مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

في حضرة محمد مرسي

صدق من قال: (العالم ليس عقلاً)، وأنا أريد أن أصحح هذه المقولة، وأضيف عليها كلمة (أحياناً)، لأننا لو أطلقناها على عواهنها، فمعنى ذلك أن الكرة الأرضية ومن عليها سوف تتحول إلى مستشفى للمجانين.
ولكي لا أتوه وأشتت حالي، وأن أقصر كلامي على منطقتنا العربية، التي أول ما تنفست الصعداء وتخلصت من ذلك الكابوس المزعج الذي جثم عليها أكثر من أربعة قرون تحت مسمّى الخلافة الإسلامية (الزائفة)، إثر سقوط الدولة العثمانية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وما هي إلا عشرة أعوام، حتى خرج علينا من تحت التراب حسن البنا لينشئ جماعة الإخوان المسلمين، لتكون حجر عثرة في تطور الأمة نحو العصر الحديث، ويريد أن يلوي عنقها ويعيدها إلى العبودية وظلام خلافة بني عثمان.
غير أنها أخيراً بدأت تنكشف على بلاويها، تحت الحقيقة المؤكدة: أنه لا يصح في النهاية غير الصحيح.
ولكي أظهر لكم عقم وتفاهة وسطحية عقول بعض رموزهم، سوف أورد لكم كيف أن عقولهم قد غيبت وراحت تستنجد بالأحلام، والكارثة المؤلمة أنهم أقحموا حتى رسول الله في ترهاتهم تلك.
وإليكم ما يهذي به شيخ إخونجي خليجي معروف وهو يقول: شفت في الحلم لأول مرة في حياتي الرسول عليه الصلاة والسلام مع الصحابة، وجلست معهم، وأخذت أذهب وأرجع مع الرسول وأوجه له الأسئلة وهو يجيب عليها، وقلت له: ممكن أسجل هذه الفتاوى والأجوبة حتى يستفيد الناس منها؟!، فرد عليّ: لا بأس اعرضها علي حتى أراجعها وأصححها، ثم طلب مني بيتاً يكون مأوى ومقراً نجتمع فيه، فقلت له: مع الأسف إن الظروف الآن ليست مواتية، فهناك تحفظات واشتراطات أمنية - انتهى.
وأدهى وأمر من ذلك هو شيخ إخواني مصري يقول: حلمت أنني اجتمعت مع الرسول عليه الصلاة والسلام في حضرة الرئيس محمد مرسي، فلما حان وقت الصلاة طلب الناس من الرسول أن يتقدم ويؤمهم، غير أن الرسول قال لهم بالحرف الواحد: لا، إن من يصلي بكم هو محمد مرسي – انتهى.
وأخيب من الاثنين هي الناشطة اليمنية (الإخوانية) توكل كرمان، التي صدمت بوفاة محمد مرسي، فوضعت صورته في تغريدتها، وكتبت تحتها: صلوا عليه وسلموا تسليماً.
وفي تغريدة أخرى كتبت أيضاً تحت صورته أبيات شعر نقلتها من رثاء الشاعر نزار قباني في عبد الناصر.
وجاء فيها موجهة هذا الكلام لرئيسها مرسي: قتلناك يا آخر الأنبياء... قتلناك... ليس جديداً علينا اغتيال الصحابة والأولياء - انتهى.
مع هذه النماذج المشوهة التي أوردتها تصح مقولة: العالم ليس عقلاً.