مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا نظر عيني

يقول الشاعر (أمل دنقل) مخاطباً الرئيس (السادات) بعنوان (لا تصالح):
أترى حين أفقأ عينيك - ثم أثبّت جوهرتين مكانهما - هل تَرى؟! - هي أشياء لا تُشترى – انتهى
وليس هناك أهم ولا أغلى من (العين) عند الإنسان.
ولو قدر لأحدهم يوماً أن يستميل حسناء، فلن يجد هناك أروع من أن يقول لها:
(يا نظر عيني)؛ لأنه من دونها سوف يصبحُ (أطمش) بل وأعمى.
والآن (سيبونا) من الشعر والغزل، ودعونا ندخل في عالم الطب:
ابتكر مجموعة من العلماء بولاية كاليفورنيا الأميركية نوعية خاصة من قطرة العين يمكن أن تمنح الإنسان القدرة على الرؤية الليلية مؤقتاً.
واعتمد بعض العلماء في ابتكارهم على فكرة أن المركب الطبيعي (CO2) الذي يمكن إنتاجه من الطحالب والنباتات يعزز من قدرة الإنسان على الرؤية في الأماكن المعتمة، ويستعمل كعلاج لمرض (العشى) الليلي.
وقد أجريت تجارب على مجموعة اختبار تم فيها استخدام المركب الطبيعي (CO2)، وقد بلغت نسبة نجاحها 100 في المائة.
ويستمر التأثير لبضع ساعات، وتعود القدرة على الرؤية إلى طبيعتها بعد ذلك.
وقد نشرت المنظمة على موقعها الإلكتروني ورقة بحثية تكشف فيها عن تفاصيل التجربة – انتهى
أي أن الناس في هذه الحالة يصبحون (كالهررة) – أي كالقطط -؛ فالهر هو الكائن الذي كفاءة رؤيته بالليل والظلام، نفس كفاءته بالنهار والنور، وسوف يستغني الإنسان إذا تم له ذلك عن كشافات الظلام إذا كان ذاهباً لمآرب مشبوهة.
وأروع من هذا هو ذلك الحدث الفريد الذين قام به طبيب رمد نيبالي بإعادة البصر إلى 100 ألف شخص من فقراء آسيا وأفريقيا.
وقرر (ساندوك روت) صاحب هذا الإنجاز العلمي، أن تكون الأولوية في علاجه للفقراء من قارتي آسيا وأفريقيا الذين لا يقدرون على دفع أموال طائلة لإجراء العمليات أو حتى محاولة علاج أمراض عيونهم.
ويقوم دكتور (روت) بإعادة البصر للمكفوفين الفقراء عن طريق إجراء جراحات سريعة وناجحة نجاحاً منقطع النظير في المناطق التي لا يوجد بها أي خدمات طبية لتغطية علاج أكبر عدد من الفقراء من الذي يعانون من مشكلات، ولا يتوقف عطاء الدكتور عند هذا الحد، لكن يقوم أيضاً بتعليم الكثير من الأطباء حول العالم أسلوبه العلمي في إعادة البصر للمكفوفين، وذلك حسبما ذكر الموقع الرسمي لمنظمة (Billions rising) الخيرية – انتهى.
من وجهة نظري هذا الرجل يستحق جائزة (نوبل)، وأدعو الله أن تكون أعماله تلك شفيعة له عند رب العالمين – حتى لو لم يكن مسلماً.