زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

الباب السري داخل الهرم

هل يمكن أن يكون عام 2020 هو العام الذي يتم الكشف عن سر الأبواب الثلاثة التي عثر عليها داخل هرم الملك خوفو؟
أعتقد أننا لن ننسى تلك الليلة التي سهر العالم كله فيها أمام شاشات التلفزيون يتابع الإنسان الآلي وهو يدخل داخل الهرم وبعد ذلك أرسلنا كاميرا بعد أن فتحنا ثقباً صغيراً في الباب الأول الذي عثرنا عليه داخل سرداب صغير يخرج من الحجرة الثانية وهذا الكشف قد تم من قبل، وهو الباب ذو مقابض النحاس وتقع هذه الأبواب على عمق نحو 200 قدم داخل النفق الصغير الذي لا يزيد مدخله عن 20 × 20 سم.
وعندما أرسلنا الإنسان الآلي داخل الفتحة الشمالية بالحجرة المعروفة باسم حجرة الملكة وجدنا أنه لا يسير في اتجاه مستقيم بل يميل الممر إلى اليسار تارة وإلى اليمين تارة أخرى، وذلك بعد مسافة 8 أمتار من بدايتها. وكانت المفاجأة أن المعماري المصري العظيم كان يحاول أن يتفادى ما هو معروف باسم البهو العظيم داخل الهرم وكذلك كانت المفاجأة الأخرى هو وقوف الإنسان الآلي أمام باب من الحجر الجيري به مقبضان من النحاس أيضاً. وأمضينا سنوات في تجارب مع ثلاث فرق علمية، واحدة من هونغ كونغ وأخرى من سنغافورة والثالثة من جامعة مانشستر.
وقام كل فريق باختراع إنسان آلي وقمنا بعمل نفق تجريبي بالصحراء مشابه لذلك النفق الموجود داخل جسم الهرم وقد وجدنا أن فريق جامعة مانشستر هو الذي يمكن أن يقوم بهذه التجربة بنجاح، ولذلك هل يمكن أن يكون عام 2020 هو عام الكشف عن سر هرم الملك خوفو لكي نعرف ما هو موجود خلف هذه الأبواب لأن الفتحة الجنوبية عثر بها على باب بمقبضين من النحاس وخلفه باب آخر من دون مقابض، بالإضافة إلى الباب الثالث الذي عثر عليه في الفتحة الشمالية. ولن أنسى عندما دخل الإنسان الآلي داخل الفتحات الموجودة من حجرة الدفن الثالثة وكان أمامي شاشة التلفزيون وكان الإنسان الآلي يسير داخل هرم الملك خوفو وفي يده كاميرا وشاهدت أحجار الهرم وهي تتداخل مع بعضها بطريقة العاشق والمعشوق وهذا جعلني أتذكر ما قاله الرحالة العرب عندما جاءوا وشاهدوا هرم خوفو وقالوا «إن الإنسان يخاف الزمن وإن الزمن يخاف الأهرامات»، ولن أنسى عندما أذيع هذا البرنامج على الهواء مباشرة وشاهده الملايين في كل مكان وعمل دعاية جبارة وضخمة لمصر وبعد انتهاء البرنامج في الخامسة صباحاً، وقد بهر الشعب المصري كله مع برنامج لمدة ساعتين فقد قمنا بعمل مؤتمر صحافي عالمي بفندق المينا هاوس وأثناء المؤتمر قام صحافي مصري للأسف يقول: «لماذا قمت بإذاعة هذا البرنامج يوم عيد اليهود؟» ولم أعرف أن هناك عيداً لليهود لذلك، فقد قامت الفنانة العظيمة الراحلة نادية لطفي وقالت لهذا الشخص: «لماذا تريد أن تزيل البهجة من المصريين بهذا الادعاء الكاذب الغريب»، مصر لن تنجب فنانة بهذه العظمة، فكانت تعشق مصر، لذلك عشقها كل المصريين.