ربما كان الكاتب أوسكار وايلد على حق عندما قال إن الموضة تُغير جلدها كل ستة أشهر، لكي تتخلص من قُبحها، فيما يتعلق بالتقليعات التي تستهدف لفت الأنظار فقط، لكنه ليس صحيحاً في أغلب الحالات. فالموضة تتغير لتواكب تطورات العصر، وتغير ثقافة مجتمعاتها، وهو ما يُفسر أن ما كان مقبولاً في الماضي لم يعد كذلك في الحاضر، والعكس صحيح. فعندما مزج الراحل إيف سان لوران لوني البرتقالي والفوشيا في السبعينات، قامت الدنيا ولم تقعد، بين مُعجب ومستنكر. كرت السنوات، وأصبح مزج الألوان المتناقضة فناً أبدع فيه المصمم كريستيان لاكروا، ونافسه فيه مصممون آخرون بدأوا يعدون أنفسهم أقرب إلى الفنانين. وربما هذا ما تعكسه موضة هذه الأيام، حيث نرى تشجيعاً على الجمع بين التناقضات، فيما يخص النقشات المختلفة في إطلالة واحدة.
لهذا، إذا كنتِ من النوع الذي يكتفي بقطعة واحدة تكون لافتة بلونها أو نقشاتها، وتُبقين على باقي القطع بسيطة بلون واحد يكسرها ويخفف منها، فقد حان الوقت لكي تجددي نظرتك، وتتسلحين ببعض الجرأة والابتكار. صحيح أن المزج بين النقشات المتضاربة في الإطلالة الواحدة أمر صعب، لا يمكن إتقانه بسهولة، إلا أن المصممين رسموا لك لوحات شبه جاهزة، يمكنك الاقتداء بها، من «بيربري» إلى فكتوريا بيكهام ومايكل كورس، وغيرهم. كلهم يُجمعون على أن القليل لم يعد يكفي. فإما أن تعتمدين إطلالة أحادية من الرأس إلى أخمص القدمين، أو الجمع بين نقشات على شكل مربعات وورود وخطوط بألوان متنوعة في الإطلالة الواحدة. ففي هذه الحالة، يكون تأثيرها أجمل وأقوى. وبالفعل، فإن قطعة واحدة من «التارتان»، أو من أي قماش آخر مطبوع بمربعات أو ورود، قد تكون مضمونة، في حال تم تنسيقها مع قطعة بسيطة بلون واحد، إلا أن تأثيرها سيكون عادياً، وليس ببعيد أن يصيب ببعض الملل. لكن بمجرد تنسيقها مع قطعة أخرى، بنقشات تتضارب معها، إما شكلاً أو حجماً أو ألواناً، فإنك ترتقين بالإطلالة إلى مستوى حداثي عصري، يعكس أسلوباً قد يكون جريئاً درامياً، لكنه مبتكر مطلوب.
هذه الموضة ظهرت على منصات عروض الأزياء العالمية منذ فترة، إلا أنها تزيد قوة في كل موسم. في السبعينات مثلاً، انتعشت موضة التارتان على يد المصممة المتمردة فيفيان ويستوود. ورغم أنها لم تغب تماماً، فإن المرأة ظلت تحاول دوماً أن تتعمد التخفيف منها. هذا الموسم ظهر التارتان في عدة عروض، لأن قماش «التارتان» الذي استوحيت منه هذه النقشات هو أصلاً منسوج من الصوف، وكان لصيقاً بفصل الشتاء من جهة، ولأنه أكد أنه مُبهج عندما يتمازج فيه الأصفر مع الأحمر مثلاً. من هذا المنظور، ولخريف وشتاء 2019، ظهر في عرض «شانيل»، من خلال معاطف واسعة مع بدلات من التويد. كما ظهر في عرض فكتوريا بيكهام في سترات بمربعات صغيرة نسقتها مع قمصان ناعمة ساهمت في إخراجها من الكلاسيكي إلى العصري، وفي عرض فيليب بلاين ساطعاً قوياً. وبدورها، لم تخفف دار «بيربري»، التي تعد هذه النقشات ماركتها المسجلة، من قوتها، بل على العكس ظهرت في كثير من القطع الكلاسيكية، كمعطفها الممطر، كما في حقائب يدها وأوشحتها. وخارج دار «بيربري» ودار «فيليب بلاين»، لم يقتصر هذا الاتجاه على المربعات وحدها، بل شمل الورود أيضاً. ولا شك في أن هذه الموضة ستتيح لكثير من النساء الاستفادة من قطع قديمة من السبعينات، وتجديدها بإدخال قطعة جديدة ستخرجها من خانة التقليدي الممل إلى خانة الدرامي المثير.
7:49 دقيقة
دراما مثيرة تجمع النقشات المتضاربة والألوان الصاخبة
https://aawsat.com/home/article/1938861/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B4%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A9
دراما مثيرة تجمع النقشات المتضاربة والألوان الصاخبة
دراما مثيرة تجمع النقشات المتضاربة والألوان الصاخبة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة