اعرف قياسات ضغطك
* يعاني ما يقرب من ثلث سكان العالم البالغين من ارتفاع ضغط الدم، وتختلف النسبة ارتفاعاً وانخفاضاً حسب المنطقة من العالم والمستوى الاقتصادي المعيشي، إذ ينتشر ارتفاع ضغط الدم بين الأفراد في جميع مجتمعات العالم، حيث توجد أعلى معدلات الانتشار في أفريقيا (46 في المائة من البالغين) في حين توجد أقل معدلات انتشاره في الأميركيتين (35 في المائة من البالغين). وقد لوحظ أن معدلات انتشار ضغط الدم تقل في البلدان مرتفعة الدخل عنها في الفئات منخفضة ومتوسطة الدخل بفضل توفير الرعاية الصحية على نحو أفضل.
ومحلياً، تشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة السعودية إلى أن انتشار ارتفاع ضغط الدم يزداد مع التقدم في السن، فتبلغ نسبة انتشاره 3.2 في المائة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 24 سنة، وتصل إلى 51.2 في المائة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 سنة وتبلغ ذروتها 70 في المائة من بين أولئك الذين تعدت أعمارهم الـ65 سنة. وقد تمت ملاحظة ارتفاع حالات ما قبل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث وصلت إلى 46.5 في المائة بين الذكور (3 ملايين)، و34.3 في المائة بين الإناث (أكثر من مليونين). وإضافة إلى عامل العمر، فإن الأشخاص الآخرين المعرضين لارتفاع ضغط الدم هم ذوو البشرة الداكنة، ومن أصيب أحد والديهم بالمرض، وبعض النساء الحوامل، والمدخنون، الذين يتناولون كثيراً من ملح الطعام، والمقللون من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين دي، والمعرضون للانفعالات النفسية والعصبية المصابون ببعض الأمراض المزمنة كالسكري والكولسترول المرتفع وأمراض الكلى وأصحاب الأوزان الزائدة والسمنة المفرطة.
ويتكون ضغط الدم من جزأين هما: ضغط انقباضي وهو ينتج عن مقدار ضغط الدم على جدران الشرايين عند انقباض القلب ويكون الطبيعي عادة أقل من 120 ملم زئبق، وضغط انبساطي وهو ينتج عن ضغط الدم على جدران الشرايين عند انبساط القلب ويكون الطبيعي أقل من 80 ملم زئبق. وأما إذا ارتفع عن ذلك المعدل إلى ما دون 139/ 89 ملم/ زئبق، فيكون مؤشراً إلى مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم. وإذا ارتفع إلى ما دون 160/ 99 ملم/ زئبق، فيكون الشخص مصاباً بارتفاع الضغط من المرحلة الأولى. وما زاد على 160/ 100 ملم/ زئبق فهو المرحلة الثانية الشديدة من ارتفاع ضغط الدم.
وخطورة هذا المرض تكمن في عدم وجود أعراض واضحة له، فإذا لم يتم اكتشاف وعلاج الإصابة بالمرض مبكراً، فإن الشخص يصبح معرضاً لأضرار الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية وتهديدات صحية أخرى.
وعليه، يجب على الجميع التنبه لبعض الأعراض التي قد تشير إلى ارتفاع ضغط الدم، ومن ثم عليهم استشارة الطبيب، مثل: الصداع، والدوار، ونزف الدم من الأنف، وخفقان غير منتظم بالقلب وطنين الأذن.
علاج إسعافي متخصص للسكتة القلبية
* يحتل توقف القلب المركز الأول في أسباب الوفيات في العالم، وذلك بنسبة 12.2 في المائة من مجموع الوفيات، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يبقى توقف القلب في المركز الأول بين أسباب الوفيات حتى عام 2030 بناء على الإحصائيات التي أجرتها المنظمة. ويعود هذا التقدير إلى أن تغير أنماط العيش، وخصوصاً في دول الشرق الأوسط، وتحسن الأنظمة الصحية في معالجة الأمراض المعدية والحوادث يجعل من أمراض القلب وتوقف القلب التحدي الصحي المقبل.
وقد أجريت دراسة دنماركية وطنية واسعة بهذا الخصوص، قادتها طبيبة القلب الدكتورة تين ترانبيرغ (Dr Tinne Tranberg) مع مجموعة من زملائها في مستشفى جامعة آرهاس بالدنمارك (Aarhus University Hospital) ونشرت نتائجها في 28 مارس (آذار) 2017 في مجلة القلب الأوروبية (the European Heart Journal).
شارك في الدراسة أكثر من 41 ألف مريض ممن عانوا من السكتة القلبية الفجائية خارج المستشفى بين عامي 2001 و2013. ووجد أن هناك انخفاضاً في معدل الوفيات، كان مرتبطاً بالتوجه المباشر إلى مراكز القلب التخصصية حيث يلقى المرضى علاجاً نوعياً بعد عمل تصوير للأوعية الدموية التاجية للقلب (coronary angiography، CAG) وكذلك التدخل الشرياني التاجي عن طريق الجلد (percutaneous coronary intervention، PCI). وبالطبع فإن مثل هذه التدخلات العلاجية المتقدمة لم تكن لتعمل للمرضى في المستشفيات العامة في حال انتقالهم إليها.
وقد سجل في نتائج الدراسة أن 9 في المائة فقط من مجموع المرضى المشاركين في الدراسة، كانوا لا يزالون على قيد الحياة بعد 30 يوماً، علماً بأن نحو 30 في المائة فقط من أولئك المرضى هم من نقلوا مباشرة إلى مراكز القلب المتخصصة، في حين تم نقل الباقي منهم، وهم الأغلبية إلى المستشفيات المحلية العامة. وقد وجد أيضاً أن أكثر من 20 في المائة من المرضى الذين نجوا من الموت وظلوا على قيد الحياة كانوا قد خضعوا لتصوير الشرايين التاجية للقلب (CAG)، و15 في المائة منهم أجريت لهم عملية التدخل الشرياني التاجي عن طريق الجلد (PCI) بناء على نتيجة التصوير.
وبالمقارنة مع مرضى السكتة القلبية الأخرى، فقد وجد أن التنويم مباشرة بمراكز القلب المتخصصة كان مرتبطاً بالتحسن والنجاة بنسبة 11 في المائة خلال فترة البقاء على قيد الحياة مدة 30 يوماً، وكان مرتبطاً بالتحسن والبقاء على قيد الحياة بنسبة 45 في المائة عند مجموعة المرضى المصابين بالسكتة وأجريت لهم قسطرة شرايين القلب (CAG) ثم التدخل الشرياني عن طريق الجلد (PCI).
وعلقت د. ترانبيرغ على هذه النتائج بأن وجود مراكز للقلب متخصصة وإن كانت قليلة هي شرط أساسي للرعاية المتقدمة بعد الإنعاش، وعلاوة على ذلك، فإن الاستخدام العنيف والمركز مثل تصوير الأوعية التاجية الحادة والتدخل التاجي عن طريق الجلد في مرضى سكتة القلب قد يترجم إلى الحصول على أعلى معدل للبقاء على قيد الحياة في المستقبل.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة