هاني عبد السلام
مسؤول قسم الرياضة
TT

فيرغسون وسيرته الذاتية المفخخة

أطلق السير أليكس فيرغسون كتابه الثالث من سلسلة سيرته الذاتية، الذي جاء صادما لكثيرين، رغم أن محتواه لم يكن مفاجئا، لكن حمل تفاصيل لأحداث ظل الإعلام يتكهن لسنوات بوقائعها دون دلائل قاطعة.
وكعادة معظم كتب السير الذاتية التي نشرت لنجوم الكرة من لاعبين ومدربين، حمل كتاب فيرغسون شقين، الأول يتعلق بحياته منذ نشأته الأولى، عاملا في باحة سفن أسكوتلندية إلى أن وصل لمانشستر يونايتد ليحول هذا النادي إلى إمبراطورية وصل حجمها إلى عدة مليارات من الدولارات، والشق الثاني وهو الصادم والمفخخ وتعلق بمواجهات مع شخصيات جدلية، وهو جزء ضروري لجلب الإثارة وتسويق مثل هذه النوعية من الكتب.
المقربون من فيرغسون يعلمون جيدا أنه الحاكم بأمره في مانشستر يونايتد، ولا صوت يعلو فوق صوته، ولا نجم بالفريق غيره، يراه البعض ديكتاتورا، وآخرون يرونه متسامحا وأبا للاعبين قبل أن يكون مديرا فنيا. أما الذين لا يعرفون فيرغسون فقد يجدون في كتابه الجديد الدليل للوصول إلى أعماق شخصيته.
إنه واحد من المدربين الذين فرضت شخصيته إما أن تكون معه أو ضده، وفي كتابه يروي تفاصيل كانت غائبة عن نجوم حاولوا تحدي سلطته، تلك السلطة التي لا يمكن أن يتقاسمها مع لاعب أو مدير آخر، فقد كانت عبارات فيرغسون واضحة إما أن يكون هو أو هم.
حاول فيرغسون الذي تقاعد في مايو (أيار) الماضي بعد أن جلب لمانشستر يونايتد 30 لقبا في مختلف البطولات، أن يكون صريحا وأمينا في وصفه للأحداث واللاعبين والصراعات، فلم يعد هناك سبب لإخفاء الأسرار.
ومن الأمور المثيرة التي أفضى فيرغسون بأسرارها، حادثة الحذاء الذي ركله فأصاب وجه اللاعب الشهير ديفيد بيكام، وعنها قال: «كنت غاضبا من أداء اللاعبين عقب الخسارة أمام آرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي في 2003 وانتقدت أداءهم بشدة، لكنه كان يناطحني الكلام رافضا النقد». وهنا يوضح فيرغسون خطورة أن يتسرب إحساس الغرور للاعب بأنه أكبر من المدرب والنادي، وقال: «كان بإمكان بيكام أن يصبح أسطورة في يونايتد، لكنه عشق الشهرة خارج حدود الملعب فقلت.. يجب أن يرحل».
والصدام الثاني كان مع روي كين الذي كان من إحدى ركائز خط الوسط بالفريق وحصد مع يونايتد الثلاثية التاريخية عام 1999، وهنا يوضح فيرغسون لأول مرة تفاصيل خلافاته مع اللاعب الآيرلندي بسبب استعلائه على زملائه وغلظته في الكلام، وأشار إلى أن أسوأ جزء في جسد كين هو لسانه الذي كاد يقسم الفريق، لذا كان من الضروري استبعاده.
وعلق فيرغسون على أسباب استبعاده للهولندي فان نيستلروي وهو الذي كان هداف الفريق الأول قائلا: «لقد رفض الجلوس احتياطيا وقام بالتلفظ بكلمات نابية تجاهي والجهاز الفني». وانتظر كثيرون أن يشن فيرغسون هجوما قاسيا على روني بعدما طلب المهاجم الشاب ترك يونايتد بعد انتهاء الموسم الماضي، إلا أن المدير الفني كان رحيما به، لكنه وصفه بالضعيف في التعلم!
سيرة فيرغسون الذاتية الثالثة مثل الرواية بعضها للتسلية والبعض الآخر لإثارة الجدل، إلا أن النقطة الأهم هي الرسالة التي وجهها للمدربين، بضرورة أن تكون السلطة بأيديهم، لأن ذلك حماية للاعبين والسبيل لقيادتهم إلى تحقيق أشياء عظيمة.