مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

سواء كان فيه ولّا ما فيه

هناك برنامج لشيخ في إحدى القنوات وسأله شاب من عائلة لا تتفاهم مع بعضها البعض، والأم تكره الجميع، سأل الشيخ قائلاً له: أمي لا تتفاهم مع زوجتي، وأختي المتزوجة لا تتفاهم مع أمي وتتفاهم مع زوجتي، وخالتي تكره أختي وتحب أمي، وعمتي تحب أختي وتكره زوجتي، وزوجتي تحب أختي وتكره خالتي، وأختي العزباء تكره أمي وخالتي وعمتي وزوجتي، وتطلب مني طلاق زوجتي، وأخت زوجتي وأمها تطالبانني بالرحيل والسكن لوحدي بعيداً عن أمي فهما لا تتفاهمان مع أمي، وأمي تكره الكل وأخواتي، فقل لي يا سيدي ماذا أفعل؟!
وأعجبني الشيخ عندما صمت برهة ثم قال: وقف حمار الشيخ عند العقبة، ويا ليته أتبعها قائلاً له: هج ولا يردك غير (المرستان)، لأنك من سلالة مجانين.
وهذا الشيخ ذكرني بدكتور وشيخ كان له (شنّة ورنّة)، وكان يتابعه الملايين في وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن نجمه خبا، عندما تورط بادعائه أن الملائكة كانت تأكل الرز مع بعض الرجال الصالحين، وأن الملائكة ركبوا خيولهم البيضاء، وخاضوا ساحات الوغى قبل أشهر نصرة للمجاهدين في سوريا.
ونظراً لاحترامي وتقديري له سوف أرمز لاسمه بحرفي (م.ع).
فقد سبق أن سألته امرأة محبة لزوجها وتغار عليه، قائلة: هل زوجي سيتزوج معي الحور العين في الجنة؟!
فرد عليها الشيخ الدكتور قائلاً: أسأل الله أن يجمعكما في الجنة، وأنت إذا دخلتِها سوف تحصلين بإذن الله على ما يسرك (سواء كان موجود حور عين ولّا ما فيه حور عين) – انتهى.
طبعاً آخر كلامه (يبرجل) – ولا أقول يشكك - فكيف تركب هذه: (سواء كان فيه ولا ما فيه).
وأعترف أنني لست من المتفقهين بالدين، ولكنني على الأقل أقرأ.
فعن المقدام بن معد يكرب قال: قال الرسول: للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه.
وهناك وصف للحور العين ورد في القرآن الكريم وجاء فيه: (وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون)، وفي آية أخرى: (كأنهن الياقوت والمرجان)، وفي ثالثة: (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان).
ثم يأتي الدكتور الشيخ ليقول: (سواء كان فيه ولّا ما فيه).