مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

اللصوصية بين الاحتراف والهواية

هل اللصوصية فن، أم إنها خبط عشواء، وعلى مبدأ «خذني جيتك»؟! أعتقد أنها فن عند المحترفين، أما الجهّال من الهواة، فالواحد منهم لا يكسب ولا يسلم من النجاسة. ولنترك اليوم المحترفين على جنب، فلي معهم حديث آخر، وسوف أقصر حديثي على الهواة «فاغري الفهشة»...
ففي مصر، تمكنت مباحث الجناين بمحافظة السويس من ضبط لص سيارات أثناء مروره في أحد الأمكنة، عندما استوقفته إحدى لجان التفتيش، حيث تبين أن السيارة مسروقة.
واعترف اللص بسرقتها، غير أن المفاجأة غير المتوقعة أن الشرطة عثرت على أكياس من المخدرات مكدسة في شنطة السيارة المسروقة ليست ملكاً للص، وإنما تعود ملكيتها لصاحب السيارة الأصلي.
وفوجئ اللص بالمخدرات، وأكد أنه لا يعلم عنها شيئاً، بل إنه قام بسرقة السيارة فقط، وتم تحرير محضر بالواقعة واقتادوه للسجن.
وفي دبي، تلقت الشرطة بلاغاً من متجر عالمي للمجوهرات في فندق شهير في مدينة دبي، يفيد بتعرضه لسرقة 7 أطقم من الألماس، قيمتها 9.5 مليون درهم، وانتقل فريق من البحث الجنائي إلى المتجر للتحقيق في البلاغ، لكنه فوجئ أثناء فحص الموقع وأخذ البصمات بالسارق يدخل إلى المتجر حاملاً حقيبة، والدموع في عينيه معترفاً بتفاصيل سرقته للمحل.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي إن السارق ويدعى «أ. ف» عمل موظفاً في المتجر لمدة 5 سنوات، وإن بريق الألماس أغراه فسرق المجوهرات وفرّ إلى بلاده بعد ساعة واحدة فقط من الواقعة.
الشيء الغريب في الأمر أنه بمجرد وصوله إلى مطار الإسكندرية كان شقيقه الأكبر في استقباله، فأخبره السارق بما فعل، وكانت المفاجأة في ردّ فعل الشقيق الذي صفعه على وجهه بقوة وثار غضبه وعلا صراخه في المطار، وقرر حجز تذكرة سفر له بسعر مضاعف ليعود على الطائرة نفسها ويعيد المسروقات.
وقال رجال الشرطة الإماراتية إن هذه الواقعة هي الأولى التي يعود فيها متهم إلى صوابه، ويعيد مجوهرات بهذه القيمة الكبيرة المغرية، واتصل بعضهم بالشقيق الأكبر في مصر شاكرين له موقفه وأمانته.
الغريب بالأمر أن صاحب المتجّر أخذ يترجى جهاز الشرطة بعدم سجن اللص الهاوي الغبي، وتحت إلحاحه وافقوا على طلبه، وزيادة منه على ذلك أعاده إلى عمله مرة أخرى كبائع وكأن شيئاً لم يكن، ولا أعلم إلى الآن هل كافأوا شقيقه الأكبر أم لا؟! وهو الذي له الفضل الأول في إعادة المجوهرات.