العلم باعتباره نسقاً ثقافياً

صار الأداة الأولى لخلق الثروة في عالمنا المعاصر

ميتشيو كاكو  -  ماركوس دو سوتري  -  جم الخليلي
ميتشيو كاكو - ماركوس دو سوتري - جم الخليلي
TT

العلم باعتباره نسقاً ثقافياً

ميتشيو كاكو  -  ماركوس دو سوتري  -  جم الخليلي
ميتشيو كاكو - ماركوس دو سوتري - جم الخليلي

«العلمُ مزيّة جميلة، وهو أداة عظيمة المنفعة» مونتين
تختزل عبارة مونتين الأيقونية، وبكيفية مكثّفة ورائعة، أهمية العلم الجوهرية في جانبيه القيمي والبراغماتي منذ أن صار العلم قوّة راسخة في تطوير الحياة البشرية والاندفاع بها نحو مرتقيات أعلى؛ لكن ماذا عن العلم باعتباره نسقاً ثقافياً؟ أو لنجعل السؤال مُصاغاً بطريقة أكثر دقّة من الناحية المفاهيمية: ماذا عن البنية التحتية القيمية التي يساهم العلم في ترسيخها والارتقاء بها وبخاصة في بيئتنا العربية؟ تلك موضوعة معقّدة ومشتبكة، وهي موضع دراسة مبحث تأريخ العلم وفلسفته بالإضافة إلى أنثروبولوجيا العلم وعلم اجتماع المعرفة العلمية، ولستُ هنا بالطبع في موضع تناول كلّ هذه الاشتباكات المعرفية؛ بل سأعمل على إلقاء الضوء على موضوعات محدّدة في هذا المبحث الحيوي.
عندما قرأت كتاب «ألف باء النسبية» للفيلسوف البريطاني برتراند راسل، قبل سنوات بعيدة، دفعتني تلك القراءة للمضي في قراءة كتاب آخر عنوانه «النسبية: النظرية الخاصة والعامة» ألّفه ألبرت آينشتاين ذاته واضع تلك النظرية. تتراءى أمامي تلك القراءات كلّما تابعتُ على إحدى الفضائيات سلسلة وثائقية تتناول إحدى الموضوعات العلمية التي يحفل بها عالمنا المعاصر، ولا أنفكّ أتساءل بعد كلّ مشاهدة مثمرة: لِمَ يبدو العلمُ لدينا مملكة عصية الاختراق لا تفتح مغاليقها إلا لصفوة من النخبة (أو بتعبير أدق: لمن نتصوّرُ أنهم الصفوة البشرية المنتخبة)؟ وما السبب الذي يجعل العلم لدينا أقرب إلى الملغزات المفاهيمية اللاهوتية المستعصية على الفهم الجمعي؟ ولماذا يبدو لنا آينشتاين - على سبيل المثال - أحد الشخوص الأسطورية في الوقت الذي يتعامل معه الغربيون باعتباره شخصية ثقافية حالها حال الكثير من الشخصيات الثقافية التي نتعامل معها بصورة يومية!
ثمّة عنصر محدّد أصبح الأكثر مساهمة من سواه في تشكيل الأنساق الثقافية العالمية منذ عصر النهضة الأوروبية، وأعني به (العلم) الذي بات القوّة الثورية القادرة على إعادة رسم خارطة التضاريس الثقافية في العالم وبخاصة بعد أن ساهمت تطبيقاته التقنية في الارتقاء بنوعية الحياة البشرية، وكبحت المعوّقات التي تقيّد مسيرة التطوّر الإنساني وفتحت آفاقاً غير مسبوقة من الممكنات أمام العقل البشري.
من الواضح تماماً أنّ العلم - وتطبيقاته التقنية المتسارعة - صار الأداة الأولى المعتمدة لخلق الثروة في عالمنا المعاصر بعد أن كانت الثروة قائمة على الملكيات العقارية الضخمة، ثمّ صارت تعتمد على الموارد الطبيعية في وقت لاحق قبل انفجار الثورات العلمية المتتالية التي تُوّجت بالثورة المعلوماتية - تلك الثورة التي تبشّر بولادة عصر ما بعد الإنسانية حيث سيكون نموذج (العقل البشري المعزّز بوسائط الذكاء الصناعي) هو النموذج المتوقّع بعد عشرين سنة من يومنا هذا (كما يتوقّع المُنظّر المستقبلي وعالم الذكاء الصناعي راي كيرزويل Ray Kurzweil).
من جانب آخر، يُنظَرُ إلى الثقافة باعتبارها ممارسة بشرية تختصّ بالكائنات البشرية التي غادرت منطقة الحاجات البيولوجية البدائية (طبقاً لمُخطّط ماسلو Maslow في التراتبية الهرمية للحاجات الفردية)، وبلا شكّ فإنّ العلم هو القوة الأساسيّة التي حرّرت الإنسان من عبء العمل الميكانيكي الرتيب ووفّرت له الكثير من الوقت والمال اللازمين لكلّ ممارسة ثقافية وتمكين معرفي على الصعيد الفردي.
ليس العلم بذاته محض قوانين ومعادلات رياضياتية فحسب؛ بل هو توليفة متكاملة ومتناسقة من أنساق مفاهيمية تمنح الفرد قدرة على رؤية العالم بطريقة متمايزة نوعياً عمّا يراه الفرد غير المؤهّل علمياً، وتنعكس آثار هذه الرؤية على كيفية تشكيل الثقافة إلى حدّ أصبحنا معه نشهد الكثير من المنظّرين الثقافيين وممارسي الثقافة المؤثّرين من الحائزين على أرقى المؤهلات العلمية في الفيزياء والرياضيات وسواها.
بالإشارة إلى هذه المؤثرات الثلاثة، وبقدر ما يختصّ الأمر ببيئتنا العربية، يبدو أنّ اختلالاتٍ هيكلية عميقة ضاربة الجذور قد تمكّنت من رسم معالم الأنساق الثقافية العربية ودمغها بتلك السمات المعروفة عنها وهي - في معظمها - تتمحورُ على إعلاء شأن الاشتغالات النسقية الفكرية العتيقة وترسيخ سطوتها، وتقليدية المناهج الدراسية وتخلّفها، وغَلَبَة الدراسات اللغوية التقليدية التي جعلت اللغة العربية أقرب إلى ألاعيب حُواة وسَحَرة تعتمد على الفذلكات والمناورات بدل جعلها عاملاً مساهماً في النهضة الثقافية الشاملة عبر تطويعها المهذّب والمتناسق - البعيد عن التصنّع - مع التطوّرات الثقافية العالمية.
لا يمكن فصل التأثير المتبادل المفترض بين العلم والأنساق الثقافية في المشهد العربي عن نمط تشكّل الثروة لدينا؛ إذ ما زالت كثير من الأوساط تُعدّ العلم اشتغالاً فوقياً بعيداً عن ملامسة قاع البنية التحتية للثقافة، وتتعاظم معالم هذه (الفوقية) كلّما كان الاقتصاد ريعياً لا يتطلّب تفعيل الاشتغالات المعرفية التي تحرك ماكينة الاقتصاد وتوفر المصادر المالية التي تديم زخم الثقافة، وارتقاءها.
فطنت المجتمعات المتقدمة ومنذ عقود إلى هذه الحقائق الاستراتيجية؛ الأمر الذي دفعها إلى السعي وراء توظيف كلّ الوسائل الممكنة لنشر الثقافة العلمية وجعلها مادة مشاعية بكلّ الطرق المُتاحة. القراءة - بكل تأكيد - هي إحدى أهم وسائل الاطلاع على تنويعات الخريطة العلمية، وبخاصة أن تلك المجتمعات تمتلك تقاليد عريقة في تعزيز أهمية القراءة منذ البواكير الأولى لنشأة الصغار؛ غير أن التجربة المتواترة كشفت لهم أنّ القراءة وتقاليدها الراسخة، لم تعُد الوسيلة الوحيدة للاطلاع على المتغيرات المتسارعة في العلم والثقافة العلمية بسبب زيادة الجرعة التقنية التخصصية التي تستلزم تدريباً شاقاً في معظم الفروع العلمية الحديثة فضلاً عن الضغوطات الحياتية التي ما عادت تتيح للمرء أن يحافظ على تقاليد قرائية كلاسيكية الطابع بمثل ما كان شائعاً في القرن التاسع عشر وفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية.
تأسيساً على هذه الملاحظة لجأ المسؤولون عن رسم وتنفيذ السياسات العلمية الحديثة إلى الاستعانة بالوسائط البصرية والأفلام السينمائية في تقديم المعرفة العلمية المطلوبة؛ فالإنسان العادي، يظلّ كائناً حسياً تجتذبه الصور المرئية التي تخاطبُ حواسه أجمعها، وهذا أمر لا يتاحُ له عند القراءة التي تشغّل الطاقة العقلية والخيال إلى أقصى المديات، إلا أن هذا الأمر لا يحصل إلا لدى فئة قليلة من البشر. كانت هذه الحقيقة هي الانطلاقة التي دفعت بتلك المجتمعات أن توجّه اهتمامها نحو أفلام الخيال العلمي والوثائقيات العلمية، وهي في مجملها منتجات بصرية رفيعة الصناعة وقيمّة المحتوى. ورافق ذلك شيوع الكتابات العلمية التي تتوجّه للقارئ العام (على شاكلة كتاب «موجز تأريخ الزمان» للراحل ستيفن هوكنغ)؛ لكن تبقى الوثائقيات العلمية أكثر شيوعاً ومتابعة ؛ بل صار تقليداً أقرب إلى سياسة ثابتة أن يتمّ تحويل الكتب العلمية التي تلقى مقروئية عالية إلى سلسلة علمية وثائقية يقدّمها مؤلف العمل ذاته مما أدّى إلى نشوء طبقة من مقدّمي السلاسل العلمية الذين يشغلون غالباً مواقع أستاذية في جامعات مرموقة وباتوا ينافسون أبرز مُقدّمي برامج الترفيه الشائعة (على شاكلة أوبرا وينفري).
وسأذكر هنا خمسة نماذج مميزة لمقدّمي هذه السلاسل الوثائقية العلمية، وهم علماء مرموقون ممن لعبوا أدواراً عظيمة الأهمية في إشاعة الثقافة العلمية وجعلها عنصراً استراتيجياً في الأنساق الثقافية الغربية، وأحسب أن إشارتي هذه هي دعوة لمتابعة السلاسل العلمية لهؤلاء (وهي متاحة بالمجان على الشبكة العالمية):
1. ميتشيو كاكو Michio Kaku: بروفسور الفيزياء النظرية في جامعة نيويورك الذي يخبرنا بأنه حاول في طفولته بناء مسرّع للجسيمات الدقيقة في مرأب منزله!!. أنجز كاكو العديد من الوثائقيات الملهمة؛ إنما تبقى - برأيي - سلسلته المسماة «رؤى مستقبلية» هي الأفضل من سواها.
2. جِم الخليلي Jim Al - Khalili: وهو - كسابقه - بروفسور للفيزياء النظرية في بريطانيا. يذكر الخليلي العراقي الأصل أيام نشأته الأولى في العراق باعتبارها من أطيب ذكرياته، وقد بلغ به تميزه العلمي - فضلاً عن مساهمته في إشاعة الثقافة العلمية الجمعية - أن تكرمه ملكة بريطانيا بمنحه رتبة (فارس). أرى أن سلسلتيه الوثائقيتين «قصة الذرة» و«الفوضى» رائعتان ومبهرتان إلى أقصى الحدود.
3. ماركوس دو سوتوي Marcus du Sautoy: الأستاذ اللامع للرياضيات في جامعة أكسفورد، الذي قدّم الكثير من الوثائقيات الرائعة وفي مقدمتها سلسلة «قصّة الرياضيات».
4. بريان كوكس Brian Cox: الشاب الوسيم الذي ابتدأ حياته عضواً في إحدى فرق الموسيقى الشعبية في بريطانيا، ثمّ أكمل دراسته في الفيزياء حتى حصل على شهادة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات الأولية. ثمة الكثير من الوثائقيات العلمية الرائعة التي قدّمها البروفسور (كوكس) وبخاصة في ميدان الكوسمولوجيا (علم نشأة الكون وتطوّره).
5. بريان غرين Brian Greene: الفيزيائي والبروفسور في جامعة كولومبيا الذي حقّق كتابه (الكون الأنيق The Elegant Universe) مبيعات هائلة دفعت إلى تحويله لعمل وثائقي بتقديم البروفسور (غرين) ذاته. يمكن للمتابع الشغوف أن يعثر في الشبكة العالمية على العديد من الوثائقيات العلمية للبروفسور (غرين) تتناول موضوعات فيزيائية مهمة في عصرنا الراهن (مثل فيزياء الكم والنسبية).
إنّنا مُقبلون خلال عقدين من الزمان على عصر غير مسبوق ستكون فيه المعرفة العلمية الرفيعة والدقيقة ركناً أساسياً من مشهد المعيشة البشرية اليومية، فضلاً عن الثقافة بكلّ أنساقها المتنوّعة، ولن يكون هناك متّسع لمن لن تكون مفاهيم العلم الجوهرية (مثل: نظرية كلّ شيء، الدماغ المعزّز بالقدرات الاحتسابية، الذكاء الصناعي العميق، الهياكل وخوارزميات البيانات، الحوسبة الكمّية... إلخ) ركناً جوهرياً في ثقافته العامة مثلما في حياته اليومية.
- كاتبة وروائية ومترجمة عراقية تقيم في الأردن



على خطى جدها... حفيدة عبد الله فيلبي تواصل دراساتها العليا في السعودية

سارا فارس عبدالله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
سارا فارس عبدالله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

على خطى جدها... حفيدة عبد الله فيلبي تواصل دراساتها العليا في السعودية

سارا فارس عبدالله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
سارا فارس عبدالله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)

كان لافتاً ظهور حفيدة عبد الله فيلبي، وهي تنال شهادة في تخصص الطب من جامعة سعودية، بعد مرور نحو مئة عام من رحلة جدها الاستكشافية إلى الجزيرة العربية، قبل أن يتحول إلى صديق للملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويعتنق الإسلام ويتحول من جون فيلبي إلى الشيخ عبدالله.

بعيون غارقة في دموعها، تحدثت الدكتورة سارا فارس عبدالله فيلبي، إلى «الشرق الأوسط» عن أثر جدها في حياتها، ورغم أنها لم تره قط، كانت صورته تشجعها لطلب العلم وإتقان العمل وحسن أداء الواجب.

متأثرة بحضوره في تراث وتاريخ السعودية، تشق الطبيبة المتخصصة في علم الأجنة والبيولوجيا الإنجابية طريقها لنيل المزيد من الشهادات والارتقاء في سلم العلم والمعرفة، تقول الدكتورة سارا «دائماً ما يتبادر إلى ذهني، ما يعنيه جدي عبدالله فيلبي، إلى العالم أجمع، وما يعنيه لي كحفيدة له، الجميع ومنهم أنا، يرى عبدالله فيلبي من الشخصيات التاريخية المميزة، والسياسية الحكيمة، وقد بذل قصارى جهده في أداء عمله» مؤكدة أن عبدالله فيلبي هو أب وجد وملهم في إتقان العمل وإنجاز الواجب، وأن «عبدالله فيلبي، هو أقرب إنسان إلى قلبي، رغم أنني لم أره في حياتي، ولم تلمسه يداي، لكنه أول فكرة تخطر في بالي كل صباح، وترك الكثير من الحب والإحسان والإتقان والدقة والعناد، والأثر الأكبر في جميع نواحي حياتي».

سارا فيليبي قالت إن العلم هو المسار الذي يصلها بإرث جدها (تصوير: تركي العقيلي)

العلم هو المسار الذي يصلها بإرث جدها، وتحثها سيرته على نهل المزيد من المعرفة، تتحدث سارا فيلبي عن مشوارها في طلب العلم، تقول «ولدت في العاصمة الحبيبة الرياض، وأمضيت كل طفولتي ونشأتي على أرض وطني الحبيب السعودية، وأكرمني الله بالتفوق الدراسي، الذي توج بتخرجي بدرجة بكالوريوس الطب والجراحة مع مرتبة الشرف الثانية، وماجستير العلوم الطبية والحيوية في علم الأجنة والبيولوجيا الإنجابية مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الفيصل بالرياض»

وتضيف «السنوات التي قضيتها في جامعة الفيصل، كفيلة بأن تجعلني فخورة كوني إحدى خريجاتها، متمنيناً لهذا الصرح التعليمي بمزيد من التميز على كافة الأصعدة».

وعن اختيارها لمجالها العلمي بعيداً عن اهتمامات جدها في الاستكشاف تقول «بعد تخرجي من كلية الطب، وإنهائي سنة الامتياز، تيقنت من توجه شغفي نحو مسار مختلف عن برامج طب الإقامة والزمالة الطبية، كان من حق سارة عليّ، أن أعطيها الوقت الكافي للتفكير في خطوتها التالية، وشاء الله أن يكون مسار الدراسات العليا وماجستير علم الأجنة، هو محل شغفي وإرضاء لفضولي التعليمي والمعرفي، بذلت قصاري جهدي خلال دراسة الماجستير وشاء الله أن يتوج هذا الجهد بنيلي مرتبة الشرف الأولى».

وأشارت فيلبي إلى أن الإعجاز القرآني، وما ورد فيه من آيات تدل على تكوين الجنين، وبداية الخلق، قادتها إلى الاهتمام بهذا المجال، والاستزادة فيه، والتخصص فيه بشكل دقيق، وتضيف «على الصعيد الشخصي، من أولوياتي مزيد من طلب العلم ونيل المزيد من الشهادات، بالإضافة إلى المسؤولية الشخصية والوعي الذاتي بتثقيف نفسي، ونفع الناس بما تعلمت».

وتختتم الدكتورة سارا فيلبي عن دورها في متابعة إرث جدها العلمي، تقول «أؤمن أن أعظم ما ورثه عبدالله فيلبي هو الإسلام، منذ اعتنق الإسلام عام 1930 وقام بأداء فريضة الحج، وخطب وصلى بجموع المسلمين في المسجد الحرام، وواجبي تجاهه هو الحديث عنه وعن تراثه والدعاء له، وأنا سعيدة بتسليط الضوء على جدي عبدالله فيلبي والتذكير به والدعاء له من محبيه».


يسرا لـ «الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

الفنانة المصرية يسرا تعود إلى المسرح (حسابها الشخصي)
الفنانة المصرية يسرا تعود إلى المسرح (حسابها الشخصي)
TT

يسرا لـ «الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

الفنانة المصرية يسرا تعود إلى المسرح (حسابها الشخصي)
الفنانة المصرية يسرا تعود إلى المسرح (حسابها الشخصي)

قالت الفنانة المصرية يسرا إنَّ شغفها لم ينطفئ رغم مسيرتها الممتدّة لنحو 50 عاماً قدَّمت خلالها أكثر من 150 عملاً درامياً.

وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، كشفت يسرا عن تفاصيل مُشاركتها ضيفةَ شرف في فيلم «شقو»، وأكدت سعادتها بترشيحها لتجسيد شخصية شريرة في الفيلم، قائلة: «أبحثُ دائماً عن الدور المميّز، ولم أشبع فنياً رغم مسيرتي الطويلة».

وأعربت يسرا عن سعادتها لتكريمها ضمن فعاليات «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة»، وقالت: «تلك فرحةٌ كبيرةٌ لأنّ التكريم جاء من بلد له مكانة كبيرة في قلبي. كنتُ مشتاقة جداً إلى بيروت».

وشوّقت الفنانة المصرية جمهورها العربي لعودتها من جديد إلى المسرح من خلال عمل سيُعرض في الرياض، وكشفت عن المكالمة الهاتفية الأخيرة مع الفنان عادل إمام، مؤكدة أن «(الزعيم) بصحة جيدة، ويطلب الابتعاد عن نشر الشائعات حول صحته».


وزير الثقافة: كنوز السعودية جعلتها وجهة فريدة

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)
TT

وزير الثقافة: كنوز السعودية جعلتها وجهة فريدة

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)

قال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، إن «رؤية السعودية 2030» حققت خلال الأعوام الـ8 الماضية عدة مستهدفات قبل أوانها وبسرعة فاقت التوقعات، مؤكداً اهتمامها بالحفاظ على الممكنات الثقافية في البلاد.

وأضاف وزير الثقافة أن ما تشهده السعودية من تحول تاريخي غير مسبوق ونمو ملحوظ جاء بمباركة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة ودعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ما يعكس حرص القيادة على بناء مستقبل مزدهر ومبشر، من خلال تحقيق النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة، وتوفير حياة كريمة للمواطنين والمقيمين.

ونوّه بتسجيل الأنشطة غير النفطية أعلى مستوى تاريخي لها بمساهمة بلغت 50 في المائة من الناتج الإجمالي الحقيقي لعام 2023. لافتاً إلى ما تملكه البلاد من كنوز ثقافية وتراثية لا تقدر بثمن، تحمل في تنوعها تاريخاً وقصصاً لحضارات احتضنتها هذه الأرض، كذلك التنوع الطبيعي البديع الذي كان له أثر ملحوظ في أن تكون السعودية وجهة سياحية وثقافية فريدة.

وأشار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان إلى ارتفاع عدد المواقع التاريخية والثقافية المطورة لضيوف الرحمن إلى 12 موقعاً متجاوزة المستهدف بـ7 مواقع، وتطوير 5 مواقع خلال 2023 لإثراء تجربتهم، بزيادة قدرها 100 في المائة مقارنة بعام 2022، فضلاً عن ارتفاع المواقع السعودية المسجلة على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي إلى 7 بتسجيل محمية «عروق بني معارض»، التي تعد أول محمية تراث طبيعي سعودية.

وتطرق إلى نجاح الرؤية في توثيق التراث العمراني السعودي بـ850 مبنى، وتصنيف أكثر من 500 موقع، كذلك تسجيل وتصنيف ما يزيد على 30 موقعاً تراثياً، وترميز أكثر من 250 أصلاً تراثياً.


بلدة يابانية «تؤدّب» السياح ببناء سياج يحجب جبل فوجي عن عدساتهم

بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
TT

بلدة يابانية «تؤدّب» السياح ببناء سياج يحجب جبل فوجي عن عدساتهم

بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)

قرّرت سلطات بلدة يابانية صغيرة محاذية لجبل فوجي، إقامة سور عالٍ يحجب منظر الجبل سعياً إلى الحدّ من الأعداد الضخمة للسياح الذين يقصدون الموقع بكثافة لالتقاط صور للبركان الشهير، ويُقدِم بعضهم على تصرّفات سيئة.

وتعتزم مدينة فوجيكاواغوتشيكو إقامة سياج شبكي الأسبوع المقبل بارتفاع مترين ونصف متر، وطول 20 متراً.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن أحد مسؤولي المدينة قوله: «من المؤسف أننا مجبرون على القيام بذلك، لأنّ بعض السياح لا يحترمون القوانين»، مُبدياً سخطه تحديداً من النفايات التي يرميها الزائرون أو من المخالفات المرورية.

يشكل هذا القرار أحدث إجراء تتّخذه اليابان للحدّ من أعداد السياح الضخمة، بعدما منعت السلطات السياح من ارتياد أزقة حيّ في كيوتو يشتهر بعروض فتيات الغيشا.

وزار اليابان أكثر من 3 ملايين سائح أجنبي خلال مارس (آذار)، وهو رقم قياسي شهري للبلاد التي بقيت حدودها مغلقة أمام السياح لمدّة طويلة بسبب جائحة «كوفيد - 19».

الجبل الساحر (رويترز)

ويمكن التقاط صور لجبل فوجي، أعلى قمة في اليابان (3776 متراً)، من مواقع عدّة في فوجيكاواغوتشيكو ومناطق أخرى.

لكنّ الموقع الذي سيُبنى فيه الحاجز يرتاده السياح كثيراً، لأنّ متجراً تابعاً لسلسلة «لوسون» المنتشرة في كل أنحاء الأرخبيل، يظهر في الخلفية.

ووجود متجر ياباني خلف جبل فوجي «أكسب هذا الموقع في فوجيكاواغوتشيكو شهرة عبر مواقع التواصل، ما دفع السياح إلى زيارته بأعداد هائلة لالتقاط صور»، وفق مسؤول في المدينة.

وبعدما حاولت بلدية المدينة عبثاً الحدّ من أعداد السياح الهائلة من خلال إجراءات توعوية مثل اللافتات، قرّرت اللجوء إلى بناء الحاجز.

ويهدف هذا القرار أيضاً إلى حماية عيادة أسنان مجاورة يتسلّق بعض السياح سطحها لالتقاط صور، وفق المسؤول الذي أوضح أنّ هذا الإجراء سيستمر حتى يتحسّن الوضع.

وفي سياقٍ موازٍ، وبسبب الأعداد الضخمة من السياح، فرضت سلطات مدينة البندقية الإيطالية رسم دخول إليها مقداره 5 يورو.


