سيكون المنتخب البرتغالي بطل أوروبا على موعد مع تحد صعب أمام منتخب روسيا صاحب الأرض والجماهير، بينما تبدو الطريق ممهدة أمام المكسيك لتخطي عقبة نيوزيلندا اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لكأس القارات لكرة القدم.
على ملعب «سبارتاك» بالعاصمة موسكو ستقاتل روسيا للحفاظ على صدارة المجموعة الأولى بعد فوزها في المباراة الافتتاحية على نيوزيلندا 2- صفر، في حين يحتل المنتخبان البرتغالي والمكسيكي المركز الثاني بنقطة واحدة بعد تعادلهما 2 - 2.
ويخوض المنتخب الروسي الذي يستضيف نهائيات كأس العالم السنة المقبلة، أول اختبار حقيقي؛ إذ لا يمكن الحكم على عرضه في مواجهة نيوزيلندا المغمورة نسبيا.
ويقف التاريخ بعد تفكك الاتحاد السوفياتي إلى جانب المنتخب الروسي في المواجهات التي جمعته بنظيره البرتغالي على ملعبه؛ إذ فاز مرتين وتعادلا مرة واحدة في 6 مواجهات بينهما، حيث فازت البرتغال في المباريات الثلاث الأخرى لكن على أرضها.
ويقود المنتخب الروسي حارسه المخضرم إيغور أكينفييف الذي سيخوض مباراته الدولية رقم 100.
وستكون المباراة مميزة أيضا بالنسبة إلى لاعب منتخب روسيا دينيس غلوكاشوف، ولا سيما أنها تقام على أرض ملعب فريقه سبارتاك موسكو، وقال في هذا الصدد: «ستكون المباراة مميزة بالنسبة إلي. سيكون الأمر رائعاً إذا نجحت في التسجيل في مرمى البرتغال على ملعبي».
وتثير المباراة ضد البرتغال الاهتمام في روسيا ويلخص غلوشاكوف هذا الأمر بقوله: «هذا الأمر طبيعي لأن الكثير من الأشخاص يريدون رؤية كريستيانو رونالدو في النهاية، إنها المرة الأولى التي تقام فيها كأس القارات في بلادنا وهي لحظات مؤثرة من دون أدنى شك. من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نحظى بالدعم من المدرجات».
في المقابل، أكد فرناندو سانتوس، مدرب البرتغال بطلة أوروبا 2016، أنه سيلجأ إلى بعض التعديلات على التشكيلة الأساسية التي خاضت المباراة ضد المكسيك، وربما يزج بمهاجم برشلونة الإسباني أندريه سيلفا أساسيا إلى جانب كريستيانو رونالدو، والجناح برناردو سيلفا المنتقل حديثا من موناكو إلى مانشستر سيتي بدلا من لويس ناني.
وأعرب رونالدو قائد البرتغال عن ثقته بالقدرة على تخطي الخيبة بعد التعادل مع المكسيك التي سجلت في الوقت بدل الضائع، وقال في هذا الصدد: «سيطرنا على المباراة بالكامل، لكن شباكنا استقبلت هدفا في الوقت القاتل. هذه هي كرة القدم».
وأضاف: «لم تكن النتيجة التي نرغب فيها... تبقّى لنا مباراتان، ونحن واثقون من أننا نملك الإمكانات وبالتالي نحن مطمئنون من هذه الناحية. الآن يجب التفكير في مباراة روسيا».
وأوضح صاحب التمريرية الحاسمة التي سجل منها زميله ريكاردو كواريزما الهدف الأول في مرمى المكسيك: «إذا فزنا سنكون على بعد خطوة من التأهل، ولهذا يجب عدم دق جرس الإنذار مبكرا».
في المباراة الثانية على ملعب سوتشي تعتبر المكسيك التي قدمت عرضا جيدا أمام البرتغال، أوفر حظا لتحقيق الفوز.
وتتطلع المكسيك إلى إحراز النقاط الثلاث على حساب نيوزيلندا اللاهثة وراء تحقيق باكورة انتصاراتها في رابع مشاركة لها في هذه البطولة.
وتعول المكسيك على أفضل هداف في تاريخها خافيير «تشيتشاريتو» هرنانديز الذي رفع رصيده إلى 48 هدفا على الصعيد الدولي عندما سجل الهدف الأول لمنتخب بلاده في مرمى البرتغال، والفرصة سانحة أمامه ضد بطل أوقيانيا ربما لبلوغ الرقم 50.
وتكمن نقطة القوة لدى المنتخب المكسيكي في قدرته على الاستحواذ على اللكرة بنسبة عالية، وهو ما حصل أمام البرتغال، حيث احتفظ لاعبوه بالكرة بنسبة 61 في المائة.
يذكر أن المنتخب المكسيكي توج بكأس القارات عندما استضاف البطولة عام 1999 بفوزه على نظيره البرازيلي.
أما منتخب نيوزيلندا فيأمل في قطع سلسلة من عشر مباريات متتالية دون أي انتصار، مني بالهزيمة في تسع منها، خلال مشاركاته في بطولة كأس القارات، علما بأنه لم يسجل أي أهداف في آخر خمس مباريات بسجل مشاركاته في البطولة.
وأكد أنطوني هودسون، المدير الفني لمنتخب نيوزيلندا، أن فريقه سيخوض مباراة المكسيك بلا خوف، وقال: «لا يزال لدينا هدف واحد، وهو التأهل في هذه البطولة.. أتوقع مباراة جيدة حقا، وأتوقع أن يظهر فريقنا حماسا هائلا».
وكان منتخب نيوزيلندا قد خسر بصعوبة أمام نظيره المكسيكي 1 - 2 في المباراة الودية التي جمعتهما في أكتوبر (تشرين اللأول) الماضي، لكن هودسون قال: إن منافسه بطل الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) تطور بشكل أكبر، بدليل تعادله الثمين مع المنتخب البرتغالي بطل أوروبا 2 - 2.
وقال هودسون «يمكننا أن نتفق جميعا على أن المنتخب المكسيكي هو فريق من طراز عالمي... وقد بدأ البطولة بشكل جيد حقا».
والتقى المنتخبان ست مرات حتى الآن ففازت نيوزيلندا في الأولى 4 - صفر عام 1980 قبل أن تتفوق المكسيك في المواجهات الأربع الأخرى، اثنتان منها في ملحق مونديال 2014 بعد حلولها رابعة في منطقة الكونكاكاف (فازت ذهابا 5 - 1 وإيابا 4 - 2).
* إشادة بشباب ألمانيا
من ناحية أخرى، حظي المنتخب الألماني ولاعبوه الشباب بالكثير من عبارات الإشادة بعد البداية الناجحة في البطولة والفوز على أستراليا 3-2 في الجولة الأولى.
وفي إطار استراتيجية المدير الفني يواخيم لوف الخاصة بالاستعداد لمونديال 2018، عمد إلى إشراك مجموعة جديدة من الشباب الواعدين في كأس القارات، وقد قدم معظمهم مؤشرات جيدة، رغم الحاجة إلى تطوير بعض الجوانب خلال المباراة المقبلة أمام المنتخب التشيلي.
وكان جيروم بواتينغ ومسعود أوزيل، المتوجان مع المنتخب بمونديال 2014 والغائبان عنه في البطولة الحالية، من أوائل من هنأوا المنتخب بالفوز وأشادوا بالخلفاء المحتملين.
وكتب بواتينغ: «أحسنتم أيها الفتيان»، كما كتب لاعب الوسط أوزيل عبر حسابه «التهنئة لكل الفريق». وجاءت تلك الإشادة قبل توجه المنتخب الألماني من سوتشي إلى مدينة كازان التي سيواجه فيها الفريق المهمة الأكثر صعوبة أمام منتخب تشيلي بطل أميركا الجنوبية.
وكان لوف قد واجه انتقادات من البعض بسبب استبعاد عناصر أساسية بالمنتخب أمثال بواتينغ، وأوزيل، وتوني كروس، وماتس هوميلز، وتوماس مولر، وحارس المرمى مانويل نوير من القائمة التي يخوض بها كأس القارات.
لكن لوف استهدف منح أطول فترة راحة ممكنة للنجوم الأساسيين قبل الموسم المقبل، الذي سيشهد تنافس المنتخب الألماني على الحفاظ على لقب كأس العالم.
كذلك يهدف لوف إلى استغلال كأس القارات في تقييم الجيل الجديد من اللاعبين الشبان، وكذلك الوقوف على مستوياتهم بدقة لاختيار أفضل العناصر لتعزيز المنتخب في المونديال.
وشكلت مباراة أستراليا مؤشرا واضحا بالنسبة للوف، حيث لعب ليون غوريتزكا نجم شالكه دور البطولة، بينما يحتمل أن تكون المباراة هي الأخيرة لبيرند لينو حارس مرمى باير ليفركوزن.
فقد ساهم غوريتزكا في صناعة الهدف الأول للمنتخب الألماني الذي سجله لارس ستيندل، كما حصل على ركلة الجزاء التي سجل منها القائد جوليان دراكسلر الهدف الثاني، وبعدها أضاف بنفسه الهدف الثالث.
وأشاد لوف بغوريتزكا (22 عاما): قائلا: «ليون دائما ما يترك بصمة واضحة، إنه لاعب قوي بدنيا وفنيا وقدم أداء رائعا في هذه المباراة».
أما عن الحارس لينو، فقد صرح لوف: «كان يجب أن يسيطر على الكرة ويمسك بها كي لا يسمح بالهدف الثاني للمنتخب الأسترالي والذي أشعل المباراة من جديد».
وفي المباراة المقبلة أمام تشيلي، يتوقع أن يتولى مارك أندريه تير شتيغن حارس برشلونة حماية عرين المنتخب الألماني.
وأكد لوف على شعوره بالرضا من الفريق بشكل عام، وقال: «أشعر برضا شديد... الفتيان يعلمون الأساسيات ويتمتعون بقدرات عالية. الحقيقة أننا لم نتجمع إلا منذ عشرة أيام فقط لكن الفريق قدم أداء رائعا... لقد اكتسب طاقة هائلة خلال فترة قصيرة».
البرتغال تواجه تحدياً صعباً أمام روسيا... والمكسيك مرشحة لتخطي نيوزيلندا
الإشادة بمنتخب ألمانيا المتجدد بعد الفوز بأول جولة في بطولة كأس القارات
البرتغال تواجه تحدياً صعباً أمام روسيا... والمكسيك مرشحة لتخطي نيوزيلندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة