عبير مشخص
صحافية وكاتبة سعودية في مجال الفنون والثقافة

حاتم الطائي في كانساس

في إحدى فقرات البرنامج الإخباري 60 دقيقة على شبكة «سي بي إس» الأميركية عرض فيلم قصير جدا عن «سانتا الخفي»، عبر الفيلم رأينا قوة الشرطة في مدينة كانساس تقوم بدور سانتا كلوز أو بابا نويل، فيفاجئون السائقين أو مراكز إيواء المشردين ويقومون بتوزيع الأوراق المالية متمنيين لهم موسم أعياد سعيدا. الفكرة كانت لأحد الأغنياء الذي يحرص على البقاء بعيدا عن الأضواء، ونراه في البرنامج وهو معطي ظهره للكاميرا يتحدث لأفراد الشرطة حول مشروعه.

طيور الجنة في قبضة «داعش»

منذ أسبوعين ذكرت وسائل الإعلام السعودية أن مواطنا سعوديا أخذ طفليه (10 و11 عاما) إلى رحلة لتركيا، لتكتشف طليقته عبر رسالة نصية منه لاحقا أنه اصطحبهما إلى سوريا لينضموا الى المجاهدين هناك، قائلا في رسالته "أحتسبي أبناءك طيورا في الجنة". في نفس الأثناء ظهرت صور على "تويتر" التقطها مواطن أسترالي لطفله البالغ سبعة أعوام وهو يحمل رأسا مقطوعة، وبالامس نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية صورة للصبي يونس عبود (13 عاما) من بلجيكا وهو يحمل سلاحا ويضع عمامة ويرتدي جلبابا قصيرا، وتساءلت إن كان يعد أصغر إرهابي صدرته بلجيكا. ولكن القصة لا تنتهي بشاعتها إلى هذا الحد.

أسرى الهاتف الذكي

تساءل مقال في صحيفة "الاندبندنت" مؤخرا عن تأثير "الثقافة الذكية" - وهو الاسم الذي أطلقة كاتب المقال على مدمني استخدام الهاتف الذكي - وخاصة بالنسبة لزوار المتاحف والمعارض. ولاحظ الكاتب أن الكثيرين من الزوار لتلك الأماكن أصبحوا ينشغلون بتسجيل لحظات وجودهم في المتحف على الهاتف الذكي؛ فتجدهم يلتقطون لأنفسهم صورا أمام اللوحات الشهيرة أو ينشغلون بنقل تلك الصور الى مواقع الاتصال الاجتماعي للمشاركة بها مع أصدقائهم. وبدا أن الكاتب ينعى فكرة زيارة المتحف بغرض الاستمتاع بالأعمال الفنية والنظر لها مباشرة، عوضا عن النظر إليها عبر عدسة كاميرا رقمية.

«أم الرخا والشدة»

"جدة.. أم الرخا والشدة"! كانت الجملة المفضلة لدى والدي، الذي عاش طفولته وشبابه في أحد أحيائها القديمة، وتابع دراسته في مدرسة الفلاح، أول مدرسة للأولاد فيها، التي تقع في منطقة وسط البلد. صورة جدة قديما تشكلت في ذهني من حكاياته ورواياته، ما زالت صور حارة العلوي وحارة الشام وحارة اليمن وحارة المظلوم والمباني ذات النوافذ الخشبية الجميلة (الرواشين) هي أول ما يتبادر لذهني عند ذكر اسم عروس البحر الأحمر. منطقة البلد وشوارعها الضيقة المزدحمة أطرافها ببسطات البائعين الذين يبيعون العطور والمجوهرات الذهبية الرخيصة إلى جانب أنواع اللبان والبخور، كل تلك الأشياء كونت الصورة الخيالية لجدة في ذهني.

عشاق دراما المحاكم

تذمر الكثير من المشاهدين في بريطانيا بسبب المتابعة اليومية والبث المباشر لمحاكمة الرياضي الجنوب أفريقي أوسكار بيستوريوس، المتهم بقتل صديقته ريفا ستينكامب. وسبب التذمر مبدأيا هو مالي بحت وخاص بمحطة "البي بي سي"، التي تستفيد من ضريبة تفرض على كل مواطن يستقبل بثا تلفزيونيا على تلفزيون أو أي وسيلة أخرى كالهاتف أو الكمبيوتر. دافعو الضرائب هنا لهم حق الاعتراض على ما يرونه سوء استخدام للمال.

سر الفتاة ذات القرط اللؤلؤي

لوحة فنية أم أسطورة شعبية؟ تساؤل طرحه كاتب بريطاني تعليقا على خبر توافد الجماهير في مدينة بولونيا الايطالية على معرض يقدم لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" للفنان الهولندي يوهان فيرمير. القصد طبعا من التساؤل هو أن الكثير من الذين تزاحموا لرؤية اللوحة ذهبوا وفي أذهانهم الصورة التي قدمها فيلم بذات الاسم ولعبت دور البطولة فيه الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسن. ولكن التساؤل غير منصف برأيي، فحتى لو كانت معرفة عمل فني جاءت عن طريق فيلم روائي، فالمهم هو تقدير العمل والحرص على رؤيته. وأيضا في التساؤل تقليل من قيمة عمل بديع كلوحة فيرمير.

«هي».. ونحن!

هل سنصحو يوما لنجد أن علاقاتنا الانسانية قد اختفت وحلت محلها أخرى "افتراضية"؟ قد يبدو السؤال مكررا، بل ومتوقعا، خاصة إذا فكرنا بسيطرة الانترنت على حياتنا وتغلب وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة الاجتماعية العادية للملايين. الجديد في السؤال هنا هو تخيل مستقبل يبدو قريبا جدا بالقياس الى ما نعيشه هذه الأيام، ذلك المستقبل الذي نعجز فيه حتى عن العيش سويا أو التواصل مع أقرب الناس لنا على مستويات إنسانية عميقة. كل تلك الأفكار راودتني عقب حضوري فيلم "هي" (هير)، الذي يقدم نظرة أخرى لحياتنا مع التكنولوجيا، متخيلا أو مستشرفا واقعا جديدا يبدو غريبا ومخيفا في بعض الأحيان.

التكريم.. فن وثقافة ومجتمع

نشرت الصحف البريطانية أمس صورا للاعب التنس آندي موراي مع خطيبته وهما يغادران قصر باكنغهام بعد أن حصل موراي على وسام ضابط بالإمبراطورية البريطانية (OBE) تكريما له بعد أن أصبح أول بريطاني يحرز لقب فردي الرجال في بطولة ويمبلدون للتنس منذ عام 1936، بالإضافة إلى حصوله على بطولات عالمية أخرى. وقام الأمير ويليام دوق كمبردج بتقليد موراي الوسام نيابة عن جدته الملكة إليزابيث. الوسام في حد ذاته ليس موضوعنا هنا، ولكننا يجب أن نتوقف طويلا أمام فكرة التكريم. كثيرا ما تطالعنا الصحف البريطانية بأخبار عن ممثلين وممثلات ومغنين وفنانين ورياضيين قلدوا ميداليات وأوسمة رفيعة، التكريم هنا هو انعكاس لشعور شعبي غامر ب

الكعك.. والاقتصاد

لم يسامح التاريخ ماري أنطوانيت ملكة فرنسا عندما قالت: «إذا لم يكن هناك خبز للفقراء.. دعهم يأكلوا كعكا»، ولكن تلك المقولة قد تلقى رواجا اليوم خاصة في بريطانيا.. ولكل شيء سبب! المتابعون لبرامج الواقع التي تقدمها «بي بي سي» سيعرفون بالطبع، فهناك برنامج أثر بشكل كبير على المشاهدين من عدة نواح وتنامى تأثيره ليصبح أحد عوامل محاربة الركود الاقتصادي.

الفنانون قادمون..

على خلفية مشهد يبدو سريالي يجرى في أطراف العالم العربي اختلطت فيه أصوات كثيرة متنازعة وظهرت فيه نغمات أقل ما يقال فيها بأنها نشاز لغربتها على واقع بلادنا، يسري خيط من الأمل بهدوء غير عابئ بالفوضى ومظاهر التفرق والخلاف. فبشكل ما نجد أن هناك في المنطقة اهتماما يافعا بالفنون، لا تتصور أن يتجمع فنانون من سوريا وفلسطين ومصر والعراق ولبنان في هذه الأوقات العصيبة لعرض أعمالهم الفنية التي تدور حول واقع بلادهم في فعاليات فنية متزايدة في المنطقة.