جدد الرئيس العراقي برهم صالح أمس، التأكيد أن بلاده لن تكون ساحة حرب لتصفية الحسابات، في إشارة إلى الصراع بين الولايات المتحدة وإيران. وقال صالح خلال استقباله في قصر السلام بالعاصمة بغداد، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن من «الضرورة ترسيخ أسس السلام والاستقرار في المنطقة وتجنيبها عبث الحروب والنزاعات التي تستنزف الطاقات البشرية والمادية، والركون إلى لغة الحوار الجاد والصريح لمعالجة الأزمات». وأضاف صالح أن «العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على أي دولة من دول الجوار أو يكون ساحة حرب لتصفية الحسابات»، في إشارة إلى المواجهة العسكرية الأخيرة بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني نقلاً عن بيان لرئاسة الجمهورية العراقية أنه «نقل رسالة من الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس برهم صالح أكد فيها دعم الأردن للعراق في كل المجالات».
وكان الوزير الأردني أعلن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم أنه يحمل رسالة من الملك عبد الله الثاني إلى رئيسي الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والجمهورية برهم صالح تتعلق بخفض التصعيد في المنطقة. وقال الصفدي إن «الرسالة التي بعثها الملك تؤكد ضرورة خفض التصعيد وحفظ سيادة العراق». وأضاف أن «استقرار العراق سيعزز استقرار المنطقة»، مبيناً أن «المنطقة ستخسر كثيراً إن بات العراق ساحة للصراع». وفيما شدد على أن «لا يكون العراق ساحة للصراع والتوتر»، أكد قائلاً: «نقف إلى جانب العراق واحترام سيادته بالكامل».
وكان العاهل الأردني، أكد الأربعاء الماضي، أنه لن يتخلى عن العراق الذي عانى لـ4 عقود من الحرب والعقوبات، وحذر خلال خطابه أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبوغ الفرنسية، من «المواجهات بين أميركا وإيران لأنها تقود لحرب شاملة تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وستحدث اضطرابات هائلة في الاقتصاد العالمي بأكمله بما فيها أسواق الطاقة، إلى جانب أنها قد تهدد بعودة الإرهاب إلى الظهور في جميع أنحاء العالم».
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أن العراق أبلغ الولايات المتحدة وإيران بأن أرضه ليست ساحة للصراع. وشدد الحكيم، في المؤتمر الصحافي مع الصفدي، «على ضرورة احترام سيادة العراق من قبل جميع الأطراف»، لافتاً إلى «أهمية تخفيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن وإبعاد العراق عن سياسة المحاور».
إلى ذلك، أكد السياسي العراقي حيدر الملا، عضو البرلمان السابق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحرير القرار السياسي من شأنه أن يوصل إلى السيادة الحقيقية للبلاد من دون أي تأثيرات خارجية، سواء كانت إيرانية أم أميركية». وأضاف أن «بعض الأطراف السياسية قبل بدور المشجع لحلبة نزال أميركي - إيراني على الأراضي العراقية». وأوضح الملا أن «هناك فرصة في أن يكون العراق قادراً على بناء أفضل العلاقات مع الجميع، ولكن على أساس حفظ السيادة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وألا يحسب نفسه على أي محور من المحاور».
في السياق نفسه، أكد النائب في البرلمان العراقي آراس حبيب كريم لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاهتمام الإقليمي والدولي بما يجري في المنطقة ومساعي خفض التصعيد يؤشر اهتماماً واضحاً بأهمية دور العراق في المساعي الجارية بشأن ذلك». وأضاف حبيب أن «المطلوب من العراق هو اتباع سياسة وطنية موحدة قادرة على لعب دور الوسيط الذي لا غنى عنه لأطراف الصراع بدلاً من عد العراق مجرد ساحة لتصفية الحسابات». ودعا حبيب القوى السياسية العراقية إلى أن «تدرك أن العراق أكبر من أن يكون مجرد ساحة لخلافات الآخرين».
8:17 دقيقة
بغداد وعمّان تبحثان خفض التوتر في المنطقة
https://aawsat.com/home/article/2089471/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%B9%D9%85%D9%91%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D8%AE%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9
بغداد وعمّان تبحثان خفض التوتر في المنطقة
صالح يجدد التأكيد على إبعاد العراق عن سياسة المحاور
- بغداد: حمزة مصطفى
- بغداد: حمزة مصطفى
بغداد وعمّان تبحثان خفض التوتر في المنطقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة