أكرم البني
كاتب وصحافي سوري وناشط في مجال حقوق الإنسان وإحياء المجتمع المدني. مواليد مدينة حماة - سوريا 1956. درس الطب البشري في جامعة حلب. يكتب في الشأن السوري.

عن غياب استراتيجية أميركية للمنطقة!

خلال زيارته الأخيرة لكوريا الجنوبية واليابان، أكد الرئيس الأميركي، في جوابه على احتمال التدخل عسكرياً لردع الصين، أن سياسة بلاده تجاه تايوان المعروفة باسم «الغموض الاستراتيجي» لم تتغير، ما يشجّع على التساؤل، على مشارف زيارة الرئيس نفسه إلى الشرق الأوسط، عن الاستراتيجية التي تحكم السياسة الأميركية وتوجهاتها في منطقتنا، فلا غموض ولا وضوح ولا مسار منسجم وحاسم، بل جملة من المواقف الملتبسة أو المرتبكة والمترددة وأحياناً المتناقضة، من دون بذل أي جهد أو عناء لإيضاح أسباب ذلك التناقض أو الارتباك أو التردد. صحيح أننا عرفنا في مطلع القرن، استراتيجية أميركية واضحة تجاه منطقتنا حملت عنوان «الشرق الأوسط ال

أي أفق أمام السوريين؟

لا حلول في الأفق ولا أمل بخلاص قريب...

عن أي انتصار يتحدثون؟

... نجاح القوات الروسية في تحقيق تقدم عسكري بشرق أوكرانيا، وتحديداً في إقليم دونباس المتنازع عليه منذ سنوات... الادعاء بفشل العقوبات الاقتصادية على موسكو، والتغني بارتفاع قيمة صرف «الروبل» جراء قرار روسيا تسديد ثمن الغاز بعملتها من قِبل ما اعتبرتهم دولاً غير صديقة... ما يثار عن تنامي قلق الاتحاد الأوروبي من استنزاف موارده في مجال الطاقة، وما تتكبده مجتمعاته من ارتفاع الأسعار وأعباء استقبال ملايين اللاجئين الأوكرانيين...

مستجدات المشهد السوري!

يصح القول إن المشهد السوري، الذي بات مرتهناً بشدة للعوامل الخارجية، هو الأكثر عرضة للتأثر بما يطول العالم من مستجدات ومتغيرات، ربطاً بانعكاس تلك المتغيرات على مواقع الأطراف الفاعلة فيه وأدوارها. أولاً، ما يخلفه انشغال موسكو في الحرب على أوكرانيا من تأثير في دورها ووزنها في سوريا، خصوصاً بعد تعثرها وعدم نجاحها في تحقيق انتصار سريع وغير مكلف هناك، إن لجهة اهتزاز الثقة بها كحليف كان يعتبر كلي القدرة بين قطاع واسع من السوريين، وفي أوساط السلطة الحاكمة، وإن لجهة انحسار قدرتها على المناورة والتقرير في حقل تنافسها مع الجهات المتدخلة في الصراع السوري، كما تراجع إمكاناتها لمد النظام بما يحتاج إليه من د

جدوى الإصرار على إحياء الاتفاق النووي!

أمام تكرار الاعتراف النقدي لغير مسؤول أميركي وأوروبي، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، بخطأ ارتُكب في الرهان على استدراج موسكو لفتح صفحة جديدة، عبر تشجيع الانفتاح عليها وتقديم حوافز مادية ومزايا اقتصادية، تبدل مناخ التوجس والعداء نحو التعاون والشراكة، بما يضمن أمناً واستقراراً مديدين للقارة الأوروبية، أمام ذلك، لا يمكن للمرء إلا أن يقف متسائلاً عن دوافع الإلحاح اللافت للدول الغربية في خوض الرهان ذاته مع طهران وملفها النووي، والتعويل على استمالتها عبر الاستعداد لرفع العقوبات، وتقديم تنازلات، أسوأها التراجع عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، بأمل تغيير سلوكها من دولة معادية إلى دولة م

الحوار الكردي في سوريا!

هم قلة من توقعوا استمرار ونجاح جولات الحوار والتفاوض التي انطلقت منذ عامين في أبريل (نيسان) 2020 بين قطبي الحركة الكردية السورية، حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفائه أحزاب الوحدة الوطنية من جهة، والمجلس الوطني الذي يضم أكثر من عشرة أحزاب كردية من جهة أخرى.

الوطن السوري ويوم الاستقلال!

من الصعب أن تجد بين السوريين من كان لا يحتفي، في 17 أبريل (نيسان)، بذكرى يوم الاستقلال وجلاء المحتل الفرنسي عن أرض الوطن، وقد درجت العادة أن يتجلى الاحتفاء في مدينة دمشق مثلاً، بتنظيم رحلات مدرسية وشبابية أو نزهات عائلية إلى روابي ميسلون حيث يرقد يوسف العظمة، لكن، الآن، تبدو غالبيتهم غير مكترثة بهذه المناسبة، وكأن الحديث عن الاستقلال والخلاص من مظالم الاحتلال لم يعد يعنيها، وهي التي ذاقت الأمرين مما هو أشد وطأة وقهراً على أيادي شركائها في الوطن، حتى بدا أمراً مألوفاً أن تسمع كلمات تترحم على أيام الاستعمار، في معرض إدانة الواقع القائم وإظهار حقيقة أن حيوات البشر وحقوقهم لم تصل على يد الأجنبي إل

عن العولمة والحرب في أوكرانيا!

هل يصح ما أثير عن أن الحرب في أوكرانيا قد دشنت نهاية ظاهرة العولمة، أم يحمل هذا الاستنتاج الكثير من التسرع؟ سؤال يتواتر اليوم في ظل تقدم كتلة عالمية وازنة اقتصادياً، لمعاقبة روسيا ومحاصرتها وعزلها ليس فقط عن دوائر السوق العالمية وإنما أيضاً عن مختلف الأنشطة الإنسانية، ثم مع ارتفاع حرارة الدعوات لسياسة أوروبية تطمح إلى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي في مجال الطاقة والمواد الحيوية، للتخلص من حاجتها لاستجرار النفط والغاز، وتالياً مع بدء تفشي خيار الاكتفاء الذاتي، وانكفاء الجماعات البشرية للاحتماء بقواعدها الوطنية أو الإقليمية العتيقة. من الصعب الاتفاق على تعريف دقيق للعولمة، إلا أنها عموماً، ظاهرة ت

السوريون والحرب في أوكرانيا!

تتعدد مواقف السوريين من الحرب الدائرة في أوكرانيا، تبعاً لتعدد اصطفافاتهم واختلاف رهاناتهم حول نتائجها وما قد تخلفه تداعياتها من تأثير على حياتهم وخياراتهم. فور إعلان الحرب، سارع النظام السوري ومن يلتفون حوله، إلى المجاهرة بتأييدها والترويج لمشروعيتها، على أنها تصحيح للتاريخ وبدء نهاية القطب الواحد المسيطر عالمياً الذي استهتر بمصالح موسكو وأمنها، كذا!

أي حرب باردة ينتظر العالم؟!

ليس تسرعاً أو نوعاً من التبسيط، اعتبار حرب روسيا على أوكرانيا منعطفاً نوعياً في العلاقات بين موسكو والغرب، عنوانها القطيعة والجفاء بدل الحوار والتشارك. والقصد أن من كان يعتقد أن الحرب الباردة قد انتهت بعد سقوط جدار برلين، عليه أن يتابع اليوم جديد المشهد العالمي.. قرار الرئيس بوتين بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى، بعد أيام من إعلانه الحرب على أوكرانيا، ودخول جيشه من عدة محاور للسيطرة على ذلك البلد.