مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أغلى ابتسامة في العالم

صحيح (إن بعض الظن إثم)، غير أن ظني الذي سوف أطرحه وأصر عليه، ليس فيه إن شاء الله أي إثم، لأنه حقيقة شاهدة وظاهرة للعيان.
وأقولها بكل قواية عين: إن المرأة تتزين بالدرجة الأولى لكي تغيظ امرأة أخرى، أكثر من أن تتزين لكي تنال إعجاب الرجل.
وكمدخل لهذا المقال، لا بد من الإشارة للمطربة السعودية (توحه) أطال الله بعمرها، وهي بالنسبة للسعودية بمثابة (منيرة المهدية) بالنسبة لمصر، عندما كانت أميرة الطرب في عزها.
وفي مطلع حياة (توحه) غنت أغنيتها الشهيرة (أشر لي بالمنديل يا هوه)، ومن ضمن كلماتها تقول: (فستانوا كحلي طويل يا هوه)، عندها تهافتت النساء على شراء كل قماش كحلي في الأسواق لتفصيل فساتينهن، للاستعراض بها في منصات أفراح الأعراس والمناسبات، وهات يا رقص، وكل واحدة منهن تظن أن الأغنية لم تقَل إلاّ فيها هي.
طبعاً تبدل الزمن ودخلت على المجتمع صرعات (الموضات) من كل حدب وصوب، ولم تعد للفساتين الكحلية الطويلة أي سوق - ورحم الله زمان أول -
غير أن المرأة تظل هي المرأة، ولم تعدم عن استغلال كل ما هو مثير لإغاظة وحسد امرأة أخرى مثلما ذكرت.
وتفتقت قريحة سيدة خليجية أن تقدم على عمل لم تسبقها إليه أي امرأة في كل العصور، حيث ذهبت إلى عيادة أسنان شهيرة في إمارة دبي، للحصول على ابتسامة أين منها ابتسامة (الموناليزا)، لأنها ابتسامة مصنوعة من الذهب عيار (24) قيراطا، ومطعمة بأنقى أنواع (الألماس) من دون حفر أو برد الأسنان، بحيث توضع كنوع من الزينة خلال المناسبات والتقاط الصور التذكارية، ولم تكن تتخيل أن طلبها ذلك سيكون سبيلها إلى موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية وسيجعلها صاحبة أغلى ابتسامة في العالم بتكلفة (153) ألف دولار، متفوقة بذلك على (مادونا) وليدي (غاغا) اللتين ظهرتا قبل مدة على شبكات التواصل الاجتماعي بابتسامات ذهبية متواضعة جداً مقارنة بها.
وأصبحت طوال الوقت (فاغرة الفهشه) – مثلما يقول أهلنا في عسير – أي دائمة الابتسامة والبريق - و(يا أرض انهدّي ما حدّش قدّي).
السؤال الذي حيرني ولم أجد جوابا عنه هو: كيف يتسنى لها مضغ الطعام مثلاً؟! ثم كيف يتسنى لها حماية نفسها وأسنانها لو أنها مشت في الشارع وحيدة وهي تحمل هذا الكنز الثمين بين فكيها؟! لأنها في تلك الحالة سوف تكون صيدة سمينة لأي فرد من عصابات (التشليح) كحالتي.
ولا شك أنها ستكون غبية لو أنها لم تؤمن على طقم أسنانها الألماسية، ويا ليتها تكرمني وتعطيني ولو سناً واحدة من أسنانها، وسوف أدعو لها كلما أصبحت وأمسيت.