د. جبريل العبيدي
كاتب وباحث أكاديمي ليبي. أستاذ مشارك في جامعة بنغازي الليبية. مهتم بالكتابة في القضايا العربية والإسلامية، وكتب في الشأن السياسي الليبي والعربي في صحف عربية ومحلية؛ منها: جريدة «العرب» و«القدس العربي» و«الشرق الأوسط» اللندنية. صدرت له مجموعة كتب؛ منها: «رؤية الثورات العربية» عن «الدار المصرية اللبنانية»، و«الحقيقة المغيبة عن وزارة الثقافة الليبية»، و«ليبيا بين الفشل وأمل النهوض». وله مجموعة قصصية صدرت تحت عنوان «معاناة خديج»، وأخرى باسم «أيام دقيانوس».
TT

مقامرة إردوغان لغزو ليبيا

مقامرة إردوغان اليائسة بغزو ليبيا من خلال جمع وتجهيز وإرسال مقاتلين من سوريا، سيدفع لهم تابعه في ليبيا السراج النفقات، ورواتب مغرية تصل إلى ألفي دولار أميركي، في مقابل مائتي دولار كانوا يتقاضونها في سوريا. وفق تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، تم رصد مئات المرتزقة، تلتحق بمراكز تجنيد للذهاب إلى المعارك في ليبيا، ووفق تقارير مختلفة ومشاهد فيديو شوهد العشرات من المقاتلين السوريين يقاتلون في صفوف قوات حكومة الوفاق غير الدستورية، الأمر الذي يجعلهم في حكم المرتزقة نظراً لقتالهم في غير بلادهم ودون قضية سوى المال.
تجنيد المرتزقة هي محاولات يائسة وهي أشبه بإرسال هؤلاء المجرمين إلى حتفهم، الأمر الذي كان مثار استهجان من الأكاديميين والمثقفين والنخب السورية، الذين استنكروا محاولات إردوغان تحويل السوريين من «ثوار» وأصحاب قضية إلى مجرد مرتزقة تقاتل من أجل المال، بعد أن افتتح إردوغان مراكز تجنيد في بلدة عفرين وغيرها من المدن، كما كشف رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
السلطان الحالم التركي يدفع بالمرتزقة السوريين إلى أتون الحرب في ليبيا لدعم حلفائه ميليشيات الإخوان القوى الحقيقية لحكومة الوفاق غير الدستورية ومنع سقوطهم الوشيك، بدعمهم بمقاتلين سوريين، تم جلبهم من مدينة غازي عنتاب التركية من فيلق الشام وفصيل «السلطان مراد»، وهو من المقاتلين السوريين الموالين لسلطان العثمانيين الجدد إردوغان.
موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات هي مجرد إجراء شكلي لا غير، فتمرير القرار مضمون بحزب العدالة والتنمية والحزب القومي اليميني، ولهذا جاهزية الغزو التركي لليبيا باتت جاهزة، كما أكد إيشلر مبعوث إردوغان إلى ليبيا، أن بلاده ستستجيب لطلب الدعم الذي تقدمت به حكومة الوفاق غير الدستورية، ويمن عليه وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار بأن «قواتنا المسلحة مستعدة لتولي المهام داخل وخارج البلاد من أجل حماية حقوق ومصالح بلادنا»، الأمر الذي لا يمكن تفسيره بعيداً حالة إعلان الحرب التي تشنها الدولة التركية على الدولة الليبية، ما يجعل الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر صاحب الحق الأصيل في الدفاع عن بلاده من هذا الغزو العثماني الإخواني.
هوس وجنون إردوغان، واللعب بالنار؛ كل ذلك تبرره مزاعمه أنها «إرث» أجداده العثمانيين، وهذا ما أكدته التصريحات الاستفزازية لرجب طيب إردوغان قبل أيام، الذي قال إن «تركيبة ليبيا السكانية تحوي مليون نسمة من أصول تركية»، وهذه كذبة أخرى تضاف لأكاذيب إردوغان وتلاعبه بالديموغرافيا ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي الليبي وحشر نفسه بوجود من هم من أصول تركية، رغم أن آخر إحصاء أعدته السلطات الإيطالية يشير إلى أن بقايا الأتراك في ليبيا لا يتجاوزون 35 ألفاً.
ولكن ما يجهله إردوغان أن غالبية ملايين ليبيا الستة عرب أقحاح، وبالتالي يحق للعرب نصرة إخوتهم في ليبيا أمام الغزو التركي الطوراني، الذي يقوده السلطان العثماني الجديد إردوغان، ممتطياً تنظيم الإخوان المفلسين؛ شياطين البنا وقطب.
إرسال المقامر إردوغان قوات تركية إلى ليبيا سيشعل حرباً إقليمية في المنطقة لا يعرف متى تنتهي، وقد تكون مقدمة لحرب عالمية في المنطقة، يدفعه إليها المتفرجون الآن من دول أوروبا، وإن كانت إيطاليا في خطوة خجولة حذرت من تداعيات مغامرة إردوغان.
أما الجيش الليبي فهو يقاتل إرهابيين ومرتزقة فوق أرضه، ولن يهزم جيش يقاتل على أرضه وبدعم شعبه، وسيهزم الجمع الإردوغاني وسيولي الدبر.