مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أنعم وأكرم به من اختصاص

كلنا خطّاؤون وجَلّ من لا يخطئ –وهذا صحيح- ولكن «خطأ عن خطأ يفرق»، وأفدح الأخطاء هي أخطاء الأطباء، وأسهل الأخطاء هي أخطاء العشاق في مواعيدهم بعضهم مع بعض، وحيث إن أخطاء العشاق لا تهمني لا من قريب أو بعيد، لهذا سوف أقْصر حديثي على أخطاء الأطباء التي قد تحصل حتى في أرقى مستشفيات العالم، وعلى أيدي أمهر الأطباء.
ففي «فلوريدا» استأصل جراح بالخطأ الساق السليمة لرجل اسمه ويلي كنغ، وخرج من المستشفى وهو يجلس على كرسي متحرك، بعد أن دخلها وهو يمشي على عكّاز.
وتسبب خطأ بمستشفى في منطقة جازان جنوب السعودية، بإصابة فتاة في منتصف العشرينات من عمرها بمرض الإيدز، وحصل ذلك من جراء خطأ نقل دم ملوث لها، وهي التي كانت تراجع المستشفى لتلقي العلاج ضد مرض الأنيميا المنجلية، وما زالت المسكينة تخضع للعلاج بسبب ذلك الخطأ.
وفي «نيويورك»، أصبحت امرأة اسمها نانسي أندروز حاملاً بعد عملية إخصاب طفل الأنابيب، وبعد عدة أشهر إذا بها تلد طفلاً لونه أسود، واعتذر الطبيب واعترف بأنه بدلاً من إخصابها بالسائل المنوي لزوجها خصبها بسائل رجل آخر، وحصلت مشكلة عويصة بين الأم الشقراء وزوجها الأشقر، فهو يريد التخلص من المولود وهي تصر على الاحتفاظ به.
والأميركي نيامين هو فتون، شكا من ألم في خصيته اليسرى، وعندما كشفوا عليها قرروا استئصالها لأنها تهدد حياته، غير أنهم أخطأوا واستأصلوا الخصية اليمنى السليمة، ولكي يصححوا خطأهم عادوا واستأصلوا الخصية الأخرى للمريض حفاظاً على حياته، غير أنه رفع دعوى على المركز الطبي، وحكموا له بتعويض قدره «200» ألف دولار، ولكن ماذا تنفعه مئات الألوف وقد خرج مخصيّاً، ليست له قدرة ولا حتى على «نش الذبان»؟!
أما التي رفعت ضغطي حقاً فهي طبيبة جراحة تُدعى ويندل بوت هوايتها الموسيقى والأغاني والرقص، وهي لا تجري عملياتها إلاّ في هذا الجو المفعم بالأنغام وهز الوسط، واختصاصها بالذات هي عمليات التجميل –وأنعم واكرم به من اختصاص. وحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أظهرت عشرات المقاطع ويندل وهي ترقص بمرح في أثناء العمليات الجراحية لمرضاها، لافتةً إلى استمتاعها في أحد المقاطع بأغنية الراب الشهيرة «أنا على وشك قطعه» قبل فتحها بطن مريض.
يشار إلى أن «أوجاي ليبورد» 26 عاماً، اتهمت الجراحة بوت بإصابة والدتها بتلف دائم في المخ خلال خضوعها لعملية شد بطن وشفط دهون قبل أسابيع من حفل زفافها، ولم تستطع والدتها الحضور لأن مخها أصبح مضروباً.
كل هذا حصل بسبب الموسيقى والرقص، لا بارك الله فيهما.