مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

الريـال المقطوع

أنصح كل امرأة بدينة تروم الجمال، وتريد أن تنقص وزنها وتبدو رشيقة أن تستخدم (اللاصقة المعجزة)، وهي كفيلة بإنقاص وزنها ما لا يقل عن (13) كيلوغراما شهرياً.
وهي عملية بسيطة تقوم على (تدبيس اللسان)، بواسطة ست غرز، تؤدي إلى عدم قدرتها على مضغ الطعام، فتضطر مرغمة إلى تناول السوائل فقط.
ومن عيوبها أو بمعنى أصح من مزاياها أنها تقلل من كلام وثرثرة من تخضع لها، لأن ذلك التدبيس يجعل خلايا اللسان تتضخم فتصعب معها مخارج الألفاظ ويصبح الكلام غير مفهوم – أي كله يتم بالإشارات - وهذه العملية لا تكلف سوى عشرين ألف دولار – يا بلاش.
وإذا أرادت إحدى الستات (المستنصحات) أن تجرب هذه العملية، فلتكتب لي وسوف أدلها على عنوان المستشفى الذي يقوم بذلك، لتكتب نصيحتي هذه في ميزان حسناتي إن شاء الله.
***
قامت أسرة مسلمة بشراء قطع بيتزا تحتوي على لحم خنزير بالخطأ من سلسلة متاجر بريطانية شهيرة، وذلك بعد أن أغفل المتجر وضع ملصقة على البيتزا لتوضيح أنها ليست حلالاً، وجاءت المفارقة بعد أن اتصل عائل الأسرة ليتقدم بشكوى ضد المسؤولين.
واعترف مدير المتجر بخطئه، وبعث للعائلة الكريمة بزجاجة (شمبانيا) كترضية.
الطامة الكبرى أن رب العائلة (قربع أبو جدها) – أي شربها – معتقداً أنها عصير عنب.
***
الأستاذ (بدر الخريّف) رجل عاطفي وحبّيب إلى أقصى الحدود، وفي ليلة غير مباركة أخذ يبث لي لواعجه، ويتحفني ببعض أشعاره (الحلمنتيشية) باللهجة الدارجة، تصور مدى غرامه بمن تولع بها، وأقتطع لكم بعض الأبيات من أشعاره، حيث يقول:
الحب قطع قلوب البعارين - حتى الحمير السود يلعن جدفها
وفي بيت آخر يقول:
أحزن على فراقك مثل الوراعين - لامرو الدكان واسرع أبوهم
وفي ثالث يقول:
يا ليتني في جيبك ريال مقطوع - يبقى معاك ما يقبله كل دكان
يا أخي بدر لو قلت خمسمائة ريال تكون (أهه) مبلوعة، ولكن ريال واحد ومقطوع، لا شك أن تلك المسكينة سوف ترميه في أول صندوق زبالة – مع اعتذاري الشديد لك.
وبعيداً عن ليلة بدر، كان لي ليلة ولا كل الليالي في بلد ما، وعندما أخذ المغني يصدح بهذا الموشح الأندلسي قائلاً:
يا غائباً لم يغب أنت القريب البعيد
كم تشتكيك القلوب أسخنتُهنّ جراحاً - فسأل سهام الجفون – انتهى.
وكلما توقف المغني، صحت به قائلاً: أعد، أعد.