مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

استنوق الجمل واستجملت الناقة

عن ابن عباس قال رسول الله: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال».
ورغم أن كليهما يبعثان على الغثيان، غير أنني أرى أن المرأة المسترجلة أهون بمراحل من الرجل المستأنث، رغم أنني لا أطيق رؤية المسترجلة وأنفر حتى من مد يدي لمصافحتها.
غير أن التشبه أصبح موضة أو دقة قديمة، عندما هل علينا ما يسمّى (التحول الجنسي) - والعياذ بالله - وأصبح ما يشبه الظاهرة في بعض المجتمعات الغربية والآسيوية، وأعطوهم كامل الحقوق، ويا ويل الذي يهاجمهم أو يدوس لهم على طرف.
تصوروا مثلاً أن خطوط الطيران التايلندية في بعض رحلاتها، لا يخدّم على المسافرين إلاّ كوكبة من المتحولين، فتجد الرجل منهم يمشي في ممر الطائرة وهو «يتقصوع» بالتنورة الميني جيب، في حين المرأة مرتدية البنطلون وعاقدة الحاجبين، أي أن الرجل قد استنوق والمرأة استجملت.
واعذروني اليوم إذا قرفتكم ببعض الشواهد الحقيقية، ولكن (امسحوها بوجهي) - مثلما ذكرت الكاتبة ريهام زامكة - فليس لي باليد حيلة، ويا ربي لا تعاقبني.
فهذه يا سادتي امرأة مكسيكية، أنجبت طفلاً يعتبر ابنها وحفيدها في الوقت نفسه، وقد جعلت من نفسها أماً بديلة لابن ابنها المثلي جنسياً وذلك بعد خضوعها لعملية زراعة بويضة من صديقتها مخصبة بحيوان منوي من ابنها.
وهذا شاب من كازاخستان دخل في مسابقة لملكات الجمال في بلاده تحت اسم (أرينا أليفا)، وكادوا يلبسونه تاج الفوز لولا أن وشى به أحدهم وفضحه في آخر لحظة.
أما كريس ريس البريطاني، فقد تطوع للحمل بدلاً من زوجته إيمي التي ثبت أنها لا تستطيع الإنجاب، وأنجب هو طفلة بولادة قيصرية اسمها إيمي، ولا أدري إلى الآن هل تناديه بدادي أم بمامي؟!
وغير الذين ذكرتهم كثيرون، ولا تكفي صفحات هذه الجريدة لو عددتهم.
وأنا مضطر أن أختم الآن (بالشق والبعج) - أي ألا تكون الخاتمة برائحة المسك - ولكنها برائحة هي أنتن رائحة على وجه الأرض، وسوف أكتبها وأنا كابس مشبك الغسيل على أرنبة أنفي.
إليكم هذا العجوز البريطاني وعمره 81 سنة، خضع لعملية وتحول بعدها من رجل إلى امرأة، ولكيلا تتهموني بالكذب أو المبالغة، فقد كان اسمه جيمس، وغير اسمه إلى رُوث روز، وذلك بعد أن عاش مع زوجته رجلاً 42 سنة، وله ثلاثة أبناء وأربعة أحفاد.
ويا ليتكم شاهدتموه معي وهو متمدد على كنبة (الشيزلونغ) بكامل المكياج وأحمر الشفاه الملعلع، وكاشفاً عن ساقيه وهو يضحك.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء.