توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية

قال في حوار مع «الشرق الأوسط» وشقيقتها المجلة إنه عارض دعم {نظام الإخوان} في مصر... وحذّر من خطر سقوط بريطانيا

توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية
TT

توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية

توني بلير: برنامج ولي العهد السعودي للتغيير طموح وضروري للغاية

في عام 1997، أصبح توني بلير زعيم حزب العمال البريطاني البالغ من العمر 43 عاماً حينئذ أصغر رئيس وزراء لبريطانيا منذ عام 1812. تولى بلير المنصب لمدة عشرة أعوام، قاد فيها حرباً، وعملية سلام، وتغييراً في حزبه، وعولمة للاقتصاد البريطاني. لقد أدخل روحاً جديدة من الانفتاح إلى أعمال الحكومة. وأدى دوراً مهماً في «وساطة اتفاق الجمعة العظيمة» عام 1998، في آيرلندا الشمالية. وعلى الساحة العالمية، أيد التدخلات الإنسانية في كوسوفو وسيراليون، وأثبت أنه حليف عسكري قوي للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.
ومنذ تقاعده من الحكومة، أصبح بلير قائداً لمساعي إقامة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويعمل على تشجيع التسامح والتفاهم بين الأديان من خلال مؤسسة توني بلير لحوار الأديان. وعن طريق معهد توني بلير للتغيير العالمي، يدعم التنمية الوطنية حول العالم عبر الحكومات الرشيدة والإصلاح الثقافي.
في لقائه الحصري مع «المجلة»، وشقيقتها «الشرق الأوسط» (ينشر بالتزامن في المطبوعتين)، دعا رئيس الوزراء الأسبق توني بلير إلى استعادة التوسط في السياسة البريطانية والوصول إلى حل وسط حول «بريكست». وتحدث عن القيادات الجديدة في العالم العربي، مع تركيز خاص على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقدّم تقييماً لفرص عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية في إطار حل إقليمي. كما طالب الغرب بالاعتراف بأن الاضطراب الإقليمي والدماء المراقة في الأساس صراع قيمي بين قوى التطرف وأبطال التسامح.
وإلى نص الحوار...
* كيف تُقيِّم أداء الحكومة البريطانية الحالية، والأسلوب الذي تتعامل به تيريزا ماي مع الخلافات القائمة داخل مجلس الوزراء؟ وكيف ترى الطريقة التي تناولت بها ماي المسائل المتعلقة ببرج غرينفل، والحوادث الإرهابية الأخيرة، ومفاوضات «بريكست» الحالية؟
- الحكومة في موقف صعب للغاية في الوقت الحالي - وخصوصاً السيدة ماي. ربما أعارض رئيسة الوزراء بشدة في قضية «بريكست»، لكنني أؤيدها في الإجراءات التي تتخذها ضد الإرهاب. وكانت كارثة برج غرينفل مأساة كبرى، خصوصاً بالنسبة للمجتمع. وأُقدر الجهود التي بذلتها أجهزة الطوارئ، التي تستمر في التعامل مع التداعيات المعقدة والمرهقة. ويجب علينا الآن أن ننتظر نتائج التحقيقات.
* انتقدتَ زعيم حزب العمال، جيريمي كوربن، بسبب آرائه اليسارية المتشددة. إذا ما نظرنا إلى الزخم الذي يبدو أنه يحظى به، هل تعتقد أنه يمكن أن يصبح رئيس الوزراء المقبل، (وقد يكون ذلك في وقت قريب) في ظل الأزمة الراهنة التي أصابت حكومة المحافظين؟ وما الذي تخشى أن يحدث مع حكومة كوربن؟
- كانت نتائج حزب العمال في انتخابات يونيو (حزيران) لافتة للأنظار بلا شك. ونعم، أنا لم أتوقعها. وأشيد بأسلوب جيريمي كوربن في الحملة الانتخابية، والطريقة التي استطاع بها حزب العمال حشد الناخبين الشباب وبث شعور حقيقي بالحماس، لقد استطاع بالتأكيد الوصول إلى شيء حقيقي وقوي، ومن الواضح أن هناك رغبة حقيقية واسعة للتغيير ولسياسة العدالة الاجتماعية. يجب أن يساعد ذلك على تغيير الكيفية التي نختلف بها في السياسة، وأن يُغيّر الحلول السياسية المتاحة. ولكن يظل ما أخشاه يتعلق بمخاطر عدم تغيير برنامج كوربن، إذا أصبح رئيساً للوزراء وسعى إلى تنفيذه في الوقت ذاته مع «بريكست». وكما كتبت في الفترة الأخيرة، إذا جاء بعد مجموعة شعوبية يمينية مؤيدة لـ«بريكست» مجموعة شعوبية يسارية تتبنى سياسات اقتصادية يسارية متشددة، أخشى أن بريطانيا قد تسقط ولن تستطيع النهوض سريعاً. وأشير أيضاً إلى أن سياسة الوسط لم تكن متاحة بالفعل في الانتخابات الأخيرة، وتكشف النتائج عن دولة منقسمة بشدة. ومع أن الوسط قد يبدو مهمشاً في الحياة السياسية البريطانية في الوقت الحالي، في الحقيقة الحاجة إليه أصبحت ملحة الآن.
* ذكرتَ في لقاء لك أخيراً مع «سكاي نيوز» أنه «من الضروري ألا يتم (بريكست)». وكما تعلم، هناك أصوات في بريطانيا قد ترى أن إلغاء «بريكست» خيانة للعملية الديمقراطية... فما ردك على هذا الرأي؟
- أوضحت أني أحترم الاستفتاء. وإذا لم تتغير إرادة الشعب، حينها سيتم «بريكست». لكنني أعتقد أن الرأي العام يتغير حيث أصبحنا ندرك الضرر الذي سيحدث نتيجة لـ«بريكست». لقد مررنا بعام من النقاش حول ما يعنيه «بريكست» بالفعل، ورأينا تأثير الاستفتاء على عملتنا واقتصادنا، والناس أصبحوا أكثر دراية بتلك الأمور الآن. إن مغادرة الاتحاد الأوروبي معقدة، وسوف تستغرق أعواماً، ولا أرى أن استبعاد احتمالية الوصول إلى تسوية منطقي على الإطلاق، الأفضل البحث عن وسيلة لبقاء بريطانيا داخل أوروبا مع إصلاحها. لذلك؛ أؤكد على ضرورة تغيير بنود النقاش حول «بريكست»، مع تركيز أكبر على التحديات الحقيقية التي تواجهها الدولة.
* ما بوادر الأمل التي تراها وسط الألم والمأساة في الشرق الأوسط اليوم؟
- أهم بادرة أمل هو أنه وسط كل هذا الألم والمأساة، هناك تحول يجري في المنطقة. أعتقد أن المنطقة تعمل على مواجهة تحدٍ كبير قديم، وهكذا سوف تتصل مع العالم الحديث وتصبح مجتمعاتها متسامحة دينياً واقتصادها قائم على قواعد. أرى أنها منطقة في مرحلة انتقالية، حيث ينبع الألم من التصادم حول كيفية تعامل المنطقة مع العالم الحديث والعولمة، ولديها في ذلك خياران، فإما أن تختار تسييس الدين والإسلام السياسي، وإما أن تختار المجتمعات المنفتحة والمتسامحة والمتعلمة التي تتصل بالعالم. إذا اختارت المسار الثاني، أعتقد أن مستقبل المنطقة سيكون مشرقاً. ولكنه كفاح ضروري. وبوادر الأمل التي أراها هي:
1) قادة مستعدون للوقوف والقيادة اليوم.
2) الشعوب ذاتها التي ترغب في الفعل في ذلك المجتمع الأفضل والأكثر اعتدالاً.
* هل يمكن أن توضح لنا نماذج محددة من هذا النوع من القادة؟
- أبرز مثال هو ولي العهد السعودي الجديد الذي شرع في برنامج تغيير طموح وضروري للغاية، وهو يتماشى مع مكانة المملكة بصفتها بلاد الأماكن المقدسة ومركزا للإسلام. وهو يتولى عملية تغيير اقتصادي واجتماعي ضرورية، وسوف تكون هناك مجموعة جديدة كاملة من الأشخاص الفعَالين والأذكياء والأكْفاء في مراكز مهمة. في الوقت ذاته، يتصدى الرئيس المصري (عبد الفتاح) السيسي، مع كل التحديات التي تواجهه، لطريق جماعة الإخوان المسلمين المسلح، ويحاول أن يجري أيضاً تغييرات وإصلاحات ضرورية في مصر. ومحمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي) قائد له مكانة استثنائية، فقد ساعد على تحويل الإمارات إلى ما هي عليه اليوم. وأعتقد أن جميع استطلاعات الرأي تكشف عن رؤية الشباب لها كدولة يرغبون في الاقتداء بها. والعاهل الأردني الملك عبد الله وملك البحرين (حمد بن عيسى آل خليفة) نموذجان آخران لهذا النوع من القيادة. وأرجو عندما يتم حل المسائل المتعلقة بقطر أن تكون هناك قيادة شابة أيضاً. عندما أنظر إلى المنطقة أرى كثيراً من القيادات الجديدة الذكية والفاعلة التي تعلم ما يجب أن يحدث. وحتى على الرغم من وجود مناطق توتر واضحة في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها، أعتقد أن الطريق إلى المستقبل في كل هذه المناطق ستكون مشابهة. وهو الدفع بقوة للتصدي لنفوذ دولة إيران الدينية، ليس لأنه من إيران، لكنه لأنه يعبر عن صورة أخرى لأسلوب مضلل يعمد إلى تسييس الدين.
* ما الأفكار التي ترى أنها تغلب على «رؤية 2030» التي تتبناها المملكة العربية السعودية، وما رأيك في المبادرة؟
- في رأيي «رؤية 2030» هي أول خطة عمل متماسكة بالفعل يمكن أن تتخذها الدولة للتواصل الكامل مع العالم الحديث ولتحقيق النجاح. وأعتقد أنها مهمة حقيقية. من الواضح أن التحديات قائمة أمام عملية التنفيذ، وهذا هو مكمن الصعوبة. ولكنني أرى أن هناك عزماً على التغيير، ومن المهم أن يقف العالم في الخارج خلفه. في برنامج التنوع الاقتصادي، والإصلاح والتحول من اقتصاد يعتمد على النفط، من الواضح أن هذا توجه صائب. لذلك؛ «الرؤية» هي المسار الصحيح الذي يجب اتخاذه، على الرغم من العقبات التي قد تعترضها، لكن الطريق صحيحة والوجهة طيبة.
* ما النصيحة التي تقدمها للشباب في العالم العربي من أجل المستقبل؟
- أنصح الشباب في المنطقة كما أنصح أبنائي إذا استمعوا لي: اخرجوا واكتشفوا العالم ولاحظوا، إنها فرصة ممتعة، تحديداً لأنك ستصبح أكثر تواصلاً. الأمر الثاني الذي سأقوله هو أننا نحتاج إلى الشباب للتقدم وتولي مناصب قيادية، وليس فقط في القطاع الخاص، ولكن أيضاً في الحكومة والخدمة العامة. من السهل للغاية انتقاد الحكومة، ولكن من الصعب كثيراً العمل في الحكومة وتحقيق نجاح في النظام. وكلما أضفنا مواهب في خدمة تنمية الدولة، سنحقق نتائج أفضل. وأخيراً، وأهم شيء هو أن يكون لديكم شغف بما تفعلونه. إذا كان عملكم مجرد وظيفة، لن يكون لديكم دافع، وبالتالي لن تقدموا أفضل ما لديكم مطلقاً، ولن تدركوا حجم إمكانياتكم.
* في ضوء مساعيك المستمرة للمساعدة على حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ما أهم جوانب حل الصراع؟
- أولاً، ما زال الرأي الغالب أن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولتين لشعبين. ثانياً، المشكلة ليست في أنك لا تستطيع التفاوض على البنود. المشكلة بالتحديد هي تغيير السياق الذي تتم في إطاره المفاوضات. ما أعمل عليه بالفعل هو كيفية إقامة حوار صحيح داخل المنطقة ككل لتغيير ذلك السياق. يعني ذلك إجراء تحسينات كبرى في حياة الفلسطينيين من خلال مفاوضات قادرة على النجاح.
* تدور مناقشة مهمة حول ما يسمى «النهج الإقليمي»... فهل هذا يختلف كثيراً عن المساعي السابقة؟
- أعتقد أن «النهج الإقليمي» يحمل أكبر إمكانية للتغيير؛ لأنه إذا تدخلت المنطقة بقوة، سيملك الفلسطينيون قوة الدعم الإقليمي لتحقيق السلام، وسوف يطمئن الإسرائيليون إلى أن السلام الذي سيحققونه ليس مع الفلسطينيين فحسب، بل مع المنطقة بأسرها. ومبادرة السلام العربية في رأيي هي أفضل إطار عمل يمكن من خلاله أن تتقدم الأمور، ونظراً لأنها مبادرة صدرت من المملكة العربية السعودية، فالمنطقة تتبناها. والتغيير الذي أرغب أن أراه هو اشتراك المنطقة في المساعدة على تحقيق ذلك السلام. وفي النهاية، السلام يجب أن يتم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي الأعوام القليلة الماضية على وجه التحديد، بدأت المنطقة في أداء دور أكثر فاعلية.
* ما بعض الأمثلة على الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الأطراف الإقليمية؟
- لدينا مثال الآن على ما يحدث في غزة. من مصلحة الجميع أن تتحسن الأحوال المعيشية في غزة. وتستطيع المنطقة أن تساعد في الضغط على جميع الأطراف لكي تسمح بتحقيق تحسن كبير - في الكهرباء والماء والصرف الصحي والقطاع الخاص والإسكان - وقد عملت كثيراً في تلك القضايا. وتستطيع المنطقة تشجيع قيادة الشعب الفلسطيني ودعمها عندما تصل إلى التسويات اللازمة لتحقيق السلام. إذا ما نظرنا إلى فقدان الشعب الإسرائيلي، وكذلك الفلسطيني في رأيي، الثقة في الطريقة التقليدية المعتادة في معالجة القضية، فسيكون تعاون المنطقة بأكملها في إطار توجه كامل نحو منطقة أكثر انفتاحاً وتسامحاً أمرا إيجابياً للغاية.
كذلك يجب على الإسرائيليين اتخاذ خطوات كبيرة نحو السلام، لكني أعتقد أن الأمر سيكون أسهل عليهم كثيراً إذا شعروا بأن المنطقة تقف خلفه. وأرى أننا إذا حققنا حلاً للقضية الفلسطينية، ستكون إمكانية التعاون الإقليمي هائلة في مجالات الاقتصاد والمجتمع والثقافة والجغرافيا السياسية. ولك أن تتخيل قوة ونفوذ الدول العربية وإسرائيل معا تظهر للعالم الغربي. سيكون أمراً عظيماً. نعرف أن القضية الفلسطينية هي مفتاح وباب لذلك التعاون، لكني أجد اليوم رغبة أكثر نشاطاً لإنجاح هذا التعاون مما كان موجوداً منذ أعوام عدة.
* ما فوائد الحل من وجهة نظرك؟
- هناك فوائد اقتصادية عملية للغاية تتعلق بالمياه والزراعة والتكنولوجيا على سبيل المثال. وعلى صعيد الجغرافيا السياسية، إذا كنت ترى مثلي أن مشكلة السياسات الإيرانية هي أنها تصدّر زعزعة الاستقرار والاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة، فسوف يكون من الأقوى أن تتبنى البلدان العربية وإسرائيل قضية واحدة للسبب ذاته. أحد الأشياء التي أؤمن بها كثيراً هي أنه من الخطأ تماماً النظر إلى المنطقة كما يراها كثير من المعلقين الغربيين، وكأن هناك صراعاً على النفوذ بين السعودية وإيران، أو صراعاً سنياً شيعياً. فهو ليس كذلك في رأيي. بل يتعلق بالقيم وليس المصالح، وليس النزعات الطائفية، كما يتعلق بما إذا كنت في الجهة التي تكافح الإرهاب والتطرف وتدعو إلى التسامح أم لا.
* أشرت إلى دور الثقافة في تنمية أي دولة...
- للثقافة دور جوهري. في النهاية، الدرس الحقيقي للحياة الحديثة هو أن الطريق إلى الرخاء الاقتصادي والتماسك المجتمعي تمر عبر التواصل وعمل الأشخاص مع بعضهم على مختلف الأديان والثقافات والأجناس والبلدان والانتماءات العرقية. لماذا أصبحت لندن مدينة كبرى اليوم؟ لأنها منفتحة ومتسامحة مع الكثير من الثقافات المختلفة التي تعيش معاً في تماسك وقيم مشتركة. لذلك؛ لا يوجد اقتصاد حديث أو تقدمي يعتمد على رؤية رجعية متأخرة للمجتمع. على سبيل المثال، تعد مساواة المرأة في النهاية أساسية للنجاح الاقتصادي في المستقبل، ودونها لن تستطيع الدول أن تحقق النجاح. وبالتالي أي تحيّزات من أي نوع - سواء كانت ثقافية أو غيرها - لن تكون خاطئة فقط لذاتها، بل لأنها تحول دون الطريق الحقيقية للنجاح في العالم الذي نحيا فيه اليوم. لهذا السبب دور الثقافة أساسي، ومثلها مثل سيادة القانون. ومفتاح استيعاب المنطقة في اللحظة الراهنة هو التفاهم. إذا ضربنا مثلاً بالعراق أو سوريا، لن تجد استقراراً مطلقاً إلا إذا كان هناك قبول باحترامك للاختلاف، وإلا فلن يكون هناك مستقبل لتلك الدول. ويتعلق أغلب ذلك بمسائل بين المسلمين ذاتهم، وليست العلاقات بين المسلمين واليهود والمسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى فقط.
* ما بعض الأدوات التي يمكن استخدامها لتعزيز ثقافة التسامح؟
- التعليم ضروري جداً. نحتاج إلى تعليم الشباب ليكونوا منفتحين ومتسامحين. وأفضل أنظمة التعليم اليوم تُدرس للشباب كيف يكونون مبدعين. لا يتعلق الأمر بتعليم الشباب عن طريق التلقين - تلك الطريقة التي تعلمت بها في صغري. اليوم يجب أن يدور التعليم حول تعريف الشباب كيف يكونون مبدعين ومبتكرين. لن تعلمهم كيف يكونون مبدعين ومبتكرين إذا كنت تعلّمهم التحيز. ودور الدين مهم للغاية. ونحتاج إلى إعطاء مساحة لرجال وعلماء الدين الذين يبثون رسالة التسامح. هناك الكثير منهم، وكثيرٌ منهم يؤدون عملاً رائعاً في هذا الصدد، ونحتاج إلى إظهارهم ودعمهم.
* هل هناك دور تؤديه أطراف خارجية في دعم تلك العملية؟
- هناك طرق عملية لتقديم الدعم فيما يتعلق بالمساعدة في الأنظمة التعليمية، ولكن المهم الآن للغرب أن يدرك مكمن الخطر ويحدد تعريفاً لهذا الصراع في المنطقة تحديداً. والمشكلة هي أن جزءاً كبيراً من الخطاب الغربي يرى ذلك باعتباره صراعاً بين السلطة والمصالح، وهو ليس كذلك في الواقع. إنه صراع قيم أساسية. وإحدى الوسائل الكبرى التي تستطيع أن تقدم بها أطراف خارجية المساعدة هي الوقوف إلى جانب الناس الذين يؤمنون بذلك. والسبب الذي عارضت من أجله السياسة الغربية تجاه مصر والإخوان المسلمين، على سبيل المثال، هو أنه كان من الواضح أننا إذا دعمنا الإخوان المسلمين في مصر فسوف ندعم نظاماً سيكون غير متسامح بدرجة كبيرة، وبعيداً عن أنه سيرجع بمصر إلى الخلف، سيمثل تهديداً أمنياً كبيراً علينا، ناهيك بمصر أو المنطقة. في رأيي من المهم للغاية أن نرى هذه الرؤية للإسلام السياسي على حقيقتها، وهي أنها رجعية. ينطبق الأمر أيضاً على أي دين سواء المسيحي أو اليهودي أو الهندوسي، وبالفعل هناك أشخاص يفعلون ذلك في كل هذه الأديان. إذا وصل الأمر إلى تسييس الدين بتلك الطريقة، سيصل إلى الإضرار بالمستقبل. وسوف تصل إلى إقصاء الناس. فإذا قلت إن هذه هي وجهة نظر دينية، وإذا لم تؤيدها فأنت عدوي. كان القرن العشرون حافلاً بتلك الآيديولوجيات السياسية، وهي موجودة في القرن الحادي والعشرين، وسواء كانت دينية أم سياسية فهي شمولية بطبيعتها. وبالتالي هي رجعية ومتأخرة.
* هناك شعور بأن جزءاً من عدم التسامح الذي نشهده في العالم اليوم لم يأت من البلدان العربية أو العالم النامي، ولكن من بعض أوساط الغرب...
- ما فعلناه - وبريطانيا مثال جيد على ذلك وقد علمته من المعارك التي خضتها في أثناء رئاستي للوزراء - هو أن مجتمعاتنا متسامحة ومنفتحة للغاية، ولكن للأسف في بعض الأحيان ما يحدث هو أننا سمحنا لتلك الجماعات بالقدوم واستغلال هذه الضيافة. وبالفعل توجد جيوب للتطرف في الغرب الآن والتي يمكن أن تعود إلى المنطقة. والإجابة مشابهة: لا تتسامح مع عدم التسامح. سيكون علينا اتخاذ خطوات في الغرب لمواجهة ذلك في الوقت المناسب. ولكن أولاً يجب علينا أن نحدد ما هي المشكلة. لذلك؛ أحياناً ما نسمع الناس في الغرب يقولون اعملوا مع من يسمون بالإسلاميين «الأكثر اعتدالاً» بدل التعامل مع المتطرفين الأكثر عنفاً. هذا رأي شائع للغاية. وردي هو أن أحدهما يؤدي إلى الآخر في النهاية. وعلينا أن نواجه الفكر المتطرف، وليس فقط العنف. ويجب أن نتعامل بطريقة مختلفة. فيجب استخدام القوة الكاملة مع من يستخدمون العنف، ولكن من يروجون لفكرة عدم التسامح فيجب أن نواجههم أيضاً. وأعتقد أنه لا يزال هناك تردد في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا لفعل ذلك.
* هل يمكن أن تخبرنا عن رأيك في النزاع في سوريا؟
- النزاع في سوريا في الواقع مأساة مروعة. سأوجز لك جزءاً من خلفياتي عن هذا الأمر: إلى حد ما بسبب تجربتي في العراق عام 2003. عندما بدأ الربيع العربي في عام 2011، كنت متفهماً لدوافعه تماماً. ولكني علمت أيضاً من خبرتي أن الإطاحة بالنظام شيء ولكن تحقيق استقرار البلاد بعد ذلك شيء آخر مختلف بالكامل ويشكل تحدياً مغايراً؛ نظراً لأن بعض تلك الأنظمة كان يغطي على توترات عميقة، وبمجرد أن رُفع الغطاء تثور التوترات. لذلك؛ في عام 2011 قلت إنه إذا أمكن إيجاد سبل سلمية لانتقال السلطة فسيكون حلاً أفضل. بعدها عندما قالوا في الغرب إن (رئيس النظام بشار) الأسد يجب أن يرحل، قلت لهم حسناً أخرجوه. ولكن عندما تتركه هناك دون طريق للخروج، فسوف تتسبب في مشكلة كبيرة. ما حدث حينئذ كان واضحاً عندما استعان بمن يدعم موقفه، ولجأ إلى قمع وحشي لبلاده، وكانت الصورة المروعة والصادمة للحرب. وها نحن الآن في وضع من الصعب أن نرى فيه حلولاً جيدة، بل من المستحيل رؤيتها، ولكن السياسة الغربية يجب أن تفعل أمرين: أن تستعد لطرح التزام حقيقي، وأن نتأكد من أن أي دستور جديد يتم تبنيه يضمن مبادئ التسامح الديني ويطبقها. أرى أن الأمر صعب للغاية حالياً، ولكن من المؤكد أنه يمكننا اتخاذ قرارات إلا إذا كنا مستعدين لتخصيص موارد لها. وفي هذا الصدد، كان رد فعل إدارة ترمب على الأسلحة الكيماوية مهماً للغاية. فقد أرسلت إشارة واضحة جداً. في سوريا، الطريقة الوحيدة التي سنصل بها إلى حل هو أن يعرف النظام أنه لن يُسمح له بالاستمرار في السلطة إلى أجل غير مسمى، وأن المعارضة مستعدة للتعاون خلف المبادئ التي يستطيع الشعب ككل دعمها. وهذا أمر سهل قوله، وفعله بالغ الصعوبة.
أشعر بقلق بالغ بشأن سوريا. وفي العراق أرى فرصة حقيقية، إذا أراد الشعب انتهازها، بأن تتحد الدولة، لكن سيتطلب الأمر من القيادة داخل البلاد أن تنحي الخلافات الطائفية جانبا. ومجدداً، المنطقة، السعودية وغيرها من المناطق في العالم، يمكن أن تؤدي دوراً مهماً.
* ما رأيك في التصورات الغربية للحرب في اليمن؟
- أرى أن أهم شيء من وجهة نظر الغرب هو أنهم يعلمون أن الحرب في اليمن تتعلق بالمبادئ، فكما قلت، إيران ترغب في دعم الحوثيين وترسيخ وجود لعملاء إيران بالقرب من السعودية. وفي ظل ما شهدناه في لبنان، ليس من المفاجئ أن يرى السعوديون ذلك مصلحة استراتيجية أساسية. ومجدداً الحلول مشابهة، وهي استيعاب أن الأمر الوحيد الذي سيفلح هو إدخال أنظمة حكم وتسامح ملائمة. ويجب على الغرب أن يعرف أنه من الضروري التغلب على هذين التحديين: تطرف «القاعدة»، وهو يشكل خطراً هائلاً على شبه الجزيرة، وتهديد الهيمنة الإيرانية بالتمدد إلى اليمن؛ إذ لن يكون هناك مخرج إلا إذا تم التغلب عليهما.
* ما بعض الأنشطة الحالية في معهد توني بلير للتغيير العالمي؟
- يوجد في المعهد الذي أديره أربعة عناصر. لكنها جميعاً تتعلق بفكرة واحدة، كيف يمكن جعل العولمة ناجحة للشعوب. ورأيي هو أن التغيير المستمد من العولمة – عبر التكنولوجيا والسفر والهجرة والتجارة - يتسارع وحتمي بدرجة ما. وإذا أبعدت العالم ستتحول من رؤية منفتحة إلى رؤية منغلقة – تتعلق بالحمائية ومعاداة الهجرة والتطرف والتحيز الثقافي، فسيصبح العالم حينها أقل أماناً ورخاء. لذلك أرى أنه من الضروري إتاحة الظروف للناس كي تزدهر في القرن الواحد والعشرين. وأولاً يجب أن نساعد أفقر قارة في العالم، أفريقيا، على التطور. وهناك نعمل على الحوكمة: لا يتعلق الأمر بالإعانات بقدر ما يتعلق بمساعدة هذه البلدان على تطوير مؤسساتها وأنظمة حكوماتها. وإذا تطلعت إلى العالم اليوم، ستجد أن الدول تنجح أو تفشل بناء على جودة الحكم بها. ويمكنني أن أعطيك أمثلة على دول متجاورة، بها تعداد السكان ذاته والموارد ذاتها، حيث تنجح أحدها وتفشل أخرى. والفارق بينهما هو الحكم. هناك كولومبيا وفنزويلا على سبيل المثال. وبولندا وأوكرانيا. ورواندا وبوروندي. أو أكبر نموذج للحكم البشري في العالم على الإطلاق، ممثلاً في شبه الجزيرة الكورية، أقصد الكوريتين الشمالية والجنوبية. في كل من تلك الأمثلة، يكمن الاختلاف في جودة الحكم. لذلك أول شيء نفعله يتعلق في الغالب بأفريقيا. نعمل مع رؤساء أفارقة، وندخل مباشرة إلى داخل النظام، وأعمل أنا وفريقي على مساعدتهم على الحصول على قدرات مؤسسية وتنفيذ برامج تغيير.
الأمر الثاني الذي يعرقل تقدم العالم هو عدم التسامح الديني. لدينا برنامج تعليمي كامل، حيث نصل بين أشخاص من ديانات مختلفة حول العالم. ولدينا 250 ألف طالب ملتحقون ببرامجنا. ونقدم مواد تعليمية للمدارس، ونُعلم الناس أساليب التسامح الديني، ونجري أبحاثاً تحظى بالاعتبار حول التطرف وكيف يحدث، وما إلى ذلك. أما العنصر الثالث فهو تحديداً في الشرق الأوسط. وفي رأيي، إذا تمكنا من حل مشكلات القضية الإسرائيلية - الفلسطينية، سيكون ذلك هزيمة كبيرة للرؤية المنغلقة. وذلك أيضاً جزء من السعي إلى أن يكون العالم أفضل.
وأخيراً، نرغب أيضاً أن تكون سياسات الغرب في موقف قوي ومنفتح. لهذا آخر عمل بدأت فيه في الفترة الأخيرة يتعلق بكيفية تعامل الغرب مع مشكلاته السياسية الخاصة، نظراً لأن مشكلاتنا الداخلية سوف تؤثر على بقية العالم. ونرى الآن النزعة الشعوبية في تياري اليمين واليسار، حيث لم يعد الناس يقدمون حلولاً، بل يعتلون موجة الغضب. ولكننا بدلاً من ذلك، نريد تقديم حلول. لذلك؛ أنشأنا فريقاً للبحث في حلول سياسية لتوترات التغيير، نظراً لأن العولمة والتغيير يربكان المجتمعات ويغيران حياة الناس، وهناك من يتخلفون، مجتمعات تتخلف عن الركب. نبحث في كيفية التعامل مع تلك المشكلات. تلك هي العناصر الأربع الأساسية التي أعتقد أنها ستجعل العولمة تنجح.



الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة

رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
TT

الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة

رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)

أعلن رئيس الإكوادور دانيال نوبوا ثاني حالة طوارئ أمس (الجمعة) بسبب أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ترشيد الاستهلاك في البلاد، بحسب «رويترز».

وأعلن نوبوا، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني)، حالة طوارئ في مجال الطاقة، وأصدر قبل أيام توجيهات بانقطاع الكهرباء لفترات على مدار اليوم، لكن هذه الخطوة سيتم تعليقها غداً الأحد لإجراء استفتاء يبدو أنه سيفوز به بشأن مجموعة من الإجراءات الأمنية.

وسعى إعلان الطوارئ الأول الذي أصدره في يناير (كانون الثاني) إلى الحد من الجريمة المتزايدة من خلال السماح بمزيد من التنسيق بين الجيش والشرطة.

وفي حالة الطوارئ التي أعلنت اليوم السبت ولمدة 60 يوماً، نشر نوبوا الجيش والشرطة لحراسة البنية التحتية للطاقة، وفقاً لمرسوم نشر على الموقع الإلكتروني لمكتبه.

وتهدف حالة الطوارئ إلى «ضمان استمرارية الخدمة العامة للكهرباء»، بحسب المرسوم.

وأدى الجفاف الناجم جزئياً عن ظاهرة المناخ المعروفة باسم النينيو إلى التأثير على أنشطة الإنتاج في السدود الكهرومائية التي تنتج معظم الطاقة في الإكوادور.


الأمم المتحدة تؤكد تزايد أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات في 2023

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تؤكد تزايد أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات في 2023

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

نددت الأمم المتحدة بتزايد أعمال العنف الجنسيّ المرتبطة بالنزاعات في 2023، مشيرة بصورة خاصة في تقرير نشر الجمعة، ونقلت خلاصاته وكالة الصحافة الفرنسية، إلى «اعتداءات جنسية» ارتكبتها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية و«معلومات مقنعة» عن اغتصاب رهائن خطفوا خلال هجوم حركة «حماس» على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ونُقلوا إلى قطاع غزة.

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره السنوي حول هذه المسألة أنه «في العام 2023، عرّض اندلاع النزاعات وتصاعدها المدنيين إلى مستويات أعلى من أعمال العنف الجنسي المرتبطة بالنزاعات، أججها انتشار الأسلحة وتزايد العسكرة».

ونسب التقرير أعمال العنف الجنسي إلى «مجموعات مسلحة تابعة للدولة أو غير تابعة للدولة» تتصرف في غالب الأحيان «بدون أي عقاب»، مشيرا إلى استهداف «نساء وفتيات من النازحين واللاجئين والمهاجرين» بصورة خاصة.

ويشير تعبير «العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات» إلى أعمال الاغتصاب والاستعباد الجنسي والدعارة القسرية والحمل القسري والإجهاض القسري والتعقيم القسري والتزويج القسري وأي شكل آخر من العنف الجنسي على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بنزاع.

وأكد غوتيريش في التقرير الذي يستعرض الوضع في الضفة الغربية والسودان وأفغانستان وإفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما ومالي وهايتي، أن هذه الأعمال لا تزال «تُستخدم كتكتيك حربي وتعذيب وإرهاب وسط تفاقم الأزمات السياسية والأمنية».

والضحايا هم «بغالبيتهم الكبرى» نساء وفتيات، لكن تم أيضا استهداف «رجال وفتيان وأشخاص من أجناس اجتماعية مختلفة»، وجرت معظم أعمال العنف هذه في مراكز اعتقال.

وفي الضفة الغربية، ذكر التقرير أن «معلومات تثبّتت منها الأمم المتحدة أكدت تقارير أفادت أن عمليات توقيف واعتقال نساء ورجال فلسطينيين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية بعد هجمات السابع من أكتوبر غالبا ما ترافقت مع ضرب وسوء معاملة وإذلال، بما في ذلك تعديات جنسية مثل الركل على الأعضاء التناسلية والتهديد بالاغتصاب».

كما ذكر التقرير معلومات عن أعمال عنف مماثلة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة بعد بدء العمليات البرية في القطاع، ضمن رد الدولة العبرية على هجوم «حماس».

أما بالنسبة إلى الاتهامات الموجهة إلى «حماس» بارتكاب تعديات جنسية خلال هجومها على إسرائيل، فردد غوتيريش الاستخلاصات التي وردت في تقرير رفعته براميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة حول العنف الجنسي خلال النزاعات، في مطلع مارس (آذار) بعد زيارة لإسرائيل.

ودعا غوتيريش إلى «الأخذ بمسألة العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات في كل الاتفاقات السياسية واتفاقات وقف إطلاق النار».


أستراليا: اتهام صبي بالإرهاب بعد تنفيذه هجوم طعن في كنيسة بسيدني

مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
TT

أستراليا: اتهام صبي بالإرهاب بعد تنفيذه هجوم طعن في كنيسة بسيدني

مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)

قالت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية إن صبياً (16عاماً) تم اتهامه، الخميس، بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني، في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتابعت شرطة الولاية، في بيان صدر في وقت متأخر من الخميس، أنه تم استدعاء الشرطة إلى كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب مدينة سيدني، مساء الاثنين، بعد ورود أنباء عن حادث طعن أصيب فيه شخصان.

مواطنون ينظرون إلى نصب الزهور التذكاري في شارع أكسفورد بالقرب من مركز التسوق بوندي جانكشن ويستفيلد لإبداء احترامهم لضحايا هجوم الطعن في المركز التجاري في سيدني (أ.ف.ب)

وأصيب رجل يبلغ من العمر 53 عاماً بجروح خطيرة في رأسه، فيما أصيب رجل يبلغ من العمر 39 عاماً بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل. وألقي القبض على الصبي الذي تمكن الحضور من السيطرة عليه».

اتهام الصبي بطعن الأسقف

وقالت الشرطة إنها ستتهم الفتى بطعن الأسقف، الذي باتت حالته مستقرة، ما يصل إلى ست مرات. والعقوبة القصوى لهذه الجريمة هي السجن مدى الحياة. وتم رفض طلب الإفراج عنه بكفالة.

دورية للشرطة داخل مركز بوندي جنكشن ويستفيلد للتسوق في سيدني الجمعة بعد أسبوع تقريباً من حادث طعن في المركز التجاري (أ.ف.ب)

وتجمع حشد من الآلاف في الكنيسة بعد الهجوم، واشتبكوا مع الشرطة وطالبوا بإحضار الفتى ليمثل أمام العدالة. وبعد ساعات تلقى مسجد لاكيمبا، أحد أكبر المساجد في أستراليا، تهديدات بإلقاء قنابل حارقة.

وقال جميل خير، زعيم المجتمع المحلي، وهو يقف خارج المسجد، الجمعة، في أثناء مرور المصلين، إن المسلمات يشعرن بالقلق من أن يتم استهدافهن، وطلب من اللاتي يعملن في الإشراف على المسجد البقاء في المنزل حالياً. وأضاف خير، أمين عام جمعية المسلمين اللبنانيين التي تشرف على ثلاثة مساجد ومن بينها لاكيمبا: «مخاوفنا الحقيقية تتمثل في استهداف النساء اللاتي يمكن معرفة أنهن مسلمات من خلال حجابهن في أثناء سيرهن في الشوارع أو مراكز التسوق. وهن خائفات حالياً من القيام بذلك».

وحدثت هذه الواقعة بعد أيام فقط من حادث طعن عشوائي في بوندي. وأثار الهجوم على عمانوئيل واحتمال وقوع أعمال انتقامية القلقَ في مدينة سيدني التي تعرف عادة بالهدوء. كما أن الجرائم التي تُستخدم فيها الأسلحة النارية أو السكاكين نادرة الحدوث في سيدني التي تعد من أكثر المدن أماناً في العالم. وقال أحد المسلمين لـ«رويترز» وهو في طريقه للصلاة في المسجد، الجمعة، إنه يشعر بالقلق من احتمال وقوع المزيد من الحوادث. وأضاف: «لست خائفاً لكني لا أزال أشعر بالقلق، كما تعلمون». ودعا الأسقف عمانوئيل، الخميس، إلى السلام، وقال إنه سامح الفتى الذي اعتدى عليه في رسالة صوتية مسجلة في المستشفى. وشكر خير الأسقف على رسالته التي تدعو إلى التسامح والسلام. وقال: «في نهاية المطاف، لدينا رسالة واحدة مشتركة، ونعيش على الأرض نفسها، وننتمي إلى المجتمع نفسه».

أشخاص يضعون الزهور على نصب تذكاري أقيم داخل مركز بوندي جنكشن ويستفيلد للتسوق لتكريم ضحايا هجوم الطعن في المركز التجاري في سيدني الجمعة (أ.ف.ب)

وقالت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز كارين ويب، الثلاثاء، إن الصبي أدلى بتعليقات عندما شن الهجوم. وأضافت أنه «بعد النظر في جميع المواد، أعلنتُ أنه كان حادثاً إرهابياً». يشار إلى أن إعلان جريمة ما على أنها عمل إرهابي يمنح الشرطة صلاحيات تحقيق إضافية؛ لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع.


غوتيريش أمام مجلس الأمن: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش أمام مجلس الأمن: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، أمام جلسة لمجلس الأمن من أن الشرق الأوسط بات «على حافة الهاوية»، مشيراً إلى أن أي خطأ يمكن أن يؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق. ونقلت الأمم المتحدة عبر حسابها على منصة «إكس» عن غوتيريش القول «أي حالة سوء تقدير واحدة، أو سوء تواصل واحدة، أو خطأ واحد، قد يؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق لا يمكن تصوره وسيكون مدمراً لجميع المنخرطين فيه ولبقية العالم». وأضاف: «دعوني أكن واضحاً؛ المخاطر تتصاعد على كثير من الجبهات... تجمعنا مسؤولية مشتركة لمعالجة هذه المخاطر وإعادة المنطقة من حافة الهاوية». وتابع: «الأمر يبدأ بغزة. إنهاء الأعمال العدائية في غزة سينزع فتيل التوتر في أنحاء المنطقة بشكل كبير... أكرر دعواتي لوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة». وقال: «وكالات العمل الإنساني، التي تقودها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، هي العمود الفقري لعملياتنا، ويجب أن تكون قادرة على نقل الطعام والإمدادات الأخرى بأمان وعبر الطرق والمعابر الممكنة إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه». وطالب غوتيريش بتوصيل المساعدات من دون قيود عبر ميناء أسدود لمنع مجاعة أصبحت على الأبواب في غزة.

من جهة أخرى، حذر غوتيريش من أن هجمات الحوثيين المتواصلة على السفن التجارية تعرقل التجارة العالمية وتزيد من المخاطر على سلاسل الإمدادات. وأضاف أن على المجتمع الدولي منع التصعيد في البحر الأحمر لأنه قد يزيد التوتر ويقوض السلام والأمن الدوليين.

من جهته، قال ممثل فلسطين بالأمم المتحدة، إنه حان الوقت كي يتبنى مجلس الأمن قراراً بقبول فلسطين عضواً كاملاً بالأمم المتحدة. وأضاف أن قرار عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة لن يكون بديلاً عن مفاوضات سياسية جادة وفي إطار زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.


أزمة الشرق الأوسط تهيمن على اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع

أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
TT

أزمة الشرق الأوسط تهيمن على اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع

أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)

اجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع، اليوم (الأربعاء)، في جزيرة كابري الإيطالية لإجراء محادثات يهيمن عليها التوتر في الشرق الأوسط والدعوات الغربية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران.

ويُعقد اجتماع مجموعة السبع الذي يستمر حتى الجمعة، بعد أيام من الهجوم الإيراني غير المسبوق بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.

وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الوزراء يعدون عقوبات جديدة ستفرض على إيران، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستنضم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها البريطاني ديفيد كاميرون إلى نظرائهما قادمَين من إسرائيل حيث دعوا الأربعاء إلى الهدوء وسط مخاوف من رد انتقامي لإسرائيل.

وتسبب الهجوم الإيراني الذي شنّته طهران ردا على قصف دمّر مبنى ملحق بقنصليتها في دمشق وحمّلت إسرائيل مسؤوليته، بتصعيد التوتر في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

ودعا كاميرون مجموعة السبع الأربعاء إلى تبني «عقوبات منسّقة» ضد إيران، متّهما طهران بالوقوف «وراء الكثير من النشاطات الخبيثة في هذه المنطقة».

وأضاف كاميرون أن دول مجموعة السبع، فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان، يجب أن توجه «رسالة واضحة لا لبس فيها» إلى إيران.

كما تعهدت الولايات المتحدة التي يشارك وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في الاجتماع، فرض مزيد من العقوبات على طهران، بما فيها على برنامجها للطائرات المسيّرة والصواريخ.

من جهته، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي من المقرر أن يحضر الاجتماع، إن بروكسل تعمل بدورها على توسيع العقوبات لتشمل عمليات تسليم طهران مسيّرات وغيرها من الأسلحة إلى روسيا والمجموعات المسلحة التي تدعمها عبر الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يناقش وزراء مجموعة السبع الوضع في الشرق الأوسط، صباح غد (الخميس)، على أن يعقدوا جلسة حول هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي أثّرت على حركة الشحن عالميا.

وبعدها سيجتمعون مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لبحث الحرب في أوكرانيا.

وقال تاياني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع: «نريد دعم حرية كييف واستقلالها».

وستركّز مناقشات الجمعة على التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادي، قبل أن يعقد تاياني مؤتمرا صحافيا ختاميا.

كما دعي وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق ممثلا للاتحاد الأفريقي إلى الاجتماع.


الشرطة تؤكد الطابع «الإرهابي» للهجوم بسكين في كنيسة في أستراليا

شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)
شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)
TT

الشرطة تؤكد الطابع «الإرهابي» للهجوم بسكين في كنيسة في أستراليا

شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)
شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)

برّرت الشرطة الأسترالية، الأربعاء، وصفها الهجوم بسكين على الأسقف مار ماري عمانوئيل في كنيسة في سيدني بـ«الإرهابي»، مؤكدة أنها اتبعت المعايير القانونية، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». تعرّض أسقف الكنيسة الأشورية الشرقية القديمة المطران مار ماري عمانوئيل للطعن على يد شاب يبلغ 16 عاماً خلال إلقائه عظة في كنيسة المسيح الراعي الصالح الأشورية، في إحدى ضواحي سيدني، الاثنين. وكانت وقائع العظة تُنقل مباشرة بالصورة والصوت عبر الإنترنت. ونُقل الأسقف وأشخاص آخرون إلى المستشفى، وأصيبوا بجروح «لا تهدّد حياتهم»، وتم توقيف المهاجم. وأكدت مفوضة الشرطة في ولاية «نيو ساوث ويلز»، كارن ويب، الأربعاء، أنها وصفت الهجوم بأنه «إرهابي» بعد ساعات على وقوعه، بما يتوافق بصرامة مع قانون المقاطعة. وينص قانون يعود لعام 2002 على أن العمل الإرهابي هو عمل يلحق الأذى بشخص، وتكون دوافعه سياسية أو دينية أو آيديولوجية، ويهدف إلى تخويف الجمهور.

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة المسيح الراعي الصالح في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وقالت كارن ويب لشبكة «آي بي سي»: «أدليت بهذا التصريح من دون تردد»، مضيفة أنها تتفهم أسئلة ممثلي الطوائف الدينية بشأن هذا الموضوع. وأوضحت أن وصف «الإرهاب» لا يعني أن المراهق سيُتهم بالإرهاب.

وفُتح تحقيق بالواقعة تشارك فيه شرطة المقاطعة والشرطة الفيدرالية وأجهزة الاستخبارات. وتتم متابعة عظات الأسقف عبر الإنترنت على نطاق واسع، وعُرف بانتقاده اللقاحات المكافِحة لوباء «كوفيد – 19» وإجراءات الإغلاق أثناء الوباء، وبالدفاع عن تفوّق عقيدته على الأديان الأخرى، وبينها الإسلام. ورأى أحد زعماء الجالية المسلمة في سيدني أنّ الشرطة ربما «تسرّعت كثيراً» بوصف الهجوم بأنه إرهابي. وقال الأمين العام لجمعية المسلمين اللبنانيين جميل خير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لماذا نتسرّع في الحديث عن الإرهاب عندما يتعلق الأمر بالدين؟». وأضاف: «لا أعتقد أنّ ذلك يحسّن الوضع».

المطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)

إلى ذلك، قال جميل خير لوكالة «رويترز» إن «والد الصبي لم يلحظ أي علامات للتطرف على ابنه». وأضاف خير، الذي كان مع الأب عندما غادر منزله للاحتماء في مسجد محلي يوم الاثنين: «قال إنه بخلاف أنه متمرد عليه... لم تظهر عليه أي علامات (للتطرف). لم تظهر عليه أي علامات على الإطلاق». وقالت الشرطة إن عائلة منفذ الهجوم انتقلت مؤقتاً من منزلها في غرب سيدني، خوفاً من الانتقام.

وأثار حادث الطعن مخاوف من الاضطهاد وسط الطائفة الأشورية، وأغلبها مسيحيون من الشرق الأوسط، فرّ بعضهم من وطنهم بسبب عقيدتهم. ويشعر المسلمون في المدينة بالقلق أيضاً. وقالت الجمعية الإسلامية اللبنانية إن مسجد لاكيمبا في جنوب غربي سيدني، وهو أحد أكبر المساجد في أستراليا، تلقى تهديدات بإلقاء قنابل حارقة مساء الاثنين. وحادث الكنيسة هو ثاني هجوم طعن كبير خلال ثلاثة أيام في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أستراليا، بعد مقتل 6 أشخاص في هجوم بسكين في مركز تجاري بالقرب من شاطئ بوندي يوم السبت.


غزة وأوكرانيا وإيران وإسرائيل وغيرهم... هل اقتربت الحرب العالمية الثالثة؟

دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)
TT

غزة وأوكرانيا وإيران وإسرائيل وغيرهم... هل اقتربت الحرب العالمية الثالثة؟

دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)

تسببت التوترات التي شهدها العالم مؤخراً في تغذية المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وفي وقت سابق من هذا العام، حذّر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس من أن العالم قد يغرق في حروب تشمل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران في السنوات الخمس المقبلة، وقال إننا ننتقل «من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب».

وهناك قلق متزايد من تطور الحرب في غزة وأوكرانيا، وتفاقم التوتر بين إيران وإسرائيل، على وجه الخصوص، وتورط مختلف دول العالم بهذه الأزمات، بصورة ينتج منها بالنهاية نشوب حرب عالمية، بحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وتحدثت الشبكة مع مجموعة من الخبراء حول ما إذا كنا على شفا حرب عالمية ثالثة، وما إذا كنا نعيش بالفعل في «عالم ما قبل الحرب».

ويرى هيو لوفات، وهو زميل سياسي بارز في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن هذا الاحتمال غير وارد.

ويقول: «الأخبار المطمئنة هي أننا لا نتجه نحو الحرب العالمية الثالثة. ففي حين أن هناك صراعات وتوترات في ساحات مختلفة، مثل أوكرانيا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي، إلا أن هذه الصراعات كلها منفصلة وغير متصلة».

ولفت إلى أنه، على الرغم من تأثير الحرب في غزة على المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة، على سبيل المثال فيما يتعلق بهجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر وتأثيرها على التجارة العالمية، فإن هذه التأثيرات والمخاطر «ليست مخاطر وجودية».

لكنه أشار إلى أن الحروب الحالية تسببت في تآكل وانهيار النظام الدولي وتعرّضه لضغوط كبيرة.

الحروب الحالية تسببت في تآكل وانهيار النظام الدولي

هيو لوفات

أما ديبورا هاينز، محررة الأمن والدفاع في «سكاي نيوز»، فقد قالت إنه «نظراً إلأى حجم الاضطرابات التي تهز أجزاء من العالم، وخاصة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فإن احتمالات اندلاع شرارة تشعل حرباً عالمية ثالثة قائمة بالفعل».

وأضافت: «وهذا لا يعني أن التصعيد إلى المواجهة العالمية أمر لا مفر منه، ولكن يمكن القول إنه أكثر احتمالاً الآن من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الأخيرة».

ولفتت إلى أن «ما يحدث بين إيران وإسرائيل قد يخلف تأثيراً عالمياً كبيراً، خاصة وأن طهران مدعومة من روسيا وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الصين، في حين أن إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة والكثير من الدول الغربية».

وفيما يخص حرب أوكرانيا، قالت هاينز إن نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب قد يشجعه على اختبار قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال غزو دولة عضو.

وأكملت: «ومرة أخرى، فإن هذا من شأنه أن يخلق حرباً مباشرة بين موسكو الاستبدادية، المسلحة من قِبل إيران وكوريا الشمالية والمدعومة من الصين، وبين الدول الغربية».

وإذا انتصرت روسيا على القوى الغربية، فإن ذلك قد يزيد من تصميم الصين على الوفاء بتعهدها بإعادة توحيد جزيرة تايوان مع البر الرئيسي بأي وسيلة ممكنة، بحسب هاينز.

ومن الممكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة أيضاً إلى إغراق آسيا في صراع واسع.

احتمالات اندلاع شرارة تشعل حرباً عالمية ثالثة قائمة بالفعل

ديبورا هاينز

ومن ناحيته، قال إدوارد آر أرنولد، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): «أعتقد أن الناس في حاجة حقاً إلى فهم ماهية معاهدة شمال الأطلسي، التي تشكل أساس منظمة حلف شمال الأطلسي».

ويقول أرنولد إنه يبدو أن عامة الناس يسيئون فهم المادة الخامسة من المعاهدة، والتي تنص على عدّ الهجوم على أحد الأعضاء بمثابة هجوم على الجميع.

وأضاف: «هذه المادة لا تعني بالضرورة التصعيد العسكري ضد الدولة التي شنّت الهجوم. هناك عدة إجراءات لتهدئة الأمور. فإذا لم نتبع هذه الإجراءات واتخذنا قرارات على أساس سوء فهمنا فإن هذا الأمر قد يدفعنا إلى حرب لا تحمد عقباها».

أنقاض مبنى دمّره القصف في منطقة دونيتسك الأوكرانية (أ.ف.ب)

أما الدكتور لويغي سكازييري، الباحث في مركز أبحاث الإصلاح الأوروبي، فيقول: «يعتمد الأمر على تعريفك للحرب العالمية الثالثة. فالصراع المحتمل بين إيران وإسرائيل لديه القدرة على التوسع إلى كارثة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط، سيكون لها تداعيات عالمية».

وأضاف: «في هذه الحالة، من شبه المؤكد أن الولايات المتحدة سوف تنجذب إلى الجانب الإسرائيلي، وقد تفعل الدول الغربية الأخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، الشيء نفسه ولكن بدرجة أقل».

الصراع بين إيران وإسرائيل قد يتوسع إلى كارثة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط

لويغي سكازييري

وتابع: «لكن مشاركتهم ستكون محدودة ولن تكون هذه حرباً عالمية ثالثة؛ لأسباب ليس أقلها أن روسيا لا تستطيع تحمل تداعيات دعم إيران، ولأن الصين من غير المرجح أن تفعل ذلك».

وأشار سكازييري إلى أن تأثير مثل هذا الصراع على أوروبا سيكون اقتصادياً في المقام الأول، من خلال المزيد من التعطيل في تدفقات الطاقة والتجارة.

دخان يتصاعد إثر قصف روسي على أوكرانيا (إ.ب.أ)

ويرى سكازييري أن المسار الأساسي لسيناريو الحرب العالمية الثالثة هو الصدام الغربي المباشر مع روسيا، لافتاً إلى أن هذا السيناريو سيكون أكثر ترجيحاً إذا فاز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية المقبلة وقوّض حلف شمال الأطلسي؛ الأمر الذي قد يغري فلاديمير بوتين بالهجوم على دول البلطيق.


سيدني تدرج حادثة الطعن في الكنيسة «عملاً إرهابياً»


أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)
أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)
TT

سيدني تدرج حادثة الطعن في الكنيسة «عملاً إرهابياً»


أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)
أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)

أعلنت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز في أستراليا، أمس (الثلاثاء)، أن الشرطة الأسترالية تتعامل مع حادث الطعن الذي وقع في كنيسة بسيدني الاثنين على أنه «هجوم إرهابي».

وأوضحت مفوضة الشرطة كارين ويب أنه تم استدعاء الشرطة إلى كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني، بعد تقارير عن طعن أصيب فيه شخص. وألقت الشرطة القبض على فتى (16 عاماً)، كان قد قيده أفراد من الجمهور. وأوضحت مفوضة الشرطة أن الفتى أدلى بتعليقات أثناء شنه الهجوم، و«بعد النظر في جميع المواد، أعلنت أنه كان حادثاً إرهابياً».

ونقل الفتى إلى المستشفى، حيث ظل تحت حراسة الشرطة، وكان قد خضع لعملية جراحية لإصابات لحقت به خلال محاصرته من الجمهور.

وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز إنه تلقى إحاطةً من الأجهزة الأمنية بشأن الحادث «المزعج»، مؤكداً أنه «لا يوجد مكان للعنف في مجتمعنا، لا مكان للتطرف العنيف» في البلاد.


وزيرا الدفاع الأميركي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهراً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
TT

وزيرا الدفاع الأميركي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهراً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)

أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث إلى نظيره الصيني دونغ جون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة اليوم الثلاثاء، في أول محادثات بين وزيري دفاع القوتين العظميين منذ نحو 18 شهرا.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تسعى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الدفاعي مع حلفائها في منطقة آسيا والمحيط الهادي لمواجهة نفوذ الصين المتزايد، لكنها تريد أيضا الحفاظ على خطوط اتصال مع بكين لمنع خروج التوترات عن السيطرة.

وقال البنتاغون في بيان إن «المسؤولَين ناقشا العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والصين وقضايا الأمن الإقليمي والعالمي».

أضاف أن «الوزير أوستن شدد على أهمية مواصلة فتح خطوط اتصال عسكري بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية»، عقب محادثات بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية.

وأكد أوستن أن الولايات المتحدة ستواصل الطيران والإبحار والعمل بأمان ومسؤولية حيثما يسمح القانون الدولي بذلك، وشدد على أهمية احترام حرية الملاحة في عرض البحار التي يكفلها القانون الدولي، ولا سيما في بحر الصين الجنوبي.

ويعود آخر تواصل مهم لأوستن مع نظيره الصيني إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 عندما التقى وي فينغهي في كمبوديا.

وصافح خلفه لي شانغفو أوستن وتحدث معه باقتضاب خلال مؤتمر دفاعي في سنغافورة في يونيو (حزيران) الماضي، لكنه لم يعقد اجتماعا رسميا معه.

ويبرز عدد من نقاط الخلاف بين واشنطن وبكين، وخصوصا بشأن تايوان الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تطالب الصين بالسيادة عليها ولو بالقوة إذا لزم الأمر.

علقت بكين محادثات دفاعية بين البلدين العام 2022 تعبيرا عن استيائها من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي إلى الجزيرة. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ اتفقا خلال قمة في نوفمبر (تشرين الثاني) على استئناف المحادثات.

والخلافات حول بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب بكين بالسيادة عليه بالكامل تقريبا، نقطة احتكاك محتملة أخرى، إذ تثير حوادث بين السفن الصينية والفلبينية مخاوف من اتساع رقعة النزاع.

كما سلطت الولايات المتحدة الضوء مرارا على أحداث في السنوات الأخيرة أكدت فيها أن طائرات وسفنا حربية صينية تحركت بطريقة غير آمنة حول طائرات وسفن أميركية.


الشرطة الأسترالية تعدّ الهجوم بسكين على مصلّين «عملاً إرهابياً»

تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)
تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تعدّ الهجوم بسكين على مصلّين «عملاً إرهابياً»

تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)
تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)

أعلنت الشرطة الأسترالية الثلاثاء، أنّ الهجوم الذي استهدف بواسطة سكّين مصلّين في كنيسة آشورية بسيدني الاثنين، وأصيب خلاله 4 أشخاص بجروح هو «عمل إرهابي»، نفّذه لدوافع دينية فتى يبلغ من العمر 16 عاماً تمّ توقيفه، داعية أبناء الرعيّة الغاضبين إلى التحلّي بالهدوء.

وأوضحت الشرطة أنّ جروح المصابين الأربعة «لا تهدّد حياتهم»، مشيرة إلى أنّ في عداد هؤلاء الجرحى أسقف الكنيسة والمهاجم.

شخص ينظر إلى زهور تركها تحية لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني بأستراليا 16 أبريل 2024 (أ.ب)

ووقع الهجوم مساء الاثنين في كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية، بينما كان الأسقف المسنّ يلقي عظة نُقلت وقائعها مباشرة بالصورة والصوت عبر الإنترنت.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على أسقف الكنيسة الآشورية الشرقية القديمة المطران مار ماري عمانوئيل، في هجوم وحشي أثار حالة من الذعر والغضب العارمين.

وخلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، قالت كارين ويب، مفوّضة شرطة نيو ساوث ويلز: «بعدما أخذتُ كلّ العناصر في الحسبان، أعلنتُ أنّه كان عملاً إرهابياً».

دوافع دينية

وأضافت أنّ التحقيق خلص إلى أنّ الهجوم عمل «متطرف» مدفوع بدوافع دينية. وأوضحت أنّ المشتبه به «معروف لدى الشرطة»، لكنّه لم يكن مدرجاً على أيّ قائمة من القوائم المخصّصة لمراقبة الإرهابيين. وتقع كنيسة الراعي الصالح في ضاحية ويكلي غرب سيدني.

وتسكن في هذا الحي مجموعة صغيرة من المسيحيين الآشوريين الذين فرّ عدد كبير منهم من الاضطهاد والحرب في العراق وسوريا. وسادت أجواء متوترة خارج الكنيسة بعد الهجوم، إذ حاول مئات من الأهالي اختراق فرقة من شرطة مكافحة الشغب للوصول إلى المشتبه به. وسرعان ما تحوّلت هذه المناوشات بين المحتجّين الذين ناهز عددهم 500 شخص وعناصر شرطة مكافحة الشغب إلى مواجهات وأعمال شغب استمرّت نحو 3 ساعات وتلقّى خلالها نحو 30 شخصاً إسعافات أولية.

أشخاص يتركون زهوراً في مركز تسوق ويست فيلد بسيدني بأستراليا 16 أبريل 2024 حيث قُتلت 5 نساء ورجل بينما أصيب 12 آخرون بجروح خطيرة قبل إطلاق النار على المشتبه به (أ.ب)

وألقى المحتجّون زجاجات وحجارة ومقذوفات أخرى أثناء محاولتهم اختراق الطوق الأمني لوضع أيديهم على المهاجم، قبل أن تنجح قوات الأمن في تفريقهم. وألحقت أعمال الشغب أضراراً بـ20 سيارة للشرطة وعدد من المنازل القريبة، فضلاً عن إصابة اثنين على الأقلّ من عناصر الشرطة بجروح.

عمل فردي

والثلاثاء، قال مايك بورجيس، مدير الاستخبارات الأسترالية، في معرض تعليقه على الهجوم الذي استهدف الكنيسة، إنّه «في هذه المرحلة، يبدو أنّه عمل فردي». وأضاف: «ليس هناك ما يشير إلى تورّط أيّ شخص آخر، لكنّ التحقيق لا يزال مفتوحاً»، مؤكّداً أنّ لا حاجة لرفع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد. من ناحيتها، طمأنت الشرطة إلى أنّ حياة أسقف الطائفة الآشورية ليست في خطر.