طارق الشناوي
ناقد سينمائي، وكاتب صحافي، وأستاذ مادة النقد بكلية الإعلام في جامعة القاهرة. أصدر نحو 30 كتاباً في السينما والغناء، ورأس وشارك في لجان تحكيم العديد من المهرجانات السينمائية الدولية. حصل على العديد من التكريمات، وقدم أكثر من برنامج في الفضائيات.
TT

«كتالوغ» إجابات النجوم النموذجية!

«الإجابات الرشيدة لأسئلة النجوم العنيدة» يبدو وكأننا حقّاً بصدد هذا الكتاب الذي يتم تبادله شفوياً بين أغلب الفنانين، كم مرة قرأتَ هذه الإجابات، ليس مهمّاً اسم الفنان، ولكن الإجابة واحدة لا تتغير، مثلاً عندما يسألون الفنان الذي لا يزال في بداية طريق النجومية: «متى تلعب بطولة مطلقة؟»، تأتي الإجابة: «أفضِّل البطولات الجماعية، أنا أحب أن ننجح جميعاً معاً».
ننتقل للسؤال الثاني: «هل تحلم بالبطولة؟»، أبداً لم أضع هذا الهدف في حسابي، المهم الدور، تأتي البطولة أو لا تأتي «براحتها».
ما رأيك في النجمة أو النجم الكبير فلان؟ (ملحوظة: النجوم في السينما والدراما هم المنوط بهم اختيار كل فريق العمل، وعلى هذا ستلمح فيض الشكر الذي يصل لمرتبة الخضوع لهذا النجم الكبير الذين كانوا حريصين على العمل تحت رايته، ولا يأتي أبداً على ذكر المخرج، رغم أنه نظرياً هو المنوط به توجيه الممثل، وقبلها تسكينه في الدور، ولكن الكل يعلم أن العصمة - في شريعة فن الدراما في مصر - صارت في يد كبار النجوم والنجمات، الذين يحددون كل التفاصيل)، وهكذا تقرأ مثلاً فنانة تقول: «يكفيني أنهم في (السي في) سيذكرون أنني وقفتُ أمامه في دور»، «لو طلب مني النجم الكبير أن أذهب للاستوديو لتنظيفه في الصباح، فسأفعل ذلك بنفس راضية وضمير مستريح». بينما كان الفنانون في الماضي لديهم إجابات صادقة خارج «الكتالوغ»؛ يقولون ما بداخلهم دون حسابات، مرة سألوا الشيخ زكريا أحمد الملحن الشهير في نهاية الأربعينات لماذا وقفت إلى جانب أم كلثوم في انتخابات الموسيقيين حتى تصبح نقيبة، ولم تختر محمد عبد الوهاب نقيباً، أجابهم: «أم كلثوم أجدع من عبد الوهاب ولها مواقف فيها رجولة وشهامة لا أجدها مع عبد الوهاب».
بعد عرض الفيلم الشهير «خلي بالك من زوزو»، سألوا تحية كاريوكا عن رأيها، هاجمت الفيلم بضراوة، لأن سعاد حسني تدخَّلَت وحذفت أجزاء من مشاهدها، واعتبرت أن استجابة المخرج حسن الإمام لها جريمة لا تُغتَفَر، وفي فيلم «سونيا والمجنون» قال عماد حمدي إنه حزين جدّاً ومكتئب لأن مخرج الفيلم حسام الدين مصطفى عندما طلب منه الموزع اختصار زمن الفيلم حذف نصف دوره، وعندما عاتبه عماد، قال له: «الناس تدفع التذكرة لتشاهد بطل الفيلم محمود ياسين، ولهذا من الممكن أن أضحي بنصف ساعة لك، ولا أضحي بأي لقطة لمحمود ياسين»، ولم يصمت عماد حمدي، بل سارع بالاتصال بكل الصحف لإعلان غضبه.
كان محمود مرسي رغم ابتعاده عامداً متعمداً عن أجهزة الإعلام، يمتلك الصراحة المطلقة، سألتُه بعد آخر مسلسل لعب بطولته «بنات أفكاري»، لماذا وافق، حيث كان يلعب دور حبيب إلهام شاهين، والفارق العمري بينهما واضحاً على الشاشة؟ أجابني: «طلبت تعديل السيناريو حتى يُصبح الدور ملائماً، ولكنهم لم يستجيبوا، وكنتُ بحاجة للمال فلم أملك ترف الاعتذار».
محمود حميدة ينتمي في آرائه الصريحة لجيل محمود مرسي، مثلاً عندما يشارك في بطولة مسلسل تلفزيوني متواضع المستوى لا يدافع عن باطل، بل يقول مباشرة: «نعم، هذا المسلسل لا يضيف لي، ولكني وافقت على الدور لأنها مهنتي وليس لي مهنة غيرها أتكسب منها»، الصراحة راحة حكمة ربما يرددها النجوم في جلساتهم الخاصة، ولكنهم نادراً ما يريحون أو يستريحون من الكذب!!