زيد وعمرو كلاهما معرفة، وكلاهما يدعوني إلى بيته ضيفاً. لكنَّ هناك فارقاً كبيراً في الاستقبال. زيد بشوش، سمح، يسأل عن أخباري ويهتم بمساعدتي ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وأحياناً يرفع سماعة الهاتف في وسط حوارنا لكي يستفسر من أصدقاء عن نصيحة تنفعني فيما أنا عازم عليه.
أما عمرو فشكَّاء بكَّاء، يسألني عن أخباري بدافع الفضول، ويحاضرني كثيراً في سلوكي واختياراتي، ويعبس في وجهي نصحاً لي إن علم عني ما لا يعجبه، وغرضه في أي موضوع نتحاور فيه كيف يخرج هو بمصلحة منه.
في ظنكم، أي البيتين أزور؟
إن كانت زيارة البيتين مجانية فلن أزور بيت عمرو إلا مضطراً، وسأفضل زيارة زيد بلا شك.