حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

عام 2020!

شارفت السنة الحالية 2019 على الانتهاء، ويستعد العالم لاستقبال سنة 2020، وسأحاول قراءة أهم ملامح ما يمكن توقعه فيها من خلال قراءة معطيات الأحداث وأرض الواقع.
من المتوقع أن تشهد السنة القادمة مجموعة لافتة من الأحداث؛ منها اتفاق تجاري تاريخي بين الصين والولايات المتحدة، فالصين تضررت من العقوبات المالية التي فرضت على بضائعها، وأميركا ترغب في إنجاز مهم يحسب لإدارة الرئيس ترمب في سنة انتخابات رئاسية مفصلية. أيضاً من المتوقع «خروج» بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي ونهائي، وسيكون لذلك الأمر تبعات لافتة ومهمة على الداخل، قد تفتح شهية اسكوتلندا للدعوة إلى الانفصال مجدداً، ونرى التحول التدريجي من واقع بريطانيا العظمى إلى إنجلترا الصغرى.
أوروبا قد تشهد توتراً أكبر مع إدارة ترمب، واستغلالاً أكبر لهذا الظرف من قبل روسيا وإلى حد أقل الصين.
بداية السنة ستشهد انشغالاً عظيماً من دوائر القانون والإعلام بتداعيات مسيرة العزل بحق الرئيس دونالد ترمب من قبل الكونغرس، وهي المعركة التي ترغب فيها مجموعة الكونغرس التي تكرس مع العامة احترام وقداسة مبدأ فصل السلطات، وعدم السماح أبداً للرئيس الأميركي بـ«تجاوز» صلاحياته المسموح له بها. وقد تكون هذه الانتخابات الرئاسية الأكثر شراسة والأغلى تكلفة في التاريخ، وذلك بسبب الاستقطاب السياسي غير المسبوق.
الشرق الأقصى سيشهد في سنة 2020 ركوداً في الحراك الاقتصادي، وخصوصاً في كل من الصين والهند اللتين تباطأ أداؤهما بشكل سلبي وملحوظ.
أفريقيا أيضاً ستكون البوصلة المفضلة للاستثمارات الدولية لتحسن معدلات الأداء في مؤشرات مهمة مختلفة، وستكون هناك نتائج ملموسة لهذا الاتجاه، ستظهر في معدلات الإنتاج الزراعي وتحسين معايير الصحة والتعليم والديمقراطية.
إسرائيل ستظل في حالة استقطاب وانقسام سياسي، خصوصاً بعد الموت السياسي لفكرة «صفقة القرن» وعودة الحديث عن حل الدولتين داخل الكونغرس الأميركي نفسه، وهذا مؤشر في غاية الأهمية.
وهناك مناسبتان مهمتان في منطقة الشرق الأوسط على الصعيد الاقتصادي ستشهدهما دولة الإمارات العربية والسعودية، باستضافتهما كلاً من «إكسبو» و«قمة مجموعة العشرين»، وهاتان المناسبتان يروج لهما البلدان جيداً لاستغلال الفرصة الاقتصادية الممكنة بأفضل ما يمكن.
إيران، وهي الخاسر الأكبر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ستسعى إلى «صفقة» مع دول الخليج لوقف التدهور السياسي والاقتصادي الحاصل لها. مصر ستشهد استمراراً في تحسن المناخ الاقتصادي ومعدلات قياسية في عوائد السياحة وانخفاضاً في البطالة وتغيراً في معدلات سعر الفائدة وصرف الدولار. أما في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة سيكون الحديث عن الخلافة السياسية محتدماً.
أهم صفة في عام 2020 أنه، على ما يبدو «مالياً»، من قبل خبراء المصارف، عام الركود الاقتصادي. وأول ثلاثة أشهر من السنة الجديدة ستؤكد أو تنفي هذه المقولة.