خالد القشطيني
صحافي وكاتب ومؤلّف عراقيّ
TT

القشطيني مهلك!

كان الدكتور مصطفى طلبة، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، قد نشر تقريراً في أوائل التسعينات أدان فيه الحكومة الصومالية سماحها للشركات الأجنبية بردم النفايات السامة في الصومال. وقد حدا بي ذلك إلى كتابة مقالة بعنوان: «ماذا يجري في الصومال؟»، أستهجن فيها مثل هذا السلوك وما ينطوي عليه من فوضى وفساد إداري. امتعض من مقالتي عمر عرتة غالب، رئيس وزراء الجمهورية الصومالية حينئذ. فتفضل وبعث إلي بقصيدة يرد فيها علي ويلومني على ما كتبت. قال ذلك في قصيدة طويلة أقتطف منها هذه الأبيات للذكرى:
خالد القشطيني مهلك!
هل تؤكد لي كلامك؟
لست تدري عن بلادي
إن في القلب بلادك
نحن قوم قد بلينا
وبلانا قد أصابك
فرقونا باقتسام
وأذلوا أصدقاءك
كيف يحلو لك هذا
إن في القلب سهامك
إننا اليوم نعاني
من شقاق قد بدا لك
ربما يوماً قريباً
سترانا نتماسك
إن نصر الله آت
إن في النصر زمانك
قاب قوسين وأدنى
نصره آت، فما لك؟
لا تلمنا بتجن
وامنعن عنا اتهامك
إنما الظن حرام
فأمسكن عنا لسانك
ما لقينا منك حلاً
فأرحنا وتدارك
فحوالينا لئام
فاحذر الآن حذارك
نحن حقاً أبرياء
فامنعن عنا خيالك
أولم تقرأ ردودي
ضد جان قد أثارك
وكذا ما قال «طلبة»
سابقاً حتى مقالك
وكأخ أستجيرك
إن في صوتي نداءك
إنما يحتاج شعبي
دعم صحب لا رثاءك
ها قد مضى نحو ثلاثين عاماً على ذلك الموضوع، وذلك النصر، «قاب قوسين وأدنى»، لم يرتشفه إخواننا في الصومال بعد. فما زالت أحوالهم تذكرنا بأحوال الكثير مما يجري في بلدان الشرق الأوسط الأخرى. وعسى الله أن يرفع عنهم هذه الغمة وهذه النقمة.