إذا كان اسم «شوبار» يرتبط بمهرجان «كان» السينمائي، فإن دار «غارارد» مرتبطة بمهرجان «أسكوت» لسباق الخيول منذ قرون. الأولى من خلال «السعفة الذهبية» التي تتولى تصميمها في كل دورة منذ بضعة عقود، والثانية من خلال الكؤوس الذهبية التي تسلِّمها الملكة للفائزين الثلاثة منذ قرون. فعلاقة الدار البريطانية بالقصر الملكي، وبهذا الحدث، بدأت في عام 1842.
هذه العلاقة تعني شيئاً واحداً بالنسبة لدار «غارارد»، وهي أنها يجب أن تكون أهلاً للمهمة، لأنها تتعامل مع «مؤسسة»، وبالتالي فإن تصميم هذه الكؤوس يبدأ قبل الحدث بعدة أشهر، إن لم نقل سنوات. في كل مرة يخضع لتغيرات يحتمها تطور العصر. مقارنة سريعة بينها في الماضي والآن تؤكد أنها أصبحت أصغر حجماً وأكثر أناقة، وهو ما تعتبره الدار مهمّاً حتى ترضى عنه الملكة. وتقول الدار إن اختيارها لهذه المهمة كان خطوة طبيعية، لأنها كانت في ذلك الوقت أكثر من يُتقن صياغة الفضيات وقطع المجوهرات في منطقة هايماركت وسط لندن ومعقل الصاغة، لكنها نجحت في أن تستحوذ على اهتمام الطبقة المالكة والطبقات الأرستقراطية، الذين باتوا يقصدونها في كل مناسباتهم المهمة وعندما يريدون اقتناء قطع أوانٍ فضية مختلفة. واكتملت هذه العلاقة بعد أن طلب القصر الملكي من حرفيي الدار إعادة تصميم الصولجان الملكي وترصيعه بالأحجار الكريمة، لتتوالى الطلبات على التيجان وأطقم المجوهرات وخواتم الزواج. ولا شك أن هذا ما يشفع للدار؛ أنها ترى نفسها «بريطانية» حتى النخاع وملكية التوجه، مستدلة بأن الملكة تظهر دائماً بأطقم من تصميمها، كان آخرها الطقم المصنوع من الماس والياقوت الذي ظهرت به في العشاء الرسمي الذي أقامته على شرف رئيس الولايات المتحدة الأميركي، دونالد ترمب، مؤخراً. كذلك دوقة كمبردج وقبلها الأميرة الراحلة دايانا وغيرهما. لكن «غارارد» وفي هذا الوقت بالذات من كل عام، لا همَّ لها ولا حديث سوى عن مهرجان «أسكوت»، كونها صانعة الثلاث كؤوس التي سيتم تقديمها للفائزين في مضمار «رويال أسكوت» بمقاطعة بيركشاير في المملكة المتحدة. فعالية تقام منذ نحو ثلاثمائة عام وتتمتع بشعبية عالمية تُتوج في اليوم الثالث بتقديم هذه الكؤوس للفائزين.
> في مناسبة مثل مهرجان «أسكوت»، فإن يوم السيدات هو الذي يحظى بتغطية إعلامية عالمية. والسبب أنه يوم القبعات، التي تُبرز غرابة الثقافة البريطانية من جهة، وإبداعات المصممين وشطحاتهم من جهة ثانية، وغني عن القول إنه كلما كانت القبعة غريبة وعجيبة، زاد الاهتمام بها، وتداولتها الصحف والمجلات.
ولا ننسى أنه حتى المرأة الخجولة أو الكلاسيكية الأسلوب، تجد في هذا اليوم فرصتها لكي تتحرر من الخجل ومن كل القيود التي تكبلها باسم الأناقة والمقبول. في هذا اليوم تصبح هذه القبعات وسيلتها لإبراز الجانب الشقي والمنطلق من شخصيتها.
فيما عدا ذلك فهي مُطالَبة بالالتزام بقيود وبروتوكولات صارمة، منها عدم ارتداء الجينز أو الفساتين القصيرة أو المفتوحة جداً، بما في ذلك الكشف عن الأكتاف وما شابه ذلك من أمور.
هذا النص المكتوب الذي لا يمكن الحياد عنه في مجال الأزياء، يفتح لها الباب للعب بكل الإكسسوارات الأخرى، بما فيها المجوهرات، سواء كانت أقراط أذن أو عقداً أو بروشاً.
وبما أن القبعة تطغى على المظهر، وتكون هي مركز الجذب، فإن اختيار التصميم المناسب لهذه المجوهرات مهم جدّاً. إذا كانت القبعة عريضة مثلاً فأقراط ناعمة تكفي مع عقد بسيط. أما إذا كانت القبعة ناعمة أو على شكل طوق تُغطي نصف الرأس فقط، فإن أقراط أذن متدلية يمكن أن تُضفي عليها كثيراً من التألق.
7:49 دقيقة
«غارارد» علاقة عمرها نحو 300 عام بمهرجان «أسكوت»
https://aawsat.com/home/article/1775201/%C2%AB%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%AF%C2%BB-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%86%D8%AD%D9%88-300-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%C2%AB%D8%A3%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA%C2%BB
«غارارد» علاقة عمرها نحو 300 عام بمهرجان «أسكوت»
«غارارد» علاقة عمرها نحو 300 عام بمهرجان «أسكوت»
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة