د. شملان يوسف العيسى
كاتب كويتي
TT

تقنية الاتصال والتنمية

عقد في مملكة البحرين في الفترة من 3 - 4 فبراير (شباط) 2017 اللقاء السنوي السابع والثلاثون لمنتدى التنمية تحت عنوان تقنية الاتصال والتنمية في دول الخليج، وألقيت في المؤتمر 6 أرواق بحثية قيمة سنحاول التطرق لأهم النقاط فيها لأهميتها.
الورقة الأولى للدكتور إبراهيم عبد العزيز البعيز من السعودية تحت عنوان «دول الخليج والجاهزية لمجتمع المعلوماتية»، حيث استعرض تاريخ بروز مصطلح المعلوماتية، حيث كانت البداية في اليابان في عام 1964.
أسهب الكاتب في الكلام عن نمط الإنتاج المعالج ودور المعلومات والمعرفة، وأكد على حتمية التغير التقاني بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، نتيجة الانتقال إلى مجتمع معلوماتي.
وتحدث الكاتب بإسهاب عن محاور قياس الجاهزية لمجتمع المعلوماتية، على مقياس تطور تقنية المعلومات والاتصال (IDI)، وقياس جاهزية شبكة المعلومات والاتصالات (NRI)، ومقياس تطور الحكومة الإلكترونية في الخليج، وأكد أن الأداء العام لدول الخليج على المقاييس الثلاثة، إذ يتدرج مستوى الجاهزية نحو مجتمع المعلومات من 59 في المائة في عمان، حيث قياس جاهزية شبكة الاتصالات والمعلومات، ويرتفع إلى 84 في المائة في البحرين على مقياس تطور الحكومة الإلكترونية، والإمارات والبحرين تتنافسان على المركزين الأول والثاني خليجيًا.
الورقة الثانية أعدها الدكتور سعد علي الحاج بكري وزياد سعد الحاج بكري من جامعة الملك سعود تحت عنوان «الحكومة الإلكترونية وقضايا التنمية والإصلاح في الخليج..». وأكد الكاتبان أن البحث يركز على تفعيل الحكومة الإلكترونية في الخليج والاستفادة من فرص التنمية والإصلاح التي تتيحها، ويبدأ باستعراض كيفية بروز تقنية المعلومات والحكومات الإلكترونية، وبعد ذلك ينظر البحث إلى الوضع الراهن الذي تشهده دول الخليج في قضايا التنمية والابتعاد عن الفساد والجاهزية الشبكية والحكومة الإلكترونية والمشاركة الإلكترونية المرتبطة بها، من خلال الأدلة الدولية المتخصصة في هذا المجال.
الورقة الثالثة عالجت تأثير منصات الإعلام الجديد في مشهد الاتصال السياسي الخليجي: «أنماط الاستهلاك وتشكيل الفضاء العام» للدكتور خالد الجابر من قطر، حيث أكد الكاتب أنه على الرغم من التغيرات التي طرأت خلال السنوات الماضية، إلا أن مشهد الاتصال في الخليج اتسم بشكل عام بارتباطه بعلاقة جدلية بين السلطة الحاكمة ومؤسسات الدولة التابعة والجمهور المستهدف، وبمحاولة السيطرة المباشرة وغير المباشرة أو التحكم والتوجيه لأدواته ومخرجاته لعقود طويلة من قبل الدولة الراعية، ففي ظل غياب أو عدم فاعلية أو ضعف توافر أو تأثير أدوات الاتصال السياسي، لم يكن هناك فصل واضح ومحدد بين السلطات، لتأتي وسائل الإعلام وأدواتها وتكمل المشهد، وتعمل كسلطة رابعة فاعلة ومراقبة ومساندة للسلطات الأخرى. وأشار الكاتب إلى وضع الحكومات الخليجية تجاه تدافع الفضائيات العربية والأجنبية مثل الجزيرة والعربية والحرة وقناة بي بي سي البريطانية وسكاي نيوز والفرنسية والألمانية وغيرها.. والذي أدى إلى انفتاح فضائي وتنافس غير مسبوق، تقف فيه الحكومات في المنطقة ومؤسساتها موقف المتفرج. وتعرض إلى حرية الصحافة والإعلام وقضاياها.
كما قدم الدكتور عبد الله بن ناصر أستاذ الإعلام بجامعة الإمام بالرياض رؤية نقدية مع نموذج مقترح لإنتاج الفرص التنموية في دول الخليج، وذكر أن تسجيل معدلات استخدام شبكة الإنترنت في العالم العربي ارتفع ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى 55 في المائة بحلول عام 2018، مقارنة بـ37.5 خلال عام 2014، وهي بذلك تتفوق بـ7 في المائة تقريبًا عن معدل النمو العالمي المتوقع والبالغ 3.6 مليار مستخدم، ومن المتوقع أن يصل عدد المتقدمين إلى 226 مليون متقدم بحلول عام 2018، وفقًا لتقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015 – 2016، وتتصدر دول الخليج العربية الدول العربية في منظومة كبيرة من امتلاك واستخدام وسائل وشبكات التواصل المجتمعي.
ونوه الكاتب إلى أهم التحديات التي فرضتها شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تداخلت بشكل عميق مع كافة قضايا وموضوعات التنمية في الخليج، وتتعلق بإتاحة تلك الشبكات الاتصالية المجال الرحب للجماعات الإرهابية والمتطرفة دينيًا لنشر أفكارها على نطاق واسع بسهولة ويسر، إلا أن مواجهة الإرهاب تفرض علينا تحديًا فكريًا، والمطلوب من المجتمع الخليجي تطوير استراتيجيات فكرية لمواجهة ما يتم التسويق له على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية، فالمبادرات الأمنية وحدها لا تجدي ما لم تكن هناك مواجهة فكرية مساندة. وعلى مدى يومين طرحت أسئلة جوهرية تتعلق بمستقبل تقنية المعلومات والتخوف من استغلال جماعات الإسلام السياسي المتطرفة هذه الشبكة، للترويج لأفكارهم التخريبية، ومن المفارقات الغريبة أن شبكة الاتصال في بلداننا أصبحت المصدر الرئيسي لأخبار الجماعات المتطرفة من «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» وغيرها، وهذا يعني أن شبابنا والمنتمين للإسلام السياسي اخترقوا شبكة المعلومات الاجتماعية لتوسعة أنشطتهم.. ما نحتاج إليه هو المزيد من المعلومات والدراسات حول هذا الموضوع.