إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

طهران حذرت الأوروبيين من إحالة ملف اتفاق فيينا إلى مجلس الأمن... وظريف لن يحضر منتدى {دافوس}

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من كلمة ألقاها وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس
صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من كلمة ألقاها وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس
TT

إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من كلمة ألقاها وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس
صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من كلمة ألقاها وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس

واصلت إيران التصعيد ضد تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي. واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الثلاث بممارسة «الألاعيب السياسية»، وهدد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أحالت الدول الأوروبية الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن.
وتوجه ظريف أمس إلى البرلمان، غداة تهديد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، بإعادة النظر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا إلى جاهزية البرلمان لتمرير مشروع في هذا الصدد. وقال نواب أول من أمس إن المشروع يتضمن انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وظلت المعاهدة المبرمة في عام 1968 أساس الحد من انتشار الأسلحة النووية في أنحاء العالم منذ الحرب الباردة، ويشمل ذلك الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015، والذي ينص على السماح لها بالوصول إلى شبكة التجارة العالمية في مقابل قيود على برنامجها النووي.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الأسبوع الماضي أن إيران تنتهك اتفاق 2015، وفعّلت البلدان الثلاثة آلية لتسوية النزاعات قد تسفر في نهاية الأمر عن إحالة القضية إلى مجلس الأمن وإعادة فرض جميع القرارات الأممية بما فيها العقوبات الدولية على إيران.
وقالت الدول الثلاث لدى تفعيل آلية فض النزاع، إنها ما زالت ترغب في نجاح الاتفاق النووي ولم تنضم إلى حملة «الضغوط القصوى» الأميركية. ومع ذلك، أبدت بريطانيا رغبتها باستبدال الاتفاق النووي بواسطة اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترمب. فيما تحدث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن ضرورة الشروع في مفاوضات جديدة، تشمل أنشطة إيران النووية بعد 2025 وبرنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية.
واتفق رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على الحاجة لوضع إطار عمل طويل الأجل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقال بيان حكومي بريطاني، أول من أمس، بعد لقائهما على هامش مؤتمر ليبيا في برلين، إنهما «اتفقا على أهمية عدم التصعيد والعمل مع الشركاء الدوليين لإيجاد سبيل دبلوماسي لمواجهة التوتر الحالي».
ونقل موقع البرلمان الإيراني «خانه ملت» عن ظريف قوله: «إذا واصل الأوروبيون سلوكهم غير اللائق أو أحالوا ملف إيران إلى مجلس الأمن، فسوف ننسحب من معاهدة منع الانتشار النووي»، مضيفا أن خطوات طهران لتقليص التزاماتها النووية انتهت في الوقت الراهن.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن ظريف «في حال عاد الأوروبيون إلى التزاماتهم، ستتوقف إيران كذلك عن التخلّي عن التزاماتها، لكن إذا واصل الأوروبيون نهجهم فلدينا خيارات مختلفة» متهما الدول الأوروبية بممارسة «الألاعيب السياسية».
وتكتنف الضبابية مصير الاتفاق النووي منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منه في العام الماضي، وأعاد فرض عقوبات على طهران، وبدأ سياسة «الضغوط القصوى» بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق قائلا إنه يتعين التفاوض بشأن اتفاق أشمل يضم القضايا النووية وبرنامج إيران الصاروخي والأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط. وردت إيران على ذلك بتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق على الرغم من إعلانها أنها ترغب في الحفاظ عليه. وكان الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني محور تصعيد بين طهران وواشنطن تحول إلى ضربات عسكرية متبادلة في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي خضم هذا التصعيد تعرضت طهران التي تخلت عن كل قيود تخصيب اليورانيوم بداية هذا الشهر، لضغوط متزايدة من الدول الأوروبية التي تقول إنها تريد إنقاذ اتفاق 2015 النووي، وأشارت هذه الدول إلى استعدادها لدعم دعوة ترمب إلى إبرام اتفاق أشمل مع إيران.
وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي رفض إيران «اتفاق ترمب» وأضاف «وضع اسم شخص على اتفاق يظهر أنهم ليسوا على دراية بالأوضاع. أي اتفاق يحمل اسم شخص ليس له معنى».
ونقلت «رويترز» عن موسوي قوله: «على الرغم من النيات غير الطيبة التي نراها من بعض الدول الأوروبية فإن باب المفاوضات معها لم يُغلق، والكرة في ملعب هذه الدول». لكنه قال أيضا خلال مؤتمر صحافي: «لا أعتقد أن إيران مستعدة للتفاوض في ظل الشروط التي في أذهانهم».
وقال موسوي في مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران: «مزاعم القوى الأوروبية بشأن انتهاك إيران للاتفاق لا أساس لها من الصحة». وتابع: «استمرار إيران في تقليص التزاماتها النووية يتوقف على الأطراف الأخرى، وعلى ما إذا كانت مصالح إيران مضمونة بموجب الاتفاق».
وأجرت طهران مرارا محادثات مع مسؤولين أوروبيين لإيجاد سبل للحفاظ على الاتفاق النووي، لكنها اتهمت الدول الأوروبية بالفشل في ضمان مزايا اقتصادية لإيران كان يفترض أن تحصل عليها مقابل الحد من البرنامج النووي.
وفي جزء آخر من تصريحات في البرلمان، دافع وزير الخارجية الإيراني عن أداء الجهاز الدبلوماسي بعد توقيف السفير البريطاني لدى طهران روب ماكير، على هامش وقفة لتأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها إيران قبل نحو أسبوعين.
وقدم نواب البرلمان الإيراني أول من أمس مشروع قانون يلزم الحكومة بخفض العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
وغادر السفير البريطاني طهران بعد ضغوط إيرانية الأسبوع الماضي لكن بريطانيا قالت إنه في زيارة اعتيادية. وذلك بعدما وصفه القضاء الإيراني بالشخص غير مرغوب فيه.
وقال ظريف أمس: «رددنا بأشد اللهجة على تدخل السفير البريطاني في مظاهرات طهران»، واعترف ظريف بحق الإيرانيين في الاحتجاجات السلمية لكنه يرفض تدخل الدول الأجنبية. من جانبه اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سلوك السفير البريطاني «معارضا للأعراف الدبلوماسية وغير متعارف»، كما دافع عن تغريدات حادة لوزير الخارجية والنائب عباس عراقجي ضد السفير البريطاني واعتبرها في سياق أنشطة الجهاز الدبلوماسي.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن ظريف لن يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع لأن المنظمين «غيروا جدول أعماله فجأة». وأضاف «كان مقررا أن يحضر... لكنهم غيروا جدول الأعمال فجأة ولم يكن الجدول الذي وافقنا عليه. لذلك لن يحضر منتدى دافوس».
وكانت «رويترز» قد ذكرت في تقرير الأسبوع الماضي أن ظريف لم يعد على قائمة تضم نحو ثلاثة آلاف شخص من المقرر أن يشاركوا في المنتدى السنوي الذي يعقد تحت شعار: «مساهمون من أجل عالم مستدام ومتماسك».



تركيا ترفض ربط ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بقضية قبرص

بوريل في مؤتمر صحافي ببروكسل 10 أبريل (إ.ب.أ)
بوريل في مؤتمر صحافي ببروكسل 10 أبريل (إ.ب.أ)
TT

تركيا ترفض ربط ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بقضية قبرص

بوريل في مؤتمر صحافي ببروكسل 10 أبريل (إ.ب.أ)
بوريل في مؤتمر صحافي ببروكسل 10 أبريل (إ.ب.أ)

رفضت تركيا ربط تقدم مفاوضات انضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي بحل القضية القبرصية، وعدَّت ذلك «مثالاً جديداً على افتقار الاتحاد الأوروبي إلى رؤية استراتيجية فيما يتعلق بتركيا والتطورات العالمية».

وقالت «الخارجية» التركية، في بيان الخميس، إن تطوير العلاقات بين تركيا والاتحاد يهدف إلى التعاون والمنفعة المتبادلة على المستوى الدولي، وإن ربط القضية القبرصية بالتقدم في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي لن يكون مقبولاً على الإطلاق.

وأضاف البيان، الذي جاء رداً على ما جاء في البيان الختامي للقمة الخاصة لقادة الاتحاد الأوروبي، التي عُقدت الأربعاء والخميس في بروكسل، أن «الحوار مع الاتحاد الأوروبي ستتم مناقشته في إطار المعاملة بالمثل، وفقاً لسرعة ومستوى ونطاق خطوات الاتحاد تجاه تركيا في الفترة المقبلة».

الخلافات حول قبرص

وقال الاتحاد الأوروبي، في القسم الخاص بالعلاقات مع تركيا في البيان الختامي لقمّته، إنّ لديه مصلحة استراتيجية في تطوير علاقة تعاون ذات منفعة متبادلة مع تركيا. وشدد البيان على «إيلاء أهمية كبيرة لاستئناف المفاوضات حول المشكلة القبرصية وتقدمها، الأمر الذي يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تحسين التعاون بين الاتحاد وتركيا»، مضيفاً أن الاتحاد «ملتزم العملية التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية القبرصية». وأضاف أن الاتحاد مستعدّ للعب دور نشط في دعم جميع مراحل العملية التي تقودها الأمم المتحدة، بكل الأدوات المناسبة المتاحة لها.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال فعالية انتخابية في 29 مارس (رويترز)

ولفت البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي له مصلحة استراتيجية في تطوير بيئة مستقرة وآمنة في شرق البحر المتوسط، ​​وتطوير علاقة تعاون ذات منفعة متبادلة مع تركيا، وأن «مشاركة تركيا البناءة ستكون مفيدة في دفع مجالات التعاون المختلفة المحددة في التقرير المشترك الذي قدمه الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، مع مفوضية الاتحاد الأوروبي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023».

وقالت الخارجية التركية، في بيانها، إن القرارات المتعلقة بتركيا التي اعتمدتها قمة بروكسل تُعدّ «مثالاً جديداً على افتقار الاتحاد إلى رؤية استراتيجية فيما يتعلق بتركيا والتطورات العالمية». وطالب البيان الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن الفهم الذي يقلل من العلاقات متعددة الأوجه مع تركيا في قضية قبرص، لافتاً إلى عدم اتخاذ قرارات ملموسة بشأن التوصيات الواردة في البيان المشترك بشأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الذي أعده بوريل مع المفوضية الأوروبية.

كان التقرير المشترك لبوريل والمفوضية الأوروبية قد لفت إلى عدم وجود تقدم في موقف تركيا بشأن قضية قبرص، التي تشكل أكبر خلاف في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ولا تزال دعوتها إلى حل «الدولتين» خارج أطر الأمم المتحدة تُمثّل مشكلة.

وأوصى التقرير بإعادة الحوار السياسي على مستوى رفيع، وتنظيم جولات أخرى من الحوارات على المستوى الوزاري في مجالات المناخ والصحة والهجرة والأمن والزراعة وكذلك البحث والابتكار، وإجراء مزيد من الحوار حول السياسة الخارجية والقضايا الإقليمية بانتظام بطريقة أكثر هيكلية، بهدف أن تكون أكثر فاعلية وعملية، وفي ضوء أن تركيا طرف فاعل حازم ومهم في السياسة الخارجية في منطقتها، وبخاصة في الحرب الروسية - الأوكرانية.

تمسّك بالعضوية

وأكّدت «الخارجية» التركية تمسّكها بالانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي وإصرارها على تحقيق هذا الهدف، مضيفةً: «ومع ذلك، فإننا نرفض قصر تعاوننا على بعض المجالات بفهم انتقائي، وسنواصل حوارنا مع الاتحاد في إطار المعاملة بالمثل، اعتماداً على سرعة ومستوى ونطاق خطوات الاتحاد تجاه تركيا في الفترة المقبلة».

بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إن الاتحاد الأوروبي متفق على إقامة علاقات «إيجابية ومستقرة» مع تركيا، والعمل بنهج تدريجي ومتناسب.

نقاش بين رئيس الوزراء الهولندي مارك روته والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتبدو خلفهما رئيسة المفوضية الأوروبية فود دير لاين على هامش القمة الأوروبية في بروكسل يوم 17 أبريل (إ.ب.أ)

وأشار ميشيل، في تصريحات في ختام اليوم الأول للقمة الأوروبية ليل الأربعاء - الخميس، أن زعماء الاتحاد الأوروبي أرادوا إجراء مناقشة استراتيجية بشأن العلاقات مع تركيا، وأنهم توصلوا إلى توافق في الآراء في ختام الجلسة.

وفيما يتعلق بقبرص، قال ميشيل: «الوضع في الجزيرة مهم للغاية، نحن مهتمون بشكل خاص بهذا الوضع، لا سيما فيما يتعلق بمسار الحل الذي تُجريه الأمم المتحدة».

ترحيب يوناني

وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ترحيب بلاده بالقرارات التي اتخذها الاتحاد بشأن العلاقات مع تركيا. وقال ميتسوتاكيس: «أنا سعيد بالقرارات التي توصلنا إليها حتى الآن، والتي تعترف بحقيقة أنه يمكن إحراز تقدم في العلاقات بين الاتحاد وتركيا في إطار القرارات التي اتخذتها المفوضية الأوروبية في السنوات الأخيرة».

كما عبّر عن اعتقاده بأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يمكن أن تتقدم، اعتماداً على التطورات في القضية القبرصية.

زيارة لهولندا

وفي سياق متصل، يزور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، هولندا، الجمعة، لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية، وعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي والتطورات الإقليمية.

وقال بيان للخارجية التركية، الخميس، إن فيدان سيلتقي في إطار الزيارة نظيرته الهولندية هانكه بروينس سلوت، ورئيس الوزراء مارك روته، بعد أيام من انعقاد المؤتمر التركي الهولندي «ويتنبرغ» بنسخته العاشرة في هولندا. وأضاف: «من المنتظر أن يطرح فيدان آراء وتطلعات تركيا بشأن عضويتها الكاملة في الاتحاد الأوروبي، وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقَّعة عام 1995، وتحرير تأشيرة دخول الأتراك لأوروبا (شنغن) ومكافحة الإرهاب، إضافةً إلى مناقشة قضايا تهمّ الجالية التركية في هولندا والاعتداءات على القرآن الكريم مؤخراً».

وفي 2008، وقّعت تركيا وهولندا مذكّرة تفاهم حول تعزيز العلاقات الثنائية، وتأسيس المؤتمر التركي الهولندي (ويتنبرغ)، حيث يُعقد المؤتمر منذ ذلك الحين بالتناوب بين وزراتي خارجية البلدين.

كان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، قد أكد أهمية «العلاقات الجيدة» مع تركيا بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي وهولندا. وقال روته، عبر حسابه بمنصة «إكس» قبيل قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن «تركيا لاعب جيوسياسي له تأثير كبير في المنطقة، وهي أيضاً حليف في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشريك في كثير من المجالات، مثل مكافحة الإرهاب والأمن والمناخ والطاقة والاقتصاد والهجرة».


سموتريتش يحارب الجيش الإسرائيلي في ميزانيته ويرفض شراء طائرات مقاتلة

وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)
وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)
TT

سموتريتش يحارب الجيش الإسرائيلي في ميزانيته ويرفض شراء طائرات مقاتلة

وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)
وزير المال بتسلئيل سموتريتش يدعو إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة (رويترز)

في الوقت الذي يواجه فيه وزير المالية والوزير في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية، أزمة سياسية وشخصية كبيرة، تهدد مستقبله السياسي، خرج بحملة ضد الجيش الإسرائيلي وقيادته وراح يضربها في «المقتل»، أي الميزانية الضخمة. وأعلن سموتريتش معارضته المصادقة على شراء إسرائيل سربَي طائرات من طراز «F35» و«F15» والكثير من العتاد والذخيرة، التي يطالب بها الجيش، في ظل الحرب على غزة.

وقال سموتريتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «أعطينا الجيش شيكاً مفتوحاً واعتمدنا بشكل أعمى عليه وعلى سائر أجهزة الأمن، وحصلنا على هجوم (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول). لقد توقفت عن الاعتماد على الجيش. أنا أحبهم، وأقدّرهم، وأدعمهم، لكني لست مستعداً لإعطائهم شيكاً مفتوحاً». وأضاف سموتريتش أن «جهاز الأمن عالق في مكان ما في 6 أكتوبر، ويرفض البحث أين أخطأنا في بناء القوة، إذاً فذلك المفهوم حول جيش صغير ومتطور قد انهار». وتابع أنه «هل تتوقع أن يعطي مواطنو إسرائيل شيكاً بمبلغ 200 مليار شيقل (نحو 53 مليار دولار) لجهاز الأمن، ليفعل به ما يشاء، من دون محاسبة الذات ومن دون استخلاص دروس؟».

صاحب «وثيقة الحسم»

وسموتريتش يعد نفسه بحق، أبرز ممثلي اليمين الاستيطاني الآيديولوجي في الحكومة. وهو صاحب الوثيقة الشهيرة «خطة الحسم»، التي وضعت خريطة طريق لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تعد مرجعية لليمين المتطرف الذي يعمل على تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية يطرد إليها ملايين الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة وإسرائيل. ويعد قائداً ميدانياً بارزاً. وهو الذي يضع الأسس لإحداث تغييرات جذرية في سياسة الحكومة. ولكنّ شعبيته في انهيار. حليفه إيتمار بن غفير، الذي يعد شعبوياً رخيصاً وشخصية سياسية هامشية، حتى في نظر الإسرائيليين، يرتفع في استطلاعات الرأي من 6 مقاعد في الكنيست (البرلمان) اليوم إلى 9 – 10 مقاعد. بينما غالبية الاستطلاعات تشير إلى أن حزب سموتريتش سيختفي من الكنيست وأنه لن يتجاوز حتى نسبة الحسم 3.25 في المائة من الأصوات.

وزير المال بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال لقاء في تل أبيب (رويترز)

وعلى صعيد شخصي يقع سموتريتش في ورطة تلو الأخرى. فالإعلام الإسرائيلي يبرز تهربه من الخدمة العسكرية وعدم إتقانه اللغة الإنجليزية وقلة احترام الحاخامات الدينيين له. وفي اليومين الأخيرين فقط واجه مشكلة أظهرت ضعف شخصيته. ففي مساء الثلاثاء حضر ندوة سياسية ضمن يوم دراسي لصحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية فقاطعته والدة أحد المخطوفين لدى «حماس» بسبب تقصير الحكومة بشأنهم. فلم يستطع مواجهتها في النقاش وراح يهاجمها حتى احتجّ بعض الحاضرين فما كان منه إلا أن غادر القاعة وهرب. وفي يوم الأربعاء، فعل الأمر نفسه خلال مقابلة إذاعية مع الصحافي بن كسبيت. عندما لم يجد إجابات اتهم المذيع بالكذب، ليردّ بن كسبيت عليه: «أنت أكذب الكذابين». فغادر البث وهرب.

حرب قديمة متجددة مع الجيش

ويعتقد المتابعون أن سموتريتش يحاول أن يستردّ مكانته والتغطية على إخفاقاته اليوم بواسطة محاربة الجيش الإسرائيلي. فهو ينتمي إلى ذلك اليمين الذي يحارب الجيش وقيادته باستمرار، منذ 15 سنة، وبشكل منهجي. وقد انطلقت حربهم ضد الجيش منذ سنة 2010، عندما رفض جميع قادة أجهزة الأمن (الجيش والشاباك والموساد) فكرة نتنياهو شن حرب على إيران. والآن، هناك أسباب أخرى لمهاجمة الجيش. فهو اختار الوقوف إلى جانب المعركة لإسقاط حكومة اليمين منذ تشكيلها في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2022، وكان جزءاً من الدولة العميقة التي مارست الضغوط على الحكومة بسبب خطتها الانقلابية، واليوم يملك سبباً وجيهاً جداً هو الإخفاقات في 7 أكتوبر. فالجيش يقول إن سياسة نتنياهو في تقوية «حماس» هي سبب الإخفاق الأكبر، واليمين يرى أن «حماس» باغتت الجيش وهو نائم لأن عادات جديدة تغلغلت فيه مثل الارتخاء والغطرسة في النظرة إلى العدو والبحث عن الرواتب السمينة والتبذير، وغير ذلك.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قاعدة «نيفاتيم» الجوية 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

استغلال الصلاحيات

ويبدو أن سموتريتش قرر اليوم استخدام صلاحياته وزيراً للمالية في معركته ضد قيادة الجيش، بشكل فظّ وصريح. فأعلن أنه بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي، لم يعد يثق بالجيش الإسرائيلي وقادته. وأعلن معارضته المصادقة على شراء إسرائيل سربَي طائرات من طراز «F35» و«F15». وكان سموتريتش قد بعث برسالة إلى رئيس الحكومة، نتنياهو، مطلع الشهر الجاري، قال فيها إن «الحرب تقوّض مبادئ أساسية كثيرة في ميزانية الأمن وتتطلب إعادة تفكير من جديد. ويطالب جهاز الأمن في أعقاب الحرب بإضافة ميزانيات هائلة، وموقف وزارة المالية وموقفي هو أن الأمر يتطلب إعادة المصادقة أو تعديل المبادئ الأساسية وإقرار مبادئ وسلم أفضليات جديد وملائم».

وأضاف أن «توقعات جهاز الأمن بالحصول على شيك مفتوح بمبالغ طائلة وبعواقب هائلة على الاقتصاد وجودة حياة مواطني إسرائيل، من دون أي تفكير نقدي، وعصف أدمغة، ومداولات مهنية وعامة وحكومية، هو أمر ليس شرعياً وليس واقعياً دائماً، خصوصاً بعد إخفاق 7 أكتوبر وما سبقه».


«القرش» رواية لعميل سابق بالموساد مطابقة لهجوم «حماس» على إسرائيل

عميل الموساد السابق ميشكا بن دافيد (أ.ف.ب)
عميل الموساد السابق ميشكا بن دافيد (أ.ف.ب)
TT

«القرش» رواية لعميل سابق بالموساد مطابقة لهجوم «حماس» على إسرائيل

عميل الموساد السابق ميشكا بن دافيد (أ.ف.ب)
عميل الموساد السابق ميشكا بن دافيد (أ.ف.ب)

قبل 7 سنوات، نشر عميل الموساد السابق، ميشكا بن دافيد، رواية تحدّث فيها عن هجوم لحركة «حماس» الفلسطينية على كيبوتسات إسرائيلية مطابق لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وعن تصعيد ينتهي بردّ إسرائيلي عنيف على إيران... لكنه اليوم لا يفتخر بذلك بل يشعر بالقلق إزاء تتمة الأحداث.

يعدّ هذا الجاسوس الذي تحوّل إلى كتابة روايات إثارة، سنوات العمل الـ12 التي أمضاها في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مصدر إلهام غير متناهٍ مع رابط بين كل القصص يتمثّل بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» في 7 أكتوبر على إسرائيل، أخذ أحد كتبه الأكثر مبيعاً أبعاداً تنبؤية. فكتاب «القرش»، الذي نُشر قبل 7 سنوات، يروي تصعيداً دامياً يبدأ بهجوم لمقاتلين من «حماس» على كيبوتسات، ويبلغ ذروته بردّ انتقامي قوي من إسرائيل على إيران.

وقال العميل السابق، (72 عاماً) خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في منزله الذي يشرف على الريف المحيط بالقدس بينما يظهر في الأفق البعيد قطاع غزة: «نحن على بعد خطوات قليلة» من ذلك.

وأطلقت طهران في نهاية الأسبوع الماضي مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، وكل المؤشرات تدل على أن إسرائيل تستعدّ للرد على هذا الهجوم غير المسبوق.

وتحمل إحدى زوايا باب منزل ميشكا بن دافيد في بلدة رمات رزيئيل أثر شظية، أوضح أنها نتيجة «قذيفة أُطلقت من غزة، وانفجرت على مقربة من هنا».

سقط الصاروخ في الحي الذي يسكن فيه خلال حرب صيف 2014 بين إسرائيل وحركة «حماس»، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.

وقال بن دافيد إن أيّاً من «الحروب لم تنتهِ بهجوم حاسم ولا باتفاق سلام، لذلك كان واضحاً أن المواجهة ستُستأنف».

في عام 2017، صدر كتاب «القرش» الذي يروي كيف دخل مقاتلون مسلّحون من «حماس» إلى كيبوتس كفار عزة، أحد أكثر الكيبوتسات تضرراً في 7 أكتوبر، في هجوم خلّف عشرات القتلى.

وهو سيناريو تخيّله بن دافيد الذي كتب أكثر من 20 عملاً تمت ترجمة عديد منها في الخارج، في أثناء قيامه بعمليات مسح في هذه البلدات الزراعية الواقعة في جنوب إسرائيل على الحدود مع غزة.

وقال: «هناك تساءلت: ما أفضل مكان للهجوم لو كنت مكان حماس؟ (...) فهذه الكيبوتسات كانت محمية للحياة اليومية، ضد هجوم محدد في مكان محدد، لكنها لم تكن محمية من غزو شامل».

وكان ميشكا بن دافيد مؤهلاً بالتأكيد لمعرفة ما إذا كان الفشل يتربص بجيش أو أجهزة استخبارات.

في سبتمبر (أيلول) 1997، كان من الضالعين في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة «حماس»، خالد مشعل، الذي كان يقيم وقتها في العاصمة الأردنية، عمّان.

أدت سلسلة من النكسات إلى إخراج الخطة التي تم الإعداد لها جيداً عن مسارها، ووجد ميشكا نفسه في مهمة لم تكن متوقّعة: إنقاذ الرجل الذي استهدفته الأجهزة الإسرائيلية.

كان بنيامين نتنياهو آنذاك في فترة ولايته الأولى رئيساً للوزراء. في يوليو (تموز)، أسفر هجوم انتحاري في السوق الرئيسية في القدس تبنّته حركة «حماس»، عن مقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 160 آخرين.

وروى بن دافيد: «اقترحنا طرقاً عدة لقتل مشعل: تفخيخ سيارته، أو إطلاق قناصٍ النارَ عليه، أو اغتياله من مسافة قريبة، لكن نتنياهو قال (أريد طريقة لقتله بصمت، دون أن يترك أي أثر)».

في نهاية المطاف، قرّر العملاء استخدام السمّ لقتل مشعل. ويقول ميشكا بن دافيد، الذي كان وقتها رئيس قسم الاستخبارات في الوحدة التنفيذية للموساد، إن عميلين «تمكّنا من رشّ المادة» عليه، لكنّ أحداثاً غير متوقعة أدّت إلى «القبض عليهما».

ويضيف: «كنت أحمل ترياق السمّ؛ تحسباً لإصابة أحد العملاء به» خلال تنفيذ العملية، لكن مشعل كان هو المستفيد منه في النهاية، إذ فاوض الأردن على إطلاق سراح العميلين الإسرائيليين، مطالباً بإنقاذ مشعل في المقابل.

هل كان مسار الصراع مع «حماس» سيتغيّر لو قُتل مشعل؟

يقول بن دافيد: «كل زعيم من حماس يُقتل له نائب يحلّ مكانه»، في وقت تطارد فيه إسرائيل رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار الذي يعدّ العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر.

ترك ميشكا بن دافيد الموساد في عام 1999 بعدما كُشفت هويته عقب محاولة اغتيال مشعل.

ويقول بن دافيد، الذي نجا والداه من الهولوكوست، «شعب إسرائيل موجود منذ أكثر من 3 آلاف عام، هذا عظيم، لكن لا يوجد بلد أبدي».


رجال الدين اليهود يعارضون هجوماً إسرائيلياً على إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعاً بمجلس الحرب في تل أبيب (دي بي أي)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعاً بمجلس الحرب في تل أبيب (دي بي أي)
TT

رجال الدين اليهود يعارضون هجوماً إسرائيلياً على إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعاً بمجلس الحرب في تل أبيب (دي بي أي)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعاً بمجلس الحرب في تل أبيب (دي بي أي)

في تطور غير عادي، وقف كبار الحاخامات اليهود حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضد تصريحات التهديد التي يعلنها هو ووزراؤه ضد إيران. ويقال إن هذه المعارضة هي التي حسمت لدى نتنياهو القرار يوم الاثنين الماضي، بألا يردّ على هجمة الصواريخ فجر السبت الماضي، وليس أي سبب آخر.

والحديث يجري عن الحاخامات الذين يسيطرون على أحزاب اليهود المتدينين (الحريديم)، وشاس لليهود الشرقيين و«يهدوت هتوراة» لليهود الأشكناز. ولهؤلاء 17 مقعداً في الكنيست، ويعتبرون أقرب حلفاء نتنياهو، وأهمهم، وأثبتوا أنهم الأشد إخلاصاً له في جميع معاركه السياسية منذ أن عاد إلى الحكم في سنة 2009.

وكما هو معروف يكنّ لهم نتنياهو احتراماً خاصاً. وفي الأسابيع الأخيرة غضبوا منه، لأنه وافق على المطلب المتصاعد من العلمانيين أن يزيد عدد الشبان الحريديم في الجيش. وكانوا قد اتفقوا معه عند دخولهم الائتلاف الحاكم أن يسن قانوناً يعفي هؤلاء من الخدمة العسكرية في السنة الأولى من عمر الحكومة. ومع أنه نظرياً قادر على تنفيذ ذلك، لأن ائتلافه يضم أكثرية 64 نائباً من مجموع 120، لكنه عملياً لم يجرؤ بسبب الحرب. فالجيش يتحدث عن نقص بسبعة آلاف جندي فيه، ويرى أن دخول الحريديم يحل هذه المشكلة، فيما هم يعارضون بشدة، ويهددون بالانسحاب من الائتلاف، وإسقاط الحكومة.

مناكفة للعلمانيين أم إعلاء لمصلحة إسرائيل؟

هناك من يرى أن معارضتهم الدخول في تصعيد مع إيران هو مجرد حجة يتذرعون بها، لغرض هز رسن لقيادة الجيش والعلمانيين الذين يؤيدونها. لكن زعيمهم السياسي الأول، آريه درعي رفض هذا التفسير، وقال إن الحاخامات يرون أن الحرب على إيران مضرة لأمن إسرائيل. وصحيح أن درعي ليس وزيراً في الحكومة، بسبب قرار محكمة العدل العليا لكونه مداناً، ومحكوماً في قضية تهرب ضريبي، ولكن نتنياهو يدعوه بشكل دائم لحضور مجلس قيادة الحرب كـ«عضو مراقب»، وكذلك للمجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن في الحكومة. كذلك يمنحه نتنياهو حق التدخل في كل قرار، وإبداء رأيه في كل قضية، وهو أبدى اعتراضاً على شنّ حرب ضد إيران، رداً على هجومها ليلة السبت – الأحد الماضية.

لكن الحاخامات طلبوا منه أن يخرج بتصريحات علنية ضد الحرب. وهذا ما فعله ليلة الأربعاء - الخميس، وقال: «الحاخامات يقيمون الصلوات لأمن إسرائيل. وبرؤيتهم السليمة، وبحكمتهم العميقة، وحرصهم الشديد على شعب إسرائيل طلبوا مني الإعلان عن معارضتهم شن حرب على إيران. فهم يرون أن حرباً كهذه تشكل خطراً على إسرائيل».

مظاهرة اليهود المتدينين (الحريديم) رفضاً لتجنيد شبانهم في الجيش الإسرائيلي (دي بي أي)

المعروف أن غالبية المسؤولين الإسرائيليين كانوا يطالبون برد على هجمة إيران، حال بدئها. والجيش عرض خطة تفصيلية لهذا الهجوم، لكن نتنياهو أوقفه، بدعوى انتظار نتائج مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، فاتهموه بإجهاض هذا الهجوم، وإضاعة فرصة ذهبية لتنفيذه في الوقت المناسب، حيث كان العالم مستعداً لتقبل وتبرير مثل هذا الهجوم.

ولكن التأجيل فتح الباب أمام حملة ضغوط شديدة على إسرائيل حتى تمتنع عن الرد، وبالمقابل أقرت دول الاتحاد الأوروبي، والدول السبع الكبرى، والإدارة الأميركية سلسلة عقوبات جديدة على إيران كتعويض لإسرائيل عن التخلي عن الضربة من جهة، وإبقاء تأثير لهذه الدول على الخطوات الإسرائيلية المقبلة.

وتعهدت هذه الدول لإسرائيل في المقابل بدعم ضربات أخرى تقوم بها ضد الأذرع الإيرانية في المنطقة، بشرط ألا تتسع الحرب، وتؤدي إلى حرب إقليمية.

حرب نفسية

منذ ذلك الحين توضح القيادة الإسرائيلية أن الرد سيتم حتماً، ولكنها تتخبط في أشكال هذا الرد، ومكانه، وتوقيته. وانعكس هذا التخبط في حقيقة أن «كابينت» الحرب في الحكومة الإسرائيلية تنعقد مرتين خلال يوم واحد الأربعاء. لكن مصدراً عسكرياً في تل أبيب قال إنه لا يستبعد أن يكون هذا الإرباك الظاهر في القيادة الإسرائيلية هو جزء من خطة العمل الحربية، أي إنه جزء من الحرب النفسية. وقال: «تماماً كما في إسرائيل، فإن إيران أيضاً تتابع ما يحدث، وهذا واضح في الشوارع». وأضاف: «تدير إسرائيل أيضاً حرباً نفسية لبقاء الموقف ضبابياً، وتحقيق عنصر مفاجأة. فمثلما جعلتنا إيران نعيش حرباً نفسية، وتوتراً أوقف العالم كله على رأسه، طيلة 11 يوماً، منذ اغتيال محمد رضا زاهدي ورفاقه في قيادة الحرس الثوري في العاصمة السورية، فلتعش إيران هي أيضاً حرباً نفسية مشابهة».

وبحسب موقع «والا» العبري فإن هناك روايات مختلفة حول مضمون المكالمة الهاتفية بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو في ليلة السبت - الأحد تشير إلى أن الأميركيين يتفهمون الحيرة الإسرائيلية. ووفقاً لبعض الروايات، رفض الرئيس بايدن أي رد عسكري إسرائيلي، ووفقاً لروايات أخرى طلب دراسة مثل هذا الرد، وتأخيره، وتخفيفه. وقال: «من الواضح أن البيت الأبيض لا يريد هجوماً إسرائيلياً قد يجر المنطقة إلى الحرب، لكنه يعلم أيضاً أن ذلك قد لا يكون كافياً ضد إيران. ولهذا يجري البحث عن وسائل أخرى تحقق لإسرائيل قوة ردعها».

رجال من اليهود المتدينين (الحريديم) يستعدون لعيد الفصح اليهودي في مخبز في القدس (أ.ف.ب)

بايدن يخطئ بين حيفا ورفح

في غضون ذلك، نقلت شبكة «إي بي سي» الإخبارية في واشنطن عن مسؤول أميركي قوله، اليوم، إن هجوماً إسرائيلياً ضد إيران ليس متوقعاً قبل عيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ مساء الأحد المقبل، ويستمر حتى نهاية الشهر الحالي، لكنه أضاف أن هذا الأمر قد يتغير. وأضاف المسؤول الأميركي أن قسماً من قيادة الحرس الثوري الإيراني لا يزال مستنفراً، وقسماً آخر موجود في مواقع تحت الأرض في إيران نفسها، فيما غادر الكثير من المسؤولين فيه سوريا، وعادوا إلى بلادهم. ونقلت الشبكة عن ثلاثة مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل ألغت في ليلتين على الأقل الأسبوع الحالي هجوماً ضد إيران، وأنه تم تقديم عدة خطط محتملة لهجمات ضد إيران إلى «كابينت» الحرب، بينها مهاجمة ميليشيات موالية لإيران في الشرق الأوسط، وليس في الأراضي الإيرانية، وخطة أخرى لهجوم سيبراني.

ويذكر أن الرئيس بايدن نفى بنفسه أن تكون إدارته أعطت الضوء الأخضر للخطة الإسرائيلية للعملية في رفح مقابل رد محدود على إيران، وقال إنه طلب من إسرائيل «ألا تتجه نحو حيفا» فعاد الإسرائيليون وأوضحوا أنه قصد رفح، ولكنه ذكر حيفا بالخطأ!


محادثات بين إيران وسوريا والعراق حول «التعاون القضائي ومكافحة الإرهاب»

المشاركون في أعمال اجتماع اللجنة القضائية السورية - العراقية - الإيرانية (صحيفة «تشرين» السورية)
المشاركون في أعمال اجتماع اللجنة القضائية السورية - العراقية - الإيرانية (صحيفة «تشرين» السورية)
TT

محادثات بين إيران وسوريا والعراق حول «التعاون القضائي ومكافحة الإرهاب»

المشاركون في أعمال اجتماع اللجنة القضائية السورية - العراقية - الإيرانية (صحيفة «تشرين» السورية)
المشاركون في أعمال اجتماع اللجنة القضائية السورية - العراقية - الإيرانية (صحيفة «تشرين» السورية)

في سياق التصعيد الذي تشهده المنطقة بين إيران وإسرائيل، تتوجه إيران إلى اتّباع طريق القانون للرد على إسرائيل أمام المحافل الدولية.

وقال نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية، كاظم غريب آبادي، في تصريحات صحافية على هامش أعمال اجتماع اللجنة القضائية السورية - العراقية - الإيرانية، الذي أنهى أعماله (الخميس) في دمشق، إن إيران وسوريا «ستعمدان إلى توجيه ضربات قانونية وحقوقية» إلى إسرائيل والولايات المتحدة، وإن دور اللجنة هو «مواجهة الهيمنة الأميركية والصهيونية على المحافل الدولية... إننا نواجه في هذه المرحلة حرباً قانونية، ويجب علينا أن ندافع جيداً، وأن نطالب في المحافل الدولية بإدانة الجرائم المرتكَبة بحق الدول المقاومة».

وأوضح أن اجتماع اللجنة «سيتابع قانونياً وقضائياً، جريمة الكيان الصهيوني في استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق»، لافتاً إلى التعاون مع كثير من المنظمات الدولية لمتابعة هذه الملفات ضمن المحاكم الدولية المختصة. وذلك بعد تأكيده أن هدف الاجتماع متابعة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في «ذلك تبادل وجهات النظر حول القضايا العالقة لدى السلطات القضائية لدى الدول الثلاث، والتعاون المشترك لملاحقة الإرهابيين ومحاكمتهم».

ومن المنتظر أن تُفضي أعمال اللجنة القضائية المنعقدة في دمشق إلى اتفاق يتعلق بافتتاح «مكاتب توثيق خاصة بمتابعة الجرائم الإرهابية المرتكبة في كلٍّ منها، وإصدار مذكرات ادّعاء بحق مرتكبي هذه الجرائم، إلى جانب ملاحقة مرتكبي الاعتداءات الإرهابية على البلدان الثلاثة، بما فيها القصف الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانية بدمشق» وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك).

المشاركون في أعمال اجتماع اللجنة القضائية السورية - العراقية - الإيرانية (صحيفة «تشرين» السورية)

وقال وزير العدل السوري، القاضي أحمد السيد، في تصريح للصحافيين على هامش أعمال اجتماع اللجنة المشتركة التي انطلقت في العاصمة السورية دمشق، الأربعاء: «ظهر مؤخراً إرهاب من نوع آخر وهو الحرب القانونية، إضافةً إلى الإرهاب العسكري والاقتصادي الذي يُشن على سوريا وإيران والعراق»، وأضاف أنه «لذلك كان لا بد من تشكيل لجنة قانونية مشتركة هدفها الدفاع عن قضايا البلدان المشتركة أمام المحافل الدولية».

ووصف وزير العدل السوري العقوبات المفروضة على سوريا، بأنها «مخالَفة واضحة وصريحة لأبسط قواعد القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان»، كما أوضح أن اجتماعات اللجنة تشمل «تبادل الخبرات والمعلومات في مكافحة الإرهاب، والتعاون في ملفات الجريمة وتجارة المخدرات، وتحديد المحاكم المتخصصة في نظر الدعاوى لمواطني البلدان الثلاثة».

ويناقش الاجتماع القضائي الثلاثي الذي تنتهي أعماله الخميس، «قضايا التعاون القانوني والقضائي ومكافحة الإرهاب» في ظل التصعيد الذي تشهده البلدان الثلاثة.

وطالب وزير العدل السوري بتطبيق القانون الدولي، وأن «يكون هناك رادع قانوني للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، وأن يعود القانون الدولي إلى وضعه الطبيعي في التطبيق والتشريع وليس وفق المزاجيات والأهواء التي يبتغيها البعض في الغرب».

ومن المرتقب توصل أعمال اللجنة القضائية بين الدول الثلاث إلى اتفاق لافتتاح مكاتب توثيق خاصة بمتابعة الجرائم الإرهابية المرتكبة في كل منها.


طهران تلوّح بتغيير مسارها «النووي» إذا تعرضت منشآتها لهجوم إسرائيلي

العميد أحمد حق طلب قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلّفة بحماية المنشآت النووية (تسنيم)
العميد أحمد حق طلب قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلّفة بحماية المنشآت النووية (تسنيم)
TT

طهران تلوّح بتغيير مسارها «النووي» إذا تعرضت منشآتها لهجوم إسرائيلي

العميد أحمد حق طلب قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلّفة بحماية المنشآت النووية (تسنيم)
العميد أحمد حق طلب قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلّفة بحماية المنشآت النووية (تسنيم)

لوَّحت طهران على لسان مسؤول حماية المنشآت «النووية» الإيرانية بإعادة النظر في سياستها النووية، إذا تعرضت تلك المنشآت لهجمات إسرائيلية.

ونقلت مواقع إيرانية عن العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلَّفة حماية المنشآت النووية، أن بلاده على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم إسرائيلي.

وقال: «المراكز النووية للعدو الصهيوني تحت إشرافنا الاستخباراتي ولدينا المعلومات اللازمة لكل الأهداف، أيدينا على زناد الصواريخ القوية لتدمير الأهداف رداً على إجرائهم المحتمل».

يأتي هذا التحذير بعد يومين من تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أعرب فيها عن قلقه من احتمال استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية.

وقال غروسي إن إيران أغلقت المنشآت النووية لاعتبارات أمنية، معرباً عن قلقه من احتمال استهداف إسرائيل المراكز النووية الإيرانية.

وكان من المقرر أن تستأنف الوكالة الدولية، اعتباراً من الثلاثاء، عملية التفتيش في المنشآت الإيرانية، حسبما أبلغ غروسي الصحافيين، على هامش جلسة لمجلس الأمن في نيويورك، الاثنين.

وأجاب غروسي على سؤال بشأن شنّ إسرائيل ضربة انتقامية تطول المنشآت النووية الإيرانية، فقال: «نحن قلقون من هذا الاحتمال».

وأضاف: «ما يمكنني أن أقوله لكم هو أن الحكومة الإيرانية أبلغت مفتشينا في إيران أمس (الأحد)، بأن كل المنشآت النووية التي نقوم بتفتيشها يومياً، ستبقى مغلقة لاعتبارات أمنية».


مسؤول أميركي: من غير المرجح أن تنفذ إسرائيل غارة إلا بعد عيد الفصح

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم الجوية 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم الجوية 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

مسؤول أميركي: من غير المرجح أن تنفذ إسرائيل غارة إلا بعد عيد الفصح

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم الجوية 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم الجوية 15 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

رجح مسؤولون أميركيون تأجيل الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الصاروخي الإيراني إلى ما بعد عيد الفصح، حسبما أفادت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية.

ويبدأ عيد الفصح الاثنين المقبل وينتهي مع حلول شهر مايو (أيار) المقبل.

وقال مسؤول أميركي إن «الحرس الثوري» الإيراني والقيادات الأخرى لا تزال في حالة تأهب قصوى، مع وجود البعض في منازل آمنة ومنشآت تحت الأرض.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى أميركية ليل الأربعاء بأنّ تل أبيب فكّرت في أن توجّه سريعاً ضربات انتقامية ضدّ طهران ردّاً على القصف الإيراني غير المسبوق لأراضيها في نهاية الأسبوع الماضي، لكنّها عدلت عن هذا الأمر في نهاية المطاف.

وقالت قناة «كان» التلفزيونية العمومية الإسرائيلية إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرّر، إثر محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عدم تنفيذ الخطط التي اعتُمدت مسبقاً لتوجيه ضربات انتقامية إلى طهران في حال نفّذت وعيدها بمهاجمة إسرائيل.

ونقلت القناة عن مسؤول كبير طلب منها عدم نشر اسمه قوله إنّ «الحساسيات الدبلوماسية لعبت دوراً (...) سيكون هناك حتماً ردّ لكنّه سيكون مختلفاً عمّا كان مخطّطاً له في البداية».

بدوره، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي عن مصادر إسرائيلية لم يسمّها قولها إنّه خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الحرب الإسرائيلي الاثنين، والذي كان ثاني اجتماع له منذ القصف الإيراني، بحث الوزراء ملياً في إمكانية إصدار الأمر بتنفيذ الضربات الانتقامية، لكنهم في نهاية المطاف لم يفعلوا ذلك.

كما نقل «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله: «لا نعرف لماذا وإلى أيّ مدى كان الهجوم وشيكاً (ضدّ إيران)».

ووفقاً للموقع نفسه، فقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية، الاثنين، أنّها قرّرت التريّث في توجيه ضربة لإيران.

من جانبها، قالت شبكة «إيه بي سي» الإخبارية الأميركية إنّ الحكومة الإسرائيلية فكّرت في مناسبتين في توجيه ضربات ضدّ إيران، لكن دون أن تُصدر أمراً بذلك.

لكنّ نتنياهو أكّد، الأربعاء، أنّ إسرائيل «تحتفظ بالحق في حماية نفسها» في مواجهة الضغوط الدولية على حكومته لتجنّب توجيه ضربة إلى إيران مما يهدّد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد في خضمّ الحرب مع حركة «حماس» في قطاع غزة.

بدورها، جدّدت طهران، الأربعاء، التأكيد على أنّ أيّ ردّ إسرائيلي سيُواجَه بردّ «قاسٍ وعنيف».

وليل السبت - الأحد شنّت طهران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 مقذوف بين صاروخ باليستي ومجنّح وطائرة مسيّرة، بحمولة إجمالية بلغت 85 طنّاً.

وأكّدت إسرائيل أنّها نجحت، بمساعدة من حلفائها، في اعتراض 99 في المائة من هذه الصواريخ والمسيّرات باستثناء بضع صواريخ باليستية ولم تخلّف سوى أضرار محدودة.

وكانت إيران أعلنت أنّها نفّذت الهجوم في إطار «الدفاع المشروع»، بعد تدمير مقرّ قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، في ضربة نسبتها طهران إلى إسرائيل وأدت إلى مقتل قيادات كبار يشرفون على عمليات «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان.


وزيرة الخارجية الألمانية: يجب «عزل إيران»

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث للصحافة على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث للصحافة على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

وزيرة الخارجية الألمانية: يجب «عزل إيران»

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث للصحافة على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث للصحافة على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم (الخميس)، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد طهران عقب الهجوم الإيراني بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل، ولكنها حذرت أيضاً من اتساع نطاق الصراع، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.

وقالت بيربوك، اليوم، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في جزيرة كابري الإيطالية: «يجب عزل إيران. وفي الوقت نفسه، يجب ألا يكون هناك المزيد من التصعيد».

وأضافت بيربوك: «بالطبع يجب أن يكون هناك رد على هذه الواقعة غير المسبوقة»، ولكن المزيد من التصعيد سوف يكون «مميتاً للشعوب في إسرائيل وفي الضفة الغربية وفي لبنان وفي المنطقة بأكملها».

وقالت وزيرة الخارجية إن إسرائيل أظهرت أنه بإمكانها الدفاع عن نفسها بالتنسيق مع حلفائها، وحققت «انتصاراً دفاعياً».

وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني لإسرائيل دعمه لها نيابة عن مجموعة السبع. وقال: «نحن أصدقاء إسرائيل. وندعم إسرائيل».


إيران تؤكد لواشنطن أنّها لا تريد «توسيع التوترات» مع إسرائيل

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (رويترز)
TT

إيران تؤكد لواشنطن أنّها لا تريد «توسيع التوترات» مع إسرائيل

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (رويترز)

قال وزير الخارجية الإيراني إنّ بلاده بعثت «رسائل» عدّة إلى الولايات المتحدة للتأكيد على أنّ إيران «لا تسعى إلى توسيع التوترات» في الشرق الأوسط مع إسرائيل، حسبما أفادت وزارته الخميس.

وقال حسين أمير عبداللهيان لدى وصوله ليل الأربعاء الخميس إلى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن الدولي: «ما يمكن أن يزيد التوترات في المنطقة هو سلوك النظام الصهيوني».

وكانت إسرائيل أعلنت الأربعاء أنّها تحتفظ «بالحق في حماية نفسها» في مواجهة إيران، في أعقاب الهجوم الذي نفذته إيران ليل السبت الأحد على أراضيها بطائرات مسيّرة وصواريخ، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وشدّد عبداللهيان على أنّه «تمّ بعث رسائل قبل العملية وبعدها» إلى الولايات المتحدة، خصوصاً عبر السفارة السويسرية في طهران التي تمثّل المصالح الأميركية في إيران في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحاً أن الهدف هو «التوصّل إلى فهم صحيح لتصرّفات إيران».

وقال: «أبلغنا الأميركيين بوضوح أنّ قرار... الرد على النظام الإسرائيلي»، في أعقاب الضربة المنسوبة إلى إسرائيل ضدّ القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، كان «نهائياً».

وأضاف: «حاولنا أن نوضح للولايات المتحدة في هذه الرسائل أنّنا لا نسعى إلى توسيع التوترات في المنطقة».

ومن المتوقع أنّ يلتقي أمير عبداللهيان في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزراء خارجية آخرين على هامش اجتماع مجلس الأمن لمناقشة طلب السلطة الفلسطينية نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.


إسرائيل فكّرت في توجيه ضربات انتقامية سريعاً ضدّ إيران

الصواريخ التي تم اعتراضها والتي أُطلقت من طهران باتجاه تل أبيب كما تظهر في شمال إسرائيل (أ.ف.ب)
الصواريخ التي تم اعتراضها والتي أُطلقت من طهران باتجاه تل أبيب كما تظهر في شمال إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل فكّرت في توجيه ضربات انتقامية سريعاً ضدّ إيران

الصواريخ التي تم اعتراضها والتي أُطلقت من طهران باتجاه تل أبيب كما تظهر في شمال إسرائيل (أ.ف.ب)
الصواريخ التي تم اعتراضها والتي أُطلقت من طهران باتجاه تل أبيب كما تظهر في شمال إسرائيل (أ.ف.ب)

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى أميركية، ليل الأربعاء، بأنّ الدولة العبرية فكّرت في أن توجّه سريعاً ضربات انتقامية ضدّ طهران؛ ردّاً على القصف الإيراني غير المسبوق لأراضيها في نهاية الأسبوع الماضي، لكنّها عدلت عن هذا الأمر في نهاية المطاف.

وقالت قناة «كان» التلفزيونية العمومية الإسرائيلية، إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرّر، إثر محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عدم تنفيذ الخطط التي اعتُمدت مسبقاً لتوجيه ضربات انتقامية إلى طهران في حال نفّذت وعيدها بمهاجمة الدولة العبرية، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ونقلت القناة عن مسؤول كبير، طلب منها عدم نشر اسمه قوله، إنّ «الحساسيات الدبلوماسية لعبت دوراً (...) سيكون هناك حتماً ردّ لكنّه سيكون مختلفاً عمّا كان مخطّطاً له في البداية».

بدوره، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي عن مصادر إسرائيلية لم يسمّها قولها، إنّه خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الحرب الإسرائيلي (الاثنين)، الذي كان ثاني اجتماع له منذ القصف الإيراني، بحث الوزراء مليّاً إمكانية إصدار الأمر بتنفيذ الضربات الانتقامية، لكنهم في نهاية المطاف لم يفعلوا ذلك.

كما نقل «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله: «لا نعرف لماذا، وإلى أيّ مدى كان الهجوم وشيكاً (ضدّ إيران)».

ووفقاً للموقع نفسه، فقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية (الاثنين) أنّها قرّرت التريّث في توجيه ضربة لإيران.

من جانبها، قالت شبكة «إيه بي سي» الإخبارية الأميركية إنّ «الحكومة الإسرائيلية فكّرت في مناسبتين في توجيه ضربات ضدّ إيران، لكن دون أن تُصدر أمراً بذلك».

لكنّ نتنياهو أكّد (الأربعاء) أنّ إسرائيل «تحتفظ بالحق في حماية نفسها» في مواجهة الضغوط الدولية على حكومته لتجنّب توجيه ضربة إلى إيران مما يهدّد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد في خضمّ الحرب مع حركة «حماس» في قطاع غزة.

بدورها، جدّدت طهران (الأربعاء) التأكيد على أنّ أيّ ردّ إسرائيلي سيُواجَه بردّ «قاسٍ وعنيف».

وليل السبت - الأحد، شنّت طهران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 مقذوف بين صاروخ باليستي ومجنّح وطائرة مسيّرة، بحمولة إجمالية بلغت 85 طنّاً.

وأكّدت إسرائيل أنّها نجحت، بمساعدة من حلفائها، في اعتراض الغالبية العظمى من هذه الصواريخ والمسيّرات باستثناء بضعة صواريخ باليستية، التي لم تخلّف سوى أضرار محدودة.

وكانت إيران أعلنت أنّها نفّذت الهجوم في إطار «الدفاع المشروع»، بعد تدمير مقرّ قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، في ضربة نسبتها طهران إلى إسرائيل.