كان الأسبوع الماضي، في التغطية الإعلامية الأميركية، هو أسبوع انسحاب ترمب من اتفاقية باريس (مواجهة التغييرات المناخية في العالم). كادت كل الأجهزة الإعلامية، كما أوضحت افتتاحيات صحف وتعليقات في التلفزيونات والإذاعات، تعارض. لكن، أوضح تلفزيون «فوكس» وصحيفة «واشنطن تايمز»، وغيرهما من إعلام اليمين، أن لترمب مؤيدين.
وعن إعلام اليمين، قال موقع دورية «كولومبيا جورناليزم ريفيو» (كلية الإعلام، جامعة كولومبيا، نيويورك): «مرة أخرى، يعتمد ترمب على عامة الشعب، لا على صفوة الشعب. مرة أخرى، يراهن على عامة الشعب. لم تتغير هذه القاعدة الأساسية التي أوصلته إلى الحكم، رغم أنها لا تزيد على 40 في المائة. لهذا؛ لا يهتم ترمب بالنخبة، رغم أن 90 في المائة منها تقريبا تعارضه».
وأضاف التعليق: «ما دام أكثر الأميركيين لم يصوتوا في الانتخابات الأخيرة (80 في المائة تقريبا من البالغين)، يظل عامة الشعب المحافظ والتقليدي هو الذي يسيطر على حكم الولايات المتحدة».
وعارضت الانسحاب بقوة افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز»: «انسحابنا من اتفاقية باريس يدعو للخجل»، في هذا تفوقت الصحيفة على منافستها صحيفة «واشنطن بوست»، حيث عارضت أيضاً، لكن بقوة أقل. (في الحقيقة، تظل الأولى أكثر معارضة لكل سياسات ترمب من الثانية، كما توضح افتتاحيات الاثنتين).
قالت افتتاحية «واشنطن بوست»: «ترمب يدير ظهره أمام العالم»، (دون كلمات مثل «خجل» و«عار»).
في الجانب الآخر، هناك صحف اليمين:
جاءت افتتاحية صحيفة «نيويورك بوست» تحت عنوان طويل: وهو «ينسحب من صفقة باريس... ترمب مع أميركا ومع العالم»، وجاءت افتتاحية صحيفة «وول ستريت جورنال» تحت عنوان قصير: «ترمب يودع باريس»، وجاءت افتتاحية مجلة «ناشيونال ريفيو» تحت عنوان قصير أيضاً: «لا... لباريس»، وأيضاً افتتاحية صحيفة «واشنطن تايمز»، تحت عنوان: «ترمب ينفذ وعده».
يلفت النظر إلى أن افتتاحيات صحف اليمين هذه نشرها البيت الأبيض في بيان رسمي، بصفتها جزءا من حملة البيت الأبيض الإعلامية «الجديدة»، في الشهر الماضي، كتبت عن هذا الموضوع صحيفة «واشنطن بوست»، وقالت: إن ترمب، بعد أن شتم الصحافيين، واتهمهم بما يشبه خيانة الوطن، قرر أن يتولى هو نفسه حملته الإعلامية الخاصة به. وها هو يفعل ذلك، مواكبة لقراره بالانسحاب من اتفاقية باريس.
من جانبها، تناولت الصحف الأوروبية عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية، من بينها كيف أمضى صدام حسين الأيام الأخيرة في حياته، وخطة بريطانيا لمكافحة التطرف، واقتراب قوات التحالف بزعامة الولايات المتحدة من الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا إلى جانب ملفات أخرى منها ردود الفعل الدولية الغاضبة جراء انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من اتفاقية باريس للتغير المناخي.
ففي بلجيكا نرى اهتمام صحف بروكسل بهذا الملف، ونقلت صحيفة «ستاندرد» اليومية عن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال قوله إن قرار ترمب غير مسؤول، ويلغي الوعود السابقة، ودافع ميشال عن حق الأوروبيين في حماية الاقتصاد الأوروبي في سياق إجراءات مشتركة.
وننتقل إلى لندن، ووسط انشغال الصحف البريطانية بأصداء إعلان الولايات المتحدة انسحابها من اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي، وتصاعد الحملات الانتخابية بين المتنافسين في الانتخابات البريطانية، انفردت صحيفتا «غارديان» و«فاينانشيال تايمز» بتكريس افتتاحيتيهما لقضايا الأمن الإلكتروني.
وحملت افتتاحية صحيفة «غارديان» عنواناً يقول: «إذا سأل العم سام عن (فيسبوك)، فهو لا يخطط لصداقتك!». وتقول الافتتاحية إن شهية أجهزة الأمن القومي الأميركية للمعلومات الشخصية تبدو نهمة ولا تشبع، ففي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت إدارة أوباما بسؤال بعض الزوار الأجانب عن أسماء حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد حذر ناشطون في مجال الحريات المدنية من مخاطر ذلك، وقد وسعت هذه الإجراءات تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب؛ إذ يمكن أن يطلب من الساعين إلى الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة تقديم كل الهويات التي استخدموها في وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الخمس السابقة للتقدم بالطلب.
وننتقل إلى صحيفة «فاينانشيال تايمز» ومقال لإريكا سولومون وأحمد مهدي من جنوب تركيا بعنوان: «تنامي الشبكات الاستخباراتية مع اقتراب التحالف بقيادة الولايات المتحدة من جوهرة تاج تنظيم داعش». تقول الصحيفة إن حسن، وهذا ليس اسمه الحقيقي، ليس الوحيد الذي يقدم معلومات استخباراتية عن تنظيم داعش للتحالف الدولي مقابل نقود.
وتضيف، أن جمع المعلومات الاستخباراتية نما بصورة كبيرة في الشهور الستة الأخيرة، وذلك وفقا للمعلومات التي استقتها من 9 سوريين يشاركون في تقديم المعلومات الاستخباراتية. وتقول الصحيفة: إن زيادة أعداد الذين يقدمون معلومات لتستعين بها قوات التحالف جاءت مع طرح تساؤلات عن زيادة عدد القتلى بين المدنيين في هجمات قوات التحالف.
الصحف الفرنسية تواصل اهتمامها بقضية الوزير ريشار فيران، ويقول أحد النواب الاشتراكيين في مقابلة مع صحيفة «لوباريزيان»، إنه يجب الحكم عليه من خلال عمله السياسي. «ليبراسيون» اهتمت في افتتاحيتها بسياسة ماكرون الخارجية، ولا سيما تلك المتعلقة بأوروبا، الصحيفة الفرنسية كتبت أن «البريكست» وسياسة دونالد ترمب دفعا باتجاه تعزيز العلاقات الفرنسية الألمانية التي تركز جهودها على تقوية المنظومة الأوروبية، ولتحقيق هذا الهدف بإمكان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تعول على الرئيس الفرنسي الجديد الذي جعل من تماسك السياسة الأوروبية إحدى أولوياته لتتضح شيئا فشيئا ملامح نظام أوروبي جديد.. لكن «ليبراسيون» تعود لتؤكد أن الملفات التي تنتظر ماكرون وميركل والقادة الأوروبيين كثيرة وتحتاج إلى حلول مستعجلة.
7:49 دقيقة
صحف أوروبا وأميركا ترد على انسحاب ترمب من اتفاقية باريس
https://aawsat.com/home/article/943861/%D8%B5%D8%AD%D9%81-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3
صحف أوروبا وأميركا ترد على انسحاب ترمب من اتفاقية باريس
- واشنطن: محمد علي صالح
- بروكسل: عبد الله مصطفى
- واشنطن: محمد علي صالح
- بروكسل: عبد الله مصطفى
صحف أوروبا وأميركا ترد على انسحاب ترمب من اتفاقية باريس
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة