مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

الوسواس القهري

أقولها بفمي الملآن ومن دون أي تردد: تظل المرأة «مشكلة» سواء إذا أحبت أو إذا كرهت.
ومقولتي هذه ليست عن تجربة، ولكن عن تفكير وتبصّر وتمعّن، ولكي تقتنعوا إليكم بعض ما جرى:
اعتقلت الشرطة الأميركية امرأة مكسيكية بتهمة الاتصال بخطيبها السابق «77» ألف مرة في الأسبوع، بالإضافة إلى إرسال «1937» بريداً إلكترونياً و«41229» رسالة نصية و«217» رسالة صوتية و«647» خطاباً، وتعد هذه الواقعة إحدى أغرب جرائم المطاردة في تاريخ البلاد.
وقد استهلكت هي أكثر من ثلاثة تليفونات للاتصال به ومطاردته «24» ساعة يومياً على تليفونه وفي منزله وعمله، وقد شخص الأطباء حالتها بمرض «الوسواس القهري»، الله لا يكتبه على أحد منكم.
ويعتقد أنها قد تكون استهلكت أيضاً كميات كبيرة من مشروبات الطاقة والمنشطات، لتساعدها على البقاء مستيقظة للاتصال بخطيبها السابق دون توقف، الأمر الذي كان يعوق «ويليام» عن الاستمرار في حياته بشكل طبيعي، وعندما «طفح به الكيل»، اضطر لأن يستنجد بالبوليس.
وهناك حادثة أخرى هي أخف من سابقتها، ولكنها كانت في النهاية كارثة على صاحبتها، فحسب ما ذكرته جريدة «البيان» الإماراتية، أن زوجة خليجية كانت لديها شكوك مرضية أن زوجها له علاقات بأخريات، فأقدمت على شراء تليفون جديد، وبدأت بالاتصالات المتلاحقة بزوجها بصوت مختلف مخبرة إياه بمدى إعجابها به، واستطاع زوجها الذكي أن يكتشف ألاعيبها وحركاتها «القرعة»، فما كان منه في نهاية الأمر إلا أن يرفع ضدها قضية إزعاج، انتهت بالطلاق، وعلى نفسها جنت «براقش».
وصدق المولى عندما نهانا عن «التجسس»، واغتياب بعضنا بعضاً.
كما أن هناك مثلاً أسير أنا على خطاه وأضعه دائماً حلقة في أذني وهو: «كل شيء بالسيف، إلا المحبة بالكيف»، لهذا قلما حصلت لي «مطبات» موجعة في حياتي.
ولم أجد هناك رجلاً أكثر غباء وشراسة من أب نيجيري أرغم ابنته ذات الـ14 عاماً على الزواج من رجل هو أكبر من والدها، فما كان منها إلا أن تضع للمعازيم «سم الفئران» في الوليمة، ونقلوا على أثرها للمستشفيات مصابين بالإسهال والقيء، بمن فيهم العريس والوالد.
غير أن اللذين دخلا مزاجي، هما زوجان بريطانيان «جورج» و«دورثي» اللذان تزوجا «بالمحبة والكيف»، واستمرا متعانقين في حياتهما، بعضهما مع بعض 68 سنة بالتمام والكمال. ثم غادرا الدنيا سوياً في شهر يونيو (حزيران) الماضي، هي توفيت قبله، ثم لحقها هو بعد عشر ساعات فقط، ودفنا بعضهما بجانب بعض في قبرين متلاصقين.
وهناك احتمال لو أنني ذهبت هذه السنة إلى «مانشستر»، فلا شك أنني سوف أضع على قبريهما بعض زهور النرجس.



عاجل فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة