مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

البحث عن الجنّي

في مرحلة من حياتي كانت أمنيتي أن اشاهد ولو «جنيّاً» واحداً، وحاولت بشتى الطرق أن أتمكن من ذلك، فضربت بصحارى الأرض وحيداً، ونمت في العراء وفي بيوت الطين شبه المهدمة بلا أي نور إلا من سراج ضامر، ولم أحظَ للأسف بالتشرف برؤية ولقاء أي جنّي، أو حتى جنية مكحولة العينين.
تذكرت تلك الفترة بعد أن عرفت أن قاضياً قد اختلس 600 مليون ريال، وعندما واجهوه ادعى أنه مريض وبه مسّ جنّي، ويعالج بالرقية الشرعية، ولا يسيطر على أقواله وأفعاله، والغريب أن المحكمة الإدارية برّأته في البداية، باعتبار أن «الجنّي» هو المسؤول، غير أن المحكمة الجزائية أعادت المحاكمة وأدانته وحكموا عليه بالسجن 20 عاماً.
وهؤلاء الرقاة عاثوا في عباد الله من أجل التكسب، فهذا رجل مصري عجوز قضى نحبه على يد اثنين من الدجالين، بعد قيامهما بضربه ضرباً مبرحاً بحجة إخراج «الجنّي» من جسده.
وحادثة أخرى عندما تجاوبت الشرطة مع بلاغ تقدم به مواطن سعودي يتهم فيه العفاريت بالاعتداء على منزله، وتم بالفعل إعداد محضر وإيصال الشكوى إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية بناءً على طلبه.
وبعد التحقيق اتضح أن هناك من يطمعون في شراء منزله بأبخس ثمن، فسلطوا عليه من يؤدون أدوار العفاريت ببراعة... ولكي تزداد ثقافتكم الجنيّة أرجوكم اقرأوا معي أيضاً:
أجاز داعية مصري «أكل لحوم الجن» في فتوى تم تسريبها عبر موقع «يوتيوب» وأثارت الكثير من الجدل.
وقد استند في فتواه إلى تشكل الجن في صورة الإبل والماشية، ودلل على ذلك بعدم جواز الصلاة في أماكن وجود الإبل؛ لأنها موطن للعفاريت.
ومن قراءاتي «الخزعبلاّتية»: أنه اختصمت الجن والإنس إلى محمد بن علاثة القاضي، في بئر بالمدائن، فحكم بينهما حكماً عادلاً، وهو: أن يستقي الإنس منها من طلوع الشمس إلى غروبها، وحكم للجن أن يستقوا من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، أمّا إذا استقى منها إنسي بعد غروب الشمس رُجم بالحجارة - والعكس صحيح.