حذر وزير التنمية الألماني جيرد مولر، من تدفق حركة لاجئين كبيرة يصل عددهم إلى 100 مليون شخص منحدرين من أفريقيا في اتجاه الشمال، حال عدم نجاح الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين.
وقال مولر في تصريحات خاصة لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس الأحد، إن مستقبل العالم يتقرر بذلك في أفريقيا بصفة خاصة، وأشار إلى أن عدد السكان في أفريقيا يزداد بمعدل مليون شخص أسبوعياً، مشدداً على ضرورة منح هؤلاء الأشخاص آفاقاً اقتصادية في مواطنهم.
وقال: «إذا واصلنا العمل كما يحدث حتى الآن، لن يكون هناك أي فرصة أخرى للمواطنين في أجزاء كثيرة من أفريقيا غير القدوم إلينا»، ودعا لـ«خطة مارشال» التي تتمثل في برنامج استثماري مؤسس على نطاق واسع لأجل أفريقيا.
وسوف تتم مناقشة الوضع في أفريقيا كموضوع رئيس للمرة الأولى في قمة مجموعة العشرين المنتظرة في مدينة هامبورج على مدار يومي 7 و8 من شهر يوليو (تموز) القادم.
يذكر أن الحكومة الاتحادية تعهدت لرؤساء دول وحكومات دول أفريقية خلال قمة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا التي انعقدت في برلين تحت شعار «الاستثمار في مستقبل مشترك» بتقديم مساعدات بقيمة 300 مليون يورو.
ومن شأن هذه الأموال مساعدة أي دول ذات توجه إصلاحي في أفريقيا على جذب الاستثمارات. وأوضحت متحدثة باسم المستشارة أنجيلا ميركل أن الهدف من القمة «تعزيز التعاون من أجل نمو اقتصادي دائم للدول الأفريقية».
وكان وزراء مالية مجموعة الدول العشرين الأكثر ثراء في العالم، دعوا خلال قمة في مارس (آذار) نظراءهم من ساحل العاج والمغرب ورواندا وتونس إلى الانضمام إليهم لتشكيل هذه الشراكة التي سيطلق عليها اسم «معاهدة مع أفريقيا» (كومباكت ويذ أفريكا).
وأعلنت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أنه «علينا إيجاد في دول جنوب الصحراء الظروف المواتية للتطور والتدريب من أجل السكان وأسرهم».
وحتى الآن، جنوب أفريقيا هي الدولة الأفريقية الوحيدة العضو في مجموعة العشرين. ولم يدرج النمو الاقتصادي في أفريقيا فعلاً على جدول أعمال قمم هذه المجموعة من قبل.
يقول مسؤول في وزارة المالية الألمانية، إن هذه الأولوية لأفريقيا ليس معناها أن ميركل تريد إعداد خطة مساعدة مالية، بل إيجاد «فرصة لاجتذاب الاستثمارات والأرباح والوظائف»، مضيفاً أن الدعم السياسي الذي تقدمه مجموعة العشرين يمكن أن يجعل هذه الدول أكثر جاذبية لجهات التمويل الخاصة.
واستضافت ألمانيا أكثر من مليون طالب لجوء في السنوات الأخيرة، خصوصا من سوريا والعراق وأفغانستان. والمسألة ملحة جداً بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي الذي لا يبدو قادرا حتى الآن على وقف تدفق المهاجرين القادمين بمعظمهم من دول جنوب الصحراء، الذين يعبرون إلى السواحل الإيطالية من خلال ليبيا التي تشهد نزاعا منذ إطاحة نظام القذافي.
وترى ميركل أن السبيل الأساسي لوقف التدفق هو معالجة أسباب الهجرة، وإيجاد آفاق لهذه الشعوب في دولها.
وأعلنت المتحدثة باسم ميركل أن «التنمية الاقتصادية يجب أن تكون بوتيرة سريعة لتأمين مستقبل مناسب للشاب، والحد بالتالي من ضغوط الهجرة».
وأشادت منظمة «وان» غير الحكومية، بالمبادرة الألمانية في إطار مجموعة العشرين، لكن «الاقتراحات الحالية غير كافية»؛ لأنها تركز خصوصا على الدول الأكثر استقرارا، وعلى الاستثمارات الخاصة. وتابعت المنظمة أنه «لتأمين آفاق مستقبلية لـ450 مليون شاب أفريقي سيحلون على سوق العمل في السنوات العشرين المقبلة، فعلى الدول الأفريقية بالتأكيد إجراء إصلاحات واستثمارات، لكن مجموعة العشرين يجب أن تزيد أيضاً مساعدات حكومية في قطاعات أساسية مثل التعليم».
وأشارت في تقريرها الأخير إلى أن القارة الأفريقية ستضم خلال خمسين عاما عددا أكبر من الشباب، بالمقارنة مع كل دول مجموعة العشرين مجتمعة.
7:57 دقيقة
ألمانيا تدعو لبرنامج استثماري من أجل أفريقيا
https://aawsat.com/home/article/955726/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7
ألمانيا تدعو لبرنامج استثماري من أجل أفريقيا
حذرت من تدفق حركة لاجئين كبيرة من القارة السمراء إلى أوروبا
ألمانيا تدعو لبرنامج استثماري من أجل أفريقيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة