حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في القاهرة من «مساعي تنظيم (داعش) الإرهابي لاستعادة مكانته في العراق وتعويض الخسائر، عقب هزائم مُني بها في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية». وأكد المرصد أنه من خلال رصده لأوضاع التنظيم بالعراق، أن «هناك (عملية تكوين) جديدة يقوم بها التنظيم في الوقت الحالي، سعياً إلى استعادة التنظيم نفسه، وامتلاك (المبادرة الزمنية والمكانية) للانتشار من جديد». وأكد الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التنظيم الإرهابي لن يتوانى عن سياسة التجنيد، التي تعتمد على اندفاع الشباب، ومن هنا تنبع فكرة الاستقطاب في صفوف هذا التنظيم، والذي يعتمد بشكل كبير على (الذئاب المنفردة أو الانفراديون)، أو (الخلايا النائمة)».
وقتل أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق للتنظيم، في غارة جوية أميركية، أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتم تنصيب أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، ورغم رهان بعض المراقبين بأن مقتل البغدادي سيؤدي إلى «خفوت (داعش)»؛ فإن الأخير بادر العالم بحوادث طعن، وتفجيرات محدودة، وتهديدات، كنوع من الثأر للبغدادي. وبينما قال مرصد الأزهر إن «خلايا التنظيم الإرهابي النائمة موجودة بالعراق في الأماكن التي يصعب إحكام القبضة عليها، مثل المغارات في جبال حمرين، والدلتا التي بين نهري دجلة والزاب الكبير». وأكد اللواء محمد قشقوش، أستاذ الأمن القومي الزائر بأكاديمية ناصر العسكرية بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يتم تجنيد عناصر (الذئاب المنفردة) عبر الإنترنت، كما يتم من خلال الإنترنت التعرف على الأهداف التي تضعها التنظيمات وفي مقدمتهم (داعش) لشن هجمات إرهابية، وتدريب (الذئاب) على استخدام السلاح المتاح، وتصنيع العبوات الناسفة». ويؤكد مرصد الأزهر أن «(الفضاء الرقمي) بات من المنافذ المفضلة لدى الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية، في التواصل ونشر الأفكار المسمومة في عقول المتعاطفين والأنصار؛ لذا يجب على الحكومات والمؤسسات في العالم، لا سيما المؤسسات المتخصصة بمجال التكنولوجيا، ضرورة تضافر الجهود فيما بينها للتصدي لتلك المخططات». و«الانفراديون» هم شخص أو أشخاص يخططون وينفذون باستخدام السلاح المتاح لديهم، وكان البغدادي قد توعد العالم في وقت سابق بحرب تحت عنوان «الذئاب المنفردة».
في الوقت نفسه، أعرب مرصد الأزهر عن تقديره لعمليات التطهير المستمرة، التي تقوم بها القوات العراقية من أجل توقيف فلول التنظيم الإرهابي... والجمعة الماضية، تم توقيف المدعو شفاء النعمة، المُكنى بأبي عبد الباري، مفتي تنظيم «داعش» في «حي المنصور» بالموصل العراقية. وشفاء النعمة من قيادات التنظيم، وأصدر في يوليو (تموز) عام 2014 فتوى تفجير مسجد النبي يونس ضمن حملة هدم المساجد التي بها أضرحة، والتي نفذها التنظيم عقب سيطرته على الموصل من قبل، هذا بالإضافة إلى فتاوى الإعدام التي أصدرها في ذلك الحين بحق علماء دين لم يبايعوا البغدادي. وعن عودة «داعش» لقوته السابقة في العراق خلال الفترة المقبلة. قال اللواء المقرحي: «لا أظن عودة (داعش) بقوته التي كان عليها خلال عامي 2014 و2015. وذلك بسبب السيطرة الكبيرة على بعض المناطق في العراق وسوريا من قبل القوات النظامية والتحالف الدولي، التي تستخدم طرق جديدة غير الطرق التقليدية في الحرب والمواجهة». لكنه في الوقت نفسه حذر «من (حرب العصابات) التي قد يشنها التنظيم، لاستنزاف القوى الكبرى».
8:17 دقيقة
الأزهر يحذر من مساعي «داعش» لاستعادة مكانته
https://aawsat.com/home/article/2092271/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87
الأزهر يحذر من مساعي «داعش» لاستعادة مكانته
خبراء أمنيون: التنظيم يعتمد بشكل كبير على «الانفراديين»
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
الأزهر يحذر من مساعي «داعش» لاستعادة مكانته
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة