بوبي غوش
- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

كيف يمكن لأميركا مساعدة الإيرانيين وإيذاء النظام الإيراني؟

من الصعب للغاية قياس الطيف الكامل للاحتجاجات التي اندلعت في كافة أرجاء إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك لأسباب ليس أقلها أن النظام الإيراني في طهران قد أغلق الاتصال عبر الإنترنت في معظم أنحاء البلاد. ويشير هذا القرار إلى استشعار النظام الإيراني التهديد الكبير إثر مظاهرات الغضب الشعبي بأكثر مما كانت عليه الاحتجاجات الشعبية السابقة في نهاية عام 2017. ولقد اندلعت موجة الاحتجاجات الشعبية الراهنة إثر القرار الحكومي الإيراني بزيادة أسعار الوقود، ومحاولة سد الفجوة الكبيرة في الميزانية الناجمة بصورة جزئية عن العقوبات الاقتصادية الأميركية على الجمهورية الإسلامية.

أوروبا وتوحيد الصفوف ضد التهديدات الإيرانية

بدأت الغشاوة في السقوط تدريجيّاً من على العيون الأوروبية حيال إيران. وفي بيان مشترك صدر، مؤخراً، وضعت كلّ من ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا المسؤولية على عاتق الجمهورية الإسلامية فيما يتصل بالهجمات الأخيرة على منشآت شركة «أرامكو» النفطية السعودية، مضيفة في البيان أنه «لا يوجد تفسير آخر معقول لما حدث». وضمن اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك حالياً، استغلّ القادة الأوروبيون اجتماعاتهم مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في التشديد على الضغوط.

فشل مغامرة إيران تجاه ناقلات النفط

إذا حكمنا على الأمور بالاعتماد على دعايات النظام الإيراني، فسنجد أن «المقاتلين الشجعان للحرس الثوري الإسلامي احتجزوا مدمرة تابعة للأسطول البريطاني مزودة بصواريخ موجهة». وتكشف مقاطع مصورة جرى تداولها رجالاً تابعين للحرس الثوري يهبطون على متن سفينة، بينما يتابع زملاء لهم الأمر من على متن قوارب سريعة تسير إلى جانب المدمرة الكبيرة، ويشجعونهم بصيحات «الله أكبر!» وتكشف صور أخرى الرجال وهم يتقدمون بحذر وفضول على ظهر السفينة، شاهرين أسلحتهم الآلية استعداداً لخوض معركة حامية الوطيس. وعجَّت وسائل الإعلام الإيرانية بتقارير حول النصر العسكري التاريخي المبين!

عثرات إردوغان ونهوض أوغلو

لا يزال من المبكر إعلان أكرم إمام أوغلو «إردوغان الجديد»، لكن استعداد أعداد كبيرة للغاية من الأتراك والمتابعين للشأن التركي للقيام بذلك ينبغي أن يثير قلق «إردوغان القديم». للمرة الأولى على امتداد ما يقرب من عقدين، يقف أمام الرئيس رجب طيب إردوغان، منافس سياسي يملك قدرة مؤكدة على حشد الناخبين، في الوقت الذي يتحمل إردوغان وحده ذلك. لو أن إردوغان لم يصر على إعادة الانتخابات على منصب عمدة إسطنبول، لكان إمام أوغلو اليوم مجرد شخص نجح في التسلل إلى منصب عمدة إسطنبول من خلال 14000 صوت في وجه منافسه من حزب العدالة والتنمية القوي الذي يتزعمه إردوغان، بجانب جماعات معارضة أخرى.

نظرة على المشهد السياسي الإيراني

يفتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني أي أهمية تذكر، لدرجة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم تأبه حتى لفرض عقوبات ضده. بدلاً من ذلك، فرضت الولايات المتحدة حالياً عقوبات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي وثمانية قادة عسكريين، وتستعد لاتخاذ إجراءات مشابهة ضد وزير الخارجية محمد جواد ظريف. كما فرضت واشنطن بالفعل عقوبات ضد قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» و«الحرس الثوري» الإسلامي المدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية. وفي خضم المشهد السياسي الإيراني الذي يعتمل بكراهية الولايات المتحدة، فإن التعرض للاستهداف من جانب «الشيطان الأكبر» على هذا النحو يعد بمثابة وسام شرف...

الإعلان النووي الإيراني يخدم أغراض ترمب

أعلنت إيران يوم الاثنين الماضي أنها على بعد 10 أيام من خرق سقف المخزون النووي الذي فرضته «خطة العمل الشاملة المشتركة» التي وقعت عام 2015، ولأسباب وجيهة، فإن الجمهورية الإسلامية تهدد بتخصيب اليورانيوم بنسب تتخطى 3.67 في المائة المقررة، والتي تمنع تصنيع الأسلحة، حال لم تتحرك الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاقية بسرعة لإنقاذها. بالنسبة لهؤلاء الأوروبيين، وهي كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن هذه اللحظة حقيقة، فهم ما زالوا يدعمون بصوت عالٍ المعاهدة أو الاتفاق النووي، ولا يزالون يواصلون انتقاد الولايات المتحدة لإلغائها العام الماضي.

مواجهة الجنون الإيراني حيال ناقلات النفط

لوح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأصابع الاتهام صوب الجمهورية الإسلامية، كما أصدر المسؤولون الأميركيون فيديو يزعم أنه لزورق بحري سريع تابع لقوات الحرس الثوري الإيراني يتحرك بجانب إحدى الناقلتين. ويظهر الفيديو بعض الرجال يحاولون إزالة لغم بحري غير منفجر من على جسم الناقلة. والمعنى الضمني المتاح حتى الآن يفيد بأن الجناة كانوا يزيلون أدلة إدانتهم. كما ألقت الولايات المتحدة باللائمة على إيران لشنها هجمات على السفن في ميناء الفجيرة خلال الشهر الماضي.

أمل تونس الأخير في إصلاح اقتصادي

بعد ثماني سنوات من اندلاع شرارة الربيع العربي تستعد تونس مرة أخرى لمواجهة اضطراب سياسي خلال عام 2019، ويخوض رئيس الوزراء يوسف الشاهد صراعاً مع الرئيس السبسي، الذي انسحب بدوره من شراكة دامت لأربعة أعوام مع حزب النهضة، الذي يعد أكبر حزب في البرلمان. ويتعرض الشاهد لضغط متزايد من اتحادات القطاع العام بسبب الرواتب، وبيع الشركات المملوكة للدولة.