جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

حواء فعلتها مجدداً!

كان ياما كان في قديم الزمان، طفلة أميركية اسمها ميغان ماركل، كانت تحلم بزيارة لندن، تحقق حلمها والتقطت لها صورة على تصوينة مقابل قصر باكينغهام، كانت من عائلة متواضعة، ولكن أحلامها كانت كبيرة، ترعرعت في بيت نسفه الطلاق وربتها والدتها، وصرف على تعليمها والدها، كبرت وتخرجت من الجامعة، وأصبح لها صوت تعبر من خلاله عن حقوق المرأة، حلمها الثاني كان التمثيل، تزوجت من شخص ساعدها للوصول إلى حلمها، أصبحت ممثلة على نطاق ضيق، وردت المعروف لزوجها المسكين بإرسال خاتم الزواج بواسطة البريد، معلنة طلاقها منه، وشاهرة انتهاء صلاحيته، بدأت أحلامها تكبر، التمثيل والشهرة والمال على رأس أولوياتها، ولندن كانت هدفها، جاءت إليها بهدف التعرف إلى أحد مشاهير كرة القدم من الوزن الثقيل، لم توفق، إلى أن جاءتها فرصة العمر والتقت بذلك الأمير اليتيم المحروم من حنان والدته، التي فقدها في سن مبكرة، ما أدى إلى إصابته بمشكلات نفسية عديدة.
صوبت ماركل سهامها في صلب قلب الأمير التائه، وتمكنت من حبسه في شباكها، ارتبطت به وأصبحت دوقة، لم يقف أي من أفراد العائلة الأكثر شهرة في العالم في وجه هذا الحب، على الرغم من المفارقات العديدة، فهي مطلقة، أميركية، ممثلة، نصفها أفريقي، ومن عائلة مفككة ترافقها الفضائح العلنية.
أنجبت في غضون أشهر من الزواج، كانت على عجلة في كل شيء، جيشت قدرتها على التمثيل في أدوار عديدة لعبتها لكسب ود البريطانيين والعالم، ولو كانت جوائز «الأوسكار» تمنح التمثال لهذه الفئة من التمثيل، لكانت ميغان هي الفائزة عن دور «ممثلة العصر».
حلم الزواج والإنجاب والشهرة تحقق، ولكن حلم المال لم يتحقق، على الرغم من ثروتها التي تقدر بحوالي 5 ملايين دولار أميركي، وثروة زوجها المسكين الأمير هاري 40 مليون دولار، لم تكتف، ولم تعد عيشة القصور ملائمة، همست بأذن الأمير وأغوته بالأحلام والاستقلالية، ورسمت له الجنة بأشجارها خارج سياج القصور الملكية في بريطانيا، وأقنعته بتذوق ثمار شجرة واحدة، تدر لهما المال، ولو على حساب نزعه من عائلته وذويه وبلده.
فعلتها حواء مجدداً، في أول مرة يقال إنها أخرجت آدم - عليه السلام - من الجنة، فالله خلقهما لبعضهما البعض، وسمح لهما بأكل كل شيء من ثمار الجنة، إلا ثمار شجرة واحدة، لم يحتمل إبليس أن يرى اثنين يعيشان معاً بأمان وسعادة، فوسوس لآدم، إلى أن اقترب من الشجرة المحظورة، وكانت النتيجة خروجه من الجنة.
واليوم فعلتها ميغان مجدداً، وما يثبت ذلك هو تخليها وزوجها عن طاقم العمل التابع لهما في لندن، وإغلاق المكتب بالكامل، وهذا يدل على نيتهما في عدم العودة مع ابنها آرتشي للعيش في لندن.
أخرجته من القصر، بعدما وسوس إبليس في نفسها الضعيفة، واهماً إياها بأطنان من المال في الجهة الثانية من المحيط، باعا شهرتهما للشيطان، وركبا موجة جني المال السريع من وراء بيع زوجها لقصته المحزنة بعد فقدان والدته ومعاناته النفسية.
لا يمكننا أن نشن حملة على حواء دون معرفة كل التفاصيل، ففي الحقيقة لم يذكر القرآن الكريم ما يدلّ على أنّ حواء هي من أغوت آدم عليه السلام، وكذلك لم يُصرّح بأنّ حواء قد حثت آدم على الأكل من الشجرة، كما أنّ الله - تعالى - لم يذكر حواء وحدها في الآيات التي تصف الحدث، بل كانت الآيات تذكر آدم وحواء معاً في صيغة المثنى.
هذا لا يمنع بأن حواء فعلتها... وخرجا من القصر والعائلة بصيغة المثنى.