مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

حاميها حراميها

في كلمة مرتجلة أمام مجموعة من الكهنة تذكر (البابا فرنسيس) الواقعة التي حدثت عندما كان في بوينس آيرس، وقال إنه ذهب إلى جنازة كاهن مسن كان يحبه، لكنه لاحظ أن النعش خال من الزهور، فقام بشراء بعضها ووضعها في النعش، حيث يرقد الكاهن ممسكاً بمسبحة.
وأضاف قائلاً: «وفجأة ظهر اللص الصغير القابع داخلنا جميعاً وأنا أضع الزهور، فنزعت الصليب الذي كان في مسبحته. وإنني منذ ذلك الحين وأنا أتذكر الكاهن والرحمة التي كان يعامل بها الآخرين»، وأردف قائلاً: «إننا لن نهزم ونسيطر على ذلك (اللص) إلا بمزيد من الإيمان» انتهى.
ولي أنا مع ذلك الصغير القابع داخل صدري معركة محتدمة تدور منذ سنوات، ولولا إيماني المتماسك لفعلت الأعاجيب، والخوف كل الخوف لو أنني ضعفت.
المشكلة ليست في هؤلاء (الحونش) من أمثالي الذين لا يهشون ولا ينشون، ولكنها في من يتقلدون المسؤوليات، وهم المفترض عليهم أن يحافظوا على الأمانات. وإليكم نماذج سريعة منهم:
أحالت النيابة العامة في دبي إلى محكمة الجنايات مدير فرع بنك، بتهمة اختلاس 26 مليون درهم من حساب عميل على مدار فترة تقارب 4 سنوات، ومن خلال أكثر من 46 أمر صرف نقدي بعد تزوير محررات رسمية لتغيير بيانات تخص المجني عليه. انتهى.
ألقي القبض على وزير أرجنتيني سابق بعد العثور عليه وهو يخفي ما قيمته ملايين الدولارات من المجوهرات والنقود في أحد الأديرة.
وقال مسؤولون إن امرأة تسكن بالقرب من الدير اتصلت بالشرطة بعد أن رأت رجلاً يلقي أكياساً بلاستيكية مليئة بالنقود عبر سور الدير، وعندما وصلت الشرطة ألقت القبض على الرجل الذي اتضح أنه خوسيه لوبير وزير الأشغال، وقال كريستيان ريتوندو وزير الأمن في مؤتمر صحافي، إن لوبيز كان في «حالة صدمة» عندما ألقي القبض عليه، وعرض تقديم رشوة للشرطة. انتهى.
تعارك رجال الشرطة الهنود بعد أن فشلوا في تقاسم رشوة أعطاها لهم تجار الشارع في عاصمة ولاية أوتار براديش الهندية.
وقد سجل شهود العيان العراك بالفيديو الذي انتشر بسرعة هائلة على الإنترنت، وشاهدت ذلك الفيديو بأم عيني، بما فيه من لكم ورفس وعض. انتهى.
وأرجل وأكثر أمانة من كل هؤلاء الرجال (الخناشير) هي لوبيدج زوجة حاكم أفقر ولاية في أميركا، وهي ولاية (Maine) وراتب زوجها لا يزيد عن 70 ألف دولار في السنة، لهذا هي تعمل «غرسونة» في مطعم سياحي من أجل توفير دخل إضافي لأسرتها، وكذلك لشراء سيارة لها بالتقسيط.
وقالت لمقدم بإحدى القنوات الفضائية: «يا عزيزي فتش عن المال». انتهى.
وقد هزتني بثقتها بنفسها، وكذلك باحتفاظها بشيء من ملاحتها السابقة.