حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

قطر والصومال: إرهاب ورد الجميل!

زرت الصومال لأول مرة عام 1986 بحكم العمل التجاري، وتمثيلنا للشركة البحرية الوطنية الصومالية والمتخصصة وقتها في نقل المواشي. وهي كانت أحد أهم مصادر الدخل الاقتصادي المتواضع للصومال، يضاف إلى ذلك المدخول القادم من تصدير الموز الصومالي الصغير الحجم والشديد الحلاوة في الطعم، والذي منحت الحكومة الصومالية الحق الحصري لزراعته وتصديره لشركة إيطالية اسمها «صومالي فروت». وكانت هذه الشركة تتبع مع الحكومة الصومالية نفس النهج «المافيوي» الذي اتبعته بعض شركات الفاكهة الأميركية التي كانت تسيطر على دول أميركا الوسطى، وعرفت هذه الدول بجمهوريات الموز.
الصومال كان لديه الإمكانية لأن يكون بلداً «مختلفاً»، ولديه أكبر ساحل مائي في أفريقيا (بعد جنوب أفريقيا)، وكان هناك اهتمام كبير لاستغلال هذا الساحل من قبل الشركات اليابانية والكورية الكبرى، ولكن حكم سياد بري وجبروته والقبلية الموتورة نخرت في جسد هذا البلد الضعيف، وقامت فيه الحرب الأهلية التي جاءت بتنظيم «الشباب» الإرهابي، وجاء نتاج ذلك بصمات نظام الانقلاب في قطر.
في هذا البلد الذي يحاول الوقوف على قدميه، والتعاون مع الدول المانحة للنهوض باقتصاده، فضحت المكالمة الهاتفية بين سفير نظام الانقلاب القطري في مقديشو، والأوامر التي وجهها لتنفيذ العمليات الإرهابية الأخيرة في الصومال.. فضحت النظام نفسه على لسان أحد المقربين من دائرة حاكم نظام الانقلاب في قطر نفسه. الجالية الصومالية في الولايات المتحدة الأميركية كبيرة ومتمركزة في ماريلاند وواشنطن دي سي وميناسوتا. بل إن الأميركية من أصل صومالي الهان عمر وهي عضو معروف في الكونغرس الأميركي، أغرق بريدها الإلكتروني مؤخراً بموجات من الرسائل من الجالية الصومالية في أميركا تطالبها بضرورة التحقيق مع دولة نظام الانقلاب في قطر بخصوص دعمها للإرهاب وعملياته القاتلة في الصومال.
الاعتراف سيد الأدلة، ومع تسريب التسجيل الهاتفي للسفير القطري، بدأت العشرات من الأصوات الصومالية «تفضح» قطر وعملاءها عما فعلوه في بلادهم، وتمزيق الصفوف بين الشعب الواحد فقط لأن السعودية كانت وراء اتفاقيات سلام مختلفة بين جيران دول القرن الأفريقي، والإمارات تستثمر مالياً في الصومال، ولذلك كان القرار القطري تخريب الوضع على السعودية والإمارات، ولا مانع لأن يكون الثمن الدم الصومالي.
محمود صوفي لاعب منتخب قطر السابق من أصول صومالية، تم منحه الجنسية القطرية، وكان أحد أبرز نجوم اللعبة في تاريخ قطر، هذا اللاعب الذي أدخل البسمة على وجوه القطريين، قطر ترد له الجميل بعد أن بات مشهوراً بقتل أهله وشعبه.