أبطال الفيلم المصري «شرق 12» يواجهون صعوبات قبل «كان»

مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
TT

أبطال الفيلم المصري «شرق 12» يواجهون صعوبات قبل «كان»

مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)

يواجه صنّاع الفيلم المصري «شرق 12»، المُشارك في عروض «أسبوع المخرجين» ضمن مهرجان «كان السينمائي الدولي» في نسخته المقبلة، صعوبات مادية ولوجيستية، قد تحول دون مشاركتهم في العرض العالمي الأول لهذا الفيلم المصري الذي يُعدّ التجربة الروائية الطويلة الثانية لمخرجته هاله القوصي.

ونشرت المخرجة عبر حسابها في «فيسبوك» تدوينة عن معاناتها في محاولة سفر الفريق لحضور العرض في «كان»، عقب تواصلها مع مسؤولين من جهات عدّة، ووصولها إلى طريق مسدودة.

وأكدت القوصى لـ«الشرق الأوسط» أنّ فريق العمل واجه مشكلة مادية، في ظلّ عدم دعوة المهرجان أبطال الفيلم للحضور، واقتصار الدعوة على المخرجة فقط، وهي مشكلة حاولوا حلّها بالحصول على دعم رسمي من وزارة الثقافة، عبر نقابة السينمائيين، يتعلّق بتسهيل إجراءات السفر، وتوفير التذاكر، من دون تبلُّغ رد رسمي حتى الآن.

«بوستر» الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضافت أنّ مسؤولي الوزارة أخبروها بشكل شفهي عن تطبيق قرار بترشيد النفقات، ومن ثم عدم إتاحة إمكانية لدعم سفرهم إلى المهرجان، وهو ما دفعهم للتحرّك ومحاولة تدبير أموال السفر والإقامة، بوقت لم تتحرّك فيه الوزارة لمساعدتهم في الحصول على التأشيرات من السفارة الفرنسية في القاهرة.

لكن وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني أكدت لـ«الشرق الأوسط» عدم تسلّمها أي خطابات رسمية بشأن الفيلم وفريق عمله، إلا عبر رسالة من بطله أحمد كمال بشأن رغبتهم في تسهيل إجراءات السفر، عبر تطبيق «واتساب»؛ ما جعلها تطلب منه تقديم طلب رسمي للوزارة، السبت، لاستخراج الأوراق المطلوبة، ومخاطبة السفارة الفرنسية في القاهرة لإنهاء الإجراءات.

وأضافت أن «لا ميزانية لدى الوزارة لتوفير دعم مادي لسفر فريق عمل الفيلم، ولا تقدّم مثل هذا النوع من الدعم للأعمال الفنّية، لكنها تقدّم تسهيلات في الإجراءات اللازمة للسفر ومخاطبة الجهات المعنيّة، وهو ما سيتم على الفور بعد التواصل مع البطل».

أحمد كمال في مشهد من الفيلم (الشركة المنتجة)

وبدوره، أشار أحمد كمال لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّ «دعوة المهرجان لفريق العمل تقتصر على الطلب منهم حضور الفعاليات من دون أي تسهيلات إضافية»، لافتاً إلى أنّ هذه الدعوة «وصلت قبل أيام، بينما يتطلّب الحصول على تأشيرة أسابيع، ما يجعل الحاجة ملحَّة لتدخّل استثنائي من الفريق لإنهاء الإجراءات».

يُذكر أنّ «شرق 12» هو أول بطولة سينمائية للفنان أحمد كمال، وتشاركه فيه الفنانة منحة البطراوي، مع عمر زريق، وفايزة شامة، وأسامة أبو العطا، وباسم وديع؛ علماً أنّ مخرجته هالة القوصي كتبت السيناريو والحوار للفيلم الذي صُوِّر بإدارة مدير التصوير عبد السلام موسى. وهو من نوعية الكوميديا السوداء، تدور أحداثه في إطار من الفانتازيا الساخرة، وصُوِّر على خام السينما وجرى تحميضه في معامل مدينة السينما، ليكون أول فيلم يُصوَّر بهذه الطريقة ويجري تحميضه في مصر منذ أكثر من عقد، وفق القوصي.

المخرجة المصرية هالة القوصي (حسابها في «فيسبوك»)

وأكدت المخرجة أيضاً أنهم استطاعوا توفير بعض الأموال لإنهاء حجوزات الطيران والإقامة خلال فترة المهرجان، لكن المشكلة تكمن في احتمال تعرّضهم لخسارة آلاف الجنيهات في حال عدم الحصول على التأشيرة في الوقت المناسب، معربةً عن أملها بتدخُّل وزارة الثقافة سريعاً لإنهاء هذا الأمر.


هل ينجح أحفادنا في تحفيزنا على الوقاية من مخاطر التدخين؟

المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
TT

هل ينجح أحفادنا في تحفيزنا على الوقاية من مخاطر التدخين؟

المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)

منذ نحو 10 سنوات، أصدر لبنان قانوناً يحمل رقم 174 للحدّ من التدخين. يومها، لم يجد سبيلاً لتطبيقه لأسباب عدّة، بينها اعتراض نقابة أصحاب المطاعم عليه من جهة، وتلكؤ الدولة في تطبيقه من جهة ثانية.

اليوم، تحاول وزارتا الصحة والتربية، بدعم من شركة «الصبّاح أخوان» للإنتاج، سلوك طريق أخرى تُسهم في الوقاية من مخاطر هذه الآفة. ووقع الاختيار على الجيل الثالث لتوكيله بالمهمّة. ومن باب توعية تلامذة المدارس من عمر 8 إلى 12 عاماً، تُنظَّم حملة «طفّيها قبل ما تطفيك».

من أهم الخطوات التي ستساعد الوزارتين على تحقيق هذه الغاية، هي زيارة 1800 مدرسة رسمية وخاصة، والالتقاء بتلامذتها ليسهموا في الحدّ من التدخين. ومن خلال مسابقة مدرسية تنفّذها «الصبّاح»، وتستمر حتى 31 مايو (أيار) المقبل، يُطلب من التلامذة تصوير فيديوهات قصيرة ينبغي ألا تتجاوز الـ30 ثانية، تتناول فكرة مبتَكرة تُسهم في الوصول إلى هذا الإنجاز.

الأحفاد، إذن، هم مَن سيتولّون إقناع الأكبر منهم سناً بالامتناع عن التدخين. وضمن نموذج حيّ قدّمته مدرسة الـ«آي سي» في بيروت، انطلقت الحملة، وكانت مناسبة تحمل رسالة صريحة من الوزارتين.

وبالتعاون مع «الصبّاح» ممثَّلة بصادق الصبّاح، وبحضور الوزيرين فراس أبيض وعباس الحلبي، افتُتحت الحملة. استُهلت بعرض فيديو من إنتاج الشركة يحاكي شعار «طفّيها قبل ما تطفيك»، لتتوالى بعدها كلمات المشاركين في تنظيم الحدث ودعمه.

صادق الصبّاح مع حفيده فارس متوجّهاً من خلاله إلى التلامذة (الشرق الأوسط)

وأشار رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، في كلمته، إلى أنّ نسبة التدخين عند اللبنانيين تلامس الـ70 في المائة، ونصفهم تقريباً، هم من المدمنين على السجائر. بدوره، لفت وزير التربية إلى أنّ من شأن هذه الحملة توعية الجيل الجديد بخطورة التدخين، وإلا فسيدفع المدخّنون الثمن غالياً من صحتهم ومستقبلهم.

كذلك، شدّد رئيس الخطة الوطنية لمكافحة السرطان البروفيسور عرفات طفيلي على أهمية الوقاية من السرطان، لافتاً إلى أنّ الدخان يُعدّ من أبرز مسببات هذا المرض. وتابع أنّ اختيار التلامذة للتوجُّه إليهم في حملة التوعية هذه، جاء من منطلق الحرص على تحصينهم من التدخين عندما يكبرون. وقال إنّ الأهم هو مشاركة فاعلة ممَن سيُطلب منهم إعداد فيديو من 30 ثانية حول كيفية محاربة هذه الآفة، وذلك ضمن مسابقة ستُعلَن نتائجها في 31 مايو تزامناً مع اليوم العالمي للحدّ من التدخين.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد وزير الصحة فراس أبيض بأنه متفائل بهذه الحملة. ورأى أنّ عدم تطبيق قانون 174 ناتج عن ضعف الدولة في ظلّ أزمات عدّة تواجهها، وتابع: «سنحاول تطبيقه، لكننا نتمسّك بالوقاية عبر التوعية. سنزور جميع تلامذة لبنان في 1800 مدرسة لنشرح لهم المخاطر، ونلفت انتباههم إلى مشكلة الإدمان التي يواجهها المدخّنون».

وأضاف: «في لبنان، ثمة مَن يحاول العمل ضدّ هذا التيار. إنه (لوبي) شرس قد يفعل المستحيل لإبقاء الإدمان على الدخان قاعدة عامة. اليوم، يُدرك الجميع الكلفة الباهظة التي يتكبّدها المدخّن، وفي مقدّمتها مرض السرطان. لا مفرّ من تطبيق قانون منع التدخين رقم 174».

الفنان جورج خباز كفَّ عن التدخين منذ أشهر (الشرق الأوسط)

أما مدير شركة «الصبّاح» للإنتاج صادق الصبّاح، فتوجّه في كلمته خلال المؤتمر إلى حفيده فارس، طالباً منه عدم الانجرار وأصدقائه خلف هذه الآفة. وتمنّى لو كان هذا النوع من الحملات حاضراً في الماضي، لكان وفّر عليه وعلى غيره تجربة التدخين المُرّة. وتابع لـ«الشرق الأوسط»: «قصدتُ مشاركة قصة حفيدي لأنّ الحملة موجَّهة للتلامذة في سنّه، واقتنعنا في الشركة بضرورة مساندتها والمساهمة في إنتاجاتها. علينا قبل بداية عطلة الصيف بذل كل ما بوسعنا لضمان وقاية الجيل الجديد من الإدمان على التدخين».

ومن ناحيته، أكد الفنان جورج خباز المُشارك في الحدث لـ«الشرق الأوسط»، بأنه اتّخذ قرار التوقّف عن التدخين منذ نحو 4 أشهر. وحضر للمساهمة في الحملة ليُشكّل نموذجاً حيّاً عن تغييرات إيجابية عاشها منذ اتّخاذه هذا القرار.


النشاط البدني بالأماكن المفتوحة قد يحد من الأمراض المزمنة

النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
TT

النشاط البدني بالأماكن المفتوحة قد يحد من الأمراض المزمنة

النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)

وجدت دراسة بريطانية أن ممارسة النشاط البدني في الأماكن المفتوحة تُساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الاكتئاب والسّكري من النوع الثاني.

وأوضح الباحثون أن النشاط البدني في الطبيعة يمنع ما يقرب من 13 ألف حالة من الأمراض غير المعدية سنوياً في إنجلترا، ويوفّر تكاليف العلاج بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني، ونشرت النتائج، الخميس، في دورية «البيئة الدولية».

وتؤدي الأمراض المزمنة أو غير المعدية مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان، والسّكري وأمراض الرئة المزمنة إلى 74 في المائة من الوفيات عالمياً.

ويرتبط الخمول البدني بزيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض ومن ضمنها الأمراض العقلية.

ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2022، يُتوقع أن ترتفع الإصابات الجديدة بالأمراض غير المعدية إلى 500 مليون حالة عالمياً بين 2020 و2030 إذا استمرت معدّلات النشاط البدني كما هي، ما سيتسبب في تكاليف علاج تصل إلى أكثر من 21 مليار جنيه إسترليني سنوياً.

وتوصي المنظمة بأن يمارس البالغون 150 إلى 300 دقيقة من النشاط الهوائي متوسط الشدة، أو 75 إلى 150 دقيقة من النشاط عالي الشدة أسبوعياً، للحفاظ على صحة جيدة. ورغم ذلك، لا يحقق 27.5 في المائة من البالغين عالمياً هذه التوصيات.

وخلال الدراسة، ركّز الباحثون على رصد تأثير النشاط البدني في الأماكن المفتوحة، وسط بيئة طبيعية مثل الحدائق والغابات والشواطئ والجبال والأنهار، في الوقاية من الأمراض المزمنة.

وباستخدام البيانات بما في ذلك مسحٌ مقطعي تمثيلي للسكان الإنجليز، قدّر الباحثون عدد حالات 6 أمراض مزمنة هي اضطراب الاكتئاب الشديد، ومرض السّكري من النوع الثاني، وأمراض القلب الإقفارية، والسّكتة الدماغية، وسرطان القولون، وسرطان الثدي.

وفي عام 2019، زار 22 مليون بالغٍ في إنجلترا، البيئات الطبيعية مرة واحدة على الأقل أسبوعياً.

وقدّر الباحثون أن هذه الزيارات منعت 12 ألفاً و763 حالة من الأمراض المزمنة، ما أدى لتوفير تكاليف رعاية صحية بقيمة 108.7 مليون جنيه إسترليني سنوياً.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة إكستر البريطانية الدكتور جيمس غريليير لـ«الشرق الأوسط»: «تُظهر دراستنا أهمية النشاط البدني في البيئات الطبيعية مثل المتنزهات، والشواطئ، والريف في الوقاية من الأمراض المزمنة ببريطانيا، ما يعود بفوائد كبيرة على الصحة العامة، ويسهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية».

وأضاف أن النتائج تكشف أيضاً أن الاستثمار في المساحات الطبيعية التي يَسهل الوصول إليها يُعدّ استراتيجية فعالة للصحة العامة، ويساعد في تعزيز النشاط البدني بين السكان.

وأشار إلى أن فريق البحث يعمل على مشروع لدراسة ما إذا كان سكان المناطق الأكثر خُضرة في المملكة المتحدة يتمتعون بمرونة أكبر في التعامل مع الضغوط الحياتية.


يسرا لـ«الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
TT

يسرا لـ«الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)

قالت الفنانة المصرية يسرا إنَّ شغفها لم ينطفئ رغم مسيرتها الممتدّة لقرابة 50 عاماً، التي قدَّمت خلالها أكثر من 150 عملاً درامياً. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، كشفت عن تفاصيل مُشاركتها ضيفةَ شرف في فيلم «شقو» الذي يُنافس على إيرادات أفلام موسم عيد الفطر، وعن عودتها إلى المسرح مجدداً مع الفنان أحمد عزّ في عمل يُعرض بالرياض، وتفاصيل المكالمة الأخيرة التي جمعتها بالفنان عادل إمام قبل أيام.

بدايةً، تناولت مشاركتها في فيلم «شقو» الذي يجمعها بأمينة خليل، ودينا الشربيني، وعمرو يوسف، ومحمد ممدوح، قائلة: «(درية السيد أحمد) هي المحرّك الرئيسي للأحداث. إنها (دكتورة في الإجرام)، وزعيمة مافيا، فسُعدت جداً لتفكير الشركة المُنتجة بي لتجسيدها، وفخورة بمشاركتي في هذا العمل الذي يقدّمني للجمهور بشكل جديد ومختلف».

تكريم يسرا في بيروت التي تُحبّها (حسابها الشخصي)

وأشارت يسرا إلى أنّ «تفاصيل قصة (درية) الحقيقية لم تتّضح بعد ضمن أحداث الجزء الأول من الفيلم، لكن الجمهور سيتعرّف إليها كاملةً مع عرض الجزء الثاني منه، الذي لم يُحدَّد موعده بعد».

وأكدت سعادتها بترشيحها لتجسيد شخصية شريرة: «أبحثُ دائماً عن الدور المميّز، ولم أشبع فنياً رغم مسيرتي الطويلة. لا أزال أطارد شغفي الفنّي، ولا بدّ أن أتحدّى نفسي لتقديم جميع الأدوار، حتى لو لم تتحلَّ بصفات تمثّلني. هذه ليست المرّة الأولى التي أقدّم فيها دوراً شريراً، فمنذ نحو 7 سنوات، لعبتُ الشرّ في مسلسل (فوق مستوى الشبهات)»، لافتة إلى أنّ «شخصيتها هذه كانت مكتوبة لرجل، لكن الفنان عمرو يوسف أصرَّ على تغييرها إلى سيدة، كما أصرَّ على مشاركتي. وحين أرسل النصَّ إليّ، أُعجبتُ بها ووافقت على تجسيدها في الجزأين».

ورأت يسرا أنه «على الفنان أن يوافق على أيّ دور جيّد، وإنْ تألَّف من مشهدين: الفنان الحقيقي لا بدّ أن يكون متواضعاً، ولا يتعامل مع التمثيل بعدد المشاهد. نصيحتي لأي فنان هي: إياك والغرور. الغرور هو بداية الوقوع في الفشل. أعلمُ قيمتي جيداً، لكن عليَّ أن أكون واثقة من نفسي وأحترم المُشاهد».

الفنانة المصرية يسرا تعود إلى المسرح (حسابها الشخصي)

وأشادت الفنانة المصرية بعدد كبير من المشاركين في العمل: «صناع الفيلم كانوا في أعلى درجات توهّجهم؛ فأمينة خليل رائعة، ودورها لم يكن متوقَّعاً. كذلك دور دينا الشربيني الذي قد يراه المُشاهد سهلاً، لكن صعوبته تكمن في تقديمها إياه وفق المطلوب بالضبط. ولفتتني الكيمياء بين عمرو يوسف ومحمد ممدوح، كما أشكر الموزّع الموسيقي النابلسي على الموسيقى الرائعة التي قدّمها، علماً بأنه حفيد الفنان الراحل عبد السلام النابلسي».

وما سبب غيابها عن السباق الدرامي الرمضاني؟ ردّت: «أعتقدُ أنّ الجمهور يحتاج إلى استراحة مني لبعض الوقت، فيشتاق لعودتي. سأعود بالتأكيد، ولكن لا بدّ أن تكون عودتي قوية».

وأعربت يسرا عن سعادتها لتكريمها ضمن فعاليات «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة»: «تلك فرحةٌ كبيرةٌ لأنّ التكريم جاء من بلد له مكانة كبيرة في قلبي. كنتُ مشتاقة جداً إلى بيروت، بعد غيابي عنها لنحو عامين. وحين هبطت الطائرة في مطارها، شعرتُ بحالة من الحزن تعمّ لبنان. لا أنكر أنني تخوّفتُ من الحضور بسبب الأحداث المشتعلة التي تمرّ بها المنطقة، لكن حين نظرتُ في عيون اللبنانيين، علمتُ قيمة هذا الشعب وعظمته، وحبّه للحياة مهما اشتدّت الصعوبات».

جانب من العرض الخاص لفيلم «شقو» بدبي (حساب يسرا في «إنستغرام»)

وشوّقت الفنانة المصرية جمهورها العربي لعودتها من جديد إلى المسرح من خلال عمل سيُعرض في الرياض: «التحضيرات جارية لإنجازه مع أحمد عزّ الذي أراه نجماً من نجوم الشباب، لكنه يحمل جينات الجيل القديم في الاحترام والأسلوب والمعاملة الطيبة؛ علماً بأنه ليس وحده من هذا الجيل الذي يحمل تلك الصفات، فهناك أيضاً عمرو يوسف، وتايسون، وكريم عبد العزيز وآخرون...».

وفي سياق منفصل، كشفت عن المكالمة الهاتفية الأخيرة مع الفنان عادل إمام: «(الزعيم) بصحة جيدة، وأطلب الابتعاد عن نشر الشائعات حول صحته، فهي تزعجه وأسرته. دعوه يعيش بسلام مع زوجته وأولاده وأحفاده. لقد قدَّم لنا أجمل لحظات حياتنا، وعلينا احترام حياته الشخصية».


بقايا الحساء تُصيب برازيلية بالشلل

الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
TT

بقايا الحساء تُصيب برازيلية بالشلل

الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)

أُصيبت شابة برازيلية تبلغ 23 عاماً بالشلل بعد تناولها بقايا حساء. ورغم أنّ كثيرين يتناولون عادةً بقايا الطعام يومياً، فإنه لحُسن الحظّ، تُعدّ نادرةً جداً التقارير عن أشخاص يعانون ردود فعل شديدةً تتجاوز التسمُّم الغذائي، بما فيها فقدان الأطراف.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنّ التفاعلات البكتيرية مع بقايا الطعام التي جرى تسخينها أو تخزينها بشكل خاطئ يمكن أن تؤدّي إلى إصابات تُغيِّر حياة الشخص.

وحذَّر الأطباء من ذلك بعد إصابة الشابة بالشلل جراء عدوى بكتيرية نادرة يُعتقد أنها التقطتها بسبب تناول بقايا حساء.

ودخلت كلوديا دي ألبوكيرك سيلادا المستشفى في ولاية كولورادو الأميركية للعلاج من الإصابة بالشلل، والدوخة، وازدواجية الرؤية، وضيق التنفس.

وبعد أسبوعين، شُخِّصت إصابتها بالتسمُّم الوشيقي؛ وهي حالة نادرة وخطيرة يُهاجم فيها السمّ أعصاب الجسم، مما اضطرها إلى الاستعانة بجهاز التنفُّس الاصطناعي.

أرجع مسؤولو الصحّة المحلّيون في الولايات المتحدة سبب العدوى إلى حساء اشترته سيلادا في مدينة أسبن، لكنه أُخضِع للفحص وكانت النتيجة سلبية، لذلك يُعتَقد أنَّ إصابتها سببها طريقة تخزينه أو طهيه.

وحضَّ المسؤولون الناس على ضرورة تخزين الطعام في حرارة تبلغ 4 درجات مئوية أو أقل، وتسخينه جيداً قبل تناوله مرّة أخرى، مشيرين إلى أنه ينبغي عدم تركه في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعة.


عملية «جسر ميناي»... خطط جنازة الملك تشارلز تحدث بانتظام بعد تشخيصه بالسرطان

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
TT

عملية «جسر ميناي»... خطط جنازة الملك تشارلز تحدث بانتظام بعد تشخيصه بالسرطان

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)

الظروف الصحية للملك البريطاني تشارلز تتدهور تدريجياً، مما دفع مسؤولي قصر باكنغهام إلى الاحتفاظ بخطة محدّثة بانتظام لجنازته «الوشيكة»، والتي بدأت الاستعدادات لها في اليوم التالي لدفن الملكة الراحلة إليزابيث، حسبما نقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن مطلعين.

ظل الملك البالغ من العمر 75 عاماً بعيداً عن الأضواء إلى حد كبير منذ إعلان تشخيص إصابته بالسرطان في فبراير (شباط) لإخفاء حالته المتدهورة، حيث نقلت «نيويورك بوست» أن الوضع «ليس جيداً».

ولم يكشف الملك تشارلز أبداً عن نوع السرطان الذي تم تشخيص إصابته به، لكنه اعترف بأنه ليس سرطان البروستاتا، وهو أحد أكثر أشكال المرض قابلية للعلاج.

كما تم التزام الصمت بشأن رحلته الطبية، لكن المطلعين والمعلقين السياسيين تحدثوا علناً عن كيفية «استجابة الملك بشكل جيد حقاً» للعلاج.

ولكن خلف الكواليس، يقوم مساعدو الملك تشارلز بانتظام بمراجعة نسخ من وثيقة مؤلّفة من مئات عدة من الصفحات تحدد خطط جنازته الملكية، والتي يطلق عليها اسم «عملية جسر ميناي».

وتم إنشاء الوثيقة المفصلة للغاية في اليوم التالي لدفن الملكة إليزابيث في 8 سبتمبر (أيلول) 2022، وتستخدم جنازة الملكة الأطول خدمة دليلاً ميدانياً لضمان سير تشارلز بشكل أكثر سلاسة.

وأكد المسؤولون العسكريون، حسبما نقلت «نيويورك بوست»، أن عملية «جسر ميناي» يتم تحديثها بانتظام، لكنهم أكدوا أنها كانت إجراءً قياسياً، وأنه «سيكون من السخافة قراءة أي شيء» في هذه الحقيقة.

قام جميع الأعضاء الملكيين في الخطة بتحديث خطط الجنازة التي تم تصنيفها حسب كلمات مشفرة تعتمد على الجسور، ومن أشهرها «عملية جسر لندن» الخاصة بالملكة إليزابيث.

تمت تسمية خطة وفاة أمير ويلز السابق على اسم الجسر المعلق الذي يربط جزيرة أنغلسي بالبر الرئيسي لويلز.

وقال مسؤول كبير مشارك في التخطيط للجنازات الملكية: «بالطبع إنهم ينظرون إلى كل جانب من جوانب جسر ميناي. سارت جنازة الملكة كالساعة ورفعت السقف. إن الأمر ليس شيئاً عاطفياً، إنه عمل، يؤخذ على محمل الجد، ومن المفهوم أنه لا أحد يخطط للقبض عليه».

وأضاف مسؤول آخر أن «التخطيط للأسوأ هو ما يفعله الجيش... عليك أن تتذكر حجم هذا الشيء».

وتابع: «أنت في حاجة إلى عملية أمنية عملاقة لأن كل (VVIP) على هذا الكوكب موجود هناك. نحن نتحدث عن كل شيء بدءاً من الدفاع الصاروخي وحتى الحماية ضد هجوم الذئاب المنفردة».