لو ظَهر شخص في صيف 1982 وقال للبنانيين، إن أوضاع بلدكم بعد أربعين عاماً ستكون أسوأ مما هي عليه في ذلك اليوم، لما صدقه أحد ولرُمي بالحجارة وطرد كالمشعوذين الدجالين.
شهد ذاك الصيف الاحتلال الإسرائيلي لبيروت وبدايات الاستقطاب الطائفي الذي أفضى إلى حرب الجبل بعد عام، وانهيار مشاريع اليسار والمسلمين مع هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها من لبنان، وانتكاسة كبرى لليمين والمسيحيين بعد اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميّل (مع ما في تصنيفات من نوع اليسار واليمين والمسلمين والمسيحيين من اختزال). وتأسس في تلك الأيام «حزب الله» الذي ظل قوة هامشية حتى أواخر الثمانينات.