مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

تغدّت به قبل أن يتعشّى بها

في مقال بجريدة «المدينة»، كتبه الدكتور عبد العزيز الصويغ قال فيه:
«بعثت لي إحدى قريباتي تنبهني إلى أن صورة انتشرت مؤخراً في (السوشيال ميديا) تظهر طابوراً طويلاً من السيدات يقفن أمام محل للهواتف النقالة يحمل لافتة تقول: المحل يعيد استرجاع الرسائل الممسوحة من جوال الزوج». ويمضي الدكتور قائلاً: «إن نظام الجرائم المعلوماتية السعودي ينص على السجن لمدّة لا تزيد على عام، وغرامة مالية لا تزيد على 500 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين على الزوج أو الزوجة في حال التجسس على هاتف الآخر» - انتهى.
واستصبت بالحادث الذي كشفت عنه أجهزة الأمن المصرية، والذي كاد يودي بحياة أحد الأزواج، والسبب هو الهاتف.
والحكاية وما فيها أن ذلك الزوج السعيد لم يمضِ على زواجه من عروسه سوى 23 يوماً، وذهب معها إلى الساحل الشمالي للاستمتاع بشهر العسل، ويبدو أن العروس الحورية بعد أن تعبت من السباحة في البحر، دخلت إلى الحمام لكي تأخذ (شَوَر) ينشطها، وتركت هاتفها مرميّاً على السرير، ومن لقافة العريس هفته نفسه أن يبحبش في هاتف زوجته، وإذا به يقع على (الشق والبعج) - بمعنى أنه وقع على اتصالات ومراسلات حميمة وساخنة مع أحد الأشخاص، آخرها إرسالها له قبل ساعة صورة لها وهي على الشاطئ بالمايوه.
واستصاب، غير أنه ضبط أعصابه مبيتاً لها أمراً سينفذه فيما بعد، وعندما أحس بأن الدش قد توقف، ترك لها الهاتف في مكانه كأن شيئاً لم يكن، فخرجت هي ملفوفة بمنشفة الحمام، فأخذ يمازحها ويتباسط معها، غير أن (الأروبة) الذكية ما إن أمسكت بالهاتف حتى تيقنت أن عريسها قد عبث به وكشف المستور، وصهينت مثله كأن شيئاً لم يكن، وبيتت له أمراً تريد أن (تتغدّى به قبل أن يتعشّى هو بها).
وتركته إلى أن نام، وأتت بسكين من المطبخ وطعنته في خاصرته وتركته ينزف، وهربت، ولم يردها غير بيت أهلها، واستنجد المسكين (بالرسبشن)، وأحضروا له الإسعاف ونقلوه إلى المستشفى واستأصلوا كليته المطعونة والمعطوبة، وقبضت عليها السلطات فيما بعد وأودعوها السجن.
وبمناسبة الهاتف، فأحد أصدقائي المشهود له بالذكاء الخارق قال لي: لم أتفشل في حياتي أكثر من فشلتي أمام زوجتي بالأمس، وذلك عندما فتحت هاتفها، وإذا بي أقع على رسالة صوتية من رجل يقول لها: اتصلي بي، فسألتها غاضباً: هذا صوت مَن؟! فردت عليّ، وهي تلوح بأصابعها الخمس في وجهي، قائلة: (كش)، هذا صوتك يا ثور.