عندما دخلت أورور عزّ الدين مجال تصميم الجواهر أخذت على عاتقها ليس فقط صياغة الأحجار الكريمة بتصاميم أنيقة بل صياغتها بحرفية ترقى بها إلى الفنية. كان مهماً بالنسبة لها أن تحمل كل قطعة ميزة التجدد لترافق المرأة في كل مناسباتها الحميمة، سواءً كانت خاتم كوكتيل أو أقراط أذن أو عقوداً أو أساور.
تقول في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «أستوحي تصاميمي عموما من الطبيعة. فهي أقرب إلى المرأة وأكثر ما يُبرز أنوثتها وجمالها». دخلت أورور عالم تصميم الجواهر منذ نحو عشرين عاما. كانت دائما مدفوعة برغبة في الخروج عن المتعارف عليه، بمعنى التقليدي. لم يكن الاكتفاء باستخدام الأحجار الكريمة مطروحاً بالنسبة له، إذ لا بد أن تصاحبها فكرة وقصة. تقول: «طفت العالم أبحث عن كل ما ندر وعز من هذه الأحجار، وهو ما ينعكس على أعمالي التي تغلب عليها مسحة معتقة أي «أنتيك». فهذه لها قصص خاص لأنها تستحضر نساء من التاريخ كما تُجسد الطبيعة في أجمل أشكالها». وقد وصل شغف المصممة بهذه الأشكال القديمة إلى حد اقتنائها لإعادة صياغتها بأسلوبها، وهو ما يفسر ظهور الموديلات القديمة في أعمالها كثيرا. يعود تاريخ بعض الخواتم التي تشتغل عليها إلى أكثر من ألف عام تقريبا. ما تقوم به أنها تحتفظ بركيزة هذه القطع مع تحديثها بعض الشيء لكي تلائم العصر. للحصول على هذه القطع القديمة تجوب أورور الأسواق العالمية فضلاً عن اعتمادها على عملائها في لبنان ولندن وباريس ممن يعرفون عشقها لهذه القطع التاريخية والاحترام الذي توليه لخصوصيتها. فهي لا تكتفي بأن تأتي تصاميمها بشكل مبتكر وأنيق فحسب، بل تراعي أيضاً الدقة في الصنع، منطلقة بأن نجاح أي مصمم لا يكتمل إذا لم يحرص على متابعة عمله من الألف إلى الياء.
أقراط أذن على شكل فراشة أو وردة يتوسطها مجسّم عصفور مطعّم بالماس والياقوت، وأسورة بزخرفات من الأرابيسك أو الموزاييك، وعقد من اللؤلؤ الأبيض مع حجر (سفير) زهري مطعّم بالذهب الخالص يتوسطه مجسّم قفص تتراقص فيه حبات من اللؤلؤ كلما تحرّك، عينة من الأشكال التي تُبدعها أورور عزّ الدين وتلقى إقبالا من قبل نساء من جميع الأعمار.
شكل الحجر الكريم وحجمه ولونه عناصر مهمة تُلهمها وتحدد لها نوع التصميم الذي ستقوم به. على غرار ما هو متبع في الـ«هوت الكوتير» لا تنتج سوى قطعة وحيدة وفريدة من نوعها. هذا التفرد يحتاج منها إلى كثير من العمل والابتكار فضلاً عن أجواء مناسبة للإبداع حسب قولها: «عندما أقوم بعملي أنزوي مع نفسي وأنفصل عن العالم تماماً لأني أحتاج إلى أجواء يسودها الصفاء والسكينة حتى أستطيع أن أتخيل وأرسم وأنفذ. فقط عندما تتوافر الأجواء المناسبة تتوضح لي الصورة أكثر وتبدأ رحلة ترجمة أفكاري على الورق».
تلقى تصاميم أورور عزّ الدين إقبالاً في العالمين العربي والغربي على حد سواء، وتعيد سبب تحمس المرأة لاقتناء قطعة من توقيعها إلى تميزها وتفردها. تميزها لأنها تحرص على أن تكون مريحة لا يزعج ملمسها أو قياسها أو وزنها صاحبتها، وفي الوقت ذاته أنيقة تتناغم مع لون بشرة المرأة وأسلوب حياتها. «فليس كلّ ما هو على الموضة عملي». أما تفردها فيعود إلى أنها لا تنتج سوى قطعة واحدة من كلّ تصميم ما يجعل الإقبال عليها أكبر للفوز بها.
من هذا المنظور لا تملك في محلّها الكائن في منطقة «السوديكو» مخزنا أو ما يسمونه بـ«ستوك» في عالم الأعمال. فقوتها لا تكمن في العدد بل في النوعية. المشكلة التي تعاني منها وتضعها تحت ضغوطات كثيرة أنها دائماً متحفزة ومستعدة للجديد. فليس من الوارد أن تتنازل عن الجودة أو تتراجع في المستوى، وهو ما يعني أنها لا تتوقف عن التفكير أو العمل لكي تفي بطلبات كل من يقصدها.
شهدت في مشوارها الطويل عدة تغييرات. ففي السابق مثلاً كانت تقدم تصاميم تتنوع حسب تنوع المناسبة. في رمضان أو عيدي الفطر والأضحى مثلاً كانت تُصدر جواهر تحاكي الهلال أو باللون الفيروزي وما شابه من أشكال بمواد تعشقها المرأة العربية. اليوم ابتعدت عن هذا التقليد كما اكتسبت تصاميمها حداثة وتنوعاً أكبر، مستعينة بالماس والعاج واللؤلؤ والياقوت كما بالذهب الأصفر والأبيض وما شابه من مواد ثمينة.
7:57 دقيقة
أورور عزّ الدين... مصممة تعشق جواهرها بروح التاريخ
https://aawsat.com/home/article/951776/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D8%B2%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B5%D9%85%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B4%D9%82-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE
أورور عزّ الدين... مصممة تعشق جواهرها بروح التاريخ
أورور عزّ الدين... مصممة تعشق جواهرها بروح التاريخ
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة