حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.
TT

إردوغان و«حماس» وموقف معيب

أبدت «حماس» حماساً في الحفاظ على حياة قاسم سليماني الجنرال العسكري الإيراني الإرهابي، وقائد الفيلق الطائفي الدموي المسمى زوراً وتمويهاً وبهتاناً «فيلق القدس»، وذلك في بيان لها أصدرته مؤخراً عن طريق الناطق باسمها حازم قاسم قالت فيه الحركة: «محاولات اغتيال سليماني لا تخدم إلا المشروع الصهيوني، وتهدف إلى إثارة الخلافات والقلاقل التي تضعف قدرة الأمة على مواجهة التحديات التي تمر بها».
من العار السياسي أن الحركة التي تقاوم احتلالاً إسرائيلياً عنصرياً هي ذاتها التي تبارك بهذا البيان المخزي احتلالاً إيرانياً طائفياً لـ4 دول عربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن)، الاحتلال الأكثر وحشية وعنفاً ودموية، أين تذهب «حماس» بوجهها أمام مئات ألوف القتلى وملايين الجرحى والمشردين من العراقيين والسوريين واليمنيين؟ الذي قاد هذه الحملة الطائفية العنصرية باقتدار وجَلَد الجنرال قاسم سليماني الرمز الاحتلالي التمددي التوسعي الذي تندد «حماس» بمحاولة اغتياله.
ولم يكن موقف الزعيم التركي إردوغان من الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على مصافي البترول السعودية بعيداً عن موقف «حماس» المخزي من الجنرال المجرم قاسم سليماني، فقد برز رجب محامياً متحمساً عن إيران حين حذر الرئيس إردوغان، في مقابلة له مؤخراً مع «فوكس نيوز»، من إلقاء اللوم على إيران في الهجمات الصاروخية التي استهدفت في وقت سابق مصافي شركة «أرامكو» السعودية، وحتى حين عزا إردوغان هذه الهجمات للحوثيين فهو لم يدِن هذا العمل الإرهابي، ناهيك بأنه يعرف قبل غيره أن الحوثي هو «قائم مقام» الآيات الإيرانية في صنعاء؛ لا يعصون المرشد ما أمرهم.
يتساءل بعض المحللين فيقول: ولكن هناك خلافات سياسية لتركيا و«حماس» مع حكومات الدول التي تعيش نزاعاً مريراً مع إيران، هذا الخلاف السياسي ربما فرض هذه المواقف، وفي تقديري أن من الحمق أن تنافح عن دولة غاصبة معتدية أضرت بأوطان، وليس الضرر مقتصراً على الأفراد أو الحكومات.
هذه المواقف السياسية الهوجاء التي تخلو من «المبادئ»، تذكرنا بمواقف سياسية سابقة مخزية مخجلة لعدد من الحركات الإسلامية من الغزو العراقي للكويت، حين قال قائلهم بعد احتلال العراق للكويت: «يا صدام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك»، غير مكترث بما سيجره هذا الاحتلال من ويلات وخراب ودمار ما زالت المنطقة تتجرع آلامه وآثاره، ولا يبدو أن هؤلاء اتعظوا من هذه الأخطاء السياسية الكارثية.