جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.

حرب عالمية ثالثة

الوباء اللعين أثبت بعد عام من اللؤم والخبث أنه أقوى من الحربين العالميتين الأولى والثانية، لأنه بدأ حرباً ثالثة لا تشبه سابقتيها، إنها حرب الأعصاب، وما أصعب هذه الحرب التي تدمر الفكر والتفكير والعصب الممتد من دماغك إلى أخمص قدميك، تجعلك تخاف من أي حركة وأي نفس وأي عطسة وسعال. المرض العقلي من أكثر الأمراض التي تفتك بالبشر ومن أكثرها تسبباً في الانتحار والموت. استطاعت حرب الأعصاب أن تحول عالمنا إلى سجن كبير، دون التفرقة في السن والعرق والدين.

لبنان باختصار

لم أقاوم فكرة السفر إلى لبنان رغم صعوبة الرحلة بدءا بفحص كورونا قبل السفر وانتظار النتيجة بفارغ الصبر والأخذ بالحسبان الساعات الـ72 التي يتعين عليك السفر خلالها وإلا فيذهب عناء الفحص المزعج، الذي يخدش البلعوم والأنف، والحجر المنزلي 14 يوما عند العودة. السفر إلى لبنان وباقي الدول على لائحة الممر غير الآمن، معقد في زمن كورونا الذي غيّر الموازين وقلب القوانين، فعند وصولك إلى بيروت بالسلامة يستقبلك فريق آخر من الممرضين والممرضات في المطار، يتأهبون لغزو أنفك فقط لأن الفحص في لبنان أخف وطأة منه من لندن، وإذا كانت لديك نتيجة إلكترونية سارية المفعول للفحص الصادر في لندن، فتعلن براءتك وتمنح ورقة كتب عل

سياحة «الفاكسين»

كان السفر إلى القمر حلماً واليوم أصبح السفر بعينه حلماً، في الماضي القريب توفرت لنا سبل السفر والسياحة واكتشاف البلدان، غازلنا الثقافات بوسائل عديدة، سافرنا بأجمل الطائرات وأسرع القطارات وأفخم السفن، واليوم وبعد نحو العام على تفشي فيروس كورونا الذي طال البشر والحجر والاقتصاد، ذلك السجان عديم الضمير الذي وضعنا في زنزانات انفرادية حرمنا من التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، حرمنا من كل شيء حتى التنقل. السفر والسياحة أصبحا شيئاً من الذكريات، العام الماضي كنا نتكلم عن السفر إلى القمر لدرجة أن هناك من حجز تذكرة لزيارة القمر في عام 2023، واليوم يحلمون برؤية المطار وليس المركبة الفضائية التي بنوا عليه

هل للعمر تاريخ صلاحية؟

في الصحافة الغربية تقليد لا يمكن تطبيقه في العالم العربي، لأن المعنيين في البلدان الناطقة بلغة الضاد يعانون من حساسية مفرطة تجاه السن، في الغرب السن هو مرادف الاسم، سواء أكان الشخص مشهوراً أم مطموراً، السن موجود، والشفافية فيه واضحة وصريحة من دون استثناء المشاهير من الجنس اللطيف. في عالمنا العربي،…

قلبي يكتب

سمعت الانفجار الذي ضرب مدينتي الحبيبة بيروت وأنا في لندن، لم أسمعه بأذني ولكني سمعته بقلبي. مقالاتي السابقة كتبتها بقلمي، إنما هذا المقال أكتبه بقلبي الحزين على رؤية ما حل بست الدنيا وجميلة العواصم. لن أغوص في الكلام عن بيروت وعن الانفجار لأن هناك من سبقني من الكتاب اللبنانيين والعرب الذين أرفع…

وجهاً لوجه

هذا العام لا يمكن أن يُحتسب من عمرنا. أنا شخصياً سأحتفل بنفس عدد السنوات التي احتفلت بها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. والسبب هو أنني أشعر بأن فيروس «كورونا» وضعنا في الثلاجة منذ بداية العام، ودرجة الحرارة المتدنية تحفظ المكون جيداً.

لندن... مدينة الأشباح

«مدينة إذا سئمت منها يعني أنك سئمت من الحياة»، هذه العبارة ليست من ذكائي وتأليفي إنما تعود للكاتب البريطاني سامويل جونسون، هكذا وصف الكاتب مدينته الجميلة والراقية لندن في القرن السابع عشر، والحمد والشكر لله أن جونسون لم يكتب له ليعيش أيام «كورونا» وليرى ما فعله هذا الفيروس اللئيم بمدن العالم ومدينته النابضة بالحياة. يعيش في لندن أكثر من ثمانية ملايين نسمة، ويزورها في العام الواحد حوالي 19 مليون سائح، إنها مدينة غنية عن التعريف، يعشقها معظم العرب، ويصعب على من عاش فيها لفترة من الوقت أن يشد العتاد ويهجرها.

رثاء السفر

في الأمس القريب كنا نتكلم عن السفر إلى القمر، واليوم نتكلم عن تاريخ إعادة فتح المطارات. وفي وقت كنا نتكلم فيه عن مستقبل السيارات الطائرة، وجدت الطائرات نفسها بلا أجنحة. قلب فيروس «كورونا» حياتنا رأساً على عقب. غيّر عاداتنا، بدّل أفكارنا، جعلنا نعيش حالة رعب ووسواس، حرمنا من رؤية عائلاتنا وأصدقائنا…

إن لم تنجح في الدرس... فعلى الأقل تعلّم 

هناك مثل روماني يقول: «كاربي دييم»، معناه: استحوذ على يومك واستفد منه. وأنا أضم صوتي إلى الرومان، وأضيف «امتلك اللحظات، حوّلها إلى ذكريات، تعلّم من درس اليوم. فحتى لو فشلت، فقد تكون على الأقل تعلّمت شيئاً جديداً». الحياة درس مستمر.. عندما نستقيظ في كل صباح، فنحن محظوظون. لأن الأقل حظاً لا يستقيظون…

قواسم مشتركة بيني وبين ابنة الـ95 عاماً

احتفل البريطانيون، منذ بضعة أيام، بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، أو ما يعرف بـ«في داي»، ولفتني لقاء مع بيتي ويب، البالغة من العمر 95 عاماً، التي لعبت دوراً فعالاً في فك الشيفرة خلال الحرب العالمية الثانية، وعملت في مركز «بليتشلي» الشهير في شمال إنجلترا، وكانت من أهم الأسماء التي رادفت حل ألغاز الرسائل المشفرة أو الـ«Enigma Messages». سُئلت هذه السيدة، التي لا تزال بكامل قواها العقلية، وتعيش في منزلها، وليس في بيت العجزة، عن رأيها بحرب «كورونا» ضد البشر، والحرب العالمية، ردت: «الفرق شتان ما بين الاثنتين، لأنه خلال الحرب العالمية الثانية، كنا نعرف العدو، أما اليوم في الحرب الحالية فالعدو م