عبدالرحمن الشبيلي
إعلامي وباحث سعودي

العلاّمة حمد الجاسر يظهر في روسيا

من المؤكّد أن العلاّمة السعودي حمد الجاسر (المتوفّى سنة 2000) كان سيبتهج كثيرًا في مرقده لو علم أن مركزه الثقافي في الرياض قد رتّب لسبعة من تلاميذه الأكاديميين زيارة ثقافية ماتعة في مكان من الكرة الأرضية لم يسبق لقدم الشيخ أن وطئته في رحلاته العلمية الكثيرة التي دوّنها في كتبه، وكانت الزيارة على أعلى ما تكون الرحلات الجماعية انسجامًا ومتعةً سياحية وفائدة علمية، أمضى فيها أعضاء مجلس أمناء مركزه الثقافي سبعة أيام مناصفة بين موسكو وسانت بطرسبورغ، وزاروا خلالها أبرز المعالم الثقافية في المدينتين العريقتين اللتين شهد تاريخهما صورًا متعددة من تلاقح الثقافات والديانات والجنسيات والأعراق، ضمن بلاد في

ديوان الملك عبد العزيز

موضوعات عدّة ما تزال بحاجة إلى استقصاء، سواء في التاريخ الوطني المعاصر للسعودية، أو في البدايات المبكّرة والمتوسطة للدولة عبر ثلاثة قرون منذ نشأتها، مما يُنتظر أن تقوم المراكز البحثية بحصره وتشجيع الدارسين المتخصّصين والمهتمّين للغوص فيه. وفيما يتعلّق بموضوع الديوان الملكي، تتصدّر الذهن تساؤلات حول نشأته وتسميته والشخصيّات التي تتالت على إدارته والعمل فيه، والتنظيمات التي مرّت به، وهي تساؤلات لا توجد - في حدّ علم الكاتب - معلومات وافية موثّقة عنها، بانتظار التنقيب عنها في المصادر الأوّلية، كوثائق الديوان الملكي نفسه - ومنها وثائق الشعبة السياسية ووثائق قصر «ثليم»، التي أُودعت مكتبة الملك فهد ا

ريادة عالمية

تمضي الأقدار بإنسان المجتمعات العربية، وهو مذهول بما يدور حوله من صور العنف والإرهاب والانحراف في الفكر، ومنشغل بتصيّد الأخطاء وفرز هفوات الحكومات، والتقليل من حجم إنجازاتها، فيكون النظام الصحي أبرز هموم الناس وانشغالات الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي. في الرياض، العاصمة السعودية ذات الخمسة ملايين من السكان أو تزيد، سبعة مصحّات حكومية كبرى تتكامل وتتنافس فيما بينها - بآلاف الأسرّة - لتقديم خدمات صحية نوعية للمواطن على مستوى البلاد ولمنسوبي قطاعاتها، وبما تتطلبه المثاليّة من تغذية ومرافق لوجيستية مساندة في مختلف التخصصات الطبية، ومع ذلك لا يزال هناك المزيد في طور التنفيذ، وبخاصة في مجالي الانت

كانت القديح أقداحًا مملوءة بالوطنية

لم يكن مرور أسبوع على فاجعة «جامع القديح» بكافٍ لأن تهدأ فيه الخواطر، فالوفود لا تزال تتوالى من أرجاء السعودية لتكشف عن مكنوناتها من الحب والتضامن، وعن التأكيد على وحدة الدم والمشاعر، وعلى أن الولاء للوطن فوق كل اعتبار ومصير. و«القديح» القرية الوادعة في حاضرة القطيف، ومن قبلها «الدالوة» البلدة الحالمة في حاضرة الأحساء التي فُجعت هي الأخرى بحادث مماثل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وكلتاهما في شرق السعودية المطلّ على الخليج العربي، شهدتا اختبارين يحملان في طيّاتهما معاني لم تكن تقلّ في المغزى والمدلولات عما نتج عنهما من قتل نفوس المصلّين والأبرياء. ما يجمع بين الجريمتين الإرهابيّتين المؤس

المدينة المنورة بعد عامين من اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية

كانت زيارة كثير من زائري مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام - وكاتب هذه السطور واحد منهم - تنحصر فيما مضى في المسافة التي يقطعونها بين المسجد النبوي والفندق والمطار، وبقيت العلاقة مع هذا المكان المقدّس على هذا النحو طيلة العقود الماضية من أعمار الكثيرين، مع شعور عميق بالروحانية التي تضفيها قدسيّة المكان والتاريخ وأجواؤهما على كل من يصل إليه من مشارق الأرض ومغاربها. لكن من أسعدته الظروف أن يقترب في العامين الماضيين من المسجد الشريف، بعد مرور ذلك الاحتفال البهيج الذي أقامته مدينة الرسول الأعظم لاختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية (2013) يحس أن ثوبًا قشيبًا جديدًا قد لبسته طيبة الطاهرة، وأن برامج كثي

عندما يصبح الإعلام جزءًا من المشكلة

ما من موضوع لاكته الألسن عبر عقدين مثل الإرهاب؛ تعريفه وفكره وبواعثه وآثاره وتمويله وتحريكه وصلة الإسلام به ودور الإعلام والمناهج فيه... إلخ. ورغم كل ما أفردته المؤتمرات والكتب ووسائل التوعية والتوجيه ومكافحة التطرّف لبحثه ومحاربته، منذ أيام منظمة «كوكلوس كلان» العنصرية في مطلع القرن الماضي، فإن الإرهاب يزداد شراسة وبأسا، والإعلام يراوح مكانه انحدارا وبؤسا، ولوث الفكر المتشدّد والتكفير ينتشر فُحشا ورجْسا، و«القاعدة» فكرا وأفعالا تتمدد، و«داعش» قبحا يتسيّد، وجماعة بوكو حرام بغيا تتشدّد، ودول الربيع العربي تتبدّد، والخطر يداهم الجميع من المحيط إلى الخليج، والنتيجة: لم ينجُ أحد!!

د. راشد المبارك: بلاط العلماء والأدباء

في عرف الصالونات الأدبية - التي تميزت بها الثقافة العربية وازدهرت في العصور الأموية والعباسية وفي الأندلس وربما قبلها، ثم استمرت في بغداد والشام ومصر والمغرب وفي الحجاز، ونقلت كتب التراث العربي مثل كتاب «الأغاني» للأصفهاني و«الإمتاع والمؤانسة» للتوحيدي أخبارها وما كان يدور فيها - تقف أحَدِية الدكتور راشد عبد العزيز المبارك الأسبوعية في الرياض منذ عام 1981، شامخة بين منابر الحركة العلمية والثقافية الأهلية يشار إليها بوصفها نموذجا حيا عامرا بالمطارحات الفكرية، ومن ورائها إنسان رضع الثقافة في أسرة أحسائية عريقة في العلوم والآداب والتاريخ والفقه والرواية والحفظ والتراث، فلا تكاد تجد فردا فيها إلا

الملك السابع: سلمان بن عبد العزيز

أنجب الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية 36 ابنا، بقي منهم 13 أميرا هم: بندر ومشعل وعبد الرحمن ومتعب وطلال وتركي ونواف وسلمان وممدوح وعبد الإله وأحمد ومشهور ومقرن، وقد توافق الملك والأسرة المالكة على اختيار سلمان الابن الخامس والعشرين في تسلسل الترتيب العمري من سلالة الملك المؤسس لتولّي الحكم بعد الملك عبد الله، وليكون بذلك الملك السابع للمملكة العربية السعودية، وعلى اختيار الأمير مقرن الابن الخامس والثلاثين وليّا لعهده. كانت ولادة الملك سلمان في الرياض في مطلع عام 1936 م، وبدأت حياته السياسية والإدارية في منتصف الخمسينات من القرن الماضي نائبا عن أخيه الأمير الراحل نايف أمير منطقة ا

أرياف المملكة.. سياحية حالمة وغافية على كتف الجبال

قليل جدًا من يفكّر في بلاد تضمّ الربع الخالي والدهناء وصحراء النفود الكبير سوى أنها بيئة جرداء قاحلة طاردة، بينما هي في الواقع تحتضن مواقع تضاهي وتنافس - في تنوّع مناخها وفي جمالها وفي منتوجاتها من الفواكه وفي مكوّناتها الطبيعية الجبلية والبحرية وفي شواطئها - بلدانًا معروفة في إمكاناتها وجذبها السياحي. كان المعتقد فيمن يهاجر صيفًا إلى الشمال، وبخاصة نحو لبنان وتركيا وأوروبا، أنه إنما يبحث في الغالب عن الانفتاح الاجتماعي في تلك البلدان، لكن الشواهد تثبت أنها ليست القاعدة ومنظر الآلاف من السعوديين والخليجيين تغصّ بهم المواصلات للوصول إلى الطائف والباحة والنماص وتنومة وأبها وخميس مشيط ورجال ألمع

الخويطر: أسبقية الدكتوراه وتعددية الوزارة

ذو شخصية تغري بالحديث عنها، لا لأنها تحب ذلك، لكن ملامحها تجتذب الأقلام، فهو في عالم الشهادات العليا الأول بين أقرانه السعوديين، وفي دنيا التوزير الأكثر بالأصالة أو بالنيابة، وفي ميدان الوزارات السيادية وغير السيادية الأقدم، وفي ميدان تدوين سيرته الذاتية الأطول باعا، وفي البساطة والتواضع ولباقة الحديث والوفاء والتواصل بالناس يشار إليه بالبنان. وهو في سمعة ترشيد الإنفاق الحكومي الأبرز مثالا، وفي البعد عن بهرجة الأضواء الأوضح نموذجا، كتبت عنه في هذه الصحيفة بعنوان: قصدٌ في الإنفاق وزهدٌ في الأضواء (11054 في 4-3-2009) بمناسبة تكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) بوصفه أديبا مهتما