مهرة سعيد المهيري

شوكة إردوغان ستنكسر في ليبيا

من سوريا إلى العراق ثم ليبيا، تمتد أيادي تركيا لتتدخل فيما لا يعنيها، لتشعل أزمات وتدعم جماعات على حساب أخرى، حتى وإن كان هذا يعني انتشار الإرهاب والدمار. قد يفهم البعض دوافع تركيا للتدخل في سوريا أو العراق، فهناك حدود تجمعها مع البلدين، وأزمات طاحنة تدور فيهما، قد تشكل ذريعة لتدخلها، رغم أن القانون الدولي لا يجيز ذلك بل يجرّمه. ولكن ماذا بشأن ليبيا؟ البلد البعيد آلاف الكيلومترات عن الأراضي التركية، والذي يعاني أصلاً من مشكلات تمزقها. لا نحتاج إلى الكثير من التمعن لندرك أن مشروع الإخوان هو المحرك الحقيقي لإردوغان.

السعودية والإمارات... معاً لتحرير اليمن

تقف الحرب في اليمن على مفترق طرق مهم. فالتحالف الذي تقوده السعودية انطلق في مواجهة تهديد استراتيجي كبير للمنطقة من حافاتها الجنوبية. واُستهدفت السعودية، العمود الذي يستند إليه الأمن في منطقة الخليج، من قبل إيران ومن قبل ميليشياتها الحوثية. استفاد الحوثيون من خلخلة في الأمن والسلطات في اليمن تسببت بها جماعة «الإخوان» بوجهها حزب الإصلاح اليمني، وأوصلت الحال إلى فتح الباب للمشروع الإيراني لكي يجتاح البلد ويبدأ في التخطيط لفرض واقع جديد على المنطقة. هبت الإمارات استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

أمن الخليج فوق الاعتبارات

تنشط الدبلوماسية الأميركية بشكل ملموس خلال الأيام الماضية تزامناً مع تسارع الأحداث في منطقة الخليج. فالهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط، وتلك التي تجري باستخدام طائرات مسيرة، كلها ترتبط بإيران بشكل مباشر. فطهران لا تستطيع الرد على العقوبات الأميركية وحملة خنق اقتصادها بشكل مباشر، فتلجأ إلى ما صارت تحسنه تماماً: الحرب غير المباشرة عبر التنظيمات التابعة لها أو العمليات السرية (وإن كانت أكثر من مكشوفة). أهل المنطقة يعرفون بالضبط ما هي إيران. قد يتجنبون الصدام معها لأسباب مختلفة، منها الحفاظ على ما تبقى من السلام الإقليمي، لكنهم يدركون أن إيران لن تقف عند حد.

أمن عُمان هو أمن الخليج

تستحق سلطنة عمان التهنئة على تمكنها من تحقيق نسبة «زيرو (داعش)».

كيف نستطيع قياس قدرة الإعلام في الخليج؟

الدول النامية، وخصوصاً تلك السائرة في طريق التطور والتنمية، لا تزال تتلمس خطاها في كيفية التعامل مع الإعلام. هل الإعلام جزء من التوعية أم الدعاية أم التوجيه، أم أنه كيان قائم مستقل بذاته يقوم بدور الرقيب، أم هو جهاز حكومي أو أهلي يكون مجالاً حيوياً لتبادل الآراء والأفكار؟ هذه الدول النامية، ومنها دول الخليج، أنفقت كثيراً على الإعلام وعلى مراحل زمنية طويلة. وللإنصاف فإن الإعلام أخذ حصة معتبرة في ميزانيات الدول، ودعمت الحكومات في الخليج أجهزة الإعلام الحكومية والأهلية على حد سواء.

مشروعات مغرضة ضد نهضة السعودية

يريد المغرضون أن يربحوا من السعودية إعلامياً ما كانوا قد خسروه عندما واجهتهم بلاد الحرمين الشريفين بالفعل على الأرض. فالهجمة الإعلامية المتواصلة للنيل من المشروع النهضوي السعودي إنما تريد أن تجهض النهضة، وأن تمنع قيام مشروع عربي إنقاذي يواجه جملة المشاريع المتربصة بالمنطقة. الإسلام السياسي في محور هذه الهجمة، وإن تعددت أوجهه وأغراضه. فالجار الصغير الذي يحاول أن يفلت من المقاطعة، يستخدم أدواته الإخوانية التي تحملها عربته الإعلامية الكبيرة. صار البعض يتهكم إن كان مسمى مثل قناة «الجزيرة» يصلح أن يطلق على القناة، وأن من اللازم تغيير الاسم إلى «هستيريا» أو «خصومة».

المساس بالنهضة السعودية استهداف لنا جميعاً

لا يروق لمن يكن العداء لمنطقتنا أن يشهد نهضة لبلد أصيل وعميق الجذور مثل السعودية. لا نستطيع أن نفسر الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المملكة إلا بكونها استهدافاً لمشروع النهضة لا علاقة له من قريب أو بعيد بقضية ستبتّ بها التحقيقات والمحاكم. لا يمكن أن نشاهد الحرب الإعلامية التي تستهدف بلد الحرمين الشريفين ولا نقول إنها أوركسترا أعدت بهدوء وكانت تنتظر حدثاً، مهما كبر أو صغر، لكي تنطلق وتملأ الصفحات والشاشات. ما المقلق من نهضة السعودية؟ ولماذا تستهدف قيادتها بهذه الشراسة؟ في مقدمة الأمر هو التصدي الشجاع لمشروع تفكيك العالم العربي بدعاوى «الربيع العربي» أو الإسلام السياسي.