مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

إدارة ترمب وقطر... ما الحكاية؟

تعوّل الأماني السياسية القطرية، ومن خلفها جماعة «الإخوان» وحلفاء الطبيعة؛ فلول اليسار والقومية، على تفتت الموقف الأميركي لصالح الدوحة.
الأخبار من على منصّات قطر المباشرة وغير المباشرة، توحي للمتابع بأن واشنطن غاضبة من الموقف السعودي الإماراتي البحريني المصري ضد السياسات القطرية الضارّة.
الحال أن من يتابع تصريحات رأس الإدارة الأميركية، دونالد ترمب، يجده متطابقًا مع الدول العربية المعاقبة لقطر، بسبب دعمها وتمويلها وإعلامها المسخّر لمصالح الإخوان وكل جماعات الفوضى.
لكنه يجد لغة ملتبسة ربما في كلام وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وبدرجة أقل في كلام البنتاغون.
قبل أيام تحدثت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي بجلسة استماع للكونغرس الأميركي، وقالت بصراحة إن جماعة «الإخوان» مصدر للمشكلات في الشرق الأوسط، بل ذهبت أبعد من ذلك وهي تتحدث عن الأزمة القطرية فقالت: «واشنطن تملك قاعدة عسكرية في الدوحة، لكن ترمب يولي اهتماماً أكبر للقضاء على (داعش) والإرهاب».
من يعبر عن إدارة ترمب حقا، وهل ثمة خلل؟
خلل لاحظه السياسي الأميركي البارز دنيس روس بمقالة كاشفة في 23 يونيو (حزيران) الحالي، وقال بصراحة: «حان الوقت لنقول للقطريين إننا مستعدون للتخلي عن قاعدة العديد والضمان الأمني الضمني لقطر، إلا إذا توقفت عن دعمها لـ(الإخوان) المسلمين».
وخاطب إدارة ترمب: «يجب أن تتوقف الرسائل المختلطة التي تبعث بها الإدارة الأميركية: فمن جانب، يُنسَب للرئيس ترمب الفضل في حملة الضغط السعودي على قطر، كما أعلن بعد ذلك أن (قطر يجب أن تُوقف تمويلها للإرهاب) و(آيديولوجيتها المتطرفة فيما يتعلق بالتمويل)، في الوقت ذاته، أشاد البنتاغون بإسهامات قطر في جهودنا العسكرية، ودعا الوزير تيلرسون إلى إنهاء المقاطعة التي تقودها السعودية».
وختم بهذه النصيحة الاستراتيجية: «في مشهد مُربك، يجب ألا تدع الإدارة مجالاً للشك في أهدافها وأولوياتها».
من هذا الهدف الذي أعلى رايته دنيس روس، تكون نقطة الانطلاق الحقيقية.
لا ينقضي العجب من كلام بعض الغربيين، مثل الألمان، المنحاز نوعا ما للرواية القطرية - الإخوانية، بحجة أن الوقت هو وقت توحيد الجهد لمحاربة الإرهاب - «داعش».
حسنا، وهل عاقبت الرياض والمنامة وأبوظبي والقاهرة الدولة القطرية، بسبب الخلاف على التعريفة الجمركية أو أسعار الفواكه مثلا؟!
الغضب كان تحديداً بسبب إسهام الدوحة، بصور مختلفة، بتغذية الفوضى وجماعات الفوضى، وفي مقدمها شبكات الإرهاب المتأسلمة!
من جهة يلومنا الغرب - نستثني ترمب - على تكاسلنا في مكافحة الإرهاب - زعموا - وحين ننشط للمواجهة، يلومنا مرة أخرى!
قالها دنيس الروس... الغموض بهذه الأوقات خطير، مع التحية للوزير تيلرسون.