عبدالرحمن الشبيلي
إعلامي وباحث سعودي

زين العابدين الركابي.. تأصيل دراسات الإعلام وفق رؤية إسلامية

شاءت إرادة الحق سبحانه، ألا يمضي عامان ونيّف على وفاة قريبه ورفيق دربه الصحافي المخضرم محمد صلاح الدين الدندراوي (أغسطس/ آب 2011م) حتى نعت وسائط التواصل الاجتماعي مساء أول من أمس أستاذ الجيل من الإعلاميين في الجامعات ذات التخصصات الشرعية، الكاتب والمفكر الإسلامي زين العابدين الركابي، الذي تعوّد قرّاء هذه الصحيفة على مصافحة حروفه في صفحة الرأي - بالتزام - في أيام السبت من كل أسبوع، وكذا قرّاء مجلة «اليمامة» فيكون الكرب مضاعفا على أسرتيهما وقرّائهما، وكان الركابي طيلة فترة مرض الأول مصدر التوضيح والتطمين لمن كان يتابع حالته، ويستجلب الرحمة له بالشفاء واللطف به من أرحم الراحمين. ارتبط اسم الركابي

عبد الله بن خميس.. ما بعد الذكريات

إذا لم يكن عبد الله بن خميس أستاذا لبعض القراء في الأدب العربي أو عميدا لمعهدهم كما هو الشأن لمن أدرك عهده مديرا لكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض، فإنه كان المدرسة كلها للجيل المخضرم من الإعلاميين والكتاب السعوديين. بالنسبة لكاتب هذا المقال الذي بدأ عمله الإعلامي عام 1963م، كان حمد الجاسر وعبد الله بن خميس يتقدمان نخبة من أدباء العصر في الرياض، يشدون من أزر الإعلاميين ويشجعونهم، ويتجاوبون مع احتياجاتهم، وكانوا بارتيادهم مكاتب الإذاعة بانتظام لا تحس منهم كـبرا ولا استصغارا للناشئين، فابن خميس من أكثر من تعاملت معهم الإذاعة والتلفزيون عند تأسيسهما بالرياض في منتصف الستينات، سواء فيما يتصل ب

مدائن صالح: مخزون أثري عالمي ينتظر السيّاح والاستثمار

من لم يشاهد شمال غربي المملكة العربية السعودية - وبخاصة مدينة العلا التاريخية، الواردة في القرآن الكريم باسم الحِجْر على وادي القُرى المكتظّ بزراعة النخيل، وتشمل مدائن صالح ومملكة دادان ولحيان (الخريبة شعبيًّا) ويضاف إلى الحجر مدينتا تيماء ودومة الجندل - فلن يصدّق بأنه يحتضن مخزوناً من الآثار يحاكي زمناً ومعالم وشواهد محميّات البتراء وجرش والأهرامات، وينافسها بالتكوينات الرملية والجبلية العجيبة التي يندر - بلا مبالغة - أن يشاهد المرء مثلها في العالم أجمع. هذا الجزء الفريد من شبه الجزيرة العربية تعود أجزاء منه إلى عصور ما قبل التاريخ، بينما تعود الأجزاء المتوسطة منه إلى عهد ثمود وقوم صالح وباب

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

في حفل المختصر المفيد، أضاء المركز شعلة عامه الحادي والثلاثين، متوجا - بحضور ولي العهد السعودي - عمرا من العطاء العلمي والبحثي المثمر البناء، جامعا جملة من الخصال لا يجتمع كثير منها عند غيره. أولاها؛ أنه يجسد شخصية فيصل بن عبد العزيز ملك الرزانة والحكمة والبصيرة، وما كان أجمل من أن تبقى سيرته العطرة وتاريخه وإنجازاته، ممثلة بمؤسسة خيرية وبجائزة عالمية وبمركز دراسات ومعلومات وبحوث لا يختص بسيرته بقدر ما يتخصص في كل تاريخ العرب والمسلمين وتراثهم. وثانيتها؛ أنه يحظى بدعم مؤسسة خيرية جادة تسخِّر كل طاقاتها للعلم وخدمة العلماء والباحثين، يتفرغ أحد رجالاتها (تركي الفيصل) لقيادة المركز وحضور كل ندوات

نجدت فتحي صفوة.. من الدبلوماسية إلى التوثيق

فقد أدب التوثيق في الثقافة العربية الحديثة مؤرخا وباحثا وأديبا عراقيا وهب قلمه وحسه ومكتبته في العقود الثلاثة الماضية لتوثيق الأحداث وسير الأعلام في العراق بخاصة، والجزيرة العربية بعامة. عرفت هذا المؤرخ الكبير قبل نحو ربع قرن من خلال ثلاثة مدارات؛ الأول، معرفته العميقة بسيرة السفير السعودي الراحل محمد الحمد الشبيلي (أبو سليمان) التي عملت على تدوينها في كتاب صدر عام 1994م، وقد أسهم في الكتاب بمقال روى فيه ذكرياته مع السفير الشبيلي عندما كان دبلوماسيا في بغداد في مطلع السبعينات من القرن الماضي، في حين كان نجدت صفوة يعمل في وزارة الخارجية العراقية في منصب عال وثيق الصلة بالسفارات. أما المدار الثا

ذهب إلى ربه وهو لم يفارقه قط

ودع بهدوء وحفاوة ضيوف منتداه الأسبوعي المسائي السبتي، وما كانوا يعلمون ولا هو، أنه الوداع الأخير، ليضع التراقي في أصعب موقف؛ إنه موت الفجأة، الذي لا تستطيع معه أن تغالب المشاعر ولا أن تعبر، ولا القلم أن يكتب، ولا العين أن تتحرك، لقد ذهب إلى خالقه مع أنه قط لم يفارقه. كان يملأ الدنيا وطنية وتأليفا وتنظيرا وكتابة وأبوة وأخوة وإسعادا وملاطفة وضيافة ومرحا ومجاملات اجتماعية، وما خفي بين أسرته وأقاربه كان أبلغ، وإن لم يكونوا ينافسون ما يختزنه قلبه للصداقات التي يغمرها بما يفضي إليها من معاني المودة والحميمية. د.

ثلاثة أيام في بلاد شنقيط

<p>كان حافز هذه الرحلة ندوة علمية دولية نظمتها جامعة شنقيط العصرية الخصوصية في نواكشوط، 13 - 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن إسهام العلماء الشناقطة في الحركة العلمية في المشرق العربي، ملتقى القرنين الثالث عشر والرابع عشر للهجرة، وذلك بمناسبة مرور قرن على وفاة أحمد بن الأمين الشنقيطي (المتوفى عام 1913) وهو مؤلف الكتاب الشهير «الوسيط في تراجم أدباء شنقيط 1911» الكتاب المرجعي الشامل عن بلاد شنقيط؛ تاريخها وجغرافيتها وسكانها وشعرائها، الذي لا تكاد مكتبة أديب موريتاني تخلو منه، وقد ضم المئات من القصائد والمطولات الشعرية من نظم شعراء عصره، ثم ألف العلامة الموريتاني الدكتور محمد المختار ولد أباه (1982) كتا</p>

جميل الحجيلان.. خمسون عاما في الدبلوماسية والإعلام

أُدرك يقينا أن صلة بدأت بعلاقة عمل ثم تحوّلت إلى أبوة وصداقة، لا تكفيها كلمة بهذا الحجم، لكنها المناسبة فرضت نفسها، لم يكن ممكنا تفويتها، والقلم يقف إجلالا لقامة جسّرت طيلة خمسة عقود تلازما متناغما بين السياسة والإعلام لم يُدرك أسراره إلا القليلون من أربابهما، ويرنو لهامة لم تتطلع في الساحتين الإعلامية والسياسية إلا إلى الأعلى، ولم تمتد في نظرها إلا إلى الأفق الموصل إلى الهدف، بمنتهى الاحتراف والرقي والكفاية.. - مر على الدبلوماسية وكان متفردا بأسلوبه وبفكره وطرحه. - ومر على الإعلام، فوضع نهجا متميزا من الإبداع والذوق والأصالة. - وتفرد في الجمع بين ثنائية الدبلوماسية والإعلام بشموخ وأنفة، وكان

قيادة المرأة من منظور شوريّ

من يتأمل في نظام مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، في نسخته المطورة الصادرة قبل اثنتين وعشرين سنة، يلحظ في مادته الخامسة عشرة المبينة لاختصاصاته، أنه معني بالدرجة الأولى بالأنظمة واللوائح والاتفاقيات والخطط، ونحو ذلك من الأمور، وأنه نادرا ما يستقبل أو ينشئ بحث الأمور ذات الطبيعة المجتمعية، وإن كان نظامه لا يمنع من ذلك. ويتفق بعض الزملاء الأصوليين المتخصصين في القانون والفقه الدستوري، على أن المجلس في وضعه الحاضر وبموجب صلاحياته، لا يماهي ما كان معهودا في العرف القديم (أهل الحل والعقد) وإنما هو سلطة تنظيمية في شكل مجلس استشاري حديث تحال إليه مشروعات القوانين والاتفاقيات وتقارير الوزارات