خالد القشطيني
صحافي وكاتب ومؤلّف عراقيّ
TT

من وحي الأندلس أيضاً

ذكرت فيما سلف شيئاً عن الموشحات الأندلسية. بيد أن من روائع الشعر الأندلسي أيضاً قصائد كثيرة، وكان منها قصيدة ابن زيدون الغزلية بمطلعها:
ما للمدام تديرها عيناك
فيميل في سكر الصبا عطفاك
ولا يملك القارئ الكريم غير أن يتحسس فيها المنحى الراقص نفسه للشعر والغناء الأندلسي والإسباني. ويظهر بوضوح أن القصيدة قد فتنت الشاعر المصري أحمد شوقي بإيقاعها فجاراها بقصيدة بتلك القافية وذلك الوزن والروح المتوهجة. قال فيها:

شيعت أحلامي بقلب باك
ولممت من طرق الملاح شباكي

ويظهر أن المطرب محمد عبد الوهاب بدوره قد افتتن بهذا الشعر كذلك، وياما افتتن هذا المطرب بشعر أحمد شوقي وقصائده الغزلية. فلحن تلك القصيدة في أغنية تعتبر من ألطف وأروع ما غناه عبد الوهاب. وما زلنا نطرب لها كلما سمعناها على الراديو أو من المسرح:

يا جارة الوادي طربت وعادني
ما يشبه الأحلام من ذكراك
مثلت في الذكرى هواك
وفي الكرى
والذكريات صدى
السنين الحاكي
ولقد مررت على الرياض بربوة
غناء كنت حيالها ألقاك
لم أدرِ ما طيب العناق
على الهوى
حتى ترفق ساعدي فطواك
وتأودت أعطاف بانك في يدي
واحمر من خفريهما خداك
ودخلت في ليلين
فرعك والدجى
ولثمت كالصبح المنور فاك...

إلى آخر هذه الأغنية- القصيدة الرشيقة البارعة، والبارع فيها من دون شك قافيتها الكافية.