توفيق صايغ منفياً قبل الموت منسياً بعده

شاعر الخسارات المتتالية والعراك الضاري مع اللغة

توفيق صايغ
توفيق صايغ
TT

توفيق صايغ منفياً قبل الموت منسياً بعده

توفيق صايغ
توفيق صايغ

ليس الشعر في جوهره سوى تعبير مكثف ورمزي عن سوء التفاهم العميق الذي يحكم علاقة الشعراء بأنفسهم وبمحيطهم الخارجي، وبالحياة بوجه عام. لذلك فإن المصائر التراجيدية للشعراء والمبدعين ما هي إلا المحصلة الطبيعية لتبرمهم بالواقع، وخروجهم على السائد، سواء تعلق الأمر بالسياسة والاجتماع ونظام القيم، أو باللغة نفسها.
هكذا يبدو كل شاعر حقيقي بمثابة مزيج متفاوت النِّسب من بروميثيوس وسيزيف، حيث حُكم على الأول بجعل كبده طعماً للنسور، لأنه سرق النار من الآلهة وأعطاها للبشر. فيما كان على الثاني، بسبب خداعه للآلهة، أن يرفع إلى أعلى الجبل الصخرة التي لا تكف عن الإفلات من بين يديه كلما شارف على بلوغ القمة. وإذا كان في تجربة كل شاعر ما يتصل بهذا البعد التراجيدي، فإن توفيق صايغ يجسد، عبر حياته وسيرته وشعره، الأنموذج الأكثر تعبيراً عن غربة الشاعر وانفصاله عن محيطه وصراعه العبثي مع أكثر من تنّين. فمنذ صباه المبكر بدا صايغ وكأنه شريد المنافي المتعددة التي حملته من الجنوب السوري، حيث ولد، إلى وطنه الأصلي فلسطين، ومن ثم إلى لبنان، فبريطانيا وأميركا، حيث عاش سنواته الأخيرة، رغم أن ولاءه الأعمق كان لفلسطين التي غادرها قسراً بفعل النكبة. في حين أن المرأة التي أرادها ملاذاً وحبل نجاة يعصمه من وطأة التيه وخيانات البشر، ما لبثت أن قادته بدورها إلى المزيد من المرارة والخذلان. أما ثالثة الأثافي فقد تمثلت في إصداره لمجلة «حوار» التي تبين فيما بعد، ودون علم من الشاعر على الأرجح، أنها ممولة من وكالة المخابرات الأميركية، الأمر الذي ألب عليه الأصدقاء والأعداء، ليعود إلى بيركلي في الغرب الأميركي، ويموت في مصعد المبنى الذي يسكنه إثر نوبة قلبية مباغتة.
لم يكن توفيق صايغ غزير الإنتاج على الصعيد الشعري البحت، إذ إن تجربته الشعرية اقتصرت على ثلاثة أعمال، هي «ثلاثون قصيدة» و«القصيدة ك» و«معلقة توفيق صايغ»، فضلاً عن بعض القصائد التي جُمعت لاحقاً تحت عنوان «صلاة جماعة ثم فرد»، أو تلك التي عثر عليها محمود شريح وأصدرها تحت عنوان «التوفيقيات المجهولة»، وهي عبارة عن نصوصٍ ستة غير مكتملة، ولا تحمل أي قيمة فنية حقيقية. ولعل أول ما يستوقفنا في باكورة توفيق الشعرية «ثلاثون قصيدة» هو التقديم المفعم بالتقريظ الذي خص به سعيد عقل صديقه الشاعر، رغم الموقف العدائي الذي لم يكفّ صاحب «قدموس» عن الإفصاح عنه تجاه الحداثة الشعرية العربية، وقصيدة النثر على نحو خاص. والأرجح أن عقل كان في قرارته يمتدح المجموعة بوصفها نثراً فنياً محكم الصياغة، رغم أن العنوان الذي وُضع لها يشي بغير ذلك. وبمعزل عن طابع المجاملة الذي كان يحكم الكثير من مقدمات سعيد عقل لأعمال أدبية مختلفة، فأغلب الظن أنه وجد في باكورة صديقه ما يتواءم مع لغته الباذخة والمقطّرة من جهة، ومع خلفيته اللاهوتية، من جهة أخرى. هكذا لا يتوانى صاحب المقدمة عن القول «إن كتابه لا ليُقرأ. إنه ليغدو خلجات فيك، ودماً دافقاً وناراً. إنه مزيج من شبق ولاهوت، من كشفٍ علمي وخطيئة وبراءة ملائكية أولى». أما الأمر الآخر الذي يصعب القفز عنه، فيتعلق بإغفال النقد العربي لريادة صايغ في كتابة قصيدة النثر، رغم أن 6 سنوات كاملة تفصل باكورته الشعرية عن مجموعتي أنسي الحاج «لن»، ومحمد الماغوط «حزن في ضوء القمر». وبصرف النظر عن الطابع الإشكالي لتجربة صايغ وأسلوبه اللذين لقيا حماساً لدى البعض وفتوراً لدى البعض الآخر، فإن إخراج الشاعر من ريادة قصيدة النثر العربية ليس سوى ضرب من ضروب العسف، والتنكر غير المبرر للحقيقة.
إن المتتبع لسيرة توفيق صايغ ونتاجه الإبداعي لا بد أن يقف على المفارقات المأزقية التي تحكم حياته برمتها، وهو الذي يتصارع في داخله الملاك والشيطان، السماوي والأرضي، والفضيلة مع الإثم. وإذا كان الجانب الروحي من شخصية صايغ وتجربته، عائداً إلى تربيته الطهرانية، وهو ابن قس مسيحي بروتستانتي، فإن الجانب الحسي الشهواني يتصل بنزعته المضادة للتمرد على السائد، بقدر ما هو ردة فعل على خيبات أمله وتحطّم أحلامه. وهذا الانشقاق المرير بين الخيارين نرى تمثلاته في «ثلاثون قصيدة»، حيث لا يكف الشاعر عن إظهار تمزقه الدامي بين الديني والدنيوي. ففي الجانب الأول يتحول الشعر إلى نوع من الابتهال والأدعية والمناجاة التي تذكّر بالمزامير: «أعرف أنني ملوم\ وأراكَ خلعتَ عليَّ رداءك قاضي\ وقلبْتني الخصمَ الذي ظننتُه فيك\ أنت وصمتني\ وتعيينك منفاي لي\ لرضاك علي\ وفي حَجْبك الكفّارة عني\ وقولك: اسْع إلى كفارتك\ حيّرتني إلهي\ حيرتي تشفع لي». وفي الجانب الثاني، يذهب الشاعر إلى الخانة المضادة، ويجد في المتع الحسية خلاصه الأنجع: «أيتها المهرة البيضاء\ أيتها المهرة القوية الغنوج\ صهيلكِ أنغامٌ وتراتيل\ سمعتها تهلّل لي في السرير\ ألف منخاسٍ في ظهرك يئنّ.. \ معاً نرود الأفق القصي \ ودارة اللذة النديّة\ وقّعي حركاتكِ على نغمٍ متوحش\ أضجّ به وتضجين».
وليس صدفة أن تحتل المرأة والحب الحيز الأكبر من شعر توفيق صايغ. ذلك أنه، بفعل ضياع وطنه الأم وتنقله بين المنافي وتعرّضه الدائم للخيانات والمكائد، كان يبحث من خلالها عن الكنف والملاذ والحضن الدافئ الذي يعصمه من اليأس والانكسار. ومع أن علاقته بالمرأة لم توفر له الاستقرار الذي ينشده، ولم تكن وردية في جميع الحالات، فهو لم يكف عن مطاردة صور الأنوثة وظلالها عبر غير حالة ونموذج، وهو ما نتبينه بوضوح في كتاب الناقد محمود شريح المميز «توفيق صايغ... سيرة شاعر ومنفى». أما نصوصه الشعرية فتعكس بدورها الطابع الإشكالي لعلاقته بالمرأة التي تبدو رومانسية حيناً وجسدية حيناً آخر. وقد يتحول الشعر أحياناً إلى نثر عادي، حين يخاطب صايغ حبيبته الخائنة بالقول: «خدعْتِني فلم أبالِ\ لأنك انتقيتِ، يوم بحثت عن حبيبٍ، صديقي». لكن العلاقة العاطفية المحورية في حياة صايغ هي من دون شك علاقته بالفتاة البريطانية كاي، التي اختزل الشاعر اسمها بالحرف «ك»، وتمحورت حولها مجموعته الشهيرة «القصيدة ك»، حيث لا الحب العاصف ولا اللقاء الجسدي أمكنهما أن يردما ذلك الشرخ الحضاري الهائل الذي يفصل بين الرجل العاشق والمرأة المعشوقة. وقد أسهمت «ك» إلى حد غير مسبوق في استنزاف حيوية الشاعر وإيصاله إلى ذرى الألم وذرى الكتابة، وفق صديقه رياض نجيب الريس. ولذا لا يملك صايغ سوى أن يسأل بحرقة «ماذا أفعل بك عندما أصطادك؟ أأجرّك وأعود بك إلى بيتي الذي انطلقتُ منه في إثرك؟\ ويقينٌ بداخلي أن لا بيت لي\ ولا قفصَ لكِ أو سياج». كما تتكرر في «معلقة توفيق صايغ» فكرة البحث عبر المرأة عن وطنٍ أصلي أو أرض ميعادٍ بديلة، حيث يهتف الشاعر قائلاً: «الناس من حولنا يتصايحون يولولون\ وأنا لا أحس إلا بك\ بأن بلداً لم يحترق\ وبلداً لم يوصد بوجه أبنائه أبوابه\ ما دام ذراعاكِ يلفّانني\ غافلٌ لا أحسّ بغير النار\ فمي على صدرك يستدرّ الحب والرحمة\ وعيناي ورائي تتملّيان الرعب». ولا بد من الإشارة هنا إلى إلحاح صايغ على ابتكار أسلوبه الخاص وسط أقرانه ومجايليه، هو الذي دفعه على الأرجح إلى البحث عن رموزه الخاصة به، حيث وجد ضالته في أسطورة الكركدن، أو وحيد القرن، الذي يقوده سعيه الدائم خلف فتاة عذراء إلى حتفه المأساوي، والوقوع في قبضة الصيادين.
أما على المستوى الأسلوبي والفني، فتبدو تجربة توفيق صايغ غريبة بدورها، وشبه منبتة عن السياقات الحداثية المماثلة لدى الرواد المؤسسين. فهو إذ يجانب العبارات الطويلة السيالة والتدفق الغنائي التلقائي، يحرص بالمقابل على صياغة جمل محكمة ومتينة السبك، دون أن يجهد نفسه في إخفاء شبهة التأليف والكدح الأسلوبي. وهو ما دفعه، على طريقة سعيد عقل، إلى استمراء الاشتقاقات اللغوية واللعب بالضمائر، من مثل «وهبتكها» و«عرّفتكها» و«بحْلقتها» و«آكلناك»، أو رفد معجمه الشعري الخاص بالكثير من المفردات المحكية المتداولة، من مثل «تتقربط» و«تشحشطتُ» و«حسْمستُ» وغيرها. كما أن غياب الوزن التقليدي عن أعمال الشاعر، لا يمنع القارئ المتفحص من أن يلاحظ الحضور القوي للإيقاع في هذه النصوص، سواء عبر التناظر الإيقاعي شبه المتساوي بين الجمل، أو عبر المغالبة مع الأوزان التي لا ينجح صايغ على الدوام في تجنبها، كما في قوله «ثم ماذا يقْلب الملهاة مأساة»، وهو على بحر الرمل، أو قوله «أسرعي أسرعي، يا خيول الظلامْ»، وهو على «المتدارك»، بما يُكسب التساؤل عما إذا كان تجاوز الشاعر لبحور الخليل قد تم عن إرادة واعية لا عن جهل بها، مشروعيته التامة. أما التركيب الخاص للجمل في شعر صايغ، كتقديم المفعول به على الفاعل، أو الخبر على المبتدأ، فلعله عائد إلى نشأته الدينية، وتأثره بلغة الكتاب المقدس ولغة الأناجيل، سواء من حيث رموز الألم والجلجلة والفداء والقيامة، أو من حيث صيغ الابتهال والتضرع والنداء والتعجب والاستفهام، أو عبر العصب التعبيري المشدود على توتر، الذي يختلف تمام الاختلاف عن العناصر البلاغية والجمالية للأسلوب القرآني. أما العنصر الآخر الذي لعب دوراً بارزاً في تحديد ملامح تجربة الشاعر فهو اطلاعه الواسع على الأدب الغربي، والأنجلوسكسوني على نحوٍ خاص. وهو ما انعكس بشكل جلي في نصوصه وأعماله النقدية التي تنم عن ثقافة واسعة وذكاء متوقد، كما انعكس في ترجماته الحاذقة للأدبين الأميركي والإنجليزي، وفي تأثره الواضح بتجارب ت. س. إليوت ونيتشه وييتس ووالاس ستيفنز وغيرهم.
قد لا يعوزنا أخيراً الانتباه إلى أن توفيق صايغ يجسد في شعره وحياته كل مواصفات البطولة التراجيدية وعناصرها. فهو المنفي عن الوطن، وفيه، وهو المختلف لغةً وتجربةً وأسلوباً. وهو طريد الجغرافيا وشريد المرأة وشهيدها. وهو يتشاطر مع يوسف الخال نزوعه اللاهوتي وتجربته الصحافية الرائدة والمضنية. ويتقاسم مع أنسي الحاج مروقه اللغوي ولقب «القديس الملعون». وهو يبدو الترجمة الحية لبطل توفيق الحكيم في «عصفور من الشرق»، وسهيل إدريس في «الحي اللاتيني»، والطيب صالح في «موسم الهجرة إلى الشمال». وهو يتقاسم مع صلاح عبد الصبور الخنجر إياه الذي فطر قلبيهما معاً على مذبح الاتهام بالخيانة. ليس بالمستغرب تبعاً لذلك أن تبلغ تجربة الشاعر ذروتها الأخيرة في قصيدته الأجمل «من الأعماق صرخت إليك يا موت»، حيث، أبعد من ربقة البلاغة، يهتف صايغ بالمرأة - اللغة قائلاً: «اركضي اركضي\ اصعدي الجبال واعبري المجاري\ سأبقى الريح والطيرَ والضوءَ ووعودَ المحبين\ لا تعرجي بي على المراعي الخصبة بالهشيم\ ومستنقع الشيخوخة الكدِر\ فوحدكِ أُحبّ\ ووحدكِ تعرفين منجاي وبيتي وعَدْني\ اقرَبي يا مسعفي ومرشدي ومخلّصي وأمي\ اركضي بي أيتها الشهر زاد الحديثة\ تفتضّ كل ليلة شهرياراً وتمتصّه حتى الفناء».



«هرمونات السعادة»... بين الواقع العلميّ والتسويق المبالغ فيه

«هرمونات السعادة» مفهوم يلقى رواجاً كبيراً في مجال الصحة النفسية (رويترز)
«هرمونات السعادة» مفهوم يلقى رواجاً كبيراً في مجال الصحة النفسية (رويترز)
TT

«هرمونات السعادة»... بين الواقع العلميّ والتسويق المبالغ فيه

«هرمونات السعادة» مفهوم يلقى رواجاً كبيراً في مجال الصحة النفسية (رويترز)
«هرمونات السعادة» مفهوم يلقى رواجاً كبيراً في مجال الصحة النفسية (رويترز)

بلغت «هرمونات السعادة» مؤخّراً مرحلةً متقدّمة من الرواج، إلى درجة أنها استحقّت أغنية بصوت الفنان تامر حسني. الكلّ يبحث عن السعادة ويريدها، حتى وإن اقتضى الأمر تناول جرعاتٍ منها.

تتضمّن رحلة البحث عن الدوبامين (dopamine)، والسيروتونين (serotonin)، والأوكسيتوسين (oxytocin)، والإندورفين (endorphins) محطاتٍ عدّة تتراوح بين أنشطةٍ بسيطة كالخروج إلى الطبيعة، وسلوكيّاتٍ أخرى أكثر دقّةً كاللجوء إلى متمّماتٍ غذائيّة باتت لديها سوقٌ عالميّة مزدهرة.

ينعكس الخروج إلى الطبيعة إيجاباً على المزاج (أ.ف.ب)

عندما يتحدّث الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية إيليو ساسين عن موضة «هرمونات السعادة»، يحرص قبل الغوص في التفاصيل على تصويب تلك التسمية. علمياً، هي ليست هرمونات بل «ناقلات عصبيّة أي إفرازات دماغيّة مسؤولة عن انتقال المعلومات بين الخلايا الدماغيّة»، وفق ما يوضح ساسين لـ«الشرق الأوسط». إلّا أنّ التسويق لها اقتضى منحَها لقباً جذّاباً وواعداً. هذا في الشكل، أما في المضمون فيرى الطبيب أنّ ثمّة «تضخيماً لدَورها وأثرِها على الصحة النفسية»، محذّراً ممّا بات يُعرف بالمتمّمات الغذائية التي تجلب السعادة.

رباعيّة «هرمونات السعادة»

خلف أسمائها المعقّدة، تختبئ وظائف إيجابيّة لـ«هرمونات السعادة»؛ فهي كلّما أفرز الدماغ كمياتٍ أكبر منها، تضاعف الشعور بالارتياح لدى المرء. من هنا اللقب الذي يُطلق على الدوبامين، وهو «هرمون الراحة»؛ فهذا الناقل العصبيّ يتعرّف على بعض الأنشطة أكثر من سواها، أي أنه يتفاعل مثلاً عندما يتناول المرء وجبةً يحبّها، أو عندما يعتني بنفسه، أو يحقق إنجازاً كان يطمح إليه. في هكذا حالات، يرتفع منسوب الدوبامين في الدماغ ما يؤدّي إلى إحساس بالسعادة.

الاعتناء بالنفس والقيام بأنشطة تحبّها يسهمان في رفع منسوب الدوبامين (أ.ف.ب)

بالانتقال إلى السيروتونين، الملقّب بـ«المعزِّز الطبيعي للمزاج»، فهو إضافةً إلى تحسينه المزاج وتنظيمه النوم، يؤثّر إيجاباً على نشاط الذاكرة وعلى القدرة الاستيعابيّة، كما أنه يساعد في الاسترخاء.

يلفت ساسين إلى أنّ «مَن يعانون من الاكتئاب والقلق الدائمَين، يكون لديهم نقص في منسوب السيروتونين في منطقة معيّنة من الدماغ». ويوضح أنه في هكذا حالاتٍ متقدّمة، لا تكفي الحلول البسيطة كالتعرّض للضوء الطبيعي أو القيام بنشاط رياضي أو التأمّل، بل يجب استشارة طبيب نفسيّ؛ ففي «الحالات المرضيّة المتطوّرة لا بدّ من اللجوء إلى علاجٍ طبّي وإلى أدوية تُعيد رفع منسوب الناقلات العصبيّة، وهي معروفة بمضادات الاكتئاب».

إيليو ساسين طبيب متخصص في الأمراض النفسية

ثالث «هرمونات السعادة» هو الأوكسيتوسين الملقّب بـ«هرمون الحبّ». إلى جانب الدور الأساسي الذي يلعبه في التخفيف من آلام الولادة لدى المرأة، فهو يساعد في تحسين العلاقات الاجتماعية ويدفع إلى البحث عن روابط إنسانية عميقة. هو بمثابة حجر أساس في العلاقات العاطفية ويعزّز الثقة والتعاطف بين الشريكَين.

يبقى الإندورفين المعروف بـ«مُضادّ الألم الطبيعي»، بما أنّ الدماغ يفرزه كلّما تعرّض للتوتّر أو الانزعاج، إضافةً إلى تمويهه للآلام الجسديّة، فإنّ هذا الناقل العصبي معروف بقدرته على التخفيف من القلق وتحسين المزاج.

للأوكسيتوسين أو «هرمون الحب» فعلٌ كبير على السعادة (رويترز)

ليست حلاً نهائياً

رغم الدور المهمّ الذي تلعبه كلٌ من هذه الناقلات العصبيّة الأربعة، يصرّ إيليو ساسين على التوضيح أنّ «الدماغ معقّد جداً ولا يقتصر الشعور بالسعادة والرضا على حركة صعود وهبوط 4 هرمونات، فالقصة ليست بالبَساطة التي يجري التصوير لها» في الإعلام، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو على ألسنةِ بعض المعالجين.

صحيح أنّ انخفاض منسوب الدوبامين، والسيروتونين، والأوكسيتوسين، والإندورفين وتراجُع نشاطها يتحكّمان بالحالة النفسيّة، إلّا أنّ مفتاح الحلّ لا يكمن حصراً في تعزيزها بالأشكال الطبيعية المتَداولة، لا سيّما عندما يتعلّق الأمر بحالاتٍ نفسية مزمنة.

أما في الحالات العاديّة أي لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل نفسية أو أنّهم يمرّون بفترة إحباط عابرة، فيلفت ساسين إلى أنّ «أنشطةً كالرياضة أو الاستماع إلى الموسيقى أو التأمّل أو الاستثمار في العلاقات العاطفيّة، تؤدّي إلى زيادة في إفرازات الناقلات العصبيّة، ما يساعد على الشعور بالراحة والسعادة». ويضيف ساسين أنّ الخروج إلى الطبيعة والنوم الجيّد يلعبان كذلك دوراً إيجابياً، لكن تلك الاهتمامات مجتمعةً هي ذات أثرٍ قصير الأمد، ولا تحمي الأشخاص المعرّضين لحالاتٍ نفسيّة مرَضيّة.

مصادر طبيعيّة للسعادة

لكلٍ من «هرمونات السعادة» الأربعة مشغّلاتها الطبيعيّة التي يمكن أن تساعد في تحفيز إفرازها. مفاتيح الدوبامين مثلاً هي الأكل الصحّي وتحديداً تناول كميات كافية من اللحم ومشتقّات الحليب والخضر والبيض، إلى جانب التأمّل (meditation)، والاستماع إلى الموسيقى، وتنظيم ساعات النوم.

الاستماع إلى الموسيقى يساعد الدماغ على إفراز مادة الدوبامين (أ.ف.ب)

أما منسوب السيروتونين، فقد تعزّزه التمارين الرياضيّة، والتأمّل، والاعتناء بالنفس، والحصول على كمٍّ كافٍ من النور الطبيعي والتعرّض لأشعّة الشمس، إضافةً إلى تناول مشتقّات الحليب.

وفيما يخصّ الأوكسيتوسين فإنّ أكثر ما يحفّزه هو تَبادُل العواطف والقرب الجسديّ من الأشخاص الذين نحبّ. «هرمون الحب» اسمٌ على مسمّى، وهو مرتبط بالآخر الذي يهمّنا أمرُه ويُفرحنا التواجد معه أو التحدّث إليه أو حتّى التفكير فيه. تكفي أنشطة بسيطة مثل الطبخ مع الأصدقاء أو الشريك، أو مشاهدة فيلم معهم لرفع منسوب السعادة. وما يلعب دوراً إيجابياً في هذا الإطار كذلك، خدمة الآخرين والقيام بأفعال خير وإن كانت صغيرة، إلى جانب الاعتناء بالحيوانات الأليفة.

للإندورفين مفاتيحها الخاصة ومن بينها تناول الشوكولاتة السوداء، والضحك مع الأصدقاء أو خلال مشاهدة الأفلام، والحركة الجسديّة كالرياضة والرقص، إضافةً إلى الاستماع للموسيقى.

الضحك مع الأصدقاء يرفع منسوب الأوكسيتوسين (رويترز)

أبعد من تلك الوسائل الطبيعية التي ترفع أسهُمَ السعادة، راجت مؤخراً موضة المتمّمات الغذائية التي يُقال إنها تلعب الدور نفسه. غير أنّ ساسين يشكّك فيها، مؤكّداً أنها «غير نافعة في 90 في المائة من الحالات». ويشير الطبيب النفسيّ إلى أنّ «سوق المتمّمات تشهد ازدهاراً ومن بينها التريبتوفان (tryptophan) على وجه التحديد، رغم أنها غير ناجعة».

ويحذّر ساسين من «بعض الأطبّاء والمعالجين الذين يصفون تلك المتممات لمَرضاهم، بعد إقناعهم بأنّ تحاليل الدم أظهرت انخفاضاً في منسوب هرمونات السعادة»، مع العلم بأنّ الدم لا يكشف شيئاً عن السعادة.


مائدة الإفطار الليبية تتأثر بالأزمة الاقتصادية 

بائعون في مدينة بنغازي شمال شرقي ليبيا (أ.ف.ب)
بائعون في مدينة بنغازي شمال شرقي ليبيا (أ.ف.ب)
TT

مائدة الإفطار الليبية تتأثر بالأزمة الاقتصادية 

بائعون في مدينة بنغازي شمال شرقي ليبيا (أ.ف.ب)
بائعون في مدينة بنغازي شمال شرقي ليبيا (أ.ف.ب)

يبدو أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على مائدة الإفطار الليبية، فقد تراجعت بعض الأسر عن شراء اللحوم خلال النصف الأول من شهر رمضان الكريم، وبعد انتصاف الشهر لا تزال كثير من الأسر تشكو غلاء أسعار اللحوم وعدم قدرتها على تحضير عدد من الأصناف التقليدية الدسمة المعتادة على المائدة الرمضانية.

من الأطباق التي طالما زينت مائدة الإفطار طوال السنوات الماضية، وتراجع حضورها هذا العام، البطاطا المبطنة، والشوربة والبوريك والأرز بالخلطة، والأرز المبوخ والعصبان، وغيرها من الأطباق التي تعتمد بشكل رئيسي في إعدادها على اللحوم.

بائعون في مدينة بنغازي شمال شرقي ليبيا (أ.ف.ب)

اشتكت أروى عبد العزيز الفرطاس (ربة منزل) من ارتفاع الأسعار وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم أعد أتابع أسعار لحم الخراف الذي يعرف في البلاد باسم (اللحم الوطني)؛ لعدم قدرتي على شرائه بعد وصول سعر الكيلو إلى 75 ديناراً ( الدولار يعادل نحو 4.48 دينار) حتى قبل بدء شهر رمضان، وصار اعتمادي على الدجاج بشكل رئيسي في إعداد وجبة الإفطار لأبنائي الأربعة».

وأوضحت أن «سعر الدجاج يتراوح بين 18 إلى 22 ديناراً للكيلو، وإلى جانبه أشتري أحياناً اللحم البقري المفروم الأقل سعراً من اللحم الوطني».

وترى الفرطاس -وهي أرملة انتقلت للإقامة بالعاصمة طرابلس بعد انهيار منزلها بدرنة التي اجتاحتها فيضانات مدمرة سبتمبر (أيلول) الماضي - أن «ضعف القدرة الشرائية لكثير من الأسر وقلة السيولة؛ أديا لتراجع حضور كثير من الأطباق التي يدخل اللحم في تكوينها على موائد إفطارهم».

توافقها الرأي فاطمة محمد (ربة منزل) من سكان منطقة بن غشير بالعاصمة طرابلس أيضاً، حيث أقرت بأن «ارتفاع أسعار اللحوم الوطنية دفعها لتحديد استهلاكها بما لا يتعدى نصف كيلو باليوم الواحد خلال الشهر الكريم، مع الاعتماد أحياناً على الدجاج واللحم المفروم، والأخير يقترب سعره من 50 ديناراً للكيلو».

وقالت فاطمة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أسر كثيرة بالفعل خاصة بالشريحتين المحدودة والمتوسطة باتت أمام تحدٍ يومي لإعداد وجبتي الإفطار والسحور، وباتت مضطرة للاقتصاد في إنفاقها، بما يتعارض ورغبات بعض أفراد الأسرة الذين اعتادوا وجبات معينة على الإفطار من مكوناتها الرئيسية اللحوم».

«ارتفاع اللحوم صاحبه ارتفاع سلع عدة»، تواصل فاطمة كلامها معزية «المسؤولية عن ارتفاع أسعار السلع الرئيسية إلى سياسات المصرف المركزي»، موضحة أنه «لم يجر إحصاء دقيق لاحتياجات السوق قبل فتح الاعتمادات للمستوردين، ومن ثم وجدنا وفرة هائلة ببعض الأصناف كالزيوت وندرة بأصناف أخرى مع ارتفاع سعرها، وكان من الممكن إحداث توازن يمنع معاناة المواطنين».

وتمتلك ليبيا أكبر احتياطي نفطي على مستوى القارة الأفريقية، ووفقاً للمصرف المركزي بلغت إيرادات البلاد من مبيعات النفط العام الماضي 99.1 مليار دينار ليبي (20.7 مليار دولار) يخصص أكثر من نصفها لدفع الباب الأول بالميزانية، وهو الرواتب المستحقة لأكثر من مليوني موظف بالقطاع الحكومي.

ولا تختلف الحال كثيراً في غرب ليبيا عن الشرق ووسط البلاد، فوفقاً لحديث عبد العزيز محمد عبد الله الناشط المدني بمدينة سرت (450 كم شرق طرابلس)، «بات الوضع ضاغطاً على أغلب الأسر، خصوصاً المحدودة والمتوسطة».

وقال عبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «رمضان شهر الطعام والتجمع الأسري والعزائم، والكل كان يعدّ شوربة اللحم الوطني طبقاً رئيسياً في وجبة إفطاره».

واستدرك: «لكن حالياً ومع تراجع القدرة الشرائية بات الجميع يضبط مائدته وفقاً لدخله، وصار البعض يفتقد أكلات طالما رافقتهم بالماضي القريب مثل المكرونة المبكبكة والعصبان، وكلتاهما تفضل الأغلبية تناولهما باللحم والكبد الوطني».

سوق سمك في ليبيا (أ.ف.ب)

وفيما يتعلق ببدائل اللحوم الوطنية، لفت الناشط إلى «عدم إقبال غالبية الليبيين على شراء اللحوم المستوردة، على الرغم من انخفاض أسعارها مقارنة باللحم الوطني؛ لتشككهم في احتمالية مخالفة طريقة ذبحها للشريعة الإسلامية، فضلاً عن عدم استساغة طعمها».

ويذهب عبد الله إلى أن «الزيادات الأخيرة بالأسعار، خصوصاً بالخضر والفاكهة، التي ترتبت على قرار محافظ المصرف المركزي الأسبوع الماضي فرض ضريبة 27 في المائة على مشتريات العملة الأجنبية؛ ما أدى لخفض قيمة الدينار أمام الدولار، ستزيد من معاناة الليبيين فيما تبقى من أيام الشهر الكريم».

ووفقاً لتقديره فإن «وجبة الإفطار لأسرة مكونة من ستة أفراد تحتوي على اللحم الوطني قد تتكلف نحو 200 دينار، أما إذا اعتمدت على البدائل من دواجن وأسماك أو لحم مفروم أو بقري فقد تتراوح بين 120 إلي 150 ديناراً، في حين أن متوسط دخل كثير من الأسر لا يتجاوز 2000 دينار بالشهر أي قرابة 320 دولاراً».

المائدة الليبية تشكو ارتفاع أسعار بعض المنتجات (أ.ف.ب)

من جانبه، أرجع المحلل الاقتصادي الليبي وحيد الجبو ارتفاع أسعار اللحوم الوطنية بالسوق الليبية مؤخراً لأسباب عدة؛ في مقدمتها «مرض الحمى القلاعية الذي تسبب في نفوق وإصابة عدد من رؤوس الأغنام والماشية، إلى جانب ارتفاع سعر الأعلاف ونفوق جزء من الثروة الحيوانية في إعصار دانيال الذي ضرب البلاد».

وتوقف الجبو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عند الاستغلال السياسي من البعض لأزمة ارتفاع سعر اللحوم، موضحاً أنه «إلى جانب تبادل السلطات التنفيذية بالبلاد الاتهامات بالمسؤولية عن الأزمة الاقتصادية وارتفاع السلع الغذائية ومنها اللحوم، وجدنا بعض أنصار معمر القذافي يذكرون الناس بأسعار اللحم الوطني خلال فترة حكم الأخير».

وكانت الحكومتان المتنازعتان في ليبيا أعلنتا عن تكثيف جهودهما قبل بداية رمضان لحل أزمة ارتفاع سعر اللحوم، فأكد مسؤولون في حكومة «الوحدة الوطنية» المتمركزة بالعاصمة طرابلس غرب البلاد والمعترف بها أممياً «وجود تسعيرة جديدة لبعض السلع، منها اللحوم»، فيما باشرت الحكومة المكلفة من البرلمان وتدير المنطقة الشرقية استيراد كميات من المواشي والأغنام.


النظام الغذائي للحوامل قد يحدد ملامح وجه الجنين

يمكن للنظام الغذائي للأم أن يتحكم في ملامح وجه طفلها (أ.ب)
يمكن للنظام الغذائي للأم أن يتحكم في ملامح وجه طفلها (أ.ب)
TT

النظام الغذائي للحوامل قد يحدد ملامح وجه الجنين

يمكن للنظام الغذائي للأم أن يتحكم في ملامح وجه طفلها (أ.ب)
يمكن للنظام الغذائي للأم أن يتحكم في ملامح وجه طفلها (أ.ب)

أكدت دراسة جديدة أن النظام الغذائي للسيدة الحامل يمكن أن يؤثر على ملامح وجه جنينها بشكل كبير.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد ربطت الدراسة مستويات البروتين لدى الأم بالنشاط الجيني، وتحديداً جينات mTORC1 التي تؤثر على ملامح وجه الجنين.

وأُجريت الدراسة على عدد من الفئران الحوامل وأسماك الزرد التي تم التلاعب بها وراثياً وتناولت وجبات غذائية مختلفة.

ويوجد لدى سمك الزرد والبشر عمليات نمو متشابهة على المستوى الجينومي، ما يعني أنه يمكن بسهولة تطبيق نتائج الزرد على البشر.

ووجد الباحثون أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين أدت إلى ظهور ملامح وجه واضحة، مثل الفك البارز والأنف الكبير، في حين أن اتباع نظام غذائي منخفض البروتين أدى إلى ملامح أنحف وأصغر.

وكتبوا في دراستهم، التي نشرت في مجلة «نيتشر»: «باختصار، يمكن للنظام الغذائي للأم أن يتحكم في ملامح وجه طفلها، مثل شكل وحجم أنفه أو فكه، وذلك منذ وجوده في الرحم».

وربطت الدراسات السابقة النظام الغذائي للأمهات ببعض العوامل المتعلقة بالصحة لدى الأطفال.

على سبيل المثال، ارتبطت الأنظمة الغذائية النباتية بانخفاض وزن المواليد. كما وجدت إحدى الدراسات، التي نشرت في وقت سابق من هذا العام، أن الأولاد الذين يولدون لأمهات بدينات هم أكثر عرضة لزيادة الوزن عند الولادة ولخطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي - مثل مرض الكبد الدهني - في وقت لاحق من الحياة.

ووجد بحث مختلف أن الأمهات اللاتي يتناولن الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن ينقلن مواد كيميائية ضارة إلى أجنتهن.


تضارب بشأن وقف إعلان «دقوا الشماسي» المثير للجدل في مصر

لقطة من إعلان دقوا الشماسي (يوتيوب)
لقطة من إعلان دقوا الشماسي (يوتيوب)
TT

تضارب بشأن وقف إعلان «دقوا الشماسي» المثير للجدل في مصر

لقطة من إعلان دقوا الشماسي (يوتيوب)
لقطة من إعلان دقوا الشماسي (يوتيوب)

ما زالت أزمة إعلان «دقوا الشماسي»، التابع لإحدى شركات المنتجعات السياحية بمصر مستمرة منذ طرح الإعلان في بداية شهر رمضان الجاري، حيث تعرض الإعلان فور طرحه لموجة لاذعة من الانتقادات تتعلق باللحن والغناء وملابس مؤدية الإعلان ملك الحسيني.

وتضاربت الأقوال بشأن وقف الإعلان، فبينما أكدت أسرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ صدور قرار من المحكمة الاقتصادية، الثلاثاء، بوقف إعلان تجاري تذيعه الفضائيات، قالت مصادر بالشركة المعلنة لـ«الشرق الأوسط» إنه لن يتم وقف الإعلان. وأوضحت أن «الإعلان ما زال يعرض على الشاشات، والشركة لديها تصريح باستخدام اللحن والكلمات، ولا علاقة لها بصوت عبد الحليم حافظ».

لقطة من إعلان «دقوا الشماسي» (يوتيوب)

وعَدّت أسرة «العندليب» أن «الإعلان الترويجي يعد إساءة بالغة وعبثاً بالتراث من قبل القائمين عليه». وأعلنت الأسرة متمثلة في محمد شبانة نجل شقيق العندليب خلال الأيام الماضية مقاضاة الشركة المعلنة بهدف الحفاظ على تراث عبد الحليم من التشويه مثلما صرح شبانة لـ«الشرق الأوسط»، الذي وصف ما يحدث «باستغلال للتراث من أجل التربح، وليس من أجل الحفاظ عليه أو تعريف الناس به»، وفق قوله.

الإعلان أثار الجدل في مصر (يوتيوب)

وأوضح مصدر مقرب من محامي أسرة عبد الحليم حافظ أن الإجراءات القانونية تضمنت تسليم وحدة ذاكرة رقمية تحتوي على الإعلان وأخرى تحتوي على الأغنية الأصلية التي قدمها العندليب أواخر ستينات القرن الماضي من خلال فيلم «أبي فوق الشجرة»، من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان منير مراد، لفحصها من قبل الخبير، وذلك بعد أن قررت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة ندب خبير مختص لمطابقة محتوى الإعلان والأغنية الأصلية للوقوف على التفاصيل كافة، وأن القرار النهائي سيكون خلال أيام، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن الإعلان ما زال يعرض ولم يتم وقفه.

من جانبه، قال الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين إن صناع الإعلان حصلوا على تصريح من الجمعية ولكن التصريح لا يتضمن بند التغيير في اللحن ولا يحق لهم ذلك، وأكد إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة قامت بتسديد الحقوق لورثة كل من المؤلف والملحن.

ملك الحسيني في لقطة من الإعلان (يوتيوب)

وحول أحقية أسرة عبد الحليم في مقاضاة صناع العمل، أوضح إبراهيم أن القانون يمنح المواطن العادي الحق في مقاضاة صناع أي محتوى في حال شعر بأن تراثه يتم تناوله بشكل يقلل منه، وخصوصاً إذا كان هذا التراث له رصيد راسخ في وجدان المواطن المصري، وهذا الأمر ينهي الجدل حول أحقية أسرة عبد الحليم من عدمها في مقاضاة صناع الإعلان، ولكن بصفتهم مواطنين مصريين وليس بصفتهم الأسرية، رغم عدم استخدام صوت عبد الحليم الأصلي أو تشويهه خلال الإعلان.


السعودية والصين... فصل جديد في التعاون الثقافي

تهدف زيارة وزير الثقافة السعودي لبكين إلى تعزيز التعاون بين البلدين (الشرق الأوسط)
تهدف زيارة وزير الثقافة السعودي لبكين إلى تعزيز التعاون بين البلدين (الشرق الأوسط)
TT

السعودية والصين... فصل جديد في التعاون الثقافي

تهدف زيارة وزير الثقافة السعودي لبكين إلى تعزيز التعاون بين البلدين (الشرق الأوسط)
تهدف زيارة وزير الثقافة السعودي لبكين إلى تعزيز التعاون بين البلدين (الشرق الأوسط)

دشنت السعودية والصين، الأربعاء، فصلاً جديداً في تعاونهما الثقافي بتوقيع عدة اتفاقيات لتطوير الشراكة الاستراتيجية، على هامش الزيارة الرسمية للأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي إلى بكين، لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.

وأشاد وزير الثقافة السعودي لدى لقائه نظيره الصيني سون يالي بالتعاون القائم بين الرياض وبكين، مؤكداً حرص السعودية على توسيع آفاقه في مختلف المجالات الثقافية، بما يخدم البلدين وشعبيهما. وقدّم الأمير بدر دعوة للوزير يالي لزيارة السعودية، والاطلاع على المشهد الثقافي، والتعرف على ثقافتها وشعبها وأبرز معالمها التراثية.

وأبرم الوزيران مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون وترسيخه في مختلف المجالات الثقافية ذات الاهتمام المشترك، من أبرزها المتاحف، والتراث، والمسرح والفنون الأدائية، والفنون البصرية، وفنون العمارة والتصميم، والمكتبات، والفنون التقليدية والحرفية، إضافة إلى تبادل الخبرات في المشروعات الاستراتيجية المشتركة، والتنظيمات والسياسات المعنية بالجانب الثقافي، والمشاركات في المهرجانات والفعاليات، وتسهيل إجراءاتها.

كما شملت تفعيل برامج الإقامات الفنية بين المؤسسات الحكومية والأهلية، وتبادل الخبرات في مشاريع المحافظة على التراث بجميع أنواعه، وتنظيم الأنشطة والفعاليات الثقافية في كلا البلدين، والتعاون العلمي بقطاع الثقافة عبر التبادل والتواصل بين المؤسسات والهيئات والمختصين بمجال الصناعة الثقافية الرقمية من الطرفين، وبحث سبل التعاون في المشاريع المشتركة.

من مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الثقافة السعودية ونظيرتها الصينية (الشرق الأوسط)

تأتي هذه المذكرة في سياق حِرص وزارة الثقافة السعودية على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية، تحت مظلة «رؤية 2030»، وفي إطار العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين، وشهدت نمواً وتطوراً على الأصعدة التنموية كافة.

إلى ذلك، شهد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان توقيع اتفاقية بين «هيئة الأفلام السعودية» و«مجموعة فيلم بونا الصينية»، وعقد استضافة المملكة ضيفَ شرفٍ في «معرض بكين الدولي للكتاب 2024»، الذي يقام خلال الفترة بين 19 و23 يونيو (حزيران) المقبل.

توقيع عقد استضافة السعودية ضيف شرف في «معرض بكين الدولي للكتاب 2024» (الشرق الأوسط)

وتعد العلاقة بين الرياض وبكين ذات تاريخ ثقافي طويل، يتميز بالتعاون والتبادل في مجالات الثقافة والفنون، ويسعى البلدان لترسيخها والدفع بها إلى آفاق أرحب، لتتناغم مع «رؤية السعودية 2030»، ومبادرة الصين «الحزام والطريق».

وكان وزير الثقافة السعودي قد أشار خلال زيارة سابقة لبكين، إلى التزام البلدين المشترك تجاه بناء الجسور الثقافية بينهما، وتطوير التبادل الثقافي، وتعزيز الفرص الفنية والأكاديمية لمواطنيهما.

توقيع اتفاقية بين «هيئة الأفلام السعودية» و«مجموعة فيلم بونا الصينية» (الشرق الأوسط)


منحوتات مدعوّة لـ«تصحيح التوازن» وإنصاف النساء والملوّنين

تمثال فولاذيّ يصوّر الممثل الكوميدي سير ليني هنري
تمثال فولاذيّ يصوّر الممثل الكوميدي سير ليني هنري
TT

منحوتات مدعوّة لـ«تصحيح التوازن» وإنصاف النساء والملوّنين

تمثال فولاذيّ يصوّر الممثل الكوميدي سير ليني هنري
تمثال فولاذيّ يصوّر الممثل الكوميدي سير ليني هنري

أظهرت بيانات جديدة نقلتها «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، تصوير أشخاص أحياء بما يفوق الأشخاص الموتى على تماثيل ومنحوتات خلال عام 2023. هذه المرّة الأولى خلال القرن الحالي التي يحدث فيها ذلك، مما يعكس الدافع للاحتفاء بمزيد من الأشخاص الملوّنين، كما ذكر موقع «آرت يو كيه»، جامع البيانات.

وإذ يعود أكثر من ثلث جميع المعالم الأثرية التي كُشِف عنها في العام الماضي لأشخاص سود، فإن الأشخاص الذين يظهرون في المنحوتات العامة لا يزالون «غالباً من البيض». تُظهر الأرقام أنّ 2 في المائة فقط من التماثيل العامة في المجال العام بمختلف أنحاء بريطانيا مخصَّصة لأشخاص ينتمون إلى أقليات عرقية، بينما 17 في المائة فقط تمثّل النساء. يقول موقع «آرت يو كيه»: «مع العدد الكبير من الأعمال الفنية العامة المخصَّصة للبيض في جميع أنحاء بريطانيا، التي جرى تركيبها على مدى مئات السنوات، فمن غير المرجَّح تصحيح التوازن». صُوِّر 26 شخصاً في المنحوتات الجديدة المنصوبة بجميع أنحاء بريطانيا، العام الماضي، فيُحيي 11 شخصاً ذكرى الذين ماتوا، في حين يُكرّم 15 ممن لا يزالون أحياء.

ومن بين 10 تماثيل من الرجال والنساء السود، يحضُر عازف التشيللو شيكو كانيه - ماسون (24 عاماً) الذي كُرِّم في أبريل (نيسان) الماضي بميدالية فولاذية في مسقطه نوتنغهام. كما أزيح الستار عن تمثال فولاذي يصوّر الممثل الكوميدي سير ليني هنري (65 عاماً) في حديقة ببرمنغهام في فبراير (شباط) الماضي.

«من خلال تكريم الأحياء، يمكن الإضاءة على مجموعة أكثر تنوّعاً من الناس»، تقول كاتي غودوين، نائبة الرئيس التنفيذي لموقع «آرت يو كيه»، مضيفة: «هؤلاء لم تُسمع قصصهم، أو أُخفيت بسبب طريقة كتابة التاريخ. الأمر يتعلّق باسترجاع تلك القصص».

تمثال لكابتن كرة القدم الإنجليزي هاري كين

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، كُشفَ عن صور لتمثال كابتن كرة القدم الإنجليزي هاري كين البالغ 30 عاماً قبل عرضه. تُعلّق غودوين: «معظم الناس سعداء على الأرجح بوجود تمثال مصنوع منهم. يبقى أن نرى كيف سيكون شعورهم حياله في المستقبل». ونتيجة لحركة «حياة السود مهمة» التي اجتاحت العالم عام 2020، شُوِّهت تماثيل كثيرة في أنحاء العالم كجزء من الاحتجاجات؛ ففي بريستول، حطّم متظاهرون تمثالاً لتاجر العبيد إدوارد كولستون، مما أجّج النقاش حول كيفية تذكُّر تاريخ بريطانيا. انتقادات أخرى شملت عدم وجود تماثيل للنساء في الأماكن العامة. فمراجعة أجرتها «آرت يو كيه» كشفت أنّ لندن تحتوي على عدد من تماثيل الحيوانات ضعف عدد التماثيل المخصَّصة للنساء، فإذا بمبادرات مختلفة تُطرح خلال السنوات الأخيرة لمحاولة تحسين التنوّع في الأماكن العامة بالبلاد.

تمثال لعازف التشيللو شيكو كانيه - ماسون

وفي أعقاب احتجاجات حركة «حياة السود مهمة»، أنشأ عمدة لندن صادق خان فريق عمل للنظر في تماثيل المدينة، وأسماء الشوارع، والنصب التذكارية، و«التأكد من أننا نروي القصة الكاملة لعاصمتنا». تُظهر أحدث الأرقام ارتفاعاً في عدد السود المُكرَّمين في أنحاء البلاد عام 2023، بعدما رُفع، عام 2022، نصب تذكاري واحد فقط لشخص أسود، مقارنة بـ10 تماثيل في العام الماضي. لكن البيانات تشير إلى أنه لم يُكشَف عن أي تماثيل لأشخاص ينتمون إلى أقليات عرقية أخرى عام 2023. ومن بين الـ26 شخصاً الذين جرى إحياؤهم العام الماضي، كان ثمة 14 ر‏جلاً و12 امرأة. ومن بين النساء الإنجليزيات الحاصلات على التكريم، السبّاحة إيلي سيموندز، ورافعة الأثقال إميلي كامبل، والكاتبة أغاثا كريستي.

علّق الموقع: «لم تقدّم المنحوتات التي كُشِف عنها عام 2023 مساهمة كبيرة بتصحيح توازن الناس المُحتفى بهم في الفن العام». عموماً، فإنّ الأشخاص الذين صُوِّروا وجرى إحياء ذكراهم في النحت العام لا يزالون غالباً من الرجال البيض. بدورها، قالت جمعية «فوسيت» الخيرية للمساواة في الحقوق إنه «من المؤسف جداً» أنّ النساء، لا سيما من أصول ملوّنة، لا يزلن غير ممثَّلات بما يكفي في المنحوتات العامة. وتابعت مديرة السياسة في الجمعية أليشا دي فريتاس: «المساحة العامة متاحة للجميع، ويجب أن تعكس طموحاتنا لعالم متساوٍ، وليس ماضياً عتيقاً متحيّزاً على أساس الجنس»، مضيفة أنه من «المهم» زيادة تمثيل الأشخاص المنتمين إلى الأقليات في جميع أنحاء بريطانيا، بما يساعد في توعية المجتمع على تنوُّع التاريخ والدور المهم لأشخاص من مختلف الخلفيات العرقية.


موظّف «مرموق» يسرق مجوهرات من المتحف البريطاني ويبيعها

جانب من المتحف البريطاني (رويترز)
جانب من المتحف البريطاني (رويترز)
TT

موظّف «مرموق» يسرق مجوهرات من المتحف البريطاني ويبيعها

جانب من المتحف البريطاني (رويترز)
جانب من المتحف البريطاني (رويترز)

باشر المتحف البريطاني إجراءاته القانونية ضدّ موظّف سابق بتهمة سرقة وإتلاف ما لا يقلّ عن 1800 قطعة من المجوهرات. وأمرت المحكمة العليا بالكشف عن سجلات موقعَي «إي باي» و«باي بال» لحساب المشتبه فيه الدكتور بيتر هيغز، وفق موقع «بي بي سي».

عمل هيغز في قسم المتحف المتعلّق باليونان وروما منذ عام 1999 حتى صيف عام 2023. ورُقيَّ لمنصب رئيس قسم المتحف المتعلّق باليونان في يناير (كانون الثاني) 2021، ووُصفت وظيفته بأنها «منصب رفيع المستوى ومرموق جداً».

وأظهرت السجلات أدلّة على بيع مجوهرات المتحف عبر الإنترنت، بينما أعلن المتّهم نيته الاعتراض على الاتهامات.

ولم يكن هيغز في صحّة جيدة، حدَّ تعذّره عن عدم حضور المحاكمة، لكنّ المحكمة أُبلغت أنه كان على علم بجلسة الاستماع.

من جهتها، أكدت إدارة المتحف أنّ لديها الآن «دليلاً» على بيع هيغز المجوهرات لأكثر من 10 سنوات، لِما لا يقل عن 45 مشترياً من أنحاء العالم، باستخدام أسماء ووثائق زائفة وتلاعب بالسجلات.

وتابعت: «العديد من المجوهرات المفقودة والمسروقة جاءت من مجموعات لم يكن لها سجل فردي في أي من فهارس المتحف».

وذكر ممثلا المتحف القانونيان دانيال برجس ووارن فيت للمحكمة، كيف أنّ تدقيقاً لعام 1993 في غرفة التخزين أظهر وجود 1449 من المجوهرات غير المسجَّلة، لكن خلال تدقيق آخر جرى عام 2023، تبيّن فقدان 1161 من هذه القطع.

وأشاروا إلى مثال واحد، حيث أُزيلت قطعة من المجوهرات التي سجّلها الدكتور هيغز على «إي باي» في وقت لاحق، مؤكدين أنّ الأدلة التي تربطه بالمجوهرات كانت قوية بشكل خاص في هذه الحالة.

وأُعلن عن قطعة من مجوهرات «كاميو»، التي سُجِّلت باسم المتحف على حساب هيغز عبر «إي باي»، قبل أن تُزال من المبيعات بعد ساعات. وأفاد المتحف للمحكمة بأنّ تعديلات أدخلها المتّهم على سجل القطعة المعروضة، في اليوم عينه، أدّت إلى إخفاء الصورة التي كانت معروضة بجوار «الكتالوغ» الخاص بها.


البطولات الثنائية المصرية تُميِّز مسلسلات النصف الثاني من رمضان

شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)
شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)
TT

البطولات الثنائية المصرية تُميِّز مسلسلات النصف الثاني من رمضان

شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)
شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)

يشهد النصف الثاني من الموسم الرمضاني المصري عرض أعمال درامية جديدة تسيطر عليها البطولة الثنائية، وذلك بعد انتهاء حلقات نحو 10 أعمال قصيرة مع انتصاف الشهر الكريم.

من الأعمال التي يتصدّر بطولاتها نجمان: «بقينا اتنين» من بطولة شريف منير ورانيا يوسف، و«بدون سابق إنذار» الذي يجمع آسر ياسين وعائشة بن أحمد للمرة الأولى في البطولة، و«خالد نور وولده نور خالد» الذي يشهد أول بطولة ثنائية بين شيكو وكريم محمود عبد العزيز، بالإضافة إلى «مليحة» من بطولة دياب وميرفت أمين.

ووفق نقاد، فإنّ حكاية العمل هي الفصل في اختيار أبطاله، فتوضح الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن الأعمال الدرامية بشكل عام تتطلّب تصدُّر فنان وفنانة للبطولة، سواء أكانا بحجم النجومية عينها أو تفوّق أحدهما على الآخر.

الكاتبة أماني التونسي وشريف منير ورانيا يوسف (الشرق الأوسط)

وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «تصدُّر البطولة بفنان أو أكثر يُعدّ انعكاساً لرغبة صناع العمل في بلورة الحكاية بالشكل المناسب. ولكن اللافت أحياناً، بعيداً عن مستوى نجومية الفنانين المشاركين، هو تصدُّر نجمين أو نجمتين؛ وفي هذه الحالة يصحّ إطلاق مصطلح البطولة الثنائية».

في السياق عينه، يُعرَض مسلسل «مليحة» من تأليف رشا الجزار، وإخراج عمرو عرفة، وبطولة دياب بجانب ميرفت أمين، كما يشهد مسلسل «بقينا اتنين»، مشاركة رانيا يوسف وشريف منير، وطارق رفعت، وهو من تأليف أماني التونسي التي تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ الحكاية تلائم المشاركين بالعمل، واصفة إياها بـ«المثيرة والمشوقة التي تُقدَّم في إطار كوميدي اجتماعي نفسي أيضاً، وتتناول ما يتعرّض له الرجل والمرأة بعد الانفصال من صدمات ومواقف ومتاعب نفسية»، مشيرة إلى أنّ «التسلسل الدرامي للحكاية يتيح وجود نجم أو أكثر في الواجهة».

ميرفت أمين في لقطة من الإعلان الترويجي لمسلسل «مليحة» (الشركة المنتجة)

بدوره، يرى الناقد الفني المصري كمال القاضي أنّ «إسناد البطولة لثنائي يتمتّع بالإمكانات عينها وحجم النجومية، هو أمر جيّد واتجاه موفَّق، فيه أوجه إيجابية عدّة، أولها الإفادة من قدرة النجمين من الناحية الإبداعية والجماهيرية، وأيضاً إحداث التأثير المطلوب».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تعدُّد حالات الأداء وتنوّعها، وعدم حصر العمل بنجم واحد وربط نجاحه به، جميعها عناصر تمهّد لأصداء درامية مختلفة»، مؤكداً أنّ «هكذا تجارب نُفِّذت سابقاً، وتُنفَّذ اليوم، من المتوقَّع تعميمها في المواسم المقبلة، وستسفر عن نتائج إيجابية مهمة سيترتّب عليها مزيد من الفرص لتألُّق عدد كبير من النجوم الجدد».

دياب في لقطة من الإعلان الترويجي لمسلسل «مليحة» (الشركة المنتجة)

ويشير القاضي إلى أنه «من الخطأ ترسيخ مبدأ النجومية الفردية، ورهن العمل الإبداعي الدرامي بالعمر الافتراضي الفني لنجم واحد فقط، لذلك فإنّ المستقبل الحقيقي للدراما المصرية سيكون أفضل في ظلّ البطولات الجماعية والثنائية».

بجانب أعمال البطولة الثنائية، يشهد النصف الثاني من رمضان عرض أعمال أخرى تتميّز بالبطولة المطلقة، من بينها «رحيل» من بطولة ياسمين صبري، و«فراولة» من بطولة نيللي كريم، و«كوبرا» من بطولة محمد إمام، و«جودر» من بطولة ياسر جلال.

أما الكاتبة السورية ألمى كفارنة، مؤلِّفة مسلسل «بدون سابق إنذار»، فتؤكد أنّ الدراما المصرية تمثل حالة خاصة بالنسبة إليها، حتى قبل أن تُتاح لها فرصة الحضور في سياقها خلال السنوات الأخيرة.

«بوستر» مسلسل «بدون سابق إنذار» (الشركة المنتجة)

وتُعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «في الدراما المصرية هناك مساحة للتفكير والإبداع بحرّية من خلال طرح أفكار تجد مَن يسمعها، ويبلورها، ويسهم في تطويرها فنياً. وهي التي تحدّد شكل العمل بكل تفاصيله الدقيقة».


«جود المناطق» توفر المسكن لـ10 آلاف أسرة سعودية

من مؤتمر كبار المانحين في مكة المكرمة (واس)
من مؤتمر كبار المانحين في مكة المكرمة (واس)
TT

«جود المناطق» توفر المسكن لـ10 آلاف أسرة سعودية

من مؤتمر كبار المانحين في مكة المكرمة (واس)
من مؤتمر كبار المانحين في مكة المكرمة (واس)

كل عام وبالتزامن مع شهر رمضان، تدشن مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية «سكن» حملتها السنوية «جود المناطق» التي تأتي لتوفير أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية للأسر الأشد حاجة في مختلف المدن السعودية. ويصاحب تدشين الحملة فعاليات تعزز ظهور الحملة وتحفيز أفراد المجتمع للمساهمة فيها، من خلال لقاءات تعريفية تنظمها إمارات وأمانات المناطق تجمع رواد الأعمال والوجهاء وغيرهم لتحقيق أهداف الحملة وتأمين المساكن الملائمة للمواطنين بكل يسر وموثوقية، وتحقيق الأثر المستهدف من قطاع الإسكان التنموي.

حلول إسكانية للأسر المحتاجة

وأوضح عبد العزيز الكريديس الأمين العام لمؤسسة الإسكان التنموي الأهلية «سكن» لـ«الشرق الأوسط» أن «سكن» تسعى من خلال حملة «جود المناطق» إلى توفير حلول إسكانية عبر شراكات استراتيجية من مختلف القطاعات، بالإضافة إلى تمكين القطاع الإسكاني غير الربحي ودعم الجمعيات الإسكانية الأهلية. وأضاف أن الحملة تهدف إلى تحفيز أهالي كل منطقة بدعم الأسر الأشد حاجة في منطقتهم بطريقة مبتكرة تحقق التكافل المجتمعي وتساهم في توفير المسكن للأسر الأشد حاجة وتحقيق الأمان الأسري لهم.

إحدى الباصات المخصصة للتعريف بالحملة (واس)

فعاليات متنوعة للتعريف بالحملة

وأقامت الحملة فعاليات متنوعة في جميع المناطق والمحافظات السعودية، شملت الجهات الحكومية والقطاع الخاص والجامعات والمجمعات التجارية والميادين العامة وصلت إلى أكثر من 257 فعالية. وتنوعت سبل الوصول إلى الشرائح المستهدفة بقالب إعلاني وإبداعي مبتكر؛ حيث امتلأت طرق المدن الرئيسية بلوحات إعلانية تخاطب كل منطقة بلهجتها المحلية كما شهدت الحملة مبادرات مختلفة منها مبادرة «شجرة الجود» التي تسعى إلى تعزيز أواصر الإخاء والترابط عبر عرض قصص المستفيدين من الإسكان التنموي بطريقة إبداعية وبأسلوب إنساني وعاطفي يحكي معاناتهم مع حث الزوار على التبرع لهم.

إحدى اللوحات الدعائية في نجران جنوب السعودية (واس)

في حين تهدف فعالية «جود آت وورك» إلى تعزيز مشاركة القطاعات الحكومية والخاصة ومنسوبيهم في مسؤولية مجتمعية مشتركة تتمثل في دعم الأسر الأشد حاجة للمسكن، شارك فيها عدد كبير من الوزارات بهيئاتها وفروعها المختلفة لتعريف منسوبي هذه الجهات بالحملة وتحفيزهم على المساهمة فيها، كما أطلقت الحملة عدة أجهزة للتبرع الذاتي لتيسير العطاء وتعزيز الوصول للشرائح المختلفة في المجتمع.

تجدر الإشارة إلى أن منصة جود الإسكان هي إحدى مبادرات مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية (سكن)، وهي مؤسسة أهلية يرأس مجلس أمنائها وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي ماجد الحقيل، وتسعى إلى تحفيز العطاء والمشاركة المجتمعية من خلال مبادرات مبتكرة من بينها مبادرة «جود الإسكان» ومبادرة «حل للابتكار الإسكاني»، كما تعمل (سكن) على ريادة وتمكين قطاع الإسكان غير الربحي لتوفير حلول مستدامة.


«الصحة العالمية»: التنمر عبر الإنترنت يضر بطفل واحد من كل 6 في المدارس

العنف زاد عبر الإنترنت تحديداً بشكل كبير منذ التقرير السابق في عام 2018 (رويترز)
العنف زاد عبر الإنترنت تحديداً بشكل كبير منذ التقرير السابق في عام 2018 (رويترز)
TT

«الصحة العالمية»: التنمر عبر الإنترنت يضر بطفل واحد من كل 6 في المدارس

العنف زاد عبر الإنترنت تحديداً بشكل كبير منذ التقرير السابق في عام 2018 (رويترز)
العنف زاد عبر الإنترنت تحديداً بشكل كبير منذ التقرير السابق في عام 2018 (رويترز)

ذكر التقرير الثاني عن السلوك الصحي لدى الأطفال، في سن المدرسة، الصادر عن منظمة الصحة العالمية والذي تم نشره في كوبنهاغن اليوم (الأربعاء)، أن واحداً من كل ستة أطفال في المدارس، يتضرر من التنمر عبر الإنترنت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وزاد العنف عبر الإنترنت تحديداً، بشكل كبير، منذ التقرير السابق، في عام 2018. ويشير التقرير الحالي إلى بيانات الفترة من عام 2018 إلى عام 2022.

ونحو 15 في المائة من التلاميذ تعرّضوا بالفعل إلى التنمر عبر الإنترنت. وارتفعت نسبة الضحايا بين الصبيان من 12 في المائة في تقرير عام 2018، إلى 15 في المائة، وبين البنات من 13 في المائة، إلى 16 في المائة.

وذكر نحو واحد من كل ثمانية تلاميذ، تتراوح أعمارهم ما بين 11 و15 عاماً، أنهم تنمروا بالفعل على شخص ما في الفضاء الرقمي.

وبينما ذكر 11 في المائة من الصبيان، في تقرير عام 2018، أنهم تنمروا على شخص ما في الفضاء الرقمي، ارتفع هذا الرقم الآن إلى 14 في المائة. وبالنسبة للبنات، ارتفع الرقم من 7 في المائة إلى 9 في المائة.