عضوان الأحمري
صحافي سعودي، رئيس خدمات الديجيتال والأونلاين في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

الإيمان بالواقع والتعامل مع ترامب

أصبح دونالد ترامب رئيسا لأميركا، دون أن يتعرض لاغتيال، أو تعطل التسريبات حول علاقته أو فضائحه بروسيا تنصيبه. اعتلى المنصة، وحيا الجماهير، ثم سرد معايب سلفه باراك أوباما. وعد وهدد وتوعد، ورسم للأميركان أملا جديدا يقول إن أوباما فشل في تحقيقه.
في واشنطن، دروس جديدة. الكل بإمكانه أن يصبح رئيساً. ريغان، ليس ممثلاً فحسب، بل رئيس سابق لأكبر شركة تكييف في كاليفورنيا ثم اصبح حاكما للولاية ثم زعيما لأقوى قوة في العالم. وتدرجت الرئاسات حتى وصلت إلى أول رئيس من أصول أفريقية؛ باراك أوباما، الذي طار العرب به وفرحوا باسمه الأوسط، دون اطلاع على شهادة ميلاده…فقط لأن “حسين” ورد في الوسط فإنه يعني في قاموس العرب الانتصار لهم، مساكين أولئك الذين يرضون بأقل الخديعة. مرت 8 سنوات من العذاب والألم على العرب، كان بطلها السيد "أبو حسين"…اليوم يأتي ترامب في أجواء تفاؤل أنه سيكون أفضل مما سبقه، في وقت أيضاً يرفضه كثيرون بحجة أنه عنصري بغيض.
تخيلوا، أن آمال ملايين العرب توقفت على اسم "حسين" ... فات على ترامب أن يضع له اسما عربيا يدغدغ عبره المشاعر.
اليوم، ترامب رئيس رسمي، دون رصاصة اغتيال، وبكل قوته وفريقه الجديد. وزير دفاعه ماتيس كاره إيران، عين رسمياً. بانتظار الآخرين. حتى في هذه النقطة يجب عدم التعويل كثيراً. لكنه سهّل المهمة للكثيرين، قال إن المصلحة فوق كل شيء، وأن الحماية مقابل الدفع، وأن اجتثاث الإسلام الأصولي على رأس الأولويات، كما أن التحالفات القديمة لن تزول فإن البحث عن تحالفات جديدة أمر ممكن. سياسة واضحة وغامضة، شفافة ومطاطة، تجمع المتناقضات والمتشابهات، لكنها في الأخير سياسة لا بد من التعامل معها.
رجل الاعمال لديه حسابات خاصة، لديه ربح وخسارة، فوائض وعجز… لديه ما هو أهم من كل هذا فن إدارة العالم.
أيام ترقب وإثارة ينتظرها الجميع، في أسوأ أحوالها ستكون بلا شك أفضل من أيام أوباما. علينا الانتظار، وعلى ترامب تحديد المصير.