد نجحت البعثة فقط في الحفاظ على قدرتها التشغيلية الأولية فيما يتعلق بمهمتها. ويتزامن ذلك مع تباطؤ الخطى الأولى للطرفين في تنفيذ اتفاق الحديدة. ولا يزال نجاح البعثة يعتمد على التعاون الكامل بين الطرفين لضمان الانتشار السريع، واستدامة العمليات، خصوصاً خلال عملية إشراك ما يكفي من الأفراد وموارد الدعم الإضافية. ولتحقيق ذلك، واجهت المنظمة كثيراً من التحديات الجسيمة مع السلطات المتحكمة في الوضع على الأرض في صنعاء فيما يتعلق بكثير من الأمور الإدارية والبيروقراطية اللازمة لإتاحة تنفيذ عمليات النشر المذكورة. وقد تمت معالجة أكثر الأمور بشكل فردي متواتر، لكن أدى التضييق على عمل البعثة إلى إهدار كثير من الوقت الثمين. وتسير المنظمة في كل الطرق لتخطي الصعوبات بشكل منهجي، خصوصاً تلك المتعلقة بالحصول على موافقات إدارية مثل التأشيرات، وتصريحات الإقامة، والتخليص الجمركي لأصول استراتيجية، وما إلى ذلك لضمان وصول الأفراد في الوقت المطلوب ومدّ البعثة بالدعم اللازم، والعناصر الأمنية المطلوبة.
ومن المهم لتحقيق البعثة نجاحاً مستمراً تزويد فريق العمل فوراً بكل الوسائل الكافية، وتوفير الدعم، وتنفيذ الوظائف الأساسية الموكلة للبعثة فيما يتعلق بقيادة ودعم عملية لجنة تنسيق إعادة الانتشار، والتخطيط للمهام، ومتابعتها وتقديم تقارير عنها، إلى جانب التنسيق والمهام المتعلقة بتحقيق التكامل. واعترافاً بأهمية النشر الفوري لتنفيذ تلك الوظائف الرئيسية اعتمدت المنظمة على أفراد الجيش والشرطة والخدمة المدنية من مقرّ الأمم المتحدة والبعثات الأممية الأخرى للسلام، حيث نشرت، بموافقة الدول الأعضاء المشاركة، الأفراد والأصول بشكل مؤقت. وقد تمكنت بعثة دعم اتفاق الحديدة بفضل هؤلاء الأفراد، الذين لا يزال بعضهم في موقعه حالياً، من بدء الحد الأدنى من العمل، والحفاظ على القيام به مع استدعاء أفراد جدد من الجيش والشرطة يتوافدون على البعثة حالياً.
ونتيجة لطبيعة المهام المطلوبة، وبيئة العمل القاسية، وضرورة وجود دعم معيشي مستدام مستقر، تم توفير مجموعة من الأصول، والموارد الضرورية من أجل تيسير إجراء العمليات بأمان، خصوصاً خلال تلك المراحل المبكرة. ويتضمن ذلك توفير إمكانات طبية كافية في الموقع، إلى جانب إمكانات ووسائل لإجلاء الضحايا (تمت زيادة موارد فريق التنسيق التابع للأمم المتحدة بالفعل في الحديدة وهي متوفرة في أنحاء اليمن أيضاً)، ومساحة إدارية مناسبة، وأماكن للإقامة، ووسائل نقل جوي وبري، ومعدات حماية كافية للأفراد، ووسائل اتصال فعّالة إلى جانب عدد كافٍ من الأفراد.
وتعمل البعثة حالياً من حاوية بحرية مؤمنة في ميناء الحديدة، في حين تم إعداد مرافق برية بحيث تكون مطابقة لمعايير الأمن. ويتم تنفيذ كل أنشطة الدعم، ودوريات الأمن من داخل مدرعات مزودة بحقائب الصدمات الطارئة ويقوم بها أفراد مدربون.

الوضع الحالي
منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2018، لا يزال وقف إطلاق النار مستمراً في محافظة الحديدة، حيث لم يتم رصد قيام أي طرف من الطرفين بمحاولة تنفيذ عمليات عدائية كبرى بهدف السيطرة على أراضٍ جديدة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الوقائع النمطية في المناطق الساخنة الرئيسية مثل مديرية الحالي، ومديريتي الدريهمي والحيس، خاصة باستخدام النيران غير المباشرة والقنص، وهو ما يسفر عن عمليات انتقامية متبادلة بين الطرفين. كذلك هناك تبادل لإطلاق النار بشكل مباشر وغير مباشر عند خطوط المواجهة الرئيسية في مدينة الحديدة. وقد تأكد ذلك من خلال تراجع العنف بشكل مجمل، وانخفاض عدد الضحايا من المدنيين، وتزايد عدد العائدين إلى المنطقة، وعودة النشاط الاقتصادي في الحديدة بشكل ملحوظ منذ تكوين البعثة.
وبعد عدة أشهر من الجمود، بدأت البعثة في إعادة الانتشار من الثلاثة موانئ الموجودة في البحر الأحمر وهي الحديدة، والصليف، ورأس عيسى في بداية مايو (أيار)، استناداً إلى عرض سابق من الحوثيين بنية تدشين عملية إعادة الانتشار. وقد تم ذلك بهدف ترسيخ الدور القيادي للأمم المتحدة في دعم التعاون بين موانئ البحر الأحمر لإدارة الموانئ وتعزيز الدور الرقابي الذي تمارسه آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش طبقاً لاتفاقية الحديدة. وسوف يسهم التطبيق الكامل للاتفاقية في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حيث لا يزال الملايين في حاجة ماسّة إلى إنقاذ حياتهم.
وفيما يتعلق بأنشطة العمليات على الأرض خلال الفترة من 11 إلى 14 مايو (أيار) 2019، تمت إعادة انتشار قوات الحوثي العسكرية من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وتولت البعثة متابعة تلك التحركات طبقاً لاتفاقية الحديدة، ولا تزال البعثة تتابع وتراقب الموانئ بانتظام بدعم من عناصر من المركز اليمني للإجراءات المتعلقة بالألغام. وتعد عملية إعادة الانتشار تلك من الموانئ ذات أهمية كبيرة، حيث تعد الخطوة الأولى على الأرض، وتأتي في إطار عمليات إعادة انتشار متبادلة من جانب الطرفين على نطاق أوسع، بحسب ما تم الاتفاق عليه في مفهوم العمليات الخاص بالمرحلة الأولى.
وقد عملت البعثة في إطار المهام الموكلة إليها كوسيط بين الأطراف الفاعلة في مجال المساعدات الإنسانية والقيادة العسكرية للطرفين في الحديدة لدعم التخطيط، والتنسيق، وتنفيذ المهام الإنسانية. وكان هناك تعاون كبير بين مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن والبعثة المذكورة، وقد كان ذلك ضرورياً لضمان التكامل والاتساق بين الخطوة التشغيلية والخطوة السياسية داخل تلك البيئة المعقدة. وسوف يستمر ذلك التعاون لدعم دفع الطرفين نحو الأمام. ولتحقيق هذه الغاية عمل مبعوثي الخاص ورئيس لجنة إعادة الانتشار مع الطرفين للانتهاء من المفاوضات من أجل إتاحة التنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية من الاتفاق وحل مشكلة قوات الأمن المحلية التي تعد عاملاً مهماً من عوامل تحقيق التقدم في تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية التي سيكون من الصعب تحقيق مزيد من التقدم دونها.
خلال الأسابيع الأخيرة، تفاقمت التوترات بين الأطراف المعنية ومشاعر انعدام الثقة. وتبادلت الأطراف الاتهامات بأن الأطراف الأخرى تسعى للتخلي عن اتفاق الحديدة وتقويض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام، ما أدى إلى تصاعد مزاعم بالانحياز حتى ضد المبعوث الخاص بي.
ودعوني أؤكد من جديد أن الأمم المتحدة تعمل بحيادية تبعاً لما يتفق مع ميثاقها وسوف تستمر في بذل أقصى جهد ممكن لدعم الأطراف المعنية على الالتزام بتعهداتها في ظل الاتفاق. ويتطلب النجاح على هذا الصعيد نوايا حسنة ومرونة من جميع الأطراف للتوصل إلى تسوية منطقية.

الآفاق
تهدد التوترات الأخيرة وخطابات التهديد المتصاعدة في منطقة الخليج خلال الفترة الأخيرة بتوريط اليمن وتعميق وإطالة أمد الحرب الأهلية المشتعلة هناك التي أعلنت مراراً أنه لا يمكن حلها إلا عبر الحوار السياسي.
الواضح أن التكاليف البشرية للحرب المستمرة ـ التي تدخل الآن عامها الخامس ـ فادحة للغاية بدرجة لا تسمح لنا بإهدار المكاسب الهشة التي حققها اتفاق الحديدة. والمهم هنا بقاء الشريان الحيوي الذي يمثله ميناء الحديدة مفتوحاً وعاملاً في خدمة الواردات الإنسانية والتجارية. كما أن الحفاظ على إجماع دولي ووحدة صف داخل مجلس الأمن حول ضرورة الحيلولة دون اشتعال معركة في مدينة الحديدة والموانئ الثلاثة المطلة على البحر الأحمر، يحمل أهمية كبرى.
ولا يزال الوضع هشاً، ويعتبر تنفيذ اتفاق الحديدة، رغم بطء وتيرته، بمثابة اختبار لمدى استعداد الأطراف المعنية لتحقيق مزيد من التعاون البراغماتي للتوصل إلى تسوية عبر التفاوض السياسي لإنهاء الصراع. واسمحوا لي التأكيد على أن المسؤولية عن التنفيذ الكامل وفي التوقيت المناسب لاتفاق الحديدة تقع بالتساوي على عاتق جميع الأطراف. وتبقى الإرادة السياسية لهذه الأطراف الدافع الرئيسي الذي سيحدد ما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التنفيذ لبنود الاتفاق أم عودة إلى الصراع المفتوح في الحديدة وكارثة إنسانية. ويوفر الاتفاق ذاته النطاق اللازم لتناول جميع النقاط الكبرى ذات الاهتمام بالنسبة لكلا الجانبين، لكنه يتطلب تسوية واقعية وبراغماتية داخل هذا الإطار العام كي يتحقق مضمون الاتفاق على أرض الواقع بشكل كامل.
من جانبي، أعول على حسن نوايا ومرونة الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق بخصوص القضايا العالقة في المستقبل المباشر، والتزامهم بالاستمرار في الحوار مع أفراد البعثة ومع بعضهم لتحقيق هذا الهدف. في هذا الصدد، سيتولى رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وبعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة تنفيذ واجباتهما لدعم التنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية.
وحتى مع توافر الحد الأقصى من حسن النوايا، كشف التاريخ الحديث أن سقف توقعاتنا ينبغي تعديله. وإذا توصلت الأطراف إلى اتفاق حول قوات الأمن المحلية وأنجزت اتفاقها حول مفهوم العمليات في المرحلة الثانية وبدأ التنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية. يمكن أن نتوقع بناءً على ذلك الحاجة إلى التزام طويل الأمد تجاه التخلص من المظاهر العسكرية، بل وربما التزام أطول أمداً للتخلص من الألغام وبقايا المتفجرات المرتبطة بالحرب.
وسوف تستمر مثل هذه المهام المعقدة، التي تستلزم في الحالة الثانية التمسك بمعايير معترف بها دولياً، بالضرورة لما وراء الفترة الطويلة اللازمة لإعادة نشر قوات عسكرية. ومن شأن التنفيذ الناجح ومراقبة كل من هذه الخطوات الإسهام في تعزيز ثقة الأطراف ومجلس الأمن في استدامة اتفاق الحديدة وعملية سياسية أوسع نطاقاً، الأمر الذي يشكل الهدف الأكبر.
وتنبغي الإشارة هنا إلى أن المفاوضات للوصول إلى هذه النقطة كانت مرهقة للغاية. وزادت صعوبة الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة بالنظر إلى تحديات تنظيم اجتماعات مباشرة وجهاً لوجه للجنة تنسيق إعادة الانتشار، مع الاضطلاع في الوقت ذاته مع هذه النشاطات في إطار الصراع المستمر خارج الحديدة. وسوف تستمر الأمم المتحدة في الاضطلاع بواجباتها.
بيد أن النجاح يعتمد نهاية الأمر على مدى استعداد الأطراف المعنية للمضي قدماً في تنفيذ تعهداتها السياسية الواردة في اتفاق الحديدة.

تحفظات
بناءً على تقدير الأمم المتحدة، فإن التفويض المخول إلى بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة من جانب مجلس الأمن في قراره رقم 2452 (2019) لا يزال قابلاً للتحقيق وملائماً للموقف القائم على الأرض. وقد حددت تشكيل الجوانب العملية لبعثة تنفيذ اتفاق الحديدة في ملحق مع خطابي الصادر بتاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى رئيس مجلس الأمن الذي جرت الموافقة عليه من جانب هذا المجلس، وتشير تقديراتنا إلى أنها لا تزال ملائمة، لكن تتطلب قدراً كبيراً من المرونة في التطبيق.
بصورة جوهرية، وبناءً على الوقت الذي استغرقه الوصول إلى النقطة التي نقف عندها اليوم، فإن البعثة بدأت لتوها التنفيذ الفعلي للتفويض الخاص بها، بعد أن كرست وقتاً طويلاً في إقرار الظروف اللازمة والاتفاقات والآليات للتنفيذ بالتشاور مع الأطراف المعنية. ومع تمديد أجل تنفيذ اتفاق الحديدة، فإنه يتعين على بعثة تنفيذ الاتفاق تعديل نشاطاتها وأهدافها المقررة تبعاً لذلك. ومن أجل الشعب اليمني، سنبقي جميعاً جل تركيزنا منصباً على تحقيق أسرع تقدم ممكن، لكن تجربتنا العالمية فيما يخص دعم وتنفيذ اتفاقات السلام خلال مرحلة البداية تدفعنا نحو ضرورة التحلي بالصبر للاستمرار في الطريق الصحيحة. وبالنظر إلى التقدم الذي تحقق حتى اليوم وعدم العودة إلى الصراع العلني، فإن لدينا أسباباً كافية تدعو للأمل في أن الأطراف المعنية سوف تلتزم بتعهداتها، وأن السلام سيتحقق. وفي هذا الإطار، يظل سقف التوقعات المنتظرة من البعثة مرتفعاً. ورغم وتيرة التقدم البطيئة والعقبات المتنوعة، نجحت بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة في ترسيخ وجودها بفاعلية وتعمل على تنفيذ المهمة الموكلة إليها.
وبفضل التزام البلدان المساهمة في القوات والشرطة، تتحرك البعثة باتجاه نشر مراقبين إضافيين. وقد جرى استغلال الشهور الأولى منذ إقرار قرار مجلس الأمن رقم 2452 (2019) في بناء علاقات مع الأطراف المعنية، وتعزيز الإجراءات والعمليات الحيوية، وضمان توافر الأصول الاستراتيجية وتمكين البعثة من الاستجابة على النحو الأمثل لعمليات إعادة الانتشار لدى تنفيذها.
وتركز البعثة على توفير الدعم لعمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار للإشراف على وقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات وعمليات التخلص من الألغام، بجانب تيسير وتسهيل جهود الدعم التي تقدمها الأمم المتحدة لمعاونة الأطراف المعنية على التنفيذ الكامل لاتفاق الحديدة. علاوة على ذلك، فإنها تعمل كأداة موثوق بها وفاعلة لمنع الصراعات عند نقطة دخول حيوية للمساعدات الإنسانية باليمن وحكم محايد للظروف القائمة على الأرض. وعبر هذه الظروف، تلعب بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة دوراً محورياً في بناء الأسس اللازمة لسلام مستدام يمكن على أساسها بناء تسوية سلمية داخل اليمن عبر التفاوض.
والمؤكد أن الظروف القائمة على الأرض التي تخلق متطلبات دور الأمم المتحدة في الحديدة، قد تتبدل بمرور الوقت. وربما يخلق هذا فرصاً لتعديل وتغيير كيفية استجابة الأمم المتحدة. وبالنظر إلى عزم مجلس الأمن تمديد أجل مهمة بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة لستة شهور أخرى، أقترح إجراء مراجعة أخرى لبعثة تنفيذ اتفاق الحديدة قبل 3 شهور من موعد انتهاء سريان تفويضها من جانب مجلس الأمن لضمان استمرار تمتع البعثة بالتشكيل المناسب واستجابتها للتطورات التي تستجد على الأرض. وحتى يحين ذلك الوقت، ستمضي الأمم المتحدة في العمل من خلال بعثة تنفيذ اتفاق الحديدة والمبعوث الخاص لي للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع الأكبر في اليمن عبر التفاوض.


مقالات ذات صلة

مركز الملك سلمان للإغاثة يقدم مساعدات عاجلة لمتضرري السيول في حضرموت

المشرق العربي عدد من سيارات الإسعاف المقدمة من الصين للقطاع الصحي في حضرموت شرق اليمن (سبأ)

مركز الملك سلمان للإغاثة يقدم مساعدات عاجلة لمتضرري السيول في حضرموت

بادر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من السيول والأمطار، الناتجة عن المنخفض الجوي الأخير.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي مساعدات غذائية مقدمة من الوكالة الأميركية للتنمية (USAID) بالتعاون مع اليونيسيف (الأمم المتحدة)

واشنطن توقع اتفاقية لدعم اليمن تنموياً لخمس سنوات

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية توقيع اتفاقية مساعدة لليمن في المجالات التنموية وتوفير احتياجاته الفورية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من زيارة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لمدينة الشحر ضمن زيارته لمحافظة حضرموت (الحكومة اليمنية)

لماذا يثير وجود الحكومة اليمنية في الداخل قلق الحوثيين؟

ضمن سلسلة جولات عديدة، زار رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك بشكل مفاجئ مؤسسة الكهرباء بمديرية المنصورة في عدن قبل يومين، وفي التوقيت نفسه كان رئيس…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي مدمرة غربية تتصدى لهجوم حوثي فوق البحر الأحمر (رويترز)

هجمات الحوثيين تتصاعد... وواشنطن تدمر 11 مسيّرة

أخذت الهجمات الحوثية البحرية في التصاعد هذا الأسبوع بالتزامن مع استمرار الضربات الاستباقية وعمليات التصدي التي تنفذها واشنطن وحلفاؤها في البحر الأحمر وخليج عدن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي عربة عسكرية حوثية محترقة يقول رواد مواقع التواصل الاجتماعي إنها تعرضت لهجوم في مدينة رداع (إكس)

توتر أمني وهجمات ضد الانقلابيين في رداع اليمنية

شهدت مدينة رداع اليمنية توترات أمنية، واشتباكات مع عناصر الجماعة الحوثية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من مقتل وإصابة ما لا يقل عن 16 شخصاً جراء تفجير منازلهم.

وضاح الجليل (عدن)

لقاء سعودي - بحريني يبحث تطورات غزة

استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)
استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)
TT

لقاء سعودي - بحريني يبحث تطورات غزة

استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)
استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، مع نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، العلاقات الوثيقة بين البلدين، وسبل تعزيزها في شتى المجالات.

وبحث الوزيران في الرياض مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، وتطورات الأوضاع في غزة، والجهود الرامية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم، ودعم إحلال السلم والأمن والاستقرار الإقليمي.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي بنظيره البحريني في الرياض (واس)

وتناول الجانبان التحضيرات الجارية للقمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، والموضوعات المقرر إدراجها على جدول أعمال اجتماع القادة، لما من شأنه تحقيق أهداف العمل العربي المشترك وخدمة مصالح الأمة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء البحرينية».

وذكرت وكالة الانباء البحرينية (بنا) أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر تجاه تطورات الأوضاع الإقليمية الراهنة، والحرب في قطاع غزة، والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، ودعم جهود إحلال السلم والأمن والاستقرار الإقليمي.


السعودية تدين استمرار جرائم إسرائيل بغزة دون رادع

عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

السعودية تدين استمرار جرائم إسرائيل بغزة دون رادع

عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

دانت السعودية، الثلاثاء، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة بغزة دون رادع، آخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، أن إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار.

وجدّدت الوزارة مطالبة السعودية باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في غزة، ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها.


«منتدى العمرة»... حوارات ونقاشات لرؤى مبتكرة في خدمة قاصدي الحرمين

أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)
أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)
TT

«منتدى العمرة»... حوارات ونقاشات لرؤى مبتكرة في خدمة قاصدي الحرمين

أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)
أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)

تواصلت أعمال النسخة الأولى للحدث الفريد من نوعه على مستوى العالم في «منتدى العمرة والزيارة» بـ«مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات» بالمدينة المنورة (غرب السعودية) للخروج برؤى وتوصيات تسهم في تطوير الخدمات والمنتجات المقدمة للمعتمرين، وتنعكس إيجاباً على القطاع الحيوي والمهم في إطار الجهود السعودية المستمرة لتقديم أفضل الخدمات وتوفير أقصى سبل الراحة لهم، وتحسين تجربة قاصدي الحرمين الشريفين.

وشهد الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته، الاثنين، أعمال النسخة الأولى للمنتدى، الذي تنظمه وزارة الحج والعمرة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج «رؤية السعودية 2030» على مدار 3 أيام، مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات بين شركات العمرة والزيارة السعودية والدولية.

وأكد الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، على ما توليه قيادة بلاده من اهتمام كبير بضيوف الرحمن منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وصولاً إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وعملها الدائم والمستمر نحو تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين.

أكثر من 100 جناح في المعرض المصاحب للمنتدى لمختلف الجهات والهيئات وكبرى الشركات المحلية والدولية (واس)

كما أكد الأمير سلمان بن سلطان: «أهمية المنتدى بصفته فرصة سانحة للتواصل وتبادل الخبرات بين المتخصصين من خلال الجلسات الحوارية وحلقات النقاش، ومن ثم الانتهاء إلى رؤى وتوصيات تسهم في إثراء تجربة الزوار»، متطلعاً أن تكون مخرجات المنتدى فاعلة وتنعكس إيجاباً على هذا القطاع الحيوي والمهم، موجهاً شكره لوزير الحج والعمرة، وجميع منسوبي الوزارة على تنظيم المنتدى.

1500 اتفاقية

من جانبه، أكد الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي، مشاركة 28 جهة حكومية وأكثر من 3 آلاف شركة محلية ودولية في المنتدى، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 1500 اتفاقية سيتم توقيعها بين شركات العمرة والزيارة السعودية والدولية، منوهاً إلى أن المنتدى يعد منصة شاملة لبحث الفرص والارتقاء بالتجربة، حيث يشارك فيه 180 متحدثاً من داخل المملكة وخارجها.

وأشار الربيعة، إلى أن الحرم المكي هو الوجهة الأكثر زيارة عالمياً، وأن الحرم المدني ثاني أكثر وجهة يقصدها الزوار من أنحاء العالم، مشيراً إلى تطوير آلية زيارة الروضة الشريفة التي تشرف بزيارتها خلال العام الماضيين ما يزيد على 19 مليون زائر.

وأوضح الربيعة، أن وزارة الحج والعمرة تعمل على تطوير تجربة ضيف الرحمن عبر أكثر من 350 من كوادر الوزارة، يتابعون رحلتهم كاملة منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، مشيراً إلى إطلاق الوزارة مركزاً للاتصال الموحد بـ9 لغات لاستقبال بلاغات واستفسارات ضيوف الرحمن، لافتاً إلى زيارته لـ24 دولة بالتعاون مع الشركاء الفاعلين في المنظومة، للتعرف على التحديات وفرص التطوير، وتعريف الدول بالتسهيلات التي تقدمها المملكة للمعتمرين والزوار.

كما أوضح، أنه جرى تأهيل عدد كبير من المواقع التاريخية والإسلامية في مكة والمدينة، إلى جانب تطوير وتدشين وجهات إثرائية، واعداً بأن يكون المنتدى تجمعاً سنوياً لأكبر مقدمي خدمات العمرة والزيارة من كل دول العالم، وأنه سيقام خلال شهر شوال من كل عام.

بينما تحدث فهد الرويلي سفير السعودية لدى فرنسا وموناكو والمندوب الدائم المكلّف لدى «اليونيسكو» في كلمة له، عن دور المواقع التاريخية والثقافية وتهيئتها في إثراء تجربة ضيوف الرحمن.

جانب من الأجنحة المشاركة في المعرض المصاحب للمنتدى (واس)

وانطلقت أعمال «منتدى العمرة والزيارة» والمعرض المصاحب له، الاثنين، والذي يمتد إلى الأربعاء ويشهد إقامة 6 جلسات حوارية و24 ورشة عمل تغطي 6 محاور رئيسية، بالإضافة إلى 18 محتوى فرعياً بمشاركة 29 متحدثاً من الخبراء والمتخصصين، كما يصاحب المنتدى فعاليات ومسابقات تنافسية، تشمل مسابقة الذكاء الاصطناعي في العمرة، وجائزة أتمتة وتطوير الحلول الرقمية، و«هاكثون» المواقع التاريخية والإثرائية المرتبطة بالسيرة النبوية، إضافة إلى المعرض المصاحب للمنتدى الذي تشارك فيه أكثر من 100 جهة من مختلف القطاعات، التي تقدم خدمات مرتبطة بالحج والعمرة والزيارة من داخل المملكة وخارجها.

حضور كبير شهده المنتدى والمعرض المصاحب (واس)

المعرض المصاحب

استقبل المعرض المصاحب للمنتدى زائريه بأحدث التجارب والخدمات من خلال أكثر من 100 جناح تمثّل مختلف الجهات الحكومية والهيئات المعنية وكبرى الشركات المحلية والدولية، التي تنشط في مختلف مجالات الخدمة الموجهة للمعتمرين والزائرين.

وأتاح المعرض لزائريه فرصة استكشاف أحدث الخدمات التي تقدمها الجهات المشاركة، من خلال العديد من شاشات العرض التوضيحية التي تتوزع في ممرات وأركان الجهات المشاركة، وكذلك الجداريات التي تقدم نظرة شاملة حول الفرص والخدمات المقدمة للشركات وروّاد الأعمال، وللمستفيدين من الزوار والمعتمرين والسائحين على حد سواء.

المعرض المصاحب للمنتدى استقبل زائريه بأحدث التجارب والخدمات المقدمة لإثراء تجربة ضيوف الرحمن (واس)

ويشكّل المعرض منصة شاملة للتعريف بالجهود التي هيأتها المملكة للعناية بالحرمين الشريفين، ومراحل تطور الخدمات والارتقاء بها، بما في ذلك مشروعات توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومشروعات كسوة الكعبة المشرفة، وسقيا مياه زمزم، ومشروعات النقل الجوي وعبر القطارات السريعة، وصولاً إلى خدمات التوسع في الخدمات اللوجيستية المرتبطة بها لتعزيز منظومة الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين وشرائح المسافرين كافة، وليس انتهاءً بالخدمات المرتبطة بتسهيلات إصدار التأشيرات إلكترونياً.

كما أتاح المعرض الفرصة للتفاعل والتواصل بين الشركات ورواد الأعمال والأفراد المهتمين في مختلف المجالات ذات العلاقة، حيث يعد أول معرض متخصص في العمرة والزيارة يجمع مختلف الجهات الحكومية والدولية والمحلية المتخصصة في القطاع، ويقدم أحدث الخدمات والحلول لتعزيز الخدمات المقدمة لضیوف الرحمن، وتعزيز الجهود المبذولة لتطوير صناعة العمرة والزيارة وتعزيز خدمات جميع الأطراف المستفيدين في مجالاتها.

جناح «روح السعودية» بالمنتدى سلط الضوء على المنتجات السياحية التي تستهدف إثراء رحلة المعتمر والزائر (واس)

تأشيرة القدوم

فيما سلط جناح الهيئة السعودية للسياحة «روح السعودية» في المنتدى، الضوء على المنتجات السياحية التي تستهدف إثراء رحلة المعتمر والزائر، بجانب تعزيز الحوار والإبداع وتمكين الشركاء وتحفيز الشراكات، فضلاً عن تطوير الخدمات والحلول المتكاملة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» خلال أيام المنتدى الثلاثة أكثر من 6 شركاء، بهدف إبراز الوجهات الفريدة والمنتجات المميزة والخدمات المتطورة والمقدمة خصيصاً لإثراء تجارب ضيوف الرحمن من داخل وخارج المملكة.

وتأتي هذه المشاركة، في وقت أصبح إصدار التأشيرات للقدوم إلى المملكة أكثر سهولة ويسراً من أي وقت مضى؛ حيث توفر المملكة عدداً من التأشيرات التي تتيح جميعها أداء العمرة، والزيارة، وحضور الفعاليات، والسياحة في جميع أنحاء المملكة، وهي تأشيرة العمرة، وتأشيرة السياحة، وتأشيرة المرور، وتأشيرة الأهل والأصدقاء، مع تمكين مواطني 63 دولة من إصدار التأشيرة الإلكترونية أو عند الوصول، بالإضافة للمقيمين بالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، وحاملي تأشيرات الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والشنغن، والمقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي.


«الشنغن» الـ5 سنوات للخليجيين تدخل حيز التنفيذ بـ4 شروط

جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)
جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)
TT

«الشنغن» الـ5 سنوات للخليجيين تدخل حيز التنفيذ بـ4 شروط

جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)
جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)

دخل قرار الاتحاد الأوروبي منح تأشيرة «شنغن» لمواطني السعودية والبحرين وسلطنة عمان لمدة خمس سنوات عند أول طلب لهم، التنفيذَ، منذ الثلاثاء، وذلك حسب ما ذكرته السفارة الفرنسية لدى السعودية، التي أكدت أنه يشمل «جميع المواطنين السعوديين، سواء المتقدمين لأول مرة (الذين لم يسبق لهم الحصول على تأشيرة شنغن) أو الأشخاص الّذين حصلوا على تأشيرة في السابق، بغض النظر عن صلاحيتها».

ولم تتطرق دول «الشنغن» للاشتراطات التي تطلبها لمنح الفيزا لمواطني دول الخليج، إلا أن دبلوماسياً أوروبياً ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتراطات لم تتغير، لكن تغيرت المدة من 6 شهور إلى 5 سنوات، كما يمكن لدول «الشنغن» رفض المتقدم إذا شعرت أن المتقدم قد يشكل دخوله إلى منطقة «الشنغن» خطراً على الأمن أو النظام العام فيها، أو الذين لا يستوفون شرطاً واحداً أو أكثر من المتطلبات. ووفق ما ذكره الموقع الإلكتروني للبعثة الألمانية لدى السعودية، يمكن التقديم على طلب الفيزا عبر الموقع الإلكتروني، ويتوجب على الشخص أن يبين الغرض من السفر، سواء كان للسياحة أو العمل وغيرهما، كما يجب أن يقدم ما يثبت من البنك أنه قادرٌ على تحمل نفقات المعيشة والسفر، التي لا تقل عن 30 ألف يورو، إضافة إلى وثيقة تأمين طبي سارية على منطقة أوروبا بأكملها وطوال فترة الإقامة.

وإذا كان مقدم الطلب غير قادر على تمويل الرحلة والإقامة من أمواله الخاصة، فيجوز لشخص آخر أن يتعهد بتغطية جميع التكاليف المرتبطة بهذه الرحلة، وأن يتم تقديم هذا التعهد.

كما ذكر الموقع أنه يجب على مقدم الطلب تقديم طلب التأشيرة لدى أقرب مزود خدمة مع جميع المستندات اللازمة، ومن ثم تحديد موعد لـ«بصمات الأصابع» إذا لم يتم «التبصيم» خلال الـ59 شهراً الماضية، وإذا كان سبق أن «بصم» لا يتطلب حضور المتقدم ويكتفى بالتقديم الإلكتروني.

وكانت السفارة الفرنسية في الرياض قد أكدت على موقعها الرسمي أنه «سيحصل أي مواطن سعودي يتقدم بالطلب على تأشيرة (شنغن) اعتباراً من الثلاثاء 23 أبريل (نيسان) 2024 مدتها 5 سنوات، مع مراعاة صلاحية جواز السفر».

ونبهت السفارة لوجوب أن يكون جواز السفر صالحاً لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد تاريخ انتهاء صلاحية التأشيرة، وبالتالي ستعتمد مدة صلاحية التأشيرة على مدة صلاحية جواز سفر صاحب الطلب.

وفيما يتعلق بالتأشيرة الإلكترونية، أفادت السفارة الفرنسية بأنه «حتى الآن، لم يتم تحديد تاريخ دخول إجراء التأشيرة الإلكترونية حيز التنفيذ».

لودوفيك بوي السفير الفرنسي لدى السعودية (تصوير سعد الدوسري)

من جهته، كتب السفير الفرنسي في الرياض لودفيك بوي، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي قائلاً: «سيتمكن المواطنون السعوديون الآن من الحصول على تأشيرات (شنغن) لمدة 5 سنوات عند أول طلب لهم»، مشيراً إلى أن القرار الأوروبي دعمته باريس بقوة، وأضاف: «نتطلع إلى رؤية المزيد من السعوديين في فرنسا، سواء للسياحة أو العمل».

وكانت سفارة الاتحاد الأوروبي لدى السعودية، تحدثت قبل نحو عام عن نظام جديد لمنح التأشيرات للمواطنين السعوديين سيعلن عنه يسهل الحصول على التأشيرات المتعددة، وأن ذلك يأتي بالتوازي مع نظام لإعفاء كل مواطني دول الخليج من التأشيرات.

وأكدت سفارة الاتحاد الأوروبي، حينها، أن هذا الالتزام الأوروبي «ورد بوضوح في البيان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي مع دول الخليج».


ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
TT

ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)

بينما تستعد البحرين لاستضافة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، المقرر عقدها في 16 مايو (أيار) المقبل، تتطلع أنظار الشارع العربي لما سيخرج من قرارات عن اجتماع القادة العرب، في ظل أوضاع سياسية متوترة، ومخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إثر تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، المستمرة للشهر السابع على التوالي.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين اجتماعاً من هذا النوع، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة. وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أعلن عن رغبة المنامة استضافة الاجتماع خلال فعاليات قمة جدة في السعودية العام الماضي.

وعلى مدار الأشهر الماضية، دأبت الجامعة العربية، بالتعاون مع البحرين، على التحضير للقمة التي تعقد في «ظرف دولي استثنائي»، وفق مراقبين، حيث استقبل العاهل البحريني، في يناير (كانون الثاني) الماضي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، «لبحث استعدادات البحرين لاستضافة القمة العربية»، كما تم عقد اجتماعات تنسيقية - تشاورية مكثفة بين الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية، والبحرين، شكلت من خلالها لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي.

الأمين العام المساعد حسام زكي خلال المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس (الجامعة العربية)

وفي سياق الإعداد للقمة، استقبل وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الاثنين، بالمنامة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بهدف «استكمال التحضيرات والترتيبات اللازمة لاستضافة البحرين للقمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، وتوفير متطلبات انعقادها على أفضل وجه»، حسب إفادة رسمية نشرتها وكالة الأنباء البحرينية.

وتكتسب القمة المقبلة زخماً دولياً، حيث أكد لقاء جمع وزير الخارجية البحريني، ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة بالمملكة المتحدة اللورد طارق أحمد، الاثنين، «أهمية انعقاد القمة العربية المقبلة، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، وضرورة التوصل إلى قرارات بناءة تسهم في تعزيز التضامن العربي ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة»، حسب وكالة الأنباء البحرينية.

ويرى مدير «مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية» في المغرب، عبد الفتاح الفاتحي، أن «انعقاد القمة العربية يأتي في سياق استمرار التصعيد والتوتر الذي يدفع في اتجاه حرب إقليمية بسبب الحرب المتواصلة في غزة، فضلاً عن استمرار القتال في السودان، وكذلك استمرار الأزمات السياسية والأمنية في عدة دول، كما هو الحال في ليبيا وسوريا وفي الصومال».

من اجتماع سابق لـ«لجنة الاتصال الوزارية العربية» في القاهرة (صفحة الأمين العام لجامعة الدول العربية)

وأكد الفاتحي لـ«الشرق الأوسط» أن «قمة المنامة تُعقد في ظروف تحتم عليها الخروج بقرارات أكثر جرأةً سياسياً لمواجهة تطورات الأحداث في قطاع غزة، وما يخلفه ذلك من تداعيات على البلدان العربية مستقبلاً»، مشيراً إلى أن «هناك مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه الوضع الكارثي للفلسطينيين، لا سيما أن الساحة تفتقر إلى تصورات لإيقاف الحرب وحماية المدنيين من رحى الآلة العسكرية الإسرائيلية».

وتعد القضية الفلسطينية بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمم العربية، وهو ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريحات تلفزيونية، مساء الأحد الماضي، من أن «القضية الفلسطينية مطروحة في كل اجتماعات الجامعة العربية، وأنه تتم مناقشتها من قبل العديد من الدول العربية».

وقال السفير حسام زكي إن الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة «سيتطرق إلى تداعيات استمرار الحرب في غزة، كما سيتم خلاله الاستماع إلى إحاطة معمقة من المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز».

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة العلوم التطبيقية بالأردن، الدكتور عبد الحكيم القرالة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جدول أعمال القمة العربية المقبلة مثقل بملفات شائكة وصعبة، على رأسها الملف الفلسطيني، في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة، ما يتطلب موقفاً حازماً وقوياً من القادة العرب».

وأضاف أن «القمة تنعقد في ظل توتر وتصعيد وتشابك وتعقد الصراع مع دخول إيران على خط الأزمة، ما ينذر باتساع رقعة الصراع، بما يضر القضية الفلسطينية ويهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي». ولفت إلى أن «القمة العربية - الإسلامية الطارئة التي عقدت أخيراً لبحث الوضع في غزة، حققت بعض الانتصارات السياسية عبر مخاطبة الرأي العام العالمي، لكنها لم تحدث اختراقات كبيرة لحلحلة الصراع».

كانت القمة العربية - الإسلامية التي عقدت في الرياض 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت «تكليف وزراء خارجية السعودية بصفتها رئيسة القمتين العربية والإسلامية، وكل من الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا وفلسطين، والأمينين العامين للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بدء تحرك فوري باسم جميع الدول الأعضاء لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».

وقال القرالة إن التحديات الحالية «تحتم على القادة العرب قدراً عالياً من التنسيق، لإنتاج موقف موحد يستهدف وقف الحرب الإسرائيلية، بالتشبيك مع الفواعل الدولية، والقوى الوازنة، لا سيما الولايات المتحدة».

مجلس الجامعة خلال اجتماع الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة (أرشيفية - الجامعة العربية)

وأكد «ضرورة مأسسة العمل العربي المشترك، بشأن خوض معركة سياسية ودبلوماسية وقانونية في أروقة الأمم المتحدة، واستخدام أمثل للعلاقات العربية الاستراتيجية ومكانتها مع القوى الوازنة وعواصم صنع القرار لإحداث اختراق حقيقي قادر على وقف إطلاق النار وفتح أفق سياسي لإحياء عملية السلام».

وشدد على أن «القضية الفلسطينية ستظل الموضوع الأبرز على جدول الأعمال»، داعياً إلى «البحث عن أفكار خارج الصندوق للتأثير في الولايات المتحدة باعتبارها تشكل غطاءً شرعياً وقانونياً لإسرائيل». كما أشار إلى «ضرورة توحيد الجهود العربية لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يعاني وضعاً كارثياً».

وتعد التدخلات الإيرانية في المنطقة «أحد الملفات المهمة والمتكررة على جدول أعمال القمم العربية، التي تكتسب بعداً إضافياً هذه المرة في ظل التوترات في البحر الأحمر وتداعياتها الاقتصادية الناجمة عن هجمات جماعة (الحوثي) على السفن المارة بواحد من أهم ممرات التجارة العالمية»، حسب القرالة الذي يشير إلى «ملفات أخرى على جدول الأعمال اقتصادية وأمنية تتعلق بدعم العمل العربي المشترك على كافة الأصعدة».

كما تبحث القمة أيضاً «الأزمة الإثيوبية - الصومالية»، حسب تصريحات أبو الغيط الذي أكد أن «القانون الدولي والمصالح الدولية يرفضان المنهج الإثيوبي في فرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي».


السعودية تشدّد على مواقفها الراسخة لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
TT

السعودية تشدّد على مواقفها الراسخة لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)

شدّد مجلس الوزراء السعودي، على مواقف بلاده الراسخة نحو إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الثلاثاء، في جدة، واطلاع أعضاء المجلس على مجمل الاتصالات والمحادثات التي جرت خلال الأيام الماضية بين المملكة وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، حول العلاقات المشتركة وقضايا المنطقة والتطورات العالمية.

وأوضح سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أشاد بمخرجات الاجتماع الوزاري (الثاني) للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى، مؤكداً حرص المملكة على مواصلة تعزيز جسور التواصل مع مختلف بلدان العالم، ودعم أوجه التنسيق المشترك، بما فيها العمل المتعدد الأطراف.

ورحّب المجلس، بالمشاركين في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين بالرياض، في إطار ما توليه المملكة من الاهتمام بتعزيز التعاون الدولي وصياغة مسار المستقبل لمواجهة التحديات العالمية.

وعدّ مجلس الوزراء، اختيار البنك الدولي المملكة مركزاً للمعرفة لنشر ثقافة الإصلاحات الاقتصادية عالمياً؛ تأكيداً على ريادة ما حققته هذه البلاد من تقدم كبير في تقارير مؤشرات التنافسية العالمية.

جانب من الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في جدة (واس)

وبيّن أن المجلس نوّه بحصول 5 مدن سعودية على مراكز متقدمة في مؤشر المدن الذكية لعام 2024، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية؛ عاكسة بذلك ما تشهده المملكة من تطور وازدهار على الصعد كافة.

واطّلع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انـتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.

وأصدر المجلس عدداً من القرارات، من ضمنها الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجالي الرياضة والشباب بين حكومة السعودية وحكومة قطر، وعلى اتفاقية عامة للتعاون بين حكومة السعودية والدومينيكان، وعلى مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية ومركز علوم البيئة ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية (سيفاس) التابع لوزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في بريطانيا، للتعاون في مجال حماية البيئة البحرية.

مجلس الوزراء اطلع في بداية الجلسة على مجمل الاتصالات والمحادثات التي جرت بين المملكة وعدد من الدول الأيام الماضية (واس)

كما وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة المالية في السعودية ووزارة المالية والخزانة في تركيا، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون الفني في مجال التعدين بين حكومة السعودية وحكومة تشاد، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين وزارة السياحة في السعودية ووزارة الاقتصاد والبحار في البرتغال، وعلى مذكرة تفاهم بين حكومة السعودية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التابعة لجمهورية الصين الشعبية؛ للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، في حين وافق المجلس على مذكرة تفاهم في مجال السلامة النووية والوقاية من الإشعاع بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية واللجنة الوطنية للطاقة الذرية في اليمن.

بينما فوّض المجلس وزير الاقتصاد والتخطيط رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأسترالي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للإحصاء في السعودية ومكتب الإحصاءات الأسترالي في أستراليا؛ للتعاون في مجال الإحصاء، والتوقيع عليه.

وتفويض وزير النقل والخدمات اللوجيستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب المصري في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الربط البحري؛ لنقل الركاب في خليج العقبة بين الهيئة العامة للنقل في السعودية ووزارة النقل في مصر، والتوقيع عليه.

في حين وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية ومكتب المدعي العام في كوريا، في مجال منع الفساد ومكافحته. وعلى اتفاقية تعاون في مجال الوثائق والأرشفة بين المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في السعودية وإدارة محفوظات الدولة في الجمهورية الهيلينية. وعلى اتفاقية تعاون في مجال التقنية المالية والابتكار بين البنك المركزي السعودي بالسعودية وسلطة النقد في سنغافورة.

وفوّض المجلس، رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب البهامي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في السعودية ووزارتي السياحة والاستثمار والطيران، والبهاما الكبرى في كومنولث جزر البهاما؛ للتعاون في مجال العلوم والتقنية، والتوقيع عليه.

ووافق المجلس على الترخيص لبنك «يو بي إس إيه جي» السويسري بفتح فرع له لمزاولة الأعمال المصرفية في المملكة. كما وافق المجلس على النظام (القانون) الموحد للنقل البري الدولي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

في حين أقرّ المجلس، منح المتضررين من أهالي قرية طابة بمنطقة حائل جراء تركهم مزارعهم وبيوتهم التراثية بسبب التصدعات والتشققات الأرضية مبلغاً تعويضاً إضافياً قدره 200 ألف ريال، أو أرضاً سكنية ضمن المخططات الحكومية المعتمدة، بحسب ما يختار كل متضرر أو ورثته حال وفاته.

واعتمد المجلس الحسابات الختامية للهيئة العامة لعقارات الدولة، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وجامعة تبوك، لأعوام مالية سابقة.

كما وافق المجلس على ترقيات إلى المرتبتين (الخامسة عشرة) و(الرابعة عشرة)، في حين اطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارتي الطاقة، والنقل والخدمات اللوجيستية، والهيئة العامة لعقارات الدولة، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


دعوات إماراتية - عمانية لضبط النفس في المنطقة لتجنيبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار

السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)
السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)
TT

دعوات إماراتية - عمانية لضبط النفس في المنطقة لتجنيبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار

السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)
السلطان هيثم بن طارق يلتقي الشيخ محمد بن راشد خلال زيارة دولة التي يقوم بها إلى الإمارات (وام)

دعت الإمارات وعمان في بيان مشترك الأطراف الإقليمية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار، مؤكدين موقفهما الداعي إلى الالتزام بالقوانين الدولية، وحل الخلافات عبر الدبلوماسية والحوار، ومجددين مطالبتهما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وجاءت دعوات البلدين في بيان مشترك بختام زيارة دولة للسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان إلى الإمارات استغرقت يومين، تناول فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر حولها، وأكدا تعزيز التنسيق في مواقفهما بما يخدم المصالح المشتركة ويقوي دعائم الاستقرار والأمن في المنطقة، مؤكدين مواقفهما الداعية إلى الاستقرار والأمن والازدهار والنماء لجميع دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع.

وفي الشأن الاقتصادي والاستثماري الثنائي، وجّه قائدا البلدين بأهمية تحفيز وتشجيع القطاعين العام والخاص لتطوير وتنويع التبادل التجاري والاستثماري، وإقامة شراكات استراتيجية تلبي طموحات شعبي البلدين، وتعزّز آفاق التعاون الشامل نحو المستقبل.

وعلى هامش الزيارة نظم ملتقى الأعمال الإماراتي العُماني، الذي تم الإعلان خلاله عن عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات وشراكات الاستثمارية بقيمة 129 مليار درهم (35.1 مليار دولار) في عدة مجالات.

وتضمنت الاتفاقيات مشاريع الطاقة المتجددة؛ والمعادن الخضراء؛ والاتصال بالسكك الحديدية من خلال اتفاقية ترسية مقاولي مشروع ربط السكك الحديدية بين عُمان والإمارات بقيمة 11 مليار درهم (2.9 مليار دولار)، والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا، وذلك في ظل الاتفاقيات الموقعة بين وزارة الاستثمار في دولة الإمارات ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في سلطنة عُمان.


«المجمع الفقهي الإسلامي» يستنكر الإساءة لأتباع الأديان... ويؤكد حق المرأة في التعليم

«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
TT

«المجمع الفقهي الإسلامي» يستنكر الإساءة لأتباع الأديان... ويؤكد حق المرأة في التعليم

«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)
«المجمع الفقهي الإسلامي» أصدر قرارات وبيانات في عدد من القضايا والمستجدات في ختام دورته الـ23 (واس)

استنكر «المجمع الفقهي الإسلامي»، الإساءة لأتباع الأديان، والنيلَ من مقدساتهم المفضي إلى محاربة الإسلام والإساءة إلى نبيه الكريم. وأصدر خلال الدورة الثالثة والعشرين للمجمع التابع لرابطة العالم الإسلامي، التي استمرت لثلاثة أيام في الرياض، بمشاركة كبار علماء وفقهاء العالم الإسلامي ودول الأقليات، عدداً من البيانات والقرارات بخصوص مجموعة من القضايا والمستجدات بعد دراستها دراسةً وافيةً وشاملةً، وتداول الرأي حولها وفقاً لمنهجية علمية منضبطة على أيدي علماء وخبراء متخصّصين في مختلف المجالات.

الدكتور العيسى يشكر دعم السعودية ويثمِّن الجهود التي بذلها مفتو الأمة الإسلامية وكبار علمائها (واس)

وأصدر المجمع بياناً بشأن «الحكمة في الدعوة إلى الله وتأليف القلوب»، مبيِّناً أنَّ الحكمة في الدعوة إلى الله هي: «وضع الدعوة في موضعها، ودعوة كل أحد بحسب ما يليق بحاله ويناسبه، ويكون أقرب لحصول المقصود منه، وقد أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالالتزام بها في قوله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)».

واستنكر المجمع ما يصدر عن البعض من الإساءة لأتباع الأديان والنَّيل من مقدساتهم المفضي إلى محاربة الإسلام، والإساءة إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.

كما أصدَرَ «المجمع الفقهي الإسلامي» بياناً عن «حق تعليم المرأة في الإسلام»، أوضح فيه أنَّ الإسلام هو دين العلم والحضارة، حيث استُهِلَّتْ آيات القرآن في تنزُّلها بنداءٍ إلهيٍّ كريمٍ هو قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

وأكَّد المجمع في بيانه أنَّ الله أوجب على المسلمين التعلُّم بقدر طاقتهم وحاجتهم أفراداً ومجتمعات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»، وهو تكليفٌ يشمل الرجال والنساء.

المجمع أكد حق المرأة في التعليم وأوصى جميع المسلمين في أنحاء العالم بتمكين النساء من التعلُّم (واس)

وأوصى المجمع الفقهي في بيانه جميعَ المسلمين في أنحاء العالم بتمكين النساء من تعلُّم العلم النافع في مجالاته المتعددة، وعدم حرمانهنَّ من ذلك، حتى يؤدينَ دورهنَّ المنوط بهنَّ في خدمة مجتمعاتهنَّ وأوطانهنَّ.

وأصدر المجمع بياناً بشأن منح المسلمين خارج دول العالم الإسلامي إجازاتٍ في أيام الأعياد، ناشد فيه الحكومات والبرلمانات خارج دول العالم الإسلامي، العمل على منْح المسلمين المقيمين فيها إجازات في أيام عيدَي الفطر والأضحى؛ أسوة بما يتمتع به غير المسلمين في أعيادهم، وأكَّد المجمع أنَّ هذا المطلب إنساني وحقوقي؛ تحقيقاً لمفهوم المواطنة المتساوية التي تنعكس إيجاباً على مستقبل التعايُش الديني والوئام المجتمعي.

كما أصدر المجمع بياناً بشأن «المنصات الإلكترونية الرسمية الخيرية في المملكة العربية السعودية».

وأوصى المجمع في البيان المسلمين - المواطنين والمقيمين - بالمملكة بدفع زكواتهم وصدقاتهم إلى هذه المنصات الموثوقة التي تعلن عنها الدولة؛ لتصل إلى المستحقين لها، مؤكِّداً أنَّ التعامُل مع المنصات المذكورة من شأنه ضبط عمليات التبرع، والمحافظة على الأموال؛ حتى تصل إلى مستحقيها بصفة آمنة ورسمية.

ندد المجمع بحملات تشريع الشذوذ الجنسي وتسويغه... وطالب الدول بالتصدي لها (واس)

وفي بيانٍ عن «الشذوذ الجنسي»، أكَّد «المجمع الفقهي الإسلامي»، أنه يتابع - بألمٍ بالغٍ - الحملات التي تصدُر عن بعض الدول والكيانات والأفراد في تشريع الشذوذ الجنسي وتسويغه، ومحاولة فرض هذا التوجُّه على الشعوب والأمم، بزعمهم أن هذا الفعلَ مندرجٌ ضمن الحرية الشخصية للأفراد.

وأدان المجمع هذه الحملات المغرضة؛ لإشاعة هذه الجريمة المنكَرَة، التي تخالف الفطرة الإنسانية السويَّة، وتهدِم القيم الأخلاقية، وتُصادم التشريعات الإلهية لجميع الأنبياء والرسل عليهم السلام.

وأكَّد المجمع أنه من واجب الدول التصدي لهذه الظاهرة، ومحاربتها، وعدم إقرارها مهما كانت المبررات التي يُنادَى بها، داعياً القائمين على المؤسسات التربوية، ووسائل الإعلام، والمنصات الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى القيام بواجبهم في تحصين الناشئة من هذه الانحرافات الخطيرة.

وأشاد المجمع بمواقف الدول الإسلامية وغيرها المندِّدة بالشذوذ الجنسي، مناشداً دول العالم كافة ومنظماته، لا سيما الحقوقية منها، اتخاذ موقف مماثل لرفض هذه الدعوات الشائنة.

وأصدر المجمع بياناً بشأن «حكم التحوُّل الجنسي»، وبياناً بشأن «استخدام الذكاء الاصطناعي»، مبيِّناً أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فإن استُخدِم الاستخدامَ الصالح الذي فيه نفْع للبشرية بعيداً عن المحذورات الشرعية، فهو جائز شرعاً، وأما إن استُخدم للمفسدة، مثل تزوير الأصوات والصور، والخداع، وإلحاق الضرر بالغير ونحو ذلك من المفاسد الأخلاقية، فهو محرَّم شرعاً.

وإلى جانب هذه البيانات المهمة، أصدر «المجمع الفقهي الإسلامي» أيضاً عدداً من القرارات، وذلك بعد دراسة جملةٍ من القضايا والنوازل، دراسةً مستفيضةً لتوضيح الصورة الصحيحة لها قبل بيان الحكم الشرعي فيها، الذي سيكون نبراساً يَسترشِد به المسلمون حول العالم في تعاملاتهم.

عدد من علماء المسلمين الذين شاركوا في اجتماع «المجمع الفقهي الإسلامي» في الرياض (واس)

وشملت قراراتٍ بشأن «المتاجرة في العملات عبر الوسائل الحديثة بما في ذلك المنصات الإلكترونية»، و«إثبات رؤية الهلال عن طريق تقنية (كاميرا سي سي دي) »، وهي عبارة عن كاميرا متطورة تُرَكَّب على التلسكوب، وتُستخدم في التصوير الفلكي، وكذلك «تحميل الجاني تكاليف علاج المجني عليه».

كما أصدر قراراتٍ بشأن «تغيير شرط الواقف للمصلحة والتصرف فيما زاد من ريع الوقف»، و«حكم تكميم المعدة»، وهو إجراء طبي جراحي يتم من خلاله استئصال جزء من المعدة، أو تحويل مسار الطعام إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة، وكذلك «السفر إلى بلاد يَقْصُر فيها النهار لأجل الصوم بها»، وقضية «استثمار أوقاف الجهات الخيرية»، و«الحِيَل في عدم دفع الزكاة»، التي يُقصد بها إسقاط الزكاة أو تقليلها عن العبد بواسطة مشروعة في الأصل، و«استخدام الشاشات الضوئية في الصلاة والخطب»، إضافة إلى «الدفن في أماكن مخصصة للمسلمين في إطار السُّور العام للمقبرة غير الإسلامية».

ورفع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، نائب رئيس «المجمع الفقهي الإسلامي»، الدكتور محمد العيسى، الشكرَ على الحفاوة والتقدير الكبير لعلماء الأمة الإسلامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على ما قدما ويقدمان للإسلام والمسلمين، مثمِّناً الجهود التي بذلها مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها واللجنة العلمية والباحثون والخبراء، وما قدموه لإنجاح هذه الاجتماع الفقهي المهم.

يُذكر أنَّ «المجمع الفقهي الإسلامي» يُعنى ببيان الأحكام الشرعيَّة التي تُواجِه المسلمين من مشكلاتٍ ونوازل، وإبراز سعة وتميز الفقه الإسلامي وقدرته - على ضوء نصوصه وقواعد الشريعة - على التصدي للمستجدات الفقهية كافة.


قطر وبنغلاديش توقعان اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون في مجال العمل والنقل البحري

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
TT

قطر وبنغلاديش توقعان اتفاقيات لتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون في مجال العمل والنقل البحري

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين اليوم (قنا)

وقّعت قطر وبنغلاديش اليوم الثلاثاء على حزمة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تتضمن اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار، والتعاون في المجال الرياضي، والعلمي، والقانوني.

وجاءت هذه الاتفاقيات ضمن زيارة أمير قطر إلى بنغلاديش، وهي المحطة الثانية في جولته الآسيوية التي شملت الفلبين، وتعقبها زيارة إلى نيبال.

وشهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد اليوم الثلاثاء مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين، حيث شهدا التوقيع على اتفاقية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي بين المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية في دولة قطر وأكاديمية الخدمة الخارجية في بنغلاديش، ومذكرة تفاهم للتعاون في التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالي الرياضة والشباب، واتفاقية بشأن إزالة الازدواج الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، ومنع التهرب، والتجنب الضريبي، واتفاقية في المجال القانوني.

كما شهدا التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال العمل، واتفاقية النقل البحري، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين الشركة «القطرية لإدارة الموانئ» في دولة قطر وحكومة بنغلاديش، واتفاقية إنشاء مجلس أعمال مشترك قطري بنغلاديشي.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عقد اجتماعاً في مع الرئيس البنغلاديشي محمد شهاب الدين، بقصر بانغابهابان الرئاسي في العاصمة دكا اليوم.

وخلال الاجتماع جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين، وأوجه تعزيزها، والارتقاء بها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من المستجدات الإقليمية، والدولية.

فرص الاستثمار في بنغلاديش

ورحب لقمان حسين ميه، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الاستثمار في بنغلاديش، بالاستثمارات القطرية في بلاده، ودعا رجال الأعمال والمستثمرين القطريين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات المختلفة، والتي تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار دولار.

وقال لقمان ميه، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية: إن زيارة الشيخ تميم إلى بنغلاديش ستسهم في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين قدماً، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على الاقتصاد الناشئ والديناميكي في بنغلاديش، والفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد التي يقدر حجمها بنحو 100 مليار دولار.

وتابع: «الزيارة مهمة جداً بالنسبة لنا لتسليط الضوء على اقتصاد بنغلاديش للمستثمرين من قطر ومنطقة الشرق الأوسط كذلك، وفتح الباب لمزيد من الزيارات، واستكشاف الفرص الاقتصادية من قبل التجار والمستثمرين»، مؤكداً أن هيئة تنمية الاستثمار البنغلاديشية على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم اللازم.

وأشار لقمان حسين ميه إلى أن قطر وبنغلاديش تحرزان تقدماً بشأن تعزيز وترقية التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بينهما، ومن ذلك السعي لتوقيع مذكرة تفاهم لتأطير هذا التعاون، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية... وقال: «بمجرد التوقيع على المذكرة والاتفاقية، من المتوقع أن يتم إنشاء منصة لاستكشاف فرص جديدة للتجارة والاستثمار بين البلدين».

بينما أشار إلى أن حجم التجارة والاستثمار بين البلدين لا يزال دون المستوى المطلوب، رغم الفرص والعلاقات والصداقة القائمة بينهما، فقد أكد أن المناقشات والحوارات بين مسؤولي البلدين تحرز تقدماً نحو إقامة منصة دائمة للتعاون الاقتصادي، وخلق المزيد من الديناميكية في قطاعي التجارة والاستثمار.

وأشار إلى منتدى بنغلاديش للتجارة والاستثمار الذي عقد بالدوحة في مارس (آذار) 2023، خلال زيارة رئيسة وزراء بنغلاديش، والذي حظي باستجابة كبيرة وشهد حضور أكثر من 300 من التجار والمستثمرين القطريين... وقال: «حالياً تقوم هيئة تنمية الاستثمار البنغلاديشية بمتابعة نتائج المنتدى لجذب المزيد من الاستثمارات القطرية».


وزيرا دفاع السعودية وبريطانيا يبحثان تطورات المنطقة

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
TT

وزيرا دفاع السعودية وبريطانيا يبحثان تطورات المنطقة

الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)
الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي (واس)

بحث الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي، الاثنين، مع نظيره البريطاني غرانت شابس، التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته، وناقشا الجهود المبذولة تجاه احتواء تلك التطورات، بما يحقق الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي.

واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير خالد بن سلمان من الوزير شابس، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومجالات التعاون الدفاعي المشتركة.