لينا الخطيب
رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «تشاثام هاوس» - لندن

علامات أمل للتغيير الإيجابي في العراق

مر العراق بأوقات عصيبة على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية. انتصار الحكومة العراقية عسكرياً على «داعش» لم يترجم بعد إلى فرص عمل لأولئك الذين فقدوا سبل معيشتهم في المناطق التي كان يحكمها التنظيم سابقاً والتي تم تدميرها في الحملة العسكرية الدولية ضد «داعش»، كما هو الحال في الموصل. تحسن الوضع الأمني في البلاد لكن هجمات الإرهابيين مستمرة، خصوصاً أن «داعش» يحاول تأكيد نفسه في أعقاب فقدان معظم سيطرته الإقليمية في العراق وسوريا. لا يزال الفساد مشكلة مستوطنة، حيث صنفت منظمة الشفافية الدولية العراق الدولة الـ 169 من أصل 180 دولة على مؤشر الفساد الخاص بها.

أربع وعشرون ساعة في شارع الحمرا

في صباح يوم ممطر في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، قبل شروق الشمس، قررت الجلوس على رصيف شارع الحمرا الأكثر ازدحاماً في بيروت، في جزء معين من الشارع كان يتردد عليه المتسولون والباعة المتجولون في الشوارع والمشردون. في كل ساعة، كنت أقوم بالتسجيل على الفيديو دقائق عدة من الحياة اليومية كما تُرى من منظور شخص يجلس على الرصيف. قضيت أربعاً وعشرين ساعة متواصلة في شارع الحمرا بهذه الطريقة، خلال بعضها جلس معي والدي المحب للتجارب الفريدة، حتى الرابعة من صباح اليوم التالي.

الهجوم على إدلب والموقف الأميركي

لم يكن من المتوقع أن يغير الاجتماع الروسي - الإيراني - التركي الذي تم يوم الجمعة الماضي من الخطة الروسية - السورية لشن هجوم على إدلب، بل وأبرز تبعية تركيا لروسيا وإيران بشأن سوريا. مع بدء روسيا والنظام قصفهما إدلب يبدو أن كثيراً من صانعي السياسة الدوليين يتخذون الموقف بأنه لا يمكن فعل شيء حيال ذلك. لكن هذا النوع من التفكير قصير النظر. طوال مدة الصراع السوري، كان العمل العسكري من قبل الجهات المؤيدة للنظام غالباً ما يسبق التفكير في المناورة السياسية من الغرب والأمم المتحدة. ولذا غالباً ما انتهت المكاسب العسكرية لجانب النظام إلى جعل المفاوضات السياسية عديمة الجدوى.

لا يوجد إصلاح جاد في العراق من دون النساء

من المقرر أن يستضيف العراق اليوم (الثلاثاء)، اجتماعاً لمجلس الوزراء لمناقشة الشؤون المدنية في محافظة البصرة. يأتي ذلك في وقت لم يقم فيه العراق بعد بتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو (أيار). اجتماع مجلس الوزراء حول البصرة مهم لسببين. الأول هو أن البصرة، التي تنتج ما يقرب من 80 في المائة من نفط العراق، تعاني من التلوث الذي جعل مياه الشرب فيها غير آمنة، ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب الحكومة.

التأثير الطويل المدى للعقوبات الأميركية على إيران

في الأسبوع الماضي، انقضى الموعد الأول الذي قدمته الولايات المتحدة لإعادة فرض العقوبات على إيران. على الرغم من أن إعادة تطبيق العقوبات لن تُترجم إلى انهيار في الاقتصاد الإيراني على المدى القصير، فمن المرجح أن تجد إيران نفسها تحت ضغط مالي كبير على المدى الطويل. لقد أعطى إعلان الولايات المتحدة في مايو (أيار)، أنها تنسحب من الاتفاقية النووية مع إيران، ثلاث مهل زمنية لإعادة فرض العقوبات الأميركية. كان الأولى في السادس من أغسطس (آب)، والثانية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، والموعد النهائي هو 180 يوماً منذ إعلان الانسحاب الأميركي من الاتفاقية النووية.

«داعش» لا يزال أداة للنظام السوري

لقد فاجأ هجوم «داعش» على السويداء في جنوب سوريا، كثيرين، حيث جاء في وقت هُزم فيه التنظيم الإرهابي إلى حد كبير في العراق وسوريا. لا تزال لدى «داعش» جيوب نفوذ في الجنوب السوري، لكن روسيا والنظام السوري عرضا حملتهما العسكرية المستمرة في المنطقة، والتي انطلقت أولاً إلى الغوطة الشرقية ثم اليرموك وتركز الآن على درعا، على أنها استهداف لـ«داعش» وإرهابيين آخرين. في الواقع، تهدف الحملة إلى استعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ثمن الشرخ في العلاقات الأميركية ـ الأوروبية

جاءت زيارة الرئيس دونالد ترمب للمملكة المتحدة الأسبوع الماضي لتسلط الضوء على العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. هذه العلاقة لا تزال قوية نسبياً، ولكنها تواجه تحديات أوسع نطاقاً تتجلى في علاقات الولايات المتحدة عبر الأطلسي مع باقي أوروبا. شؤون الشرق الأوسط جزء من هذه التحديات التي إن لم تتخطَّها كل الأطراف، فالرابحون سيكونون إيران وروسيا والصين. قبل الكلام عن العلاقات الأميركية - الأوروبية يجب التنويه بأنه لا يمكن الحديث عن موقف مشترك في أوروبا تجاه الصراعات في الشرق الأوسط.

بين إدوارد سعيد ومأساة درعا

اليوم يتم خذل درعا، مسقط رأس الانتفاضة السورية، حيث يكثف النظام السوري وحلفاؤه حملتهم على المحافظة بينما العالم يتفرج على مباريات كأس العالم. إنّ حالة درعا مأساوية ليس فقط بسبب الكارثة الإنسانية التي تحدث حالياً هناك، ولكن أيضاً بسبب ما توحي به عن الطريقة التي يُفهم بها الصراع السوري في الغرب ولكن أيضاً من قبل البعض في الشرق. شاركت الأسبوع الماضي في مؤتمر أكاديمي في لندن للاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق مجلة الشرق الأوسط للثقافة والاتصال، حيث بدأت المتحدثة الرئيسية البروفسورة إيلا شوحيط خطابها بالتذكير بأنه مرت أربعون سنة على نشر كتاب إدوارد سعيد «الاستشراق».

الجغرافيا السياسية لكأس العالم

لقد بدأت بطولة كأس العالم وبوجودها تبرز ساحة أخرى للدبلوماسية الدولية ستكون معنا لنحو شهر. في هذا الصدد، تحمل هذه البطولة اهتماماً متزايداً شبيهاً بما تم منحه لأولمبياد بكين لعام 2008 والذي جسّد صعود الصين كلاعب عالمي، أو دورة ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية لعام 2014 التي اعتمدتها روسيا لتظهر لشعبها أنها قوة عظمى في وقت كانت فيه البلاد تحت رقابة دولية بسبب مشاركتها في النزاع في أوكرانيا وسوريا. غالباً ما تحمل البطولات الرياضية في التاريخ الحديث معنى يتجاوز الأداء الجسدي للرياضيين في الألعاب التنافسية.

الطريق نحو السلام في سوريا من الخارج إلى الداخل

تشهد الديناميكيات السياسية في سوريا غياباً نسبياً للممثلين السوريين. كما أثبتت المفاوضات الأخيرة حول جنوب سوريا، على الرغم من أن النظام السوري لا يتصرف كلياً حسب أوامر روسيا، فإنه يفقد استقلاليته بشكل مستمر قبال موسكو. كما يُظهِر النظام أنه لا يزال غير مهتم بعملية السلام لإنهاء الصراع السوري، بينما المعارضة السياسية السورية ومختلف الفصائل على الأرض ليست لديها المقومات التي تسمح لها ببدء عملية سلام في سوريا. وقد أوضحت الأمم المتحدة من خلال عملية جنيف أنها غير قادرة على القيام بذلك أيضاً، في حين أن عمليات روسيا في آستانة وسوتشي لم تكن أبداً محاولات جادة للتوصل إلى السلام